منحت Apple ساعتها الذكية Watch SE مواصفاتٍ متفاوتة، إذا أنها لم تأت بالمعالج الأحدث أو بتصميم جديد، وبسعر قد تم تخفيضه بنسبة 30% عن ساعة Series 6، لجعلها توازي الساعة Apple Watch ضمن هذا النطاق، ومن جانبٍ آخر فإنها لا زالت تحتوي على جميع الميزات التي يفضّلها الكثير من المستخدمين كالشاشة الكبيرة ذات القياس 1.78 إنش، المستشعرات الحديثة، الأحزمة الناعمة القابلة للتبديل، وعمر البطارية المناسب، فضلاً عن سعرها المعقول الذي ترافق مع فقدانها لبعض الحساسات وسيجري التحدّث عنها بالتفصيل في مقالنا الحالي.
ساعة للوقت الحالي، وليس للمستقبل
في الواقع إن خلوّ الساعة الذكية من الشاشة دائمة العمل أو بعض الميزات الأخرى، يبدو أمراً يمكننا تجاوزه مع الزمن، إلا أن الوصول بالساعة إلى العام 2022 وهي بهذه الحال محافظةً على شاشتها السوداء الفارغة طوال اليوم سيبدو أمراً قديماً جداً حتى ذلك الحين.
كما أنها تفتقر إلى مستشعر نسبة الأوكسجين في الدم Sp02، الذي يعدّ من أهم المستشعرات المطلوبة حالياً في وقت انتشار الأوبئة والأمراض، ليكون بذات الأهمية لمستشعر ضربات القلب وحساسات تتبّع النوم، وما إلى ذلك.
الجدير بالذكر أن ساعات Fitbit كانت مزودة بهذه المستشعرات المهمة لسنوات ماضية.
وتتوفر هذه الساعة بألوانٍ أساسية شملت اللون الفضي، الذهبي والرمادي الفاتح.
تتبّع النوم
تعدّ الساعة Watch SE من أوائل الساعات التي تدعم تتبّع النوم كتطبيقٍ خارجيّ يعود إلى النظام watchOS 7، ويعمل هذا التطبيق بأداءٍ جيدٍ كفاية، إلا أنه لا يقدّم التفاصيل الدقيقة للغاية كما يفعل جهاز التتبّع الخاص من Fitbit، وبما أن بطارية هذه الساعة لا يمكنها الاستمرار في العمل لمدةٍ تتجاوز 18 ساعة إذاً فنحن بحاجةٍ إلى جدولة النشاطات وفق هذا الحد من عمر البطارية لضمان عدم نفاذ الطاقة بشكلٍ مفاجئ.
وفور الاستيقاظ سيتم تسليم الساعة لنتائج التعقّب إلا أن هذه البيانات تفتقر في الحقيقة إلى جمع الإحصاءات اليومية التي يأتي بها التطبيق Today في منتجات Fitbit، وعليه فإننا بحاجةٍ إلى التعامل مع أحد التطبيقين Sleep أو Health على جهاز iPhone الخاص للحصول على النتائج المطلوبة، نظراً لعدم توفّر البرامج التي تقوم بعرض أوقات النوم باستثناء بعض اختصارات التطبيقات.
ويتوافق نظام تتبّع النوم في الساعة Watch SE مع الميزتين Sleep Schedule و Wind Down حيث توفّرت هذه المزايا في النظام الجديد iOS 14، والتي تهدف إلى الوصول إلى تحقيق روتينٍ يحقّق ثمانية ساعاتٍ من النوم يومياً.
ومع هذه الساعة سنحصل على البيانات التي تتعلّق بعدد ساعات النوم فإنها فعلياً لا تركّز على نوعية النوم أو عمقه بقدر ما تهتم بجمع المعلومات عن مقداره.
في زمن الجائحة العالمية COVID كان من الضروري أن تتحسّس الساعة Watch SE لتجمع البيانات اللازمة حول عدد الثواني التي يجري خلالها غسل اليدين، وذلك في سبيل التأكد من إتمام 20 ثانيةً في عملية الغسل إلا أنها نادراً ما تحسّست ذلك، منذ بداية العملية وبالتالي فإنها لا تستطيع قياس المدة الصحيحة لهذا الفعل، كما أنها من الممكن ألا تقوم بعرض أيّ إشعارٍ حول هذه المسألة سوى مرةً واحدة خلال عدة أيام.
