213
لا يزال الجيل الجديد من معالجات كوالكوم الرائدة على بُعد عام تقريبًا، لكن الشائعات بدأت بالظهور مبكرًا، ويبدو أن الأمور تتجه نحو الارتفاع… في السعر والتطور التقني على حد سواء.
على سبيل المثال، هاتف Xiaomi 15 Ultra باهظ الثمن بالفعل. فهل أصبحت الهواتف الرائدة غالية جدًا؟ بالنسبة لمعظم المستخدمين، الجواب نعم بلا شك. ومع ذلك فقد ترتفع أسعار الهواتف أكثر بسبب الزيادة في أسعار شرائح الذاكرة العشوائية (RAM). على سبيل المثال، ذاكرة LPDDR5X مطلوبة بشدة حاليًا بسبب سباق شركات التقنية في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي. لكن مسألة الذاكرة ليست السبب الوحيد وراء الارتفاع المحتمل في الأسعار.
وفقًا لتسريبات من المسرب المعروف Digital Chat Station، فإن معالج Snapdragon 8 Elite Gen 6 – الذي يُتوقع أن يكون خليفة لمعالج Snapdragon 8 Elite Gen 5 الحالي – سيكون مصنّعًا بتقنية 2 نانومتر.
في عالم الشرائح، الرقم الأقل يعني في الواقع أداءً أعلى، إذ يشير إلى عملية تصنيع أكثر تطورًا. فكلما صغرت دقة التصنيع، أصبحت الترانزستورات والعناصر المكونة للمعالج أكثر كثافة وكفاءة.
يسمح الانتقال من 3 نانومتر إلى 2 نانومتر بزيادة عدد الترانزستورات في المساحة نفسها، مما يجعل المعالج أسرع وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، ويقلل الحرارة الناتجة. وبالتالي، يُتوقع أن يحقق أداءً أقوى وعمر بطارية أطول. لكن هذه التقنيات المتقدمة تكلف الكثير أيضًا، ما يعني ارتفاع التكلفة النهائية للهواتف التي تستخدمها.
في الجزء الثاني من التسريبات، أشار Digital Chat Station إلى أن معالج Snapdragon 8 Elite Gen 6 سيدعم المعيارين الجديدين LPDDR6 وUFS 5.0.
تم الكشف عن معيار LPDDR6 (الذاكرة منخفضة الطاقة من الجيل السادس) في صيف عام 2025، وهو يقدم أداء أسرع وكفاءة طاقة أفضل وأمانًا أقوى. يستخدم تصميمًا جديدًا ثنائي القنوات الفرعية يسمح بنقل البيانات بطريقة أكثر مرونة وكفاءة. كما يدعم سرعات وصول أعلى وتحسين استخدام الذاكرة ويستطيع تعديل استهلاك الطاقة بحسب عبء العمل.
مقارنة بـ LPDDR5، يعمل المعيار الجديد بجهد كهربائي أقل ويستهلك طاقة أقل مع الحفاظ على الأداء القوي. كما يحتوي على تقنيات جديدة لاكتشاف وتصحيح أخطاء الذاكرة لحماية البيانات وتحسين استقرار النظام على المدى الطويل.
أما معيار التخزين الجديد UFS 5.0، فهو يقدم قفزة كبيرة في سرعة نقل البيانات، إذ تصل إلى 10.8 جيجابايت في الثانية، مقارنة بـ 5.8 جيجابايت في الثانية في معيار UFS 4.0 السابق.
ويتميز أيضًا بكفاءة أعلى في استهلاك الطاقة وتحسينات مصممة خصيصًا لتلبية متطلبات تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة. وعلى الرغم من أن أي شركة مصنّعة لم تؤكد بعد خططها لاستخدامه، إلا أن توافقه العكسي مع الإصدارات الأقدم سيجعل تبنيه أسهل وأسرع.
الاستفادة الأكبر من هذه التقنية ستكون في تشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي، إذ ستعمل التطبيقات بشكل أكثر سلاسة واستجابة أسرع بفضل السرعات الجديدة.
في الختام، يمثل معالج Snapdragon 8 Elite Gen 6 خطوة كبيرة نحو مستقبل أسرع وأكثر كفاءة في عالم الهواتف الذكية، بفضل اعتماده تقنية تصنيع 2 نانومتر ودعمه لمعياري LPDDR6 وUFS 5.0 اللذين يقدمان تحسينات هائلة في الأداء واستهلاك الطاقة. ومع ذلك، فإن هذه القفزة التقنية المتقدمة ستنعكس حتمًا على الأسعار، مما يعني أن الهواتف الرائدة القادمة ستكون أغلى من أي وقت مضى، لكنها في المقابل ستقدم أداءً غير مسبوق وتجربة استخدام أكثر سلاسة وكفاءة.
