بعد الرواج الكبير لسماعات Redmi Buds 3 Pro، أعادت شاومي إنتاج هذا النوع من السماعات تحت مسمّى Buds 4 Pro ولكنها سعت هذه المرة إلى بلوغ الجودة الأفضل في إخراج الصوت، وتأمين ارتداء هذه السماعات داخل الأذنين بمرونة وراحة أكبر، ذلك بالإضافة إلى العمر الجيد للبطارية، ودعم العديد من الميزات الصوتية المطلوبة حالياً، دون الخروج عن دائرة السعر السابقة.
تصميم السماعات وبنيتها الخارجية
تحتوي علبة السماعات الخارجية على كبسولة متوسطة تحتضن السماعات Buds 4 Pro، وتمنحها الطاقة من خلال وصل العلبة بشاحنها السلكيّ عبر المنفذ USB-C الموجود في جانبها السفليّ، والذي يتلوه زرٌّ صغيرٌ يمكن الضغط عليه مطولاً لإقران السماعات مع الهاتف.
ولفتح هذه الكبسولة سيكون علينا قلب جزئها العلويّ إلى الخلف، حيث تستقر السماعات داخل الكبسولة في أماكن مخصصة لها، ومصمّمة لوضعها وإزالتها بسهولة من الكبسولة، علماً أن شكل السماعات مختلف هذه المرة عن طراز العام الماضي، حيث جاءت Buds 4 Pro بسيقان قصيرة تبرز من الرأس العلويّ المنتفخ، والذي يضمّ بدوره اثنين من المحرّكات الديناميكية التي تقوم بإنتاج الصوت، بينما يمتدّ على الهيكل الخارجيّ من هذه السماعات شريط ضيّق يتحسّس لمسات المستخدم ويقوم بتحليلها من أجل التحكم بالسماعات.
وقد تم توزيع الفتحات المخصصة للميكروفون على الجزء العلويّ من السماعات، وكذلك أسفل سيقانها القصيرة وداخل شبكة المكبّر الصوتيّ، وهذا ما يتيح الفرصة أمام ANC – ميزة إلغاء الضجيج- لكي تعمل بالشكل الصحيح، مع إمكانية إجراء المكالمات الهاتفية واستخدام المساعد الصوتيّ.
وتعدّ هذه السماعات خفيفة بعض الشيء، حيث لا يتجاوز ثقلها 5 جرام، وبالتالي يمكن ارتداؤها براحة في الأذنين، حتى إن استمر الاستماع إليهما فترة طويلة، كما يمكن للمستخدمين اختيار أحد الأحجام الثلاثة المتاحة للأطراف المطاطية الملحقة بالسماعات، وذلك لكي تتناسب مع حجم الأذن الذي يختلف ما بين الأشخاص.
أخيراً، تتوافق هذه السماعات مع المعيار IP54 لمقاومة التعرّق، ورذاذ المطر، ما يجعلها مناسبة جداً بالنسبة للرياضيين، هذا وقد تم توفيرها باللّونين الأسود والأبيض.
جودة الصوت وكفاءة الميزات
جرى تصنيع المحرّك الديناميكيّ الرئيسي داخل هذه السماعات من خلائط الألومينيوم بقياس 10 مم، بينما يحتوي هيكل المحرّك الديناميكيّ الثاني على معدن التيتانيوم ولا يتجاوز المقاس 6 مم، ولكنه يختصّ بالترددات الصوتية العليا.
ومع تكامل العمل بين هذين المحرّكين ستكون ترددات الجهير واضحة ومناسبة للغاية، وتخلو من مظاهر الصخب أو الغموض، كما تبدو الترددات المتوسطة إلى العليا متوازنة أيضاً، ودون أي حدة أو تقطّع ظاهر، بينما يجدر بنا تحذير المستخدمين من رفع مستويات الصوت إلى حدوده القصوى وإلا سينتهي الأمر بطنين الأذنين وإزعاجهما.
