204
تستعد شركة DeepSeek لإطلاق نموذجها اللغوي الكبير من الجيل الجديد، DeepSeek-R2، في الفترة ما بين 15 و30 أغسطس 2025. وقد ظهر موعد الإطلاق خلال تفاعل مع نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة، ما يشير إلى طرح وشيك يأتي بعد أيام فقط من إصدار ChatGPT-5.
من المتوقع أن يشهد DeepSeek-R2 قفزة كبيرة في بنيته عبر اعتماد إعداد أكثر تقدمًا من نوع Mixture of Experts (MoE)، مع دمج شبكة توجيه أكثر ذكاءً للتعامل بكفاءة أكبر مع أحمال الاستدلال الثقيلة. ووفقًا لمصادر مطلعة على عملية التطوير، قد يصل حجم النموذج إلى 1.2 تريليون معامل، أي ما يقارب ضعف حجم DeepSeek-R1 الذي كان يضم 671 مليار معامل، لكنه سيظل أقل من ChatGPT-4/5 الذي يضم أكثر من 1.8 تريليون معامل.
وفي خطوة استراتيجية نحو الاكتفاء الذاتي في مجال الذكاء الاصطناعي، تم تدريب النموذج بالكامل على شرائح Huawei Ascend 910B. ويوفر عنقود الحوسبة لدى هواوي أداءً يبلغ 512 بيتافلوب (FP16) مع معدل استخدام يصل إلى 82%، وهو ما يعادل نحو 91% من أداء عنقود Nvidia A100. ويرى المحللون أن هذه الخطوة تمثل مرحلة حاسمة في تقليل اعتماد الصين على عتاد الذكاء الاصطناعي المصنّع في الولايات المتحدة.
وتشير التقارير إلى أن تكلفة تدريب DeepSeek-R2 كانت أقل بنسبة 97% مقارنة بـ GPT-4، بفضل استخدام العتاد المحلي وتقنيات تحسين الأداء. ويتوقع المحللون أن توفر DeepSeek إمكانية الوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات (API) بأسعار أقل، مما قد يغير نماذج التسعير الحالية التي تهيمن عليها OpenAI وAnthropic.
وقد أثار الترقب حول DeepSeek-R2 حركة نشطة في أسهم شركات التكنولوجيا الصينية، حيث ارتفعت أسهم شركة تصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي Cambricon بنسبة 20%، مما رفع قيمتها السوقية إلى أكثر من 355 مليار يوان (حوالي 49.7 مليار دولار).
وفي خبر ذي صلة، أطلقت هواوي إطار عمل جديدًا لمعالجة الاستدلال بالذكاء الاصطناعي يُعرف باسم Unified Cache Manager (UCM)، صُمم لتسريع عمليات الاستدلال من خلال تحسين إدارة بيانات KV Cache عبر طبقات الذاكرة مثل HBM وDRAM وSSD. وفي اختبارات أجريت مع شركة China UnionPay، أفادت هواوي بتحقيق انخفاض في زمن الاستجابة بنسبة تصل إلى 90% وزيادة في معدل المعالجة بلغت 22 ضعفًا. وتخطط الشركة لجعل إطار العمل UCM مفتوح المصدر في سبتمبر.
يشير إطلاق DeepSeek-R2 وتقديم إطار UCM من هواوي إلى تحول كبير في طموحات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، نحو مستقبل تبني فيه الصين أنظمة ذكاء اصطناعي عالية الأداء وتديرها دون الاعتماد على الشرائح أو الأدوات البرمجية الغربية.
