مراجعة هاتف Nothing phone 1 … بداية مشرقة للشركة في سوق الهواتف

مراجعة هاتف Nothing phone 1 … بداية مشرقة للشركة في سوق الهواتف

قدمت العلامة التجارية Nothing هاتف جديد مميز في سوق الهواتف المتوسطة للعام 2022 بعد أشهر عديدة من التسريبات والإشاعات، وقد كان هذا الهاتف ثاني منتجات الشركة بعد السماعات اللاسلكية Ear 1 فجاء بتصميم لافت غير مألوف، وغلاف خلفي شفّاف يكسو مكونات الهاتف المادية المتراصفة، إلى جانب حزمةٍ من الميزات المرغوبة حالياً.

محتويات علبة الهاتف

أرفق الهاتف Nothing Phone 1 في علبته بأداةٍ لإخراج بطاقة SIM، وكابل USB-C المخصص للشحن ونقل البيانات، بالإضافة إلى غلافٍ واقٍ شفاف، بينما خلت هذه العلبة من قابس الشحن الذي يتوافق مع بطارية الهاتف، ويدعم قوة الشحن 45 واط، إذ يمكن شراؤه بشكلٍ منفصلٍ وبسعرٍ يبلغ 50 دولار.

تصميم الهاتف Nothing Phone 1

استعانت Nothing بمئات مصابيح LED التي تضيء باللون الأبيض لإضافة لمستها الأكثر إثارةً في خلفية الهاتف، حيث تراصفت مكونات الهاتف بما في ذلك أنابيب التبريد وملف الشحن اللاسلكيّ وسط خطوطٍ طولانيةٍ وأضواءٍ بارزةٍ أسفل الغلاف الخلفيّ الشفّاف المصنّع من الزجاج المقوّى Gorilla Glass 5، والذي يجعل الهاتف عرضةً للتلطّخ ببصمات الأصابع عند الاستخدام، إلا أنه متين ومقاوم لحوادث التصدّع، كما تم رسم شعار Nothing بواسطة الخطوط الأسطوانية في زاويته السفلية اليسرى.

تلتقي أطراف الزجاج Gorilla Glass 5 من الخلف والأمام بحواف الإطار الذي تم تصنيعه من الألمنيوم المصقول، والذي يحتوي على أزرار الصوت في حافته اليسرى، ومنفذ الشحن في الأسفل إلى جانب الفتحة المخصصة لبطاقاتي SIM، وفتحة الميكروفون والمكبرات الصوتية.
وقد بلغت أبعاد الهاتف في نهاية الأمر 159.2 x 75.8 x 8.3 مم وبلغ وزنه 193 جراماً، ما يعني أنه سهل الحمل والاستخدام عموماً، وتندرج أسفل هذا التوصيف أزرار الصوت بنقراتها المرضية، ومحرك الاهتزاز الذي يستقبل لمسات المستخدم بسلاسةٍ عاليةٍ جداً، وبالتالي سيكون علينا توخّي الحذر من اللمسات العَرَضية أثناء اللعب والجولات الدقيقة.

على الجانب السلبيّ، خصّصت Nothing لحماية هذا الهاتف غلافاً واقياً مصنوعاً من مادة البولي كربونات، أي أنه أكثر عرضةً للتلطّخ، ناهيك عن كونه رقيقاً عند الأزرار، كما لم تصرّح هذه العلامة التجارية رسمياً بشأن مقاومة Phone 1 للماء والغبار وفق المعيار IP53، وهذا يعني تراجع الهاتف أمام الكثير من المنافسين من أبل، سامسونج وجوجل من هذه الناحية على الأقل، حيث تمتلك كلٌّ منها نماذج متوسطةً ومقاومةً للغمر في الماء.

ماذا عن واجهة Glyph في الهاتف Nothing Phone 1

جاءت الواجهة Glyph بأسلوبٍ جديدٍ للإشعارات، حيث أنها تقوم بإضاءة أكثر من 900 مصباحاً أبيض اللون عند ورود المكالمات أو الإشعارات، وذلك وفق طريقةٍ وتسلسلٍ ضوئيٍّ يتناسب مع نغمة الرنين أو الإشعارات المخصصة من قبل المستخدم، علماً أنه قد تم تجهيز الهاتف Phone 1 بعشر نغماتٍ للرنين وعشرٍ أخرى لإشعارات التطبيقات.