ومن ناحية أخرى، تدعم السماعات Buds 4 Pro إمكانيات الصوت عالي الدقة والتي تعرف باسم Hi-Res Audio، حيث أضافت لها شاومي الأكواد البرمجية LDAC العائدة إلى ملكية Sony وذلك وصولاً إلى سرعة النقل 990 كيلو بت في الثانية، مع ضبط دقة الصوت على النسبة 96Hz/24-bit، وبالتالي جودة صوتية أفضل مما تبديه ميزات AptX من كواكلوم، بينما يقتصر استخدام هذه الميزات على التعامل مع جهاز أندرويد داعم لها.
كما يمكن للسماعات Buds 4 Pro أن تتعامل مع أكثر من جهاز في الوقت ذاته، فضلاً عن توافقها مع ميزة الصوت المحيطيّ المنتشر Immersive Sound والتي تستطيع إنتاج الصوت بعمق ثلاثيّ الأبعاد في الأفلام والعروض التلفزيونية، علماً أن تفعيل Immersive Sound سيلغي تنشيط Hi-Res Audio، نظراً لتنافي العمل بين هاتين الميزتين.
وبفضل التقنية Bluetooth 5.3 تستطيع هذه السماعات أن تتواصل مع جهازين معاً وأن تستقبل منهما الملفات الصوتية، إذ يتم التبديل بين الجهازين بسرعة كبيةٍ من خلال البدء بتشغيل المقطع الصوتيّ أو الموسيقى على الجهاز الذي يراد الاستماع إليه ، وهذا ما يجنّبنا فعلياً نزع السماعات بشكلٍ دوريٍّ للاستماع إلى شاشة التلفاز والرد على المكالمات الهاتفية الواردة.
ميزة إيقاف الضجيج ANC وأوضاعها المختلفة
حافظت الميزة ANC على ظهورها المحدود في بعض السماعات باهظة الثمن، إلى أن توفّرت في السماعات المتوسطة Buds 3 Pro، وحالياً في الإصدار الأحدث Buds 4 Pro، حيث تم تزويد الأخيرة بوضعي ANC للاستماع المحيطيّ وإيقاف الضجيج، فيستخدم الأول منهما جميع الميكروفونات في السماعات لإضافة جزء من الصوت المحيطيّ إلى الصوت الصادر عن السماعات، وبهذا سنكون قادرين على سماع الأشخاص من حولنا بالتزامن مع استماعنا للموسيقى، وإن أردنا الإجابة على سؤال شخص ما، فيمكننا إخراج السماعات من الأذنين، ليقوم مستشعر القرب بإيقاف الموسيقى تلقائياً ريثما تعود السماعات إلى مكانها مرة أخرى.
أما عن الوضع الآخر من ANC فيختصّ بفصل صوت السماعات عن الصوت المحيط بشكلٍ كاملٍ، دون أن يؤثّر ذلك على دقة المحتوى الصوتيّ الذي نستمع إليه، كما صرّحت ريدمي عن قدرة سماعاتها الجديدة Buds 4 Pro في إخفاء 43 ديسبل من الضجيج المحيط، أي ما يعادل قوة الأصوات الصادرة عن المنازل، والأشخاص من حولنا، بينما تنخفض جودة عمل ANC بالانتقال إلى الأماكن الأكثر ازدحاماً، كمحطات القطار.
التحكم في هذه السماعات
تمتلك السماعات Buds 4 Pro بعض وسائل التحكم التي تنتشر حالياً بين الكثير من السماعات في الأسواق، حيث يمكننا النقر مرتين على هذه السماعات لكي يتم تشغيل الموسيقى أو إيقافها مؤقتاً، أو الردّ على المكالمات الواردة، كما تم تخصيص النقرات الثلاث لتخطيّ جزء من المسار سواءً للأمام أو الخلف اعتماداً على السماعة التي يتم نقرها، أما التبديل بين أوضاع ANC فيتم من خلال النقر المطوّل على إحدى السماعتين علماً أن استجابة السماعات لهذه النقرات عادةً ما تكون سريعةً جداً.
