رسمت سامسونج خطةً جديدةً لمسارها في صناعة الهواتف الذكية، منذ الظهور الأول لتقنيات الذكاء الاصطناعيّ الحديثة، وفكرت فيما يمكن فعله بهاتف يعمل بمستوى عالٍ من الاحترافية، والتعلّم اللامتناهي، وبدأت بعد ذلك بالتوجّه مباشرةً إلى إنتاج هواتفها الجديدة استناداً على هذا الأساس المتين، وكان لهواتف Galaxy S24 نصيباً من هذه التقنيات، ثم تطوّر الأمر مع سلسلة هذا العام، فلم يخل حتى هاتفها الأساسي Galaxy S25 من ميزات الذكاء وأدواته المفيدة، وشرائح المعالجة الرائدة التي تساعد المستخدم في كامل مهامه اليومية.
تفاصيل التصميم من العام الماضي
يبدو الهاتف Galaxy S25 أرقّ وأخف وزناً من الجيل السلف حيث بلغت أبعاده 146.9×70.5×7.2 مم، ولم يتجاوز وزنه 162 جرام، ولكنه لا زال يمتلك حوافاً وشاشة مسطّحة مع ثلاث كاميرات متفرّدة في الخلف، وإطار من الألمنيوم المقوّى، وقد تمت حماية الهاتف من الأمام والخلف بواسطة الزجاج Gorilla Glass Victus 2، فضلاً عن دعمه المعيار IP68 لمقاومة الماء والغبار.
ويتوفر هذا الهاتف بعدة ألوان تشمل كلاً من اللون الأزرق المتدرّج، النعناعيّ، السحابيّ، لون الظل المتدرّج، اللون الذهبيّ، الورديّ، والأحمر وكذلك اللون الأسود المتدرّج.
شاشة الهاتف الأساسيّ Galaxy S25
أعاد الهاتف Galaxy S25 تكرار الشاشة ذاتها من جيله السلف، فلا زال يستخدم لوحة AMOLED بقياس 6.2 إنش، وتعمل أيضاً بالدقة FHD وتدعم معدل التحديث 120 هرتز، وتقوم أخيراً بتفعيل 2600 وحدة إضاءة في ذروة السطوع.
وقد استطاعت هذه الشاشة أن تتفوّق على نظيرتها من الهاتف الرائد iPhone 16 Pro وذلك حيث السطوع، وتقديم الألوان الزاهية، إلا أنها تظهر الألوان وفق المجال اللونيّ DCI-P3، فتبدو أقلّ عمقاً مما تأتي به الهواتف المنافسة.
هل تغيّرت عدسات التصوير عن الأجيال السابقة
يشترك الهاتفين Galaxy S25 و S25 Plus بقطاع الكاميرات الخلفية والأمامية، والذي يتألف من كاميرا رئيسية بدقة 50 ميجا بكسل، وأخرى فائقة العرض بدقة 12 ميجا بكسل، إلى جانب الكاميرا الخلفية الثالثة telephoto ذات الدقة 10 ميجا بكسل، والتي تقوم بدورها في التقريب إلى النسبة x3، بينما تعمل الكاميرا الأمامية في الجهة المقابلة بدقة 12 ميجا بكسل، وتعتمد هذه الكاميرات على نفس المستشعرات التي وردت مسبقاً في السلسلة Galaxy S24، ولكنها تعمل وفق تقنياتٍ محسّنةٍ برفقة المحرّك الجديد ProVisual ، فتستطيع بذلك الوصول إلى المزيد من التفاصيل حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة، كما أصبح بوسع هذه العدسات دراسة الإشباع بشكلٍ أفضل، وإنتاج الألوان على نحو أقرب إلى الواقع، ونتيجةً لما سبق تبدو الصور الافتراضية للهاتف Galaxy S25 مناسبة تماما وغنية بالتفاصيل.
