أطلقت آبل مؤخراً حاسبها الجديد Apple iMac 2020 بشاشته الجديدة بحجم 27 إنش، مع بعض التحسينات الأخرى، والخصائص الأعلى جودةً بالمقارنة مع الأجيال الخمس السابقة، ومن الممكن أن يتم استخدامه في العديد من المجالات.
حافظ الجهاز الجديد على تصميم مشابه تقريباً للجيل السابق لكنه حمل العديد من التحسينات والتطويرات على مختلف النواحي مع تطويرٍ وتحسينٍ كبير طال كاميرات الويب، والميكروفونات على وجه الخصوص.
تصميم الحاسب iMac 2020 وشاشة العرض
جاء هذا الحاسب بالمعالج الحديث Intel Comet Lake من الجيل العاشر، مع الأقراص الصلبة SSD، ووحدة معالجة الرسوميات القوية AMD Radeon Pro، التي تمت ترقيتها في بعض الإصدارات الحديثة لهذا الحاسب إلى الشريحة AMD Radeon Pro 5000 والتي تظهر الرسوميات بشكلٍ أسرع مما تبديه الأجهزة السلف بالمقدار 55%، فضلاً عن حزمة الذواكر العشوائية المناسبة.
ولهذا الحاسب كاميرا الويب FaceTime HD ذات الدقة 1080 بكسل، والميكروفونات بجودة استيريو، التي أضافت لمكالمات الفيديو التحسين الكبير والواضح.
ولعلّ الجانب الأفضل لاحتواء iMac الحديث على هذه الميزات الجديدة هو عملها بشكلٍ متناسقٍ جداً مع المكونات الماديّة القوية للغاية، حيث يعمل هذا الحاسب بنظام التشغيل macOS الذي يتيح لنا إمكانية العمل بسرعةٍ وسلاسة.
وكما ذكر سابقاً فقد جاء هذا الحاسب بتصميمٍ يقترب من التصميمات القديمة والتي يعود تاريخها إلى 2012 لتبدو حوافه سميكةً نسبياً، فيما جاءت الحواسب من الشركات المنافسة بشكلها العصريّ الحديث.
لعل الاختلاف الجذريّ في هذا المجال هو إمكانية اختيار شاشة Pro Display من النسيج النانوي الزجاجي XDR، الذي يمنع الانعكاسات الضوئية “على مستوى النانومتر” مما يجعل استخدام هذا الحاسب سهلاً نوعاً ما في ضوء النهار الساطع. لكن يبقى تزويد الحاسب بهذا النوع من الشاشات اختيارياً نظراً لثمنها الباهظ نسبياً حيث سيؤدي اختيار الحاسب بهذه الشاشة إلى زيادة في السعر تقارب 500$.
وتعمل شاشة iMac على إنتاج الدقة 5120×2880 بكسل، وتحتوي على 500 وحدة إضاءة، تقوم مجتمعةً بدعم مجالات الألوان P3، ما يجعلها شاشةً حيوية وساطعةً كفاية، وبشكلٍ يتناسب مع صناعة المحتوى، وتحرير الفيديو أو الصور، ويعني توفير الدقة 5K إمكانية تحرير الصور التي تم التقاطها بالدقة 4K، دون الحاجة إلى إشغال كامل قدرات الشاشة، كما توفر هذه الشاشة إمكانية التعديل التلقائيّ لمستويات درجة حرارة الألوان حسب الإضاءة المحيطة بواسطة التقنية True Tone.
ولا يحتوي هذا الجهاز على مستشعرات البصمات التي تمكننا من الدخول بسهولةٍ إلى نظام التشغيل.
ويأتي هذا الحاسب مرفقاً بالفأرة Magic Mouse 2 التي تحتوي في حافتها السفلية على منفذ الشحن، والذي يمنعنا من استخدامها أثناء فترة الشحن وربما كان من الأفضل تصميم هذا المنفذ في مكانٍ آخر من الفأرة.
أداء الحاسب iMac 2020
يتوفر هذا الحاسب بطرازاتٍ مختلفة ومنها ما يشتمل على المعالج Intel Core i9 من الجيل العاشر، الذي يعمل بسرعة 3.6 جيجا هرتز، ويصل باستخدام تقنية Turbo Boost إلى سرعة 5 جيجا هرتز، وذاكرة الوصول العشوائية RAM التي تبلغ سعتها 32 جيجابايت، مع الذاكرة الداخلية SSD ذات السعة 1 تيرابايت، ووحدة معالجة الرسوميات AMD Radeon Pro 5700XT بذاكرة 16 جيجابايت GDDR6.
