مراجعة MacBook Pro (2021) النسخة المطوّرة من الحاسب السلف، بأداء، رسوميات وكاميرا أفضل

مراجعة MacBook Pro (2021) النسخة المطوّرة من الحاسب السلف، بأداء، رسوميات وكاميرا أفضل

عادةً ما تسعى أبل إلى إنتاج طرازاتها الجديدة من الحواسيب المحمولة بإضافة الكثير من التحسينات والتقنيات المطوّرة، حيث انتقدها المستخدمون في السابق لتغليبها التصميم على الأداء في بعض الأجهزة، وقد أرادت تخصيص حاسبها الأخير MacBook Pro (2021) للأعمال الاحترافية وتحرير الفيديو والصور وما إلى ذلك، ولهذا فقد جاءت بشاشةٍ مميزةٍ للغاية، ومعالجٍ متقدّمٍ يساهم في تصعيد أداء الحاسب، وتحسين استهلاك الطاقة، ولا بدّ لهذه المواصفات وأن تقابل سعراً مرتفعاً بعض الشيء، وعلى الأخصّ عند النظر إلى قدراته في إنجاز أفضل عمليات التحرير وبسهولةٍ تامة.

تصميم الحاسب MacBook Pro 2021

امتدّ استخدام الحاسب MacBook Pro لسنواتٍ عديدةٍ منذ إطلاقه للمرة الأولى في العام 2019، وقد حصل لهذا العام على الكثير من التغييرات التي كان أبرزها تغيير حجم الشاشة المسطّحة من 13.3، إلى 14.2 إنش، مع بقاء الهيكل العام على ما كان عليه، ويعني ذلك بأن أبل قد زادت حجم شاشتها دون زيادة حجم الهيكل الخارجيّ لهذا الحاسب، وبفضل حوافه الصغيرة، يستطيع استخدام شاشته بالشكل الأمثل، كما في حواسيب الشركات المصنّعة الأخرى، حيث يوفر بذلك مساحةً أكبر للعمل، مقارنةً بطرازه السابق، كما تم رفع دقة الشاشة إلى 3,024 في 1,964 بكسل، وبالتالي زيادة كثافة العرض إلى 254 بكسلاً في الإنش الواحد، وقد بلغت أبعاد الحاسب في نهاية الأمر 31.26 في 22.12 في 1.55 سم، أي أنها لم تتغيّر كثيراً عمّا ورد في الطراز السلف، كما أضيفت كاميرا الحاسب الأمامية إلى نوتش يمتدّ من الحافة العلوية وإلى الأسفل ليقتطع جزءاً من شاشة العرض وشريط القائمة، وبالطبع سيكون النظام MacOS مسبق التثبيت على الحاسب قادراً على التعامل مع هذا الشقّ الصغير إذ يقوم بإعادة ترتيب علامات التبويب على جانبيه، كما ينحصر عمل الفأرة أسفل النوتش، وهذا ما ينعكس إيجابياً على مساحة الشاشة المتاحة، حيث صغرت حوافها بالقدر الذي يفضّله محترفو التصوير ومهام التحرير، خاصةً أنه عند استخدام التطبيقات في وضعية ملء الشاشة أو تشغيل الفيديوهات فلن نلاحظ نوتش الحاسب كثيراً، إذ يجري تعتيمه بشكلٍ كبير.

وقد تم تحسين كاميرا الويب في هذا الحاسب لتبلغ دقتها 1080 بكسل، كما تمت إضافة المستشعر الأكبر حجماً، وهذا ما يدعو بالضرورة إلى تكبير حجم الشقّ ليحتوي جميع هذه التجهيزات، وعلى خلاف هواتف iPhone فإن MacBook Pro لا يدعم كاشف الوجه الذي يسمح لنا بتسجيل الدخول باستخدام بصمة الوجه.

ومن ناحيةٍ أخرى يفتقر هذا الحاسب للشريط اللمسيّ Touch Bar الذي يتواجد عادةً أعلى لوحة المفاتيح، حيث تم استبداله بأزرارٍ فعلية، ويحتوي في المقابل على شاشةٍ رقيقةٍ تم