وقد يتشابه هذا الأسلوب مع ما قدّمته بعض هواتف الألعاب التي تدعم إضاءات RGB، إلا أن ما يميّز إضاءة Glyph هي أنماط الإضاءة المتعددة على اختلاف الإشعارات والنغمات المستخدمة.

وعند كتم أصوات المكالمات والإشعارات، نستطيع الاعتماد على نمط إضاءة المصابيح في تمييز الإشعار الوارد، كما أنه بالإمكان تخصيص نمطٍ معينٍ للإضاءة من أجل جهات اتصالٍ محددةٍ دون سواها وذلك من خلال تفعيل الوضع Flip to Glyph، والذي يعدّ امتداداً مطوّراً من الميزة Flip to Shhh التي وجدت مسبقاً في هواتف Google Pixel، حيث يؤدي قلب الهاتف للأسفل إلى عرض وميضٍ ضوئيٍّ من الهاتف فقط عند ورود الإشعارات.

في الوضع الافتراضيّ، تضيء مصابيح Glyph بسطوعٍ كبير، إلا أننا نستطيع التحكم في كمية التوهّج من خلال شريط التمرير الموجود في قائمة الإعدادات السريعة، حيث يمكن الوصول إليها من خلال النقر على فقاعة الإشعارات المخصصة، كما يمكننا جدولة وضبط وقت النوم في الهاتف أيضاً وذلك لإيقاف إضاءة المصابيح ليلاً، مع القدرة على إيقافها نهاراً عندما يتطلب الأمر وذلك بإلغاء تفعيل الوضع Glyph.

من ناحيةٍ أخرى، تم توظيف أضواء Glyph السفلية التي تأخذ شكل علامة التعجّب من أجل الإشارة إلى استخدام الميكروفون ضمن المساعد الرقميّ Google Assistant، أو إلى نسبة الطاقة في الهاتف عند توصيله بالشاحن، ولكن سرعان ما تختفي هذه الإضاءة بعد بضع ثوان، تماماً كما هو الحال مع إضاءة المصابيح المحيطة بملف الشحن اللاسلكيّ والتي تأخذ شكل الحرف “C” وتضيء عند قيامنا بتوصيل الملحقات الخارجية لشحنها عكسياً من الهاتف.

شاشة كبيرة ودقيقة للعرض

يحتوي الهاتف Phone 1 على شاشةٍ بقياس 6.55 إنش، تعمل وفق تقنية العرض OLED، لتعرض محتوياتها بوضوحٍ وانسيابٍ تام، وكذلك ضمن مجالاتٍ لونيةٍ مناسبةٍ تماماً، كما تقوم هذه الشاشة بتشغيل 1200 وحدة إضاءة في المستويات القصوى من السطوع، وتدعم معدل التحديث التكيّفيّ المتغيّر 120 هرتز، حيث يبدو هذا المعدّل غامراً جداً في بعض الأحيان، فيمكن تقليله إلى الحدّ الأدنى بواسطة الخيارات المتاحة لذلك في النظام Nothing OS.

جرى تضمين شاشة العرض في الهاتف Phone 1 بقارئ البصمات المدمج، والذي يعتمد على التقنيات البصرية في كشف تفاصيل البصمة والقياسات الحيوية، فيتمّ عمله بنحوٍ جيدٍ تماماً في الغالب، كما يدعم هذا الهاتف كاشف الوجه أيضاً، فيما يعتمد الأخير على التقنيات البرمجية وهذا ما يجعله أقلّ أماناً من بقية طرق تأمين الهاتف.

أداء الهاتف Nothing Phone 1

أرادت العلامة التجارية Nothing أن يكون لها شأنها الخاص في عرض الإشعارات وتصميم هاتفها الجديد Phone 1 إلا أنها اتّبعت نهج بقية شركات التصنيع في تشغيل الهاتف بشرائح كوالكوم متوسطة المدى Snapdragon 778G Plus، والتي تم إطلاقها مع بدايات العام الماضي 2021، لتعمل وفق تقنية 6 نانو، بينما تم تعديلها من أجل الهاتف Phone 1 لتدعم تقنيات الشحن اللاسلكيّ Qi بقوة 15 واط، بالإضافة إلى الشحن اللاسلكيّ العكسيّ بقوة 5 واط، إلى جانب ذاكرة عشوائية بسعة تبلغ 8 أو 12 جيجابايت و 128 أو 256 جيجابايت من سعة التخزين الدائم.