ويعمل iMac 2020 بنظام التشغيل macOS Catalina الذي يجري من خلاله أداء المهام بسلاسةٍ تامة، مع ذاكرة التخزين الداخلية SSD وبسرعةٍ تقترب من الحدّ 3.4 جيجابايت في الثانية، ومن الجدير بالذكر أنه بالإمكان مع هذا الجهاز تشغيل التطبيقات المتعددة في وقتٍ واحد وبسرعةٍ مناسبة.
حيث أنه عند القيام بتحويل صيغة الملف MKV الذي يبلغ طوله ساعةً واحدة وبدقة 1080 بكسل إلى الصيغة MP4، استغرقت العملية بالكامل حوالي 14 دقيقة تقريباً.
وعند اختبار وحدة معالجة الرسوميات تبيّن أن iMac 2020 يتفوّق بجدارةٍ تامة على سابقه الطراز 2019 الذي يمتلك وحدة معالجة الرسوميات Vega 48، حيث استغرق مع الأول تحويل الملف DaVinci Resolve الغنيّ بالتأثيرات إلى صيغة الفيديو بدقة 720 بكسل، والترميز H.264 حوالي 8 دقائق، فيما تجاوز العشر دقائق باستخدام الطراز القديم 2019 من هذا الجهاز.
عموماً يمكننا القول أن لهذا الجهاز أداءً فاق الجهاز السلف شكلٍ واضح، حيث صرّحت Apple أنه يوفّر للمستخدمين عمليات الترميز 8K ProRes وتحرير اللقطات Arnold in Autodesk Maya الأسرع مقارنةً مما جاء به الطراز 2019 عند اختباره في أداء المهام اليومية الاعتيادية.
مما يعني في النتيجة أن iMac 2020 يعدّ واحداً من أفضل الأجهزة المتكاملة على الإطلاق، وأفضلها من حيث الأداء والتعامل مع المهام المعقّدة بحرفيةٍ عالية وكافية.
وقد تم تزويد الأجهزة الجديدة من iMac بشريحة Apple T2 Security، التي تقوم بالتشفير السريع للبيانات وتضمن التحميل الآمن أثناء القيام بعمليات الضبط للجهاز.
كما تمت إضافة الكاميرا FaceTime HD لهذا الحاسب، والتي تعمل بدقة 1080 بكسل، لتبدي النتائج الجيدة عموماً عند التصوير في الإضاءة الجيدة بينما نجد أنها لا تقدّم التفاصيل الكافية للصور التي يجري التقاطها في الإضاءة المنخفضة.
وتعمل الشريحة T2 Security على تحسين جودة الصور الملتقطة من قبل كاميرا الويب، باستخدام معالج الصور الذي يتحكّم في تعيين كمية الإضاءة الواجب تعريضها للهدف، وكذلك كشف الوجه وتحديد درجة اللون.
وبالرغم من دقة الكاميرا التي لم تتجاوز 1080 بكسل إلا أنها أحدثت فرقاً واضحاً بالمقارنة مع منافسيها الأقدم.
ويحتوي هذا الجهاز على مكبرات الصوت استيريو التي تعمل إلى جانب الكاميرا سابقة الذكر، لتضمن لنا تحقيق الجودة العالية للصوت في مقاطع الفيديو المسجّلة، حيث أثبتت اختبارات الصوت ودقة التصوير أن Apple قد أضافت للحاسب الجديد 2020 iMac القدرات الكافية للوصول إلى الجودة المناسبة من ناحية الصوت والصورة وتقليل التشويش الذي يحيط بالمحتوى قدر الإمكان، وتجري هذه العملية من خلال التنسيق المتكامل ما بين الشريحة T2 Security ومكبرات الصوت المضمّنة في الجهاز.
الخلاصة
يمكننا الاعتماد على الحاسب iMac 2020 في العديد من النواحي العمليّة، لكونه يحتوي على العتاد الماديّ الجيد، والشرائح القوية فعلياً، ذات الأداء المثاليّ تقريباً والتي جعلت منه جهازاً يتناسب مع الاستخدامات المتعددة والمعقّدة، كما أنه سهل الإعداد ويحتوي على الشاشة المناسبة ذات التقنيات الجديدة ومكبرات الصوت عالية الجودة فضلاً عن الدقة العالية للصور الناتجة عن كاميرا الويب خاصته، فيما أنه من جهةٍ أخرى لم يأت بأي تغييرٍ يذكر من ناحية التصميم وقد بلغ سعره 1800 دولار للمواصفات العالية والمكونات الحديثة مع العلم أن هذه السعر سينخفض تدريجيّاً مع اختلاف الطرازات ذات المكونات الأقل احترافية.
