بدايةً دعنا نتعرف على مصطلح ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، والتي تمثل الحافظة لكل ما يحدث على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الخاص بك في الوقت الحالي، إذ أن جميع البرامج المفتوحة لديك والوظائف الأخرى التي تعمل في جهازك تستهلك جزء من ذاكرة الوصول العشوائي، وبذلك كلما زادت ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) لديك زادت كفاءة الأداء.
وتأتي الأجهزة الإلكترونية مزودة بشرائح ذاكرة وصول عشوائي (RAM) ذات قدرات ثابتة، إذ لا يمكنك تبديل شرائح ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) على الهواتف كما هو الحال على جهاز الكمبيوتر، ولكن الهواتف قد بدأت في استخدام ذاكرة الوصول العشوائي الموسعة مؤخراً.
وتعمل ذاكرة الوصول العشوائي الموسعة حقيقةً على استخدام البعض من مساحة تخزين الهاتف لزيادة ذاكرة الوصول العشوائي الفعلية، فإذا كان الهاتف يحتوي على ذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 8 جيجابايت، سيتمكن الجهاز من استعارة بعض مساحة تخزين الهاتف واستخدامها لتخزين الملفات أو البرامج.
وقد استفادت العديد من الشركات من هذه الميزة، حيث أننا نجد أجهزة مزودة بذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 8 جيجابايت قد تم زيادتها إلى 12 جيجابايت، مما ينقل الهاتف من هاتف متوسط الجودة إلى هاتف رائد. فعلى سبيل المثال، يأتي هاتف Infinix Note 30 Pro مزوداً بذاكرة وصول عشوائي (RAM) تبلغ 8 جيجابايت ويتم استعارة 8 جيجابايت أخرى من وحدة التخزين مما ينتج عنه ذاكرة وصول عشوائي كبيرة تبلغ 16 جيجابايت، وقد تم استخدام هذه التكنلوجيا في أجهزة الكمبيوتر لسنوات عديدة، في حين أنها لم تصل إلى الهواتف إلا من مدة قصيرة.
ولا تلجأ جميع الشركات إلى استخدام مصطلح ذاكرة الوصول العشوائي الموسعة، في حين يشيرون إليها عبر استخدام الحجم الكامل لذاكرة الوصول العشوائي (RAM) وفق صيغة معينة، كأن تقول 16 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي * (8 جيجابايت + 8 جيجابايت). إلا أن بعض الشركات تعطي هذه التكنولوجيا اسماً معيناً، حيث يطلق iQoo عليها اسم “Extended RAM”، بينما يطلق عليها Vivo اسم “Virtual RAM”، في حين أن RealMe تطلق عليها اسم “Dynamic RAM”.
ما فائدة ذاكرة الوصول العشوائي الموسعة؟
من الفوائد البديهية لهذه الطريقة هو إضافة المزيد من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) إلى هاتفك، مما لن يضطر الجهاز إلى إغلاق التطبيقات في الخلفية عندما لا تزال ترغب في استخدامها، وبالتالي سيصبح من الممكن توفير المزيد من ذاكرة الوصول العشوائي للهواتف التي لا تتمتع بأفضل المواصفات.
ولا ننسى بأن إضافة المزيد من ذاكرة الوصول العشوائي الفعلية إلى الجهاز سيتسبب في زيادة تكاليف التصنيع، مما يجعل الهاتف أكثر تكلفة بالنسبة للعملاء، وبالتالي فإن استخدام جزء من مساحة التخزين يمكن أن يمنح المستخدمين المزيد من ذاكرة الوصول العشوائي دون زيادة سعر الهاتف.
ما عيوب ذاكرة الوصول العشوائي الموسعة؟
بالرغم من كون ذاكرة الوصول العشوائي الموسعة تقنية مفيدة، إلا أنها ليست بالدرجة التي تتوقعها، وذلك بسبب الفرق بين ذاكرة الوصول العشوائي والتخزين، فمع أن كلاهما يقوم بتخزين الشفرة الثنائية، ولكن كل منهما يخدم غرضاً مختلفاً عن الآخر. إذ لا يلزم أن يكون التخزين سريعاً في حين يجب أن تكون ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) سريعة وذلك لأن جميع العمليات التي تجري في جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الخاص بك يتم التعامل معها بواسطة ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، إذ يتم تحميل البرامج التي تستخدمها وعمليات الخلفية على ذاكرة الوصول العشوائي، وهذه المعلومات يجب الوصول إليها بشكل عشوائي وفي أي لحظة.
ونظراً إلى أن التخزين أبطأ من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، فإن قسم التخزين المستخدم لذاكرة الوصول العشوائي (RAM) لا يمكنه القيام بالضبط بما تستطيع ذاكرة الوصول العشوائي الأصلية القيام به.
وهناك أنواع مختلفة من التطبيقات الموجودة في ذاكرة الوصول العشوائي، إذ أن هناك تطبيقات تؤدي المهام وأخرى غير نشطة، حيث تمثل التطبيقات النشطة تلك التي تقوم ببث الموسيقى أو التطبيقات التي تراقب نظامك أو التي تقوم بمهام فعلية في الخلفية، في حين أن التطبيقات غير النشطة لا تقوم بأي وظائف في الخلفية، وهذا يعني بأن وظائفها تتوقف بمجرد خروجها من العملية.
ونظراً لكون مساحة التخزين أبطأ من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، فلا يمكن إرسال التطبيقات النشطة إلى وحدة التخزين، إذ أنها ليست سريعة بما يكفي لدعم المهام التي تقوم بها هذه التطبيقات، وبالتالي يمكن تحميل التطبيقات غير النشطة فقط في وحدة التخزين، لذلك في حال كانت التطبيقات النشطة هي المفتوحة لديك، فسيبدأ الهاتف في إغلاقها عند نفاد ذاكرة الوصول العشوائي، وهذا ما يجعل اختيار هاتف بذاكرة وصول عشوائي أصلية كبيرة أفضل من هاتف بذاكرة وصول عشوائي موسعة.