وربما تخلّت Nothing عن الشرائح الرائدة الأحدث Snapdragon 8 Gen 1 لصالح هذه الشرائح المتوسطة إلا أنها حقّقت التوازن ما بين كفاءة الأداء المطلوبة من الهاتف وبين نطاقه السعريّ، حيث يعمل Phone 1 في المهام اليومية على نحوٍ جيدٍ للغاية، بغض النظر عن بعض مظاهر التباطؤ التي تبدو على الهاتف في حالات تعدّد المهام، إلا أن حرارة الهاتف لم تتجاوز حدودها المتوقعة في غالبية الأحوال.

ومع تشغيل الألعاب المكثّفة، يكمل الهاتف Phone 1 مسيرة الأداء المقبول أيضاً، ولكننا سنلاحظ قلة عدد الإطارات بشكلٍ واضحٍ في لعبةٍ مثل Genshin Impact، حيث لم تتعدّ 30 إطاراً في الثانية.

وقد تفوّق الهاتف Phone 1 عند مقارنته مع النظير المتوسط من سامسونج Galaxy A53 5G ذي الشرائح Exynos 1280، وحافظ على مستوياته القريبة مما تقدّمه الهواتف Poco F4، و OnePlus Nord 2T مع الشرائح Mediatek Dimensity 1300.

يعرض Phone 1 محتوياته الرسومية عن طريق وحدة الرسوميات Adreno 642L، والتي تسبّبت في تراجع هذا الهاتف في اختبارات الرسوميات أمام المنافسين حيث تتولّى هواتف Pixel 6 و 6a قيادة هذا النوع من الاختبارات مع شرائحها الخاصة Tensor.
وبالحديث عن الرسوم صرّحت Nothing بأن هاتفها الجديد Phone 1 لا يستطيع تعزيز المعايير كما تفعل الهواتف المتوسطة الأخرى حالياً، وذلك على الرغم من احتوائه على إعدادٍ خاصٍ بتعزيز الإطارات خلال اللعب وتشغيل بعض التطبيقات، حيث يعزى الأمر إلى كودٍ برمجيٍّ في برنامج الهاتف، يقوم بطريقةٍ ما بتعطيل عملية التعزيز ولهذا فقد تتم إزالة هذا الكود نهائياً خلال المستقبل القريب.

بالنسبة إلى تقنيات الاتصال، يمكن للهاتف Phone 1 إرسال واستقبال البيانات عبر النطاق الفرعيّ sub-6Ghz من شبكات 5G، كما يدعم كلاً من Wi-Fi 6 و Bluetooth 5.2 للاتصال اللاسلكيّ.

أما من ناحية البطارية فقد استطاع الهاتف Phone 1 أن يتمّ يومه الكامل من الاستخدام المكثّف، متضمّناً ذلك العديد من ساعات البثّ وساعةً من اللعب، بالإضافة إلى تشغيل العديد من التطبيقات والعمليات المتعددة، كما وصل إلى ما يزيد عن خمس ساعاتٍ من التشغيل الدائم للشاشة، علماً أن هذه الأرقام ستكون في ازديادٍ حتميٍّ عند تقليل الاستخدام أو تثبيت معدل التحديث في الهاتف على الحدّ 60 إطاراً في الثانية.

يدعم هذا الهاتف تقنية الشحن السلكيّ Quick Charge 4  ليستقبل الطاقة من الشاحن USB Power Delivery 3.0 بقوة 33 واط، فتتمّ عملية الشحن في غضون 71 دقيقةً، كما يدعم هذا الهاتف تقنية الشحن اللاسلكيّ أيضاً Qi بقوة 15 واط، بينما تقتصر قوة الشحن اللاسلكي العكسيّ لديه على 5 واط، حيث أنه من النادر أساساً توفر مثل هذه الميزات في هاتفٍ متوسط السعر.

أخيراً، للهاتف Phone 1 زوج من المكبرات الصوتية التي تعمل بجودة استيريو، فتخرج الصوت بوضوحٍ تام، حتى في مستوياته العليا، إلا أنه يبدو متوسط التوازن بسبب الحجم الصغير لمكبر سماعة الأذن.