أداء الساعة Watch SE
تعمل الساعة Watch SE باستخدام المعالج S5 ثنائي النوى، وبالرغم من أن هذه الشرائح من الجيل الماضي إلا أن أنها لا تزال تمنح الساعة السرعة الكافية لتتم إضاءة وجه الساعة بسرعةٍ كبيرة عند رفع المعصم، الأمر الذي يعوّضنا نوعاً ما عن افتقار الشاشة لميزة التشغيل الدائم وإطفائها في معظم الأوقات، كما أن شرائح المعالجة هذه تقترب جداً من قدرات المعالج S6 الذي أرفق مسبقاً في الساعة Apple Watch Series 6.
وتأتي الساعة Watch SE بجميع الخلفيات الجدارية والميزات الإضافية التي تم إطلاقها مع الساعة Apple Watch Series 6 باستثناء مقياس نسبة الأوكسجين في الدم، ومن هذه الوجوه سنجد Stripes القابل للتخصيص من عدة نواحي.
كما يعتبر مقياس الارتفاع أحد الميزات الإضافية الدقيقة، التي تقيس ارتفاع المستخدم في الوقت الفعليّ وبدقةٍ عالية، مع الإشارة إلى أن عرض الارتفاع في هذه الحالة لا يتطلب المشي لمسافاتٍ طويلة.
أما عن الاتصالات الهاتفية LTE فإن لهذه الساعة القدرة على استقبال المكالمات بدون اصطحاب الهاتف iPhone أثناء القيام بتمارين التجوال، وبفضل سرعة المعالج الكبيرة تتمكّن هذه الساعة من إبداء الاستجابة التامة كما لو أننا نستخدم شبكات Wifi، لتتم الاتصالات الهاتفية أخيراً بشكلٍ يسير، وبجودةٍ تماثل ما تأتي به هواتف iPhone، كما أنه بالإمكان تحميل التطبيقات إلى هذه الساعة بسرعةٍ كبيرة، وينطبق الأمر نفسه على تشغيل الوسائط وإرسال الرسائل.
وإن التبديل ما بين Wi-Fi و LTE عادةً ما يجري بشكلٍ سلسٍ جداً، كما يتم الأمر في هواتف iPhone أيضاً.
كما أن استخدام هذه الساعة للاتصالات الهاتفية قد يكون له التأثير الواضح على عمر البطارية، إلا أن Apple قد أكّدت على ضمان تشغيل الساعة لمدة يومٍ كامل بدون عوائق، وقد حدّدت العمر القياسيّ للبطارية والذي يبلغ 18 ساعة حتى مع تشغيل تتبّع النوم، وهذا ما يمنحها صفة البطارية الجيدة إلى أن تستطيع أبل مضاعفة هذا المعدّل من ساعات العمل.
أما بالنسبة لشحن الساعة فإنه في الواقع يستغرق ما يقارب الساعة للحصول على كميةٍ كافية من الطاقة يومياً، إلا أن Watch SE تفتقر إلى خواص الشحن اللاسلكي أو الشحن السريع، الذي يتوفّر حالياً في الساعة السابقة Series 6، ويتطلب استخدام الساعة لتتبّع النوم القيام بإعداد الجداول الزمنية، لضمان الحصول على نتائج في الصباح بتوفر الطاقة الكافية نسبياً، إذ أن توصيلها في مصدر الطاقة بشكلٍ متكررٍ يومياً سيجعلها تدخل في روتينٍ خاص للشحن وبالتالي سنضمن عملها بشكلٍ جيد طيلة اليوم.
الخلاصة
لا شكّ أن الساعة Watch SE تعتبر من أفضل الساعات الذكية الموجودة حالياً وذلك لكونها تحتوي الكثير من الميزات الإضافية بما فيها من الأداء الجيد للغاية، والبطارية المناسبة، دعمها لاتصالات LTE وإجرائها بجودةٍ عالية، فضلاً عن النتائج الدقيقة التي تقدّمها يومياً وسعرها المعقول الذي لم يتجاوز340 دولار، إلا أنها اشتملت على بعض العيوب أيضاً لكونها تفتقر فعلياً إلى مستشعرٍ لنسبة الأوكسجين في الدم، أو بعض التطبيقات المطوّرة التي تحسّن من نتائج إحصائيات الساعة، كما أنها لا تبدي استشعاراً دقيقاً للغاية في جميع الأوقات.