وإن قمنا بتحميل التطبيق Xiaomi Earbuds على أي جهاز أندرويد أو استخدمنا سماعات شاومي سيكون بوسعنا تغيير الإجراءات التي يتم تنفيذها اعتماداً على النقرات.
الجانب البرمجيّ للسماعات Buds 4 Pro
اختصّت هذه السماعات لهواتف شاومي ببعض الميزات الإضافية دون سواها من الهواتف، وذلك على غرار الإصدارات السابقة لها، إلا أن إتاحة التطبيق Xiaomi Earbuds في المتجر بلاي، باتت الوسيلة الوحيدة لمستخدمي هواتف أندرويد الأخرى، وذلك من أجل الوصول إلى جميع خدمات وميزات السماعات التي يقتنوها من شاومي.
إذ يمكن لإعدادات هذا التطبيق تبديل جميع الإجراءات المتعلّقة بعدد النقرات، كتحديد مستويات الصوت بدلاً من تخطّي المسارات، أو تخصيص سماعة لكلٍّ منهما، كما سيتيح لنا هذا التطبيق إمكانية الوصول إلى المستويات المختلفة للميزة ANC وتوسيع وضع الاستماع المحيطيّ والوضع ANC إلى أربعة أوضاع تشمل كلاً من إيقاف الضجيج المتكيّف، والخفيف، والمتوازن والعميق.
وإن كنا من هواة الألعاب، فيجدر بنا تفعيل وضع الانتقال السريع Low Latency، والذي يقوم بعملٍ جيد في نقل الصوت باللحظة المناسبة إلى أذن المستخدم، كما سيكون من المفيد لنا استخدام المنبّه الخاص بإيجاد السماعات، والذي يجبر السماعات على إطلاق أصوات التنبيه التي تعلو بشكل تدريجيٍّ يساعدنا في إيجاد مكانها إن كانت قريبةً منا.
نهايةً، لا يتوافق التطبيق Xiaomi Earbuds مع أي هاتف لا يعمل بنظام أندرويد، كهواتف أبل على سبيل المثال.
ساعاتٌ من الاستماع بشحنة واحدة
وعدت شاومي عند إطلاقها السماعات Buds 4 Pro بأن تكون قادرةً على تشغيل الموسيقى والمحتويات الصوتية حتى مضيّ تسع ساعات دون تفعيل الميزة ANC حيث يؤدي تشغيلها إلى تقليص هذه المدة للنصف تقريباً، وفي حال إيقاف هذه الميزة من وقتٍ إلى آخر أو استخدام أحد الأوضاع المختلفة لها، فقد نصل بطاقة السماعات إلى وقتٍ أطول.
ولشحن هذه السماعات ينبغي لنا وضعها في الكبسولة المتاحة كما ذكرنا سابقاً وشحنها بثلاث دورات كاملة قبل الحاجة إلى توصيل الكبسولة بالطاقة مجدداً، مع الإشارة إلى دعم هذه الكبسولة لتقنية الشحن السريع، والتي يمكن تفعيلها عند توفر 30% من نسبة الشحن في بطارية الكبسولة، وبهذا سنكون قادرين على استخدام السماعات لساعتين بدون ANC بعد شحنها لمدة لا تتجاوز 10 دقائق، وأخيراً على خلاف الجيل السابق من هذه السماعات، لا تدعم كبسولة Buds 4 Pro خاصية الشحن اللاسلكيّ.
الخلاصة
تحسّنت السماعات Buds 4 Pro عن إصدار العام الماضي، بامتلاكها العديد من الميزات المتقدّمة كإيقاف الضجيج المتكيّف مع البيئة ومراعاة الصوت المحيط إن لزم الأمر، كما يمكنها حالياً الاحتفاظ بشحنها لمدة أطول، والتفاعل مع النقرات بسرعة وحساسية مثالية تقريباً، ذلك فضلاً عن تقدّم جودة الصوت في هذه السماعات ودعمها لأجراس التنبيه المتوالية، رغم أنها لم تتجاوز النقطة السعرية 100 دولار.
