مع تقدم كاميرات الهواتف الذكية واهتمام الشركات المصنّعة بهذا القطّاع حصلنا على كاميرات جيدة فعلًا وتجاوزت التوقّعات وخاصّة بعد إعلان آبل الأخير بإمكانية طرح وضع التصوير الفلكي، ولكن اليوم أصبح استخدام كاميرا الهاتف الذكي أوسع من ذي قبل وأصبح القطّاع الصحي محور تركيز أكبر بالنسبة لصنّاع الهواتف الذكية، فإن كنت تستخدم التطبيقات الصحية الشهيرة أو تمتلك إحدى ساعات Apple يمكنك ببساطة تتبّع نشاطك وحساب عدد السعرات الحرارية التي تحرقها يوميًا، ومع ذلك تنتقل الهواتف المزودة بكاميرات الآن بالتكنولوجيا الصحية إلى المستوى التالي.
تعمل الشركات المصنّعة للهواتف بالتعاون مع القطّاع الصحي لاستخدام كاميرا الهواتف الذكية في تشخيص الأمراض أي يمكننا الكشف عن أمراض محدّدة باستخدام الهاتف دون الحاجة لزيارة الطبيب، وتعمل شركة NHS وهي إحدى الشركات البريطانية والتي تعتبر مزوّدًا للخدمات الطبية على توفير مجموعات الاختبار المنزلي للمرضى كطريقة جديدة للكشف المبكر عن أمراض الكلى، حيث تعمل NHSX هي الذراع الرقمي لشركة NHS بالتعاون مع Healthy.io لتوفير نصف مليون مجموعة اختبار منزلية على مدار السنوات الثلاث المقبلة، وتساعد هذه التقنية الجديدة المستخدمين بشكل أساسي على تحويل هواتفهم المزودة بكاميرات إلى أدوات طبية ذات قدرة عالية، يتم إرسال مجموعة أدوات الاختبار المنزلية إلى المرضى لاستخدامها جنبًا إلى جنب مع تطبيق هاتف مزود بكاميرا ويقوم المرضى بمسح النتائج وإرسالها إلى الطبيب المختص.
تم تنفيذ هذه الطريقة الجديدة لتقليل الرحلات غير الضرورية إلى الطبيب العام والمستشفيات ومع التوقّعات الحالية حول وصول عدد المرضى المصابين بأمراض الكِلى إلى أكثر من ستة ملايين إصابة، من الممكن أن تثبت مجموعات الاختبار المنزلية هذه أنها لا تقدر بثمن، وقد صرّح وزير الصحة البريطاني مات هانكوك مؤخّرًا أن هذه التقنيات تعتبر مثال رائع حول قدرة التكنولوجيا في دعم القطّاع الصحي حيث يمكن للمرضى الحصول على التشخيص في وقت أقرب ممّا يساهم في تشخيص الأمراض بسرعة كبيرة وأضاف أن هذا الابتكار يعتبر خطوة أخرى إلى الأمام في تقديم خدمات صحية أفضل دون الحاجة للخروج من المنزل.
لم يصبح استخدام الهواتف المزودة بكاميرات لتشخيص الأمراض أكثر قابلية للتطبيق من الناحية التقنية فحسب بل أصبح أيضًا أكثر شيوعًا ويرجع ذلك بشكل خاص إلى انتشار الوباء الحالي والمبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي التي يتعين على المنظمات في جميع أنحاء العالم التكيّف معها.
الملاريا هي حالة صحية أخرى يمكن اختبارها الآن باستخدام هاتف مزود بكاميرا وتشير التقديرات إلى وجود 229 مليون حالة في جميع أنحاء العالم ولا يوجد حاليًا لقاح معتمد للملاريا لذا فإن التشخيص المبكر مهم للغاية، يتم الآن استخدام تطبيق يسمى Malaria screener لتحليل صور لطاخة الدم، حيث يمكن للكاميرات مسح صور بقع الدم الرقيقة والكثيفة واستخدام النتائج في التشخيص، ولكن حتى اليوم ما تزال الطرق التقليدية هي الطرق المتبعة والمعيار الأساس لتحديد الأعراض بشكل مؤكّد ولكن إمكانية اختبار وجود مرض ما من المنزل وبشكل سرّي بهدف الاطمئنان على الصحة العامة أمر مميّز حقّاً ويستحق التجربة.
