بعد أعوامٍ من الهواتف المكررة من أيفون، وترك الفجوة فارغةً ما بين الطرازات الأساسية لديها والمجموعة Pro، قررت آبل إنتاج صنفٍ مختلفٍ هذه المرة، بحيث يشكّل القاسم المشترك الذي يؤدي جميع مهامه بشكلٍ احترافيٍّ ويدعم الذكاء الاصطناعيّ، بينما يستغني عن الكاميرات الإضافية وبعض الميزات الأخرى ليتناسب مع هواة الطرازات صغيرة الحجم ذات السعر المعقول.
تصميم رقيق جداً بمتانة عالية
لم يسبق لأيٍّ من شركات الهواتف الذكية أن أطلقت هاتفاً بسماكةٍ أقل من Galaxy S25 Edge بينما قامت آبل بتصنيع هاتفها الأخير iPhone Air بسماكةٍ تبلغ 5.6 إنش، وحوافٍ مصقولةٍ من التيتانيوم، وزوايا مستديرة، فتساوي أبعاده 156.2x 74.7 x5.6 مم.


ولحماية الهاتف من حوادث التصدّع والتلف، تم تزويده بالمعيار IP68 لمقاومة الماء والغبار الكثيف، بالإضافة إلى الزجاج المضاد للانعكاس Ceramic Shield 2 على واجهتي الهاتف الأمامية والخلفية، إذ يمنع هذا النوع من الزجاج توهّج الشاشة وإخفاء مكوناتها عند استخدام الهاتف تحت ضوء الشمس الساطع.
ويمتلك هذا الهاتف شاشة OLED تعمل بتقنية Ltpo Super Retina Xdr، لتعرض محتوياتها بالدقة 1260×2736 بكسل، كما تقوم بتفعيل 3000 وحدة إضاءة في ذروة السطوع، وتدعم خاصية ProMotion فيتراوح معدل التحديث في المهام ما بين 1 و120 هرتز على حسب المهمة المنجزة على الشاشة.
أبقت آبل على زر الإجراءات الجانبي Apple Action إلى جانب زر التحكم في الكاميرا، فيما جاءت الكاميرا الخلفية الوحيدة ضمن إطار بيضوي يضم المستشعر في أقصى الزاوية العلوية اليسرى يقابله فلاش LED في الجهة اليمنى. ويزن الهاتف 165 غراماً، ويحتوي على مكبر صوت واحد فقط، ما يجعل الصوت أحادي الاتجاه ويفتقر إلى التوازن الكامل.
وأخيراً، تضمّ الحافة السفلية لهذا الهاتف شبكة المكبر الصوتيّ التي تتوزع حول المنفذ المخصص للشحن، ويتوفر iPhone Air في الأسواق العالمية باللون الأسود والأبيض والذهبيّ والأزرق السماوي.
نفس الشرائح الاحترافية بطريقة عمل مختلفة


جرى تشغيل الهاتف iPhone Air بشرائح المعالجة A19 Pro، حيث تم استخدامها في مجموعة الهواتف iPhone 17 Pro، ورغم اقتصار شرائح iPhone Air على خمسة نوى للرسوميات بدلاً من ستة، إلا أن الأمر لم ينعكس سلباً على التنقّل بين التطبيقات فلا يزال سلساً للغاية، وذلك بفضل تقنية التصميم الجديدة Liquid Glass لنظام iOS 26.
كما حافظ هاتف آبل الأخير على عدد الإطارات في الألعاب عالية الكثافة، مثل Destiny: Rising، ولكنه تباطأ قليلاً عند البدء باستخدام الأدوات Image Playground من آبل، وبدأ يميل إلى الدفء بعض الشيء بالقرب من الكاميرا الخلفية عند إجهاده في المهام لفتراتٍ طويلة.
وفي سبيل إدارة الطاقة بشكلٍ متقن، أضافت آبل مجموعة الرقاقات N1 وC1X، لتحلّ مكان نظام التبريد بالبخار في الأجهزة 17 Pro، حيث لا يتّسع هيكل iPhone Air قليل السماكة إلى مساحةٍ واسعةٍ لأنظمة التبريد أو البطارية، ومن جانبٍ آخر، لا يدعم المودم C1X تقنية mmWave 5G، وبالتالي سرعةٍ نقلٍ أقلّ للبيانات عبر الإنترنت.
إمكانيات الكاميرا الوحيدة في iPhone Air