تفاصيل نظام التشغيل

حلّ هاتف Nothing الجديد كثيراً من العقد والأخطاء البرمجية التي تأتي بها أنظمة التشغيل في الهواتف المنافسة الأخرى، فاعتمد على مبادئ التنفيذ السلس لمختلف العمليات، ولم يضف أي برامج bloatware إلى نظامه الأساسيّ، واكتفى ببعض التطبيقات المفضّلة من قبل الكثيرين، ليعرضها في نهاية الأمر ضمن إعداداتٍ تتبّع نظام التشغيل Android 12.
فانحصرت تطبيقات الهاتف مسبقة التثبيت في حزمة تطبيقات جوجل فقط، ليشتمل الهاتف على كلٍّ من تطبيق الاتصال Phone، ومدير الملفات Files، وما إلى ذلك بينما يأتي بتطبيق الكاميرا ومسجّل الصوت من بيئته الخاصة فيركّز الأخير على الصوت المسموع وتخفيض الضجيج قدر المستطاع، متجاوزاً أهمية عمليات نسخ وتعديل الصوت التي وردت مسبقاً في هواتف Google Pixel.

عامةً، يمكن الإشادة ببساطة واجهة الاستخدام في الهاتف Phone 1 واحتوائها على الكثير من الميزات الفريدة، بما في ذلك توفير ستة إعداداتٍ سريعةٍ في قائمة الإشعارات بدلاً من الإعدادات الأربعة الأساسية المعتادة، بينما يؤدي سحب هذه القائمة للأسفل سريعاً إلى إظهار دائرتين كبيرتين تحتويان على عناصر التحكم في شبكة الهاتف على الطرف اليساريّ وتندرج إعدادات التوصيل مع الأجهزة الأخرى يميناً، ويمكن سحب قائمة الإشعارات أفقياً نحو الأسفل مرةً أخرى، للحصول على المزيد من خيارات التحكم، حيث أن تمرير الدائرة اليسرى سيؤدي إلى إظهار خيارات التبديل ما بين بيانات الهاتف المحمول وشبكات WiFi، وتشغيل نقطة البث، بينما سيؤدي الضغط المطوّل على إحدى هذه الخيارات إلى الانتقال لإعداداتها الخاصة في قائمة الضبط أو “إعدادات الهاتف”.

أما عن الدائرة اليمنى في لوحة الإشعارات فتنقل المستخدم إلى خياراتٍ أوسع للتحكم السريع في المكمّلات الخارجية للهاتف، كالتحكم في مركبات Tesla على سبيل المثال.

يعتمد نظام التشغيل Nothing OS على الإعدادات الشهيرة الخاصة بنظام أندرويد، واستثناءٍ وحيدٍ يتمثّل في وضع الألعاب المخصص Game Mode، حيث يمكننا الاستمرار في استخدام التطبيقات بشكلٍ منفرد، أو جمعها في حافظةٍ ودائرةٍ واحدةٍ كبيرة الحجم تندرج أسفل بعض النقاط الرقمية التي تعنون مثل هذه الحافظات.

وتحتوي قائمة واجهات Nothing على زوجٍ من الخلفيات فقط، وأربعة أدواتٍ يمكن تخصيصها، حيث تشتمل على ثلاثة خياراتٍ لإظهار الساعة متضمّناً ذلك صيغتي الوقت 24 و12 ساعة علماً أن الخيار الأخير يتجاهل إخبارنا عن فترات الصباح والمساء (AM و PM)، كما يخلو هذا الهاتف من وضع الاستخدام بيدٍ واحدةٍ رغم أنه هاتفاً كبير الحجم وسوف يكون المستخدمون بحاجةٍ إلى مثل هذه الأوضاع في بعض الأحيان.

أما عن الأداة الرابعة NFT Gallery فقد تلقّت التحديث الأخير Nothing OS 1.0.2، لتكون وظيفتها الأساسية في الهاتف عرض صور المعرض في قائمة الإشعارات والأدوات بطريقةٍ رقميةٍ تتناسب مع عالم الألعاب والأيقونات الحديثة.