أما عن الكاميرا فائقة الاتساع، فلا زال بوسعها زيادة عرض الإطار وإظهار الألوان بعمقٍ جيد، بينما تكتفي كاميرا التقريب telephoto بالجودة المنخفضة، والألوان الباهتة إلى حدٍّ ما، ويظهر أخيراً من صور السلفي لهذا الهاتف بأنه يسعى لفرض تأثيرات بورتريه على الصور الشخصية، فيفصل الحواف عن خلفية الصورة بشكلٍ واضح.
وقد تتفوّق كاميرا الهاتف Galaxy S25 عن سواها في تأمين النطاق الديناميكيّ الجيد لمقاطع الفيديو المصوّرة، وبالتالي ظهوراً أوضح لمصادر الضوء الخارجية في الفيديو، إلا أن الاهتزاز الطفيف قد يؤثر فعلياً على جودة المقطع، مع الإشارة إلى إمكانية تسجيل الفيديوهات بدقة 8K، والتي تقدّم لنا 30 إطاراً في الثانية، كما تساهم الأداة الجديدة Samsung Log في تصحيح ألوان الفيديو وضبط التعريض خلال عملية تحرير الفيديو، فيما يؤدي استخدام هذه الأداة ذات الملفات الكبيرة إلى زيادة مساحة تخزين الفيديو بمقدار ثلاثة أضعاف مساحة الفيديو العادي.
شرائح جديدة لأجل هواتف جالاكسي الرائدة
لم تكتف سامسونج باستخدام شرائح كوالكوم المميّزة Snapdragon 8 Elite في هواتفها الرائدة Galaxy S25، بل سعت للحصول على تعديلٍ خاص بها على هذه الشرائح، مما يزيد من كفاءتها في العمل اليوميّ، كما تمت تغطية الوحدة المركزية منها بطبقةٍ من مادة TIM فتحسّن نظام التبريد لديها، وأصبح بوسعها التعامل بسلاسة مع الألعاب وغيرها من المهام المتعددة الأخرى.
وقد أرفقت هذه الشرائح بذاكرةٍ عشوائية لا تقلّ عن 12 جيجابايت، وهذا ما ينعكس إيجاباً على فعالية الأداء، مضافاً إليها التخزين الدائم بسعة 128 أو 256 أو 512 جيجابايت.
ماذا عن البطارية وقوة الشحن المدعومة
يحتوي الهاتف الأساسيّ Galaxy S25 على بطاريةٍ مماثلة للجيل السلف، وبسعةٍ تبلغ 4000 ميللي أمبير، بينما تساهم الشرائح الجديدة في خلق بيئة عملٍ أفضل وأقل إجهاداً للبطارية، لتمكّنها من الاستمرار في تشغيل الهاتف لما يتجاوز اليوم الكامل مع الاستخدام المعتدل، ولغاية 16 ساعة تقريباً من العمل المتراكم.
وعلى سياق الهاتف S24، تدعم بطارية الطراز الجديد Galaxy S25 قوة الشحن السلكية 25 واط، والقدرة 15 واط للشحن اللاسلكيّ، وباستخدام هذه الشواحن، يجدر لبطارية الهاتف أن تنتهي من عملية الشحن خلال ساعة واحدة.
أدوات الذكاء الاصطناعيّ Galaxy AI وميزاته الجديدة
امتلأت تطبيقات سامسونج الجديدة بأدوات وخواص الذكاء الاصطناعيّ بعد انتشارها بشكلٍ واسع واستخدامها من قبل الكثيرين، إذ يعمل المحرك Personal Data Engine في هواتف Galaxy S25 على جمع أهم التفاصيل الشخصية للمستخدم وتخزينها بشكلٍ آمن، وذلك لمساعدتنا في أداء المهام اليومية وبشتى الطرق الممكنة.
وقد تمت إضافة المساعد Gemini إلى هواتف سامسونج الجديدة S25 ليكون البديل الافتراضيّ للمساعد السابق Bixby، فيقوم بتنفيذ المهام في بعض تطبيقات سامسونج، وجوجل وفقاً للأوامر الصوتية التي يصدرها المستخدم لهذا المساعد، فربما نحتاج أحياناً إلى تعيين ذكرى معينة ضمن تطبيق التقويم أو تدوين بعض الملاحظات شفهياً، أو إعداد المنبّه دون لمس الهاتف.
