لم تتوقّف شركة Asus منذ انطلاقها عن ملاحقة عالم الألعاب وتأمين جميع مستلزماته للمستخدمين، بما في ذلك الهواتف الذكية عالية الإمكانيات، كما توجّهت أيضاً نحو أسواق الهواتف المتوسطة العليا ودخلت منافسات هذا العام بالطراز Zenfone 10، وما يحمله من ميزات تكمل مسيرة السلسلة Zenfone وتقدّمها الواضح في التصوير والأداء، والعرض الدقيق، فيما اختلفت مقاسات الهاتف هذه المرة لكي تتناسب مع هواة الأحجام الصغيرة وسهولة الاستخدام.
هيكل بحجم آيفون وشاشة بالغة الدقة
استمدّ الهاتف Zenfone 10 معظم سماته التصميمية من جيله السابق Zenfone 9، فحصل على هيكل خارجي يجمع ما بين الزجاج في الأمام، ومادة البلاستيك في الغلاف الخلفي والإطار بحوافه الكبيرة التي تمتدّ إلى الخلف فتغطّي كامل الجوانب، كما تماثل هذا الطراز مع هواتف iPhone 14، من حيث الحجم والجوانب المسطّحة والزوايا المدوّرة، أما عن غلافه الخلفي فإنه بالكاد يصل إلى حواف الإطار، وقد تم طلاؤه بمادة البولي كربونات، مع الإشارة إلى احتواء علبة الهاتف على غلاف شفاف يمكن استخدامه للحماية وتجنّب حوادث انزلاق الهاتف، كما يتوفر Zenfone 10 بكل من اللون الأخضر المائل إلى الأبيض، والأزرق البرّاق، والأسود الداكن، وكذلك الأبيض، والأحمر اللامع.
بلغت أبعاد هذا الهاتف 68.1 x 146.5 x 9.4 مم، أي أنه أقلّ عرضاً من الطراز iPhone 14 Pro وبنفس الطول تقريباً، فيما تسبّبت حوافه الأمامية العريضة بتقليص حجم الشاشة إلى 5.9 إنش، وبالتالي زيادة كثافتها بتضمين 444 بكسلاً في الإنش الواحد، وتسهيل استخدامها بيدٍ واحدة.
تعمل شاشة الهاتف Zenfone 10 وفق تقنية AMOLED، لتعرض محتوياتها بالدقة FHD+، كما تقوم بتشغيل 1100 وحدة إضاءة في ذروة السطوع، فيمكن الجزم بوضوح مكوناتها عند استخدام الهاتف أسفل ضوء النهار المباشر، شاملاً ذلك محتويات HDR من Netflix، وAmazon Prime وألوانها السوداء العميقة.
وتدعم هذه الشاشة معدل التحديث المرتفع 144 هرتز، والذي ينقلها إلى المستويات المتقدّمة من سلاسة العرض والاستجابة اللمسية، بينما يقتصر تفعيل هذا المعدّل على تجارب الألعاب فقط، حيث يتم التبديل تلقائياً إلى أحد المعدلات 60 و90 و120 هرتز عند البدء بمهامٍ أخرى على الهاتف.
وأخيراً، يتوافق Zenfone 10 مع المعيار IP68، أي أنه يقاوم الماء والغبار بشكلٍ كامل، ذلك فضلاً عن امتلاكه المستشعر ZenTouch 2.0 لقراءة بصمات الأصابع، والمفتاح الذكيّ الذي تم دمجه في زر الطاقة، حتى يتمكّن المستخدم من تمريره للأعلى والأسفل وأداء الكثير من الإجراءات القابلة للتخصيص، بما فيه الوصول إلى قائمة الإشعارات، والتمرير في مواقع الويب، وكذلك تقديم فيديوهات يوتيوب لبعض الثواني أو إرجاعها إلى الخلف، بينما سيكون هذا المفتاح جاهزاً للعمل إثر أي لمسةٍ عرضيةٍ لزر الطاقة!
كاميرات قريبة من المثالية
لم تختلف مستشعرات التصوير لدى الهاتف Zenfone 10 عمّا كانت عليه في الجيل السابق، حيث اقتصرت الكاميرات الخلفية على المستشعر الرئيسيّ Sony IMX766 ذي الدقة 50 ميجا بكسل، والعدسة فائقة العرض، بينما تطوّر نظام التثبيت في الهاتف الجديد ليعتمد هذه المرة على ستة محاورٍ تتحرّك داخل الكاميرا لتصل إلى 1.5 من درجات الاستقرار في كل اتجاه، وبالتالي تثبيتاً أعلى بثلاث مراتٍ من المستوى القياسيّ OIS، وضبابيةً أقل في الصور التي يتم التقاطها بالطريقة التقليدية دون تثبيت الهاتف.
كما تقوم الكاميرا الأساسية الخلفية بالتقاط الصور سريعاً، فتبدو نتائجها واضحة المعالم، والتفاصيل، وخاصةً في لقطات HDR، وعلى اختلاف مستوى الإضاءة المتوفرة في المكان، بينما اختلفت حيوية الألوان في اللقطة الواحدة ليظهر بعضها بزهو أعلى من سواه، لا سيما عند النظر إلى اللون الأحمر ومقارنته ببقية الألوان الحيوية.
ومع فتحة العدسة f/1.9 ومستشعر بحجم 1/1.56 إنش، تستطيع كاميرات الهاتف Zenfone 10 التقاط الكثير من التفاصيل في الصور الليليّة، والتعامل بشكل جيد مع مصادر الضوء في الصورة، كأضواء الشوارع وما إلى ذلك، بينما تميل الألوان إلى الدفء قليلاً، ويتم تنعيم بعض الحواف من حينٍ إلى آخر.
وقد تم تحسين دقة الكاميرا فائقة العرض مقارنةً بالهاتف السلف فأصبحت 13 ميجا بكسل، واقتربت نتائجها وألوانها من لقطات الكاميرا الرئيسية وعلى الأخص عندما يتم دمجها مع تقنية تصحيح التشوّه.
ومع تفعيل خاصية التقريب، سنحصل على قدرٍ كافٍ من التفاصيل التي تصلح لمشاركتها في مواقع التواصل، بينما تنعكس الأحكام عند استخدام هذه الخاصية في الأماكن المعتمة، كما يؤدي تنشيط نسبة التقريب x2 إلى قصّ صورة الكاميرا الرئيسية فقط للتقرّب من الهدف، ويزداد الوضع سوءاً مع ازدياد هذه النسبة وذلك لافتقار الهاتف إلى مستشعراتtelephoto الخاصة بأعمال التقريب.
أما عن كاميرا السلفي فتعمل بدقة 32 ميجا بكسل، ويمكن التسليم فعلياً بقدرتها الكبيرة على جلب التفاصيل، والوصول إلى المقادير الأنسب من الإضاءة، وحيوية الألوان، وهذا ما عجزت عنه الكاميرا النظيرة من Xiaomi 13 Pro، حيث يعود الفضل في ذلك إلى المستشعر RGBW والذي ناب عن المستشعر RGGB الموجود في معظم كاميرات السلفي الحالية، كما تسعى البكسلات البيضاء في هذه الكاميرا إلى تقليل الضوضاء واستغلال أكبر كميةٍ ممكنةٍ من الضوء الموجود في المكان، وهذا ما يجعلها مناسبةً للاستخدام حتى في الإضاءة المنخفضة، ومع تفعيل الوضع بورتريه تركّز الكاميرا على الهدف ويجري تنعيم الخلفية ودراسة بعدها عن الهدف بشكلٍ دقيق.
وبفضل نظام التثبيت سداسيّ المحاور، تبدو مقاطع الفيديو بالغة السلاسة، إذ يمكن تصويرها بالدقة 4K مع تأمين 60 إطاراً في الثانية، كما أثمر التعاقد ما بين أسوس و OZO، عن إنتاج كامل العتاد اللازم لتقليل الضجيج، وتسجيل صوت الفيديوهات بدقته الصحيحة.