من ناحيةٍ أخرى، تتميّز واجهة الاستخدام في الهاتف Nothing Phone 1 بسلاستها الكبيرة في عرض الرسوم، حيث أنها تدعم معدل التحديث المتغيّر والذي يقوم بالتبديل ما بين المعدلات 120، 90 و60 هرتز وفقاً للمهمة المنجزة على شاشة العرض، إلا أنها في المقابل تحافظ على إظهار رمز الإيماءة السابق على الشاشة الرئيسية، ولا يظهر إعداد قراءة البصمات في بعض الأحيان حتى إعادة تشغيل الهاتف، ناهيك عن الأخطاء البرمجية المتعلقة بالشاشات البيضاء التي تظهر في بعض الألعاب، ورفض يوتيوب المؤقت لتشغيل بعض الأصوات، كما أبدت منصة Netflix تعارضها التام مع البنية البرمجية للهاتف Phone 1 مع أنه قريباً جداً من تجربة أندرويد، ويتوافق مع الكثير من الملحقات الخارجية كسماعات AirPods و Galaxy Buds.

نهايةً، أفادت Nothing بأنها ستدعم الهاتف Phone 1 بثلاث سنواتٍ من تحديثات نظام التشغيل، وأربعةٍ أخرى من تصحيحات الأمان.

 قدرات الكاميرا للهاتف Nothing Phone 1

تعتبر دقة واحترافية التصوير من الأمور الثانوية التي تتم مراعاتها في الهواتف متوسطة المدى والتي تندرج في قائمةٍ سعريةٍ تقلّ عن 500 دولار، بينما يختلف الهاتف Nothing Phone 1 عن هذه القاعدة الشهيرة قليلاً ليجمع ما بين مستشعر التصوير الرئيسيّ Sony IMX766 ذي الدقة 50 ميجا بكسل، والمستشعر Samsung JN1 فائق العرض وبدقةٍ مماثلةٍ تساوي إلى 50 ميجا بكسل.

وتقوم كاميرا الهاتف الرئيسية بتصوير اللقطات وفق الوضع الافتراضيّ لتخزينها بدقةٍ تبلغ 12 ميجا بكسل، فتميل نحو نسب التباين المرتفع، وتبدو مثاليةً تماماً في ظروف الإضاءة الجيدة مع استثناءٍ بسيطٍ يتعلّق بزيادة عمق اللون الأزرق وتدرّجاته المختلفة، وهذا ما يجعل الصور متناسبةً مع استخدامها في منصات التواصل الاجتماعيّ، حيث يبدو النطاق الديناميكيّ ضمن مستوياته المتوسطة، كما تظهر الظلال بعمقٍ مناسب داخل الصورة مع القليل من الضجيج في الأطراف، فتنحدر في بعض الصور نحو اللون الأرجوانيّ، بينما تحتوي صور الكاميرا الأساسيةً عامةً مع الكثير من التفاصيل، ويعود ذلك في بعض اللقطات المهتزّة إلى دعمها تقنيات التثبيت المزدوج OIS و EIS، وذلك لتجنّب حدوث التلطّخ على الأهداف الرئيسية، حيث تحاول هذه الكاميرا إخفاء مثل هذه المشاكل ضمن عمليات المعالجة اللاحقة للصورة، كما تساهم في إنتاج لقطات التقريب والتبعيد بجودةٍ مناسبةٍ أيضاً، إذ تحافظ اللقطات المقرّبة على التفاصيل الكافية حتى بلوغ نسبة التقريب x2، بينما تسوء الدقة مع تجاوز هذه النسبة.

وفي اللقطات الليلية والإضاءة المنخفضة، تكافح تقنيات التعريض و HDR لتأمين المستويات المقبولة من مصادر الضوء، فتظهر المناطق الظليلة مع القليل من الضوضاء، كما تتم تسوية بعض المشاهد بفضل الميزة Scene Detection والتي يجري تفعيلها بشكلٍ افتراضيٍّ من قبل التطبيق علماً أنه لا يخبرنا عن وقت تفعيلها بالتحديد، سواءً عند التقاط صور المستندات أو المشاهد الليلية أو غيرها من ظروف التصوير.

ومع تفعيل الوضع الليليّ المخصص في الصور Night Mode ستقلّ سمات الضجيج والتظليل بشكلٍ كبيرٍ، إلا أننا لا نستطيع تنشيط هذا الوضع يدوياً، حيث يظهر بشكلٍ تلقائيٍّ عندما يلاحظ الهاتف انخفاض إضاءة المكان.

