دخلت سامسونج عالم الهواتف الذكية القابلة للطيّ بلا أي منافس في بداية الأمر، وبدأت في تطوير السلسلة Flip وتزويدها بالتقنيات الجديدة جيلاً بعد جيل، إلى أن ظهر المنافس الأول لها من موتورولا باسم Razr Plus فسيطر على الأسواق بقدرته على فتح تطبيق كامل ضمن الشاشة الخارجية ودون الحاجة إلى فتح هذا الهاتف الصدفيّ، وقد استطاعت سامسونج استرجاع مكانتها لهذا العام مجدداً مع طرازها الجديد Flip 5 وشاشته الخارجية الأكبر Flex Window، وأدائه المنافس.
تصميم الهاتف القابل للطيّ Galaxy Z Flip 5
جمع هذا الهاتف ما بين الهيكل الصدفيّ المصنوع من الألمنيوم، والزجاج المقوّى Gorilla Glass Victus 2 وذلك بغاية الحصول على المزيد من المتانة والتميّز والثبات مقارنةً بجيله السابق، فلا يهتزّ ولا يتمايل عند فتحه أو طيّه كما يدعم الطراز الجديد Flip5 المعيار IPX8 لمقاومة الرذاذ وحوادث السقوط العرضية، ولكنه يفتقر في المقابل إلى معايير مقاومة الغبار.
وقد أطلقت سامسونج على الشاشة الخارجية لهذا الهاتف اسم Flex Window بمعنى النافذة المرنة، حيث بلغ قياسها 3.4 إنش، أي أنها أكبر بإنشٍ ونصف من شاشة الطراز Flip4، كما تمت حماية هذه الشاشة بزجاج Gorilla Glass Victus 2 والحواف غير المتماثلة.
وبفضل المفصلة الجديدة للجيل Flip5 أصبح بالإمكان إغلاق أو طيّ الهاتف بشكل تام دون ترك أي فجوة ما بين قسميه العلويّ والسفليّ، وبالتالي منع الغبار والحطام من الثبات على الشاشة الداخلية للهاتف أو حواف المفصلة، وربما لم تستطع هذه المفصلة أن تمنع ظهور التجاعيد على الشاشة الداخلية أو حتى التخفيف من حدّتها، ولكنه من السهل تجاهلها بعد دقائق من استخدام الهاتف، كما بدت مفصلة الهاتف أضيق هذه المرة، ونتج عن هذا الأمر زيادة نحافة الهاتف، وخاصةً عند الإغلاق، حيث تقلّصت سماكة الهاتف مطويّاً من 15.9 مم في الجيل السابق إلى 15.1 في الطراز Flip 5، كما أصبحت سماكة الهاتف مفتوحاً 6.9 مم.
حافظت أزرار Flip 5 على المكان المتوقع لها في الهاتف لهذا العام أيضاً، فلا يزال مستشعر بصمات الأصابع السريع والدقيق مدمجاً في زر الطاقة على الجانب الأيمن، وتعلوه أزرار التحكم في الصوت، كما يقع الدرج المخصص لبطاقات SIM، ونافذة mmWave على الجهة اليسرى.
شاشة الهاتف الداخلية ودقة الإظهار
لم يغيّر الهاتف Flip 5 من قياس شاشته الداخلية أو دقتها مقارنةً بجيله السابق، فلا زالت مصنّعةً من الزجاج الرقيق بحجم 6.7 إنش، وتعمل وفق تقنية العرض Dynamic 2X AMOLED، وتدعم معدل التحديث 120 هرتز فتظهر محتوياتها بسلاسةٍ وحدةٍ بالغةٍ في العموم، بينما رفعت سامسونج من سطوع شاشاتها إلى 1750 وحدة إضاءة، وذلك بعد إطلاق الهاتف الأقوى Galaxy S23 Ultra بشاشةٍ لا تزيد إضاءتها عن 1200 وحدة إضاءة.
كفاءة الهاتف Flip 5 في إنجاز المهام
يعمل هذا الهاتف بواسطة الشرائح الرائدة Snapdragon 8 Gen 2 والتي تمت ترقية نظامها الداخليّ من التخزين وسرعة المعالجة وذلك بغاية تحسين عمل المعالج المركزيّ ووحدة الرسوميات، وبالتالي سلاسةً أكبر في إنجاز المهام على اختلافها وخاصةً المهام اليومية المعتادة، كتصفّح مواقع التواصل دون أيّ تأخيرٍ أو تباطؤ يمكن التحدّث عنه حتى في تجارب اللعب، كما يمكن لهذا الهاتف أن يدير حرارته بشكلٍ محكمٍ أيضاً، فلا يعاني من ارتفاع درجة الحرارة حتى وإن تم استخدامه في يومٍ حارٍ للغاية.