تعمل العدسة الخلفية للهاتف الجديد iPhone Air بدقة 48 ميجا بكسل، فتلتقط الكثير من التفاصيل وتبدو صورتها حادةً مع ألوانٍ مناسبةٍ في وضح النهار وفي منتصف الليل أيضاً، لتواكب بذلك نتائج الهواتف المنافسة، متضمّناً ذلك Galaxy S25 Edge و Pixel 10 Pro، بينما يتوقف التقريب البصريّ في هذه الكاميرا عند النسبة x2 فقط.
وبالرغم من افتقار الهاتف iPhone Air إلى الكاميرات المتعددة، إلا أنه يقوم بالتصوير في الوضع بورتريه وبجودةٍ لا تقلّ عن نظيرتها في الهواتف ذات الكاميرات الثنائية أو الثلاثية، كما تساهم الميزة Center Stage الخاصة من آبل في تطبيق الكاميرا، إلى جانب كاميرا السيلفي 18 ميجا بكسل، في ابتكار عهدٍ جديدٍ للتصوير في الهواتف الذكية، إذ تلجأ الأخيرة إلى مستشعرٍ مربع الشكل، فيتمكّن الهاتف من التبديل ما بين الوضعين الأفقي العريض والعموديّ الأطول في أي وقتٍ نريد، مع إمكانية التعيين التلقائيّ لأحد الوضعين بناءً على عدد الأشخاص في الصورة.
وتكمن وظيفة الميزة Center Stage في إبقاء الهدف ضمن مركز الصورة حتى وإن تحرك الهاتف أثناء التصوير أو تسجيلات الفيديو، ويقوم الوضع Bright بإضافة الألوان والتفاصيل إلى الصورة فيزيد من حيويتها.
هل يدعم iPhone Air أنظمة الطاقة الجديدة والشحن اللاسلكيّ


أدّى تصميم الهاتف iPhone Air بسماكةٍ قليلةٍ للغاية إلى الحدّ من حجم البطارية لديه فلم تتجاوز سعتها 3149 ميللي أمبير، وقد صرّحت آبل بقدرة هذه الخلية على الاستمرار في تشغيل الهاتف حتى 27 ساعة من تشغيل الفيديو، بينما يقلّ هذا العدد في الواقع مع تفعيل WiFi ولا يتعدى 7 ساعاتٍ في حال الاستمرار بتشغيل الشاشة على نحوٍ متواصل.
وعند انتهاء الطاقة، نستطيع إعادة شحن الهاتف إلى النسبة 50% بنصف ساعةٍ فقط، حيث تدعم البطارية قوة الشحن السلكية 25 واط، والشحن اللاسلكيّ أيضاً بقوة 15 واط، بينما يمنح الهاتف طاقته للأجهزة الأخرى لاسلكياً بقوة 4.5 واط.
الخلاصة
انحرف الهاتف iPhone Air عن المسار الاعتياديّ لهواتف آبل، فقام مهندسو الشركة بتغيير كافة المعايير في الهاتف بناءً على هيكله الرقيق، فتم استبدال نظام التبريد وإدارة الطاقة لكي تتناسب مع التصميم الجديد، كما أعيدت هيكلة المعالج لنفس السبب مع الحفاظ على الأداء والإمكانيات قدر المستطاع، وأظهر الهاتف إمكانياته في المحصلة عبر شاشةٍ بالغة الدقة وكاميرا متوازنةٍ للغاية، وقد تم تحديد النطاق السعريّ لهذا الهاتف بما يساوي 1400 دولار تقريباً.