لا يبدي المستشعر Samsung JN1 كامل قدراته المعتادة في التقاط الصور فائقة العرض بواسطة الهاتف Phone 1، حيث تظهر الألوان بشكلٍ باهتٍ جداً، وتسوء التفاصيل وترتفع مستويات الضجيج بشكلٍ واضحٍ مع زيادة حجم الإطار وإلمام المزيد من الأشخاص في الصورة وذلك بالرغم من تأمين الإضاءة الجيدة للصورة، وهذا ما يؤدي في النهاية إلى تراجع كفاءة التصوير والجودة العامة للصورة.

من جانبٍ آخر، تدعم الكاميرا فائقة العرض خاصية التركيز التلقائيّ وتقوم بتفعيلها تلقائياً مع لقطات ماكرو فتظهر الصور في نهاية الأمر على نحوٍ أفضل مما لو تمت إضافة كاميرا منفصلةٍ من أجل التقريب.

تساعد الإضاءة الوفيرة كاميرا السلفي ذات الدقة 16 ميجا بكسل في تأمين الكثير من التفاصيل ودقة الألوان، بينما تصعب عليها الأمور عند التصوير في المناطق الظليلة، فتقلّل من مظاهر الضجيج والتلطّخ قدر المستطاع، كما يقوم الوضع بورتريه في اللقطات الأمامية والخلفية بإضافة بعض تأثيرات التنعيم فتظهر علامات الأداء الجيد لتأثيرات بوكيه في فصل الهدف عن خلفية الصورة، وكذلك في اكتشاف الحواف.

ومع دقةٍ تساوي إلى 4K و30 إطاراً في الثانية، لا بدّ لنا من الحصول على مقاطع الفيديو المناسبة تماماً لكافة الاستخدامات، حيث أنها غنيّةً بالتفاصيل والألوان العميقة، ومدعومةً بخواص التثبيت والوضع Live HDR، كما لا تختلف المقاطع التي يتم تصويرها بالدقة 1080 بكسل عن الأحكام السابقة أيضاً، حيث تنخفض دقتها بعض الشيء بينما يمكن زيادة عدد إطاراتها حتى 60 إطاراً في الثانية.

يتماثل تطبيق الكاميرا في الهاتف Nothing Phone 1 مع نظيره من هواتف Pixel، حيث يدعم هذا التطبيق تفعيل الوضع Expert لهواة التصوير الذين يرغبون في التحكم بإعدادات التوازن والتثبيت ISO وما إلى ذلك، كما يضاف إلى هذا الوضع بعض خيارات التصوير الأخرى كاللقطات كاملة الدقة 50 ميجا بكسل، الميزة time-lapse، خيار التقريب ماكرو، التصوير البطيء للفيديو والذي يقوم هو الآخر بالتقاط 120 إطاراً في الثانية وإنتاج المقاطع بدقة 1080 بكسل.

تضع الواجهة Glyph لمساتها السحرية ضمن نظام التصوير أيضاً، فيمكن استخدام مصابيحها sigil الخلفية كبديلٍ مؤقتٍ لمصادر الضوء في الصورة، مع أنها ليست كافيةً تماماً لإضاءة المكان حتى في أعلى مستويات السطوع لديها، كما يقوم الجزء العلويّ الأيمن من هذه الأضواء في الوميض باللون الأحمر عند تسجيل مقاطع الفيديو، ولتفعيل هذا النوع الخاص من الإضاءة يفترض بنا الانتقال إلى قوائم الإعدادات الإضافية المخفية في تطبيق الكاميرا.

خلاصة القول

يحمل هاتف Nothing Phone 1 الكثير من المواصفات المتوسطة التي يتنافس بها مع أقرانه من العلامات التجارية الكبرى، فمن الأسلوب الجديد في التصميم وعرض الإشعارات إلى دقة العرض والأداء الجيد، ثم إلى الجودة المناسبة من نظام التصوير، وتقنيات الاتصال، بينما تم تسعيره بما لا يتجاوز 450 دولار، وذلك وفقاً لقدراته المتوسطة في عرض الرسوميات وتوازن الصوت، وكذلك خلوّه من مقبس السماعات.



Facebook Twitter Copy Link WhatsApp