وقد تم اختبار أداء الطراز Flip5 مقارنةً مع السلسلة الرائدة Galaxy S23 من سامسونج فلم يقلّ شأناً عن هذه الهواتف سواءً في الاختبارات فردية أو متعددة النوى وقد شمل ذلك اختبارات Wild Life، و Wild Life Extreme، رغم أنه يتشارك العمل مع ذاكرةٍ عشوائيةٍ تقلّ عن نظيراتها من الهواتف الأخرى بما يقارب 4 جيجابايت.
ومن الناحية الصوتية فلدى الهاتف Flip 5 مكبراتٍ كافيةٍ لإنتاج الصوت بمستوياته المناسبة تماماً، وينطبق هذا الحكم على المكبر الصوتي الوحيد في الأسفل وكذلك على سماعة الأذن في الأعلى، وقد لا تستطيع هذه المكبرات أن تصل إلى مستويات نظيرتها من الهاتف S23 Ultra ولكنها تتصدّر القوائم مقارنةً بتجهيزات الهواتف القابلة للطيّ مثل Razr Plus و Pixel Fold من جوجل.
وأخيراً، تم تزويد الهاتف Flip 5 بخيارين من الذاكرة الداخلية بسعة 256 و512 جيجابايت، بالإضافة إلى 8 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائية.
تفاصيل الشاشة الخارجية Flex Window وكيفية التعامل معها
برمجت سامسونج شاشة الهاتف الخارجية لكي تتوافق مع تقنية إظهار لوحة المفاتيح بالحجم الكامل للشاشة والكثير من الأدوات الاحترافية التي تعنى بأدقّ التفاصيل تلبيةً لمجمل احتياجات المستخدمين من الاطلاع على الطقس والتقويم وترتيب هذه الأدوات في الشاشة على حسب أهميتها، حيث يمكن لأداة الطقس أن تعرض لنا حالة الطقس الحالية بالإضافة إلى التغيّرات الساعيّة لها، وكذلك درجات الحرارة الأعلى في الأمس وتوقّعات الأسبوع القادم، بينما تجمع لنا أداة التقويم ما بين أيام الشهر، ومجموعة المهام اليومية لدينا ضمن تاريخٍ معين مع إمكانية النقر على إحدى هذه المهام لعرض المزيد من المعلومات المتعلّقة بها.
وربما استطاعت موتورولا بشراكتها مع Spotify أن تعرض تطبيق الموسيقى على الشاشة الخارجية للهاتف Razr Plus بالطريقة المثالية تماماً، ولكنها لم تزوّد هذه الشاشة بميزة البحث عن المقاطع الصوتية، واقتصر الأمر على إظهار قائمة الأغاني المشغّلة مؤخراً وقوائم التشغيل المعدّة من قبل المستخدم، وفي الجهة المقابلة يقوم هاتف سامسونج Galaxy Flip5 بعرض النسخة المصغّرة من Spotify بمجرد تثبيت التطبيق Good lock والذي يعمل بدوره على تخصيص واجهة الهاتف لتبدو بالمظهر والتنسيق الأفضل بالنسبة لنا، وبعد ذلك سيصبح بإمكاننا البحث عن أيّ فنانٍ أو مقطعٍ موسيقيٍّ، أو حتى تخصيص قوائم التشغيل.
وقد سعت سامسونج إلى تحسين عملية اختيار التطبيقات التي يجري تشغيلها على شاشة الهاتف الخارجية، وذلك عقب اختيار بعضٍ منها من قسم Labs الخاص بعلامة التبويب “الميزات المتقدّمة” في قائمة الإعدادات الرئيسية، حيث تدعم هذه العلامة بعض التطبيقات فقط مثل تطبيق الرسائل Google Messages، والخرائط، وتطبيق واتساب، يوتيوب، منصة نتفلكس، وغيرها من التطبيقات المدعومة من قبل Good Lock والتي يمكن تنسيقها لتعرض بشكلٍ مثاليٍّ على هذه الشاشة الصغيرة.
وبمجرد تثبيت Good Lock من متجر جالاكسي –وليس متجر بلاي- سينبغي لنا تثبيت MultiStar وإعداد المشغّل الخاص بالتطبيق Good Lock، حيث يمكننا عندها إضافة التطبيقات إلى هذا المشغّل، واختيار بعضها وتخصيصه ليعمل على الشاشة الخلفية.
أما بخصوص تطبيق الخرائط Google Maps، فإن حاولنا استخدام الشاشة الخلفية Flex Window للاطلاع على الخرائط وحركة التجوال والتنقّل، تقوم الواجهة الافتراضية للتطبيق بتحميل قوائم التطبيق أعلى الخريطة، فتظهر الاتجاهات في الصفّ العلويّ، إلى جانب الوقت والمسافة المتبقّية للوصول إلى الهدف، كما تظهر قائمة المساعد Spotify في النصف السفليّ من الشاشة فتختفي خلفهم الخريطة.
