اتّجهت هواوي خلال الأعوام القليلة الماضية نحو تصنيع ساعات اللياقة البدنية ذات الأسعار المتوسطة، وذلك لمنافسة ساعات شاومي والتي انتشرت على نحوٍ واسعٍ للغاية بين المستخدمين نظراً لأدائها الجيد وأسعارها المعقولة، وقد حفلت ساعات هواوي بالميزات مقابل سعرٍ لم يرتفع عن 85 دولار، مع أن انخفاض السعر سيؤدي فعلياً إلى التخلّي عن بعض المواصفات الأساسية أيضاً، ولكن ساعتها الجديدة Huawei Band 6 لم تخل من مستشعر ضربات القلب ومقاييس السعرات الحرارية وغيرها من الميزات التي سيجري شرحها بالتفصيل خلال فقرات المقال.
أهم النقاط الإيجابية في ساعة Huawei Band 6
تأتي الساعة Huawei Band 6 بشاشة AMOLED ويبلغ قياسها 1.47 إنش، ولهذه الشاشة مستوياتٍ جيدةٍ من السطوع والإشراق وهذا ما يجعل الساعةً قابلةً للاستخدام في الرياضات الصباحية، خاصةً وأنها مريحةً لارتدائها بقية اليوم وخلال الليل من أجل عمليات تتبّع النوم.
كما تعتبر برامج وتطبيقات الساعة كافيةً فعلياً لغالبية احتياجات المستخدمين، ويمكن التعامل معها بسهولةٍ تامةٍ، إذ تقدّم الساعة Band 6 استجابةً لمسيةً سريعةً وسلسة، وبفضل ذلك سنراها تعمل بشكلٍ جيدٍ ودون أي تأخير، على الأخص عندما يتعلّق الأمر أيضاً بتوفّر نظامٍ خفيفٍ وبسيطٍ لتشغيل الساعة.
وقد أعلنت شركة هواوي بأن بطارية الساعة Huawei Band 6 كافيةً للاستمرار في العمل لغاية أسبوعين كاملين مع الحدّ الأدنى من الاستخدامات يومياً، وقد تنخفض هذه المدة إلى 10 أيامٍ أو أقل من ذلك بحسب نوعية الاستخدام ومتطلبات المستخدمين.
استطاعت ساعة Huawei Band 6 التعامل مع 96 نوعاً مختلفاً من التمرينات الرياضية على الرغم من انخفاض سعرها، وهذا ما يشجّع المستخدمين على اقتنائها دون سواها، وتشمل هذه التمرينات حوالي 85 تمريناً أساسياً بينما تعتبر بقية التمرينات احترافيةً بحتة.
وتقوم التمرينات الأساسية بتسجيل وقت التمرين، معدل ضربات القلب، كمية السعرات الحرارية المستهلكة، بينما تقدّم الأوضاع الاحترافية مقداراً أكبر من عمليات التتبّع وقد زعمت هواوي بأنها تمتلك خوارزمية التتبّع الأفضل أيضاً، ومثالاً على ذلك يقدّم تمرين الجري في الهواء الطلق بعض البيانات الإضافية كطول الخطوات، تكرارها وسرعتها ومعدلات ضغط الدم أثناء التمرين، ومعدلاً لقياس كمية التعافي من الأمراض نتيجةً لممارسة الرياضة، وغيرها الكثير.
ويعتبر تتبّع النوم ميزةً أخرى لهذه الساعة إذ أنها تستخدم لذلك خوارزمية TruSleep 2.0 المعدّة من قبل هواوي، وتقوم بترتيب البيانات ضمن علامات التبويب التي تحمل عناوين مدة النوم، ومراحله ما بين الخفيف والعميق ودورة النوم بالكامل، وكذلك وقت الاستيقاظ الخاص بالمستخدمين، ويمكن القول بأن دقة البيانات التي تأتي بها الساعة Band 6 تضاهي ما تقدّمه بقية أجهزة التتبّع من أمثال Fitbit Sense والجيل الثاني من Google Nest Hub.
كما يعدّ Huawei Health تطبيقاً مميّزاً في تتبّع النوم وتحليل مراحله وعمقه، حيث أنه يعرض الجدول الزمنيّ للنوم بشكلٍ سهل القراءة ويساهم أيضاً في شرح نتائج النوم وأهم تفصيلاته، ويقدّم كماً هائلاً من المعلومات حول كيفية عمله وكيف تجري قياساته، ذلك فضلاً عن طرحه لبعض الاقتراحات التي تمكّن المستخدمين من تحسين مراحل النوم لديهم.
ومن ناحية قياس الأوكسجين في الدم، فلم تخلُ الساعة من هذه الميزة أيضاً، إذ أنها تحتفظ بالبيانات المقاسة كل 30 دقيقة وطوال اليوم، ولا شكّ في أن بطارية الساعة تتراجع مع تشغيل ميزاتٍ كهذه، ولذلك سيكون من الأفضل إيقاف تشغيل التتبّع طيلة اليوم والقيام بتشغيله فقط حينما يتطلب الأمر.
ولهذه الساعة دورٌ أيضاً في تتبّع الدورة الطمثية لدى النساء، حيث أنها تتيح لهنّ تسجيل مواعيد الدورة والأعراض، من أجل قيامها بالتذكير لموعد الدورة اللاحقة.
وتقوم الساعة Band 6 بتتبّع بيانات ضغط الدم طيلة اليوم، لتعرض تلك البيانات في المخططات اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية أيضاً، وتظهر مستويات الضغط للمستخدم خلال فتراتٍ محددةٍ يومياً وترفق هذه المستويات بنتيجة الضغط الإجمالية.
وتماثلت بيانات الساعة حول معدل الأوكسجين في الدم مع النتائج التي قدّمتها الساعة النظيرة Garmin wearable، وغيرها من أجهزة القياس الموثوقة أيضاً، كما يجري عرض بيانات تتبّع الأوكسجين بشكلٍ مبسّطٍ من قبل التطبيق Huawei Health حيث يظهر الرسم البيانيّ مع المعلومات المرفقة ويمكن تكبيره لتفحّص الأرقام بشكلٍ جيد، إلا أن الساعة لا تقدّم النصائح الواجب فعلها جراء انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم، حيث أنها تهتمّ بالقياسات وعمليات التتبّع أكثر من كونها مرافقاً طبياً للمستخدم.
ماذا عن مساوئ الساعة Band 6
ربما تلمّ الساعة Band 6 بالكثير من الميزات ولكن الأمر فعلياً يتوقّف على تنفيذها بشكلٍ جيدٍ من قبل التطبيقات وهذا ما تفتقر له الساعة، حيث تصل الإشعارات من الهاتف الذكيّ إلى الساعة بشكلٍ سريعٍ ولكننا لن نستطيع عرضها على الساعة أو فتح رسائل الإشعارات، علماً بأن شاشة الساعة كبيرةً كفاية لعرض الرسائل إلا أن المعلومات البرمجية المسؤولة عن العرض لا تعمل بشكلٍ جيد، وهذا ما يضطرّنا إلى اصطحاب هواتفنا الذكية إلى أماكن التمرين.
وتشمل واجهات الساعة على عددٍ محدودٍ للغاية من الرسوميات، وقد تم تصميمها فعلياً للمستخدمين صغار السنّ.
يمكننا ربط بيانات التطبيق Huawei Health بـ Google Fit إذا ما كنا نفضّل الاطلاع على بياناتنا الصحيّة بواسطة تطبيق Google، علماً بأنه التطبيق المدعوم الوحيد من قبل الساعة.
ويجري تضمين الساعة Band6 بأحزمةٍ غير قابلةٍ للإزالة والتبديل ما يعني أننا بحاجةٍ إلى استبدال الساعة بالكامل عند تلف الأحزمة.
من ناحية استشعار ضربات القلب تستخدم الساعة Band 6 المستشعر TruSeen 4.0، والذي توفّر مسبقاً لدى الساعة Huawei Watch Fit وينبغي لهذا المستشعر أن يعمل بفعاليةٍ تامةٍ لحفظ جدولة البيانات أثناء فترة الراحة أو القيلولة إلا أنه من الأفضل استخدامه فقط أثناء التمرينات الرياضية ليحافظ على دقته العالية.
ومع هذه الساعة سنحتاج إلى البقاء في حال السكون لدقيقةٍ كاملة إلى أن تتم الساعة قياسات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وما إلى ذلك عندما نريد قياس البيانات يدوياً، ومع الاختبارات المتكررة لهذا الأمر تبيّن أن الساعة تقدّم قراءاتها الصحيحة عند إعدادها للمرة الأولى بينما لن تعمل الميزة مجدداً بالشكل القويم وغالباً ما ستظهر لنا رسالة ” فشل المعايرة”.
أخيراً، يستنتج المستشعر TruRelax من هواوي بيانات ضغط الدم بناءً على تقلّبات معدل ضربات القلب، بحيث تنسب هذه المعلومات إلى النسبة الإجمالية من الإجهاد دون أن يتم تقديمها كبياناتٍ مستقلة.
خلاصة القول
يميل الكثير من المستخدمين نحو ساعات اللياقة ذات الميزات المتعددة والأسعار المعقولة، وهذا ما استغلّته هواوي عند تصميمها الساعة Huawei Band 6 حيث أضافت لهذه الساعة مقداراً هائلاً من الميزات والمستشعرات الدقيقة مقابل سعرٍ منخفضٍ لا يتجاوز 62 دولار ويمكن تبريره بافتقار الساعة إلى برامج القياس اليدويّ الدقيق، وبرامج أخرى من شأنها تحسين تجربة الاستخدام الكلية للساعة، ناهيك عن تصميم الساعة الذي يفرض على المستخدمين أحزمةً تلتصق بإطار الساعة بشكلٍ يجعلها غير قابلةٍ للاستبدال.