أداء الهاتف Zenfone 10 ونظام التشغيل
تم تشغيل الهاتف Zenfone 10 بشرائح المعالجة المميّزة Snapdragon 8 Gen 2 من كوالكوم، مضافاً إليها 8 أو 16 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائية، والخيارات 128/256/512 لذاكرة التخزين الدائم UFS 4.0، ومع هذه المقوّمات يمكن للهاتف أن يتعامل مع كافة أنواع المهام بسهولة واستجابة فائقة بالفعل، فلا تباطؤ ولا أي تأخير يمكن ملاحظته، إذ تتحرّك الرسوم وتعمل التطبيقات بسلاسة لا تقارن، وينطبق الأمر ذاته على الألعاب أيضاً حتى الثقيلة منها من أمثال Call of Duty Mobile، وهذا ما يجعل Zenfone 10 الصغير مناسباً لهواة الألعاب الذين يفضّلون معدلات الإطار المرتفعة والشاشة الصغيرة التي يمكن الوصول إلى كافة محتوياتها بيدٍ واحدة.
وقد تفوّق الهاتف Zenfone 10 بأدائه المتقدّم على معظم الهواتف الرائدة المنافسة مثل Galaxy S23 و Xiaomi 13 Pro وذلك في الاختبارات وحيدة ومتعددة النوى من المعيار Geekbench 6، كما تزوّد هاتف أسوس الأخير بمقبس السماعات السلكيّ، والتقنيات الصوتية التي تدعم الاتصال السلكيّ واللاسلكي مع أجهزة الصوت بما في ذلك التقنية Dirac، والخيار Hi-Res Audio وأخيراً الميزة aptX Lossless لتوصيل الصوت عالي الدقة إلى الأجهزة المستقبلة عبر اتصال بلوتوث.
ونظراً لدعم المكبرات الصوتية في هذا الهاتف لتقنية استيريو، يمكنها إنتاج الصوت بمستوياته المرتفعة التي تؤدي أحياناً إلى اهتزاز الغلاف الخلفيّ من الهاتف متأثّراً بالصوت الصاخب.
يعمل Zenfone 10 بواجهة الاستخدام ZenUI والتي تعتمد على الضوابط الأساسية للنظام Android 13، وتدعم خيارات التخصيص الشاملة، وقد غيّرت هذه الواجهة أشكال جميع الأيقونات الخاصة بالإعدادات السريعة، وتوجّهت نحو خيارات الشاشة الدائمة لتدعمها بالرسوم GIF وغيرها من الصور، كما تمت ترقية المحرّك Game Genie ليقوم بدوره في تحسين أداء الألعاب، مع إمكانية الاحتفاظ بلقطات الشاشة الطويلة التي تقبل التمرير.
ونهايةً، وعدت أسوس باستمرارها في تحديث الأمان للهاتف Zenfone 10 حتى مرور أربع سنوات، بالإضافة إلى تزويده بتحديثين رئيسيين لنظام التشغيل.
كم تدوم بطارية Zenfone 10 مع كل هذا الأداء
تكاملت جهود الشرائح الرائدة لهذا الهاتف وكفاءتها في تنظيم استهلاك الطاقة مع الحجم الصغير لشاشة العرض، فساعدت بذلك بطارية الهاتف ذات السعة 4300 ميللي أمبير لأن تستمر إلى نهاية اليوم حتى مع تكثيف المهام على الهاتف شاملاً ذلك تصفّح الويب، ومواقع التواصل، وتشغيل الكاميرا، وإنجاز مختلف أنواع المراسلات، كما أن تخفيف العمل على الهاتف سيكون كفيلاً في بقاء البطارية لما يتجاوز اليومين.
الخلاصة
لم تغيّر أسوس نهجها في تزويد هواتفها الذكية بأحدث ما توصّلت إليه التقنيات، ولم يخرج الهاتف Zenfone 10 عن هذه القاعدة أيضاً، فكان له نصيباً من الأداء الاحترافيّ والتصوير بالغ الدقة والثبات وكذلك العرض المتقدّم السلس، ناهيك عن تضمينه العتاد اللازم لإنتاج الصوت المرتفع، وتقنيات الاتصال السلكيّ واللاسلكيّ مع أجهزة الصوت، ولكنه رغم ذلك لم يخرج عن النطاق السعريّ 700 دولار، وذلك بسبب عجزه عن دعم الشحن السريع واستقباله الطاقة بقوةٍ لا تتجاوز 30 واط على خلاف ما جاءت به الهواتف المنافسة.