وقد يشير اعتماد سامسونج أخيراً على تطبيق Good Lock إلى وجود بعض الأخطاء المتعلّقة في تعدّد المهام على الشاشة Flex Window، إذ لم يأت Flip 5 في الوقت الحاليّ بأي طريقةٍ تفيدنا في الوصول إلى التطبيقات المشغّلة مؤخراً على الشاشة الخارجية، وبالتالي سيؤدي التمرير على هذه الشاشة عند فتح تطبيقٍ معيّن إلى الانتقال لشاشة الغلاف دون المرور بأي تطبيقٍ آخر تم فتحه في الخلفية، وإن أردنا التبديل ما بين تويتر وإنستجرام مثلاً على الشاشة الخارجية، فإننا بحاجةٍ إلى الانتقال أولاً لمشغّل Good Lock ومن ثم فتح تويتر، والتمرير بعدها للخروج من تويتر، والعودة إلى المشغّل السابق، وفتح إنستجرام من ذاك المكان، أما عن الهاتف المنافس Razr Plus فيدعم خيار درج التطبيقات الذي يحوي الكثير من الاختصارات الممكنة، مع إمكانية التمرير إلى التطبيقات الأخيرة كما يحدث في الشاشة الداخلية تماماً، ولتسهيل مهمة التبديل بين التطبيقات في هاتف سامسونج، يجدر بنا نقل المشغّل Good Lock إلى جوار Flex Window والتمرير إليه في كل مرةٍ نريد بها الانتقال إلى تطبيقٍ آخر.
كم تدوم بطارية Galaxy Flip5
تحسّنت بطارية Flip5 عن سواه من الأجيال السابقة، فأصبحت قادرة على الاستمرار حتى نهاية اليوم، ويمكنها الصمود في بعض الأحيان إلى ما يتجاوز اليوم مع الاستخدام الخفيف، إذ لم ترتفع سعتها عن 3700 ميللي أمبير، كما يشترط لإعادة شحنها استخدام شاحنٍ سلكيٍّ من النوع USB PD PPS وبقوة 25 واط، أو آخر لاسلكيٍّ بقوة 15 واط، مع الإشارة إلى افتقار علبة الهاتف لقابس الشحن أو الكابلات المطلوبة، بينما تدعم بطارية الهاتف تقنية الشحن العكسي فتعطي الطاقة بقوة 4.5 واط، ولا تأخذ عملية شحن الهاتف كاملاً أكثر من 80 دقيقة في حال تم استخدام الشاحن الأول.
دقة كاميرات الهاتف Flip 5
حصل الجيل الأخير من السلسلة Flip على مظهر جديد لشاشته الخارجية Flex Window، ولكنه لم يغيّر من دقة الكاميرات الخلفية التي وردت في جيله السابق Flip4، حيث تعمل العدسة العريضة منهما والكاميرا فائقة العرض بالدقة ذاتها 12 ميجا بكسل، كما تستخدم نفس حجم المستشعرات فتستطيع الوصول إلى نفس مجالات الرؤيا، ويمكننا التنبّؤ فعلياً بالحصول على النتائج ذاتها، بينما تعمل كاميرا السلفي أعلى الشاشة الداخلية بدقة 10 ميجا بكسل، فتلتقط الصور بمعونة التقنيات الجديدة التي اكتسبتها في الجيل الأخير Flip5، حيث تغيّرت لديها ذروة اتساع الكاميرا من f/2.2 إلى f/2.4، فأصبح مجال الرؤيا الخلص بها أكثر اتساعاً من السابق.
وبناءً على ثبات مواصفات الكاميرا ما بين العام الماضي وهذا العام، لم تتغيّر أياً من تفاصيل تطبيق الكاميرا ضمن Flip 5، فلا زال يقدّم نفس الخيارات الافتراضية، ويقوم بالتبديل ما بين الكاميرا العريضة وفائقة العرض، عند الانتقال من التقريب x1 إلى x0.5، كما يمكنه الانتقال إلى وضع بورتريه، أو تسجيل الفيديو من الشريط السفليّ للتطبيق، ذلك فضلاً عن ميزاته المتقدّمة والتي تشمل كلاً من الوضع الليليّ المخصص، وضع Single Take، والوضع الاحترافيّ Pro، مع الإشارة إلى وجود هذه الأدوات والأوضاع ضمن قائمة المزيد في تطبيق الكاميرا.
ونظراً لافتقار الهاتف إلى عدسة التقريب telephoto فلا يمكن للمستخدم أن يستفيد من خدمات Expert RAW في تعديل اللقطات، بينما تساهم التقنيات الجديدة لهذه الكاميرات في تحديد التفاصيل بدقةٍ أكبر، كما أصبح من السهل أيضاً تفعيل مؤقت التصوير ليقوم بالالتقاط بعد ثلاث ثوانٍ فقط من خلال التلويح إلى الكاميرا.
وفي الوضع الافتراضيّ، تستطيع الكاميرا الرئيسية في هذا الهاتف التقاط الكثير من التفاصيل، وإعادة إنتاج التفاصيل المتعلّقة بمصادر الضوء الساطع في الصورة، وكذلك تحديد الشخصيات في الخلفية، ضمن لقطات بورتريه، حيث يؤدي تفعيل الوضع الأخير (بورتريه)، إلى تعيين الهدف ودراسة حوافه على نحوٍ دقيق، مع قياس بعده عن الخلفية، وإظهار اللونين الأحمر والأخضر بعمقٍ أكبر من سواهما.
وعند التبديل إلى الكاميرا فائقة العرض سنحصل على العديد من النتائج المشابهة أيضاً، وخاصةً فيما يتعلّق بالألوان وإعادة إنتاج التفاصيل، بينما تتميّز هذه اللقطات عن سواها بوجود بعض التشوهات بالقرب من إطار الصورة أو حواف الهدف، كما يزيد وضوح الأهداف بهذه الصور مع استخدام خيارات التبعيد على خلاف ما يحدث في حال التقريب، حيث يتسبّب افتقار الهاتف لعدسات telephoto إلى اقتصار عملية التقريب على تقنية التقريب الرقميّ والتي تقلّل من جودة الصورة بشكلٍ كبير، مع أن صور التقريب x2 قابلةً للاستخدام على مواقع التواصل، بينما تبدو تفاصيلها أكثر نعومةً مع زيادة نسبة التقريب إلى x4 أو x10.
ومع انخفاض الإضاءة، يمكن لكاميرات Flip5 إنتاج الصور المناسبة عموماً، وذلك دون استخدام أي نسبةٍ من نسب التقريب، إذ تبدو الأهداف واضحة المعالم، وتظهر الألوان بعمقها الصحيح في غالب الأحيان، بينما تختفي بعض العناصر من الخلفية، وعند استخدام التقريب تستعدّ الكاميرات للتخلي عن المزيد من التفاصيل، وتميل إلى تشويه حواف وألوان بعض العناصر الرئيسية في الصورة.
ومن أجل التقاط بعض صور السلفي، يمكننا استخدام الكاميرا 10 ميجا بكسل، والتي تقع أعلى الشاشة الداخلية، أو طيّ الهاتف والتقاط الصور الشخصية بواسطة الكاميرات الخلفية والشاشة الخارجية، ومع استخدام الكاميرات الأخيرة ستبدو الصورة أكثر وضوحاً ودقةً بالمقارنة مع لقطات الكاميرا الداخلية، وذلك لما تحتويه من الألوان الحيوية العميقة، وتأثيرات بورتريه، كما يمكننا توسيع إطار الصورة لاحتواء المزيد من الأصدقاء بالتبديل إلى الكاميرا فائقة العرض.
نهايةً، يمكننا تسجيل الفيديو بواسطة Galaxy Flip5 وبدقةٍ تبلغ 4K، حيث يمكن للكاميرات الخلفية أن تلتقط 30 أو 60 إطاراً في الثانية، وذلك من خلال فتح الهاتف جزئياً ووضعه على سطحٍ أفقيٍّ ليبدأ بالتسجيل فيظهر المشهد من قسمه العلوي، وتبقى خيارات التصوير في الأسفل كما يمكن للكاميرا الأمامية تسجيل 30 إطاراً في الثانية وبنفس الدقة، ولكنها عاجزةً في الواقع عن تقديم الألوان بنفس العمق الذي يظهر في نتائج الكاميرات الخلفية، ومع الانتقال إلى خيار التصوير البطيء، يتغيّر عدد الإطارات إلى 960 إطاراً في الثانية، بينما تنخفض الدقة إلى 720 بكسل.
الخلاصة
اعتمدت سامسونج في تصنيع هاتفها القابل للطيّ Galaxy Flip5 على تغيير التصميم قليلاً عن أجياله السابقة، وتزويد الجيل الأحدث بأهم التقنيات الجديدة للتصوير، ذلك بالإضافة إلى المتانة الأكبر مع المفصلة الجديدة، والأداء المواكب لأفضل المنافسين على الإطلاق، بالإضافة إلى الكثير من خيارات التخصيص وأدواته المتاحة لتنظيم التطبيقات على الشاشة الخارجية الأكبر، مع أن سعر هذا الطراز لم يتعدّ حدوده السابقة ولم يرتفع عن 1200 دولار أميركي.