كما تقوم الميزة Now Brief على الشاشة الرئيسية، بجلب المعلومات التي تحتاجها من مختلف تطبيقات الهاتف، ومعالجتها وفق تقنيات الذكاء الاصطناعيّ لإنشاء تقريرها الخاص، وإرساله بشكل نصائح يومية للمستخدم، ويمكن لهذه الأداة أن تحصل على المزيد من المعلومات من حولنا إن ازدادت مدة استخدمنا للهاتف، أو في حال ارتدائنا للساعات الذكية الموافقة.
وبفضل تقنيات الذكاء الجديدة، أصبح من السهل علينا البحث في تطبيق المعرض، أو تطبيق الإعدادات باستخدام لغتنا الطبيعية، وكذلك اختيار أجزاءٍ من الشاشة أو مقاطع الفيديو، لتعديلها أو إرسالها باستخدام الخيارات المتاحة AI، وتشمل هذه الخيارات ميزة Audio Eraser والتي تقوم بدورها في إزالة الضجيج من خلفية الفيديو، بينما سيؤدي تفعيلها في الحدود القصوى إلى تزييف صوت الفيديو نسبياً.
ومن ناحيةٍ أخرى، عملت سامسونج على تحسين بعض الأدوات الموجودة لديها مسبقاً، فأصبح بإمكاننا توليد الصور باستخدام العبارات النصية، وتعديل تلك الصور وحذف بعض العناصر منها أيضاً، بالإضافة إلى إمكانية تحويل الرسوم المبسّطة إلى أخرى كرتونيةٍ واحترافيةٍ باستخدام الأداة sketch to image، والاستفادة من خاصية قراءة الملخصات للمقالات المقروءة خلال التصفّح على الإنترنت.
تفاصيل نظام التشغيل وواجهة الاستخدام في هاتف Galaxy S25
يعمل هذا الهاتف بواجهة الاستخدام One UI 7 والتي تعتمد على نظام التشغيل Android 15، وتقوم على بعض الميزات الخاصة بالذكاء الاصطناعيّ، وقد حفلت هذه الواجهة بالإصلاحات مؤخراً، فجاءت بالتصميم الجديد للأيقونات، والقوائم، بما في ذلك فصل قائمة الإشعارات عن مجموعة الإعدادات السريعة، وتكبير حجم درج التطبيقات، فيستطيع المستخدم فتح التطبيق من الشاشة مباشرةً، وتجميع قائمةٍ من المنبهات وإعدادها معاً وفي الوقت ذاته.
كما يظهر الشريط الجديد Now Bar أسفل شاشة الهاتف، فيعرض لنا بعض الإجراءات السريعة التي يمكن القيام بها أثناء مشاهدة الفيديوهات على غرار الجزيرة الديناميكية في هواتف iPhone.
نهايةً، وعدت سامسونج مستخدمي الهواتف Galaxy S25 بسبع سنواتٍ من تحديثات الأمان المستمرة، وسبع أعوامٍ أيضاً من تحديث النظام الرئيسيّ وبالتالي يمكن لهذه الهواتف أن تحصل على كامل ميزات النظام Android 22.
الخلاصة
تسعى سامسونج مع كل سلسلةٍ رائدةٍ لها إلى تحسين الأداء ورفع كفاءته للحدّ الذي يجعل هذه الهواتف مميّزةً بكامل تفاصيلها، حتى وإن لم تحدث أي تغييراتٍ جديدةٍ في تصميمها، وقد حصلت هواتفها الأخيرة Galaxy S25 على مجموعةٍ واسعةٍ من الأدوات الاحترافية التي تعتمد في المقام الأول على الذكاء الاصطناعيّ، ومجالاته المتعدّدة، ذلك فضلاً عن تزويدها بالشرائح الأفضل ذات الأداء الأعلى مقارنةً بأجيالها السابقة، والتقنيات المحسّنة التي تخدم قطاعي التصوير، والبطارية، وقد ارتفع سعر الهاتف الأساسيّ منها S25 نتيجةً لتلك التحسينات إلى ما يقارب 930 دولار.