قبل بضعة أيام أعلن Sundar Pichai عن صندوق داعم باسم Google Career Certificates بقيمة 100 مليون دولار، إنّ هذه المنحة الجديدة لا علاقة لها بالتعليم الجامعي وإنّما هي منحة مُقَدّمة من الشركة للأشخاص الذين لا يملكون المال الكافي للاشتراك في برامج الشركة الجديدة التي تركّز على تنمية مهارات إدارة المشاريع وتحليل البيانات وتصميم UX وغير ذلك من المجالات الهامّة في قطّاع التكنولوجيا، في الحقيقة فإنّ شركة Google تعتبر من الشركات التي تخصّص جزءًا لا يُستهان به من ميزانيتها لدعم الأنشطة التعليمية، ولكن هل تكفي هذه الشهادات لاستبدال الشهادة الجامعية الرسمية؟
في الحقيقة لا أحد يدعو إلى إلغاء حل التعليم الجامعي العالي ولكن هذا القطّاع يعاني من مشكلة حقيقية والتي تتمثّل بالسعر مقابل القيمة، بناءً على إحصائيات الولايات المتحدة الأمريكية فإنّ إكمال التعليم الجامعي قد تصل تكلفته إلى 170 ألف دولار أمريكي وعند التخرّج في أفضل الحالات قد يصل أجر المتخرّج الجديد إلى 50 ألف دولار سنويًا والتي يذهب نصفها تقريبًا أو أكثر إلى الضرائب ومصاريف المعيشة وإعادة القرض التعليمي، وبالنظر إلى هذه القضية فإنّنا نلاحظ أنّ هذا النظام بأكمله يمثّل مشكلة حقيقية للطلبة، ومن هنا تحرّكت الشركات وساهمت في تشجيع المواهب عبر إمكانية التوظيف دون الحاجة لوجود شهادة جامعية وقد أعلنت الكثير من الشركات منها تيسلا بأنّ الراغبين بالعمل لديها يمكن أن يتم توظيفهم دون شهادة جامعية حيث تعتبر أنّ القدرات والإنجازات هو المعيار الأساسي، في المقابل قد ركّزت شركات أخرى على القدرة على التعلّم كمعيار أساسي.
وإضافةً إلى ذلك قامت بعض الشركات الأخرى بإنشاء معيار جديد وهو تدريب الموظّفين وتأهيلهم بعد العمل، أي في حال وجود بعض المواهب المميّزة في الشركة والذين لا يملكون شهادة جامعية يتم تخصيص مبالغ مالية محدّدة لحضور الندوات والدورات التدريبية لتطوير معارفهم في مجال العمل، جميع هذه الإجراءات وغيرها الكثير تساهم في التصدّي لهذه المشكلة الحقيقية التي يعاني منها نظام التعليم الجامعي والتي تتمثّل بالتكلفة العالية جدًا مقابل حاجة سوق العمل لمواهب ومهارات جديدة لإنجاز الأعمال المطلوبة والمضي قدمًا.
