يعتبر الذكاء الاصطناعي واحدًا من أبرز المجالات التقنية في الوقت الحالي وإلى جانب التطوّرات الحالية في المجالات الهندسية والتقنية فقد اتجه بعض روّاد الأعمال والتقنيين إلى سبر قدرات الذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية مثل القدرة على إنتاج مقطوعات موسيقية أو صور رقمية من وحي الخيال وأحد هذه البرمجيات التي حصلت على شهرة كبيرة مؤخّرًا تطبيق يدعى Craiyon وقد حاز هذا التطبيق على وجه الخصوص شهرة كبيرة بسبب قدرة المستخدمين على استخدام التطبيق بشكل مجاني وهو عبارة عن أداة تقوم بكتابة عبارة ما أو كلمة ويقوم التطبيق بتوليد رسم يطابق الكلمة التي قمت بكتابتها ونظرًا للنتائج المميّزة التي يقدّمها التطبيق فقد كان المستخدمين ينشرون النتائج على منصّات التواصل الاجتماعي ممّا ساهم في وصول هذه الأداة إلى عدد كبير جدًا من المستخدمين خلال وقت قصير نسبيًا.
إنّ مؤسّس هذه الأداة هو المهندس Boris Dayma الذي يعمل في مجال التعلّم الآلي وبحسب مؤسّس التطبيق فإنّ Craiyon كان في البداية عبارة عن مشروع بسيط ضمن أحد المسابقات التقنية وقد أراد إنشاء التطبيق كنسخة مصغّرة من تطبيق آخر يؤدّي نفس المهام يدعى DALL-E وبحسب تصريحات المهندس Dayma فإنّ تطبيق Craiyon في الوقت الحالي لا يعتبر الأفضل وذلك بسبب وجود عدد من التطبيقات الأخرى التي تقدّم نتائج أفضل إلّا أنّ ما يميّز هذه الأداة على وجه التحديد هو توفّرها على نطاق واسع بشكل مجاني أي يمكن لجميع المستخدمين تجربتها بحرّية وإلى جانب الوصول الذي حقّقه التطبيق فقد تطوّرت النتائج التي يقدّمها أيضًا ففي البداية كانت النتائج متواضعة ولا تشبه ما يرغب المستخدمين بمشاهدته ولكن شيئًا فشيئًا أصبحت النتائج أفضل وأكثر إبداعًا.

في الوقت الحالي يتم استخدام تطبيق Craiyon للترفيه والمرح بشكل رئيسي وهو مجاني تمامًا ويقوم الفريق المطوّر بعرض الإعلانات الرقمية لاسترداد تكاليف التشغيل ولكن يفكّر الفريق في الوقت الحالي في وسائل لجعل هذه الأداة ربحية حتى يستمر العمل على تطويرها إلى جانب السماح للمستخدمين بإنشاء الصور على هذه الأداة بشكل مجاني، أمّا بالحديث حول المستخدمين ففي البداية فقد كانت الكلمات بسيطة إلى حد ما ولكن مع تطوّر التطبيق أصبحت الاستفسارات أكثر تحديدًا وأصعب من الناحية التقنية ولكن جميع هذه الأشياء تساهم في تطوير Craiyon والوصول به إلى مرحلة أفضل.
وبحسب بعض العاملين في المجال التقني فإنّ التطبيق بحاجة إلى بعض الحدود حيث لا يمكن التنبؤ بكل شيء وفي حال حدث ذلك فإنّ النتائج في بعض الأحيان تكون مفاجئة وقد لا يفهمها المستخدم لذا في بعض الحالات من الأفضل عرض رسالة اعتذار بأنّ التنبؤ غير ممكن لهذه الجملة، وإلى جانب ذلك لدينا مشكلة التحيّز التي تعاني منها معظم تطبيقات التعلّم الآلي حيث تعتمد معظم هذه التطبيقات على البيانات الموجودة على شبكة الإنترنت ونظرًا لطبيعة تطبيقات تعلّم الآلة فإنّ التطبيق ينحاز باتجاه ما وفق البيانات المستخدمة في تدريب التطبيق ولكن أشار فريق التطبيق ضمن قسم الأسئلة الشائعة إلى أنّ التطبيق قد يكون متحيّزًا في بعض الأحيان وأشار الفريق أيضًا إلى أنّهم يعملون على توثيق أكبر قدر ممكن من حالات التحيّز والعمل على تطوير التطبيق لحل هذه المشكلة في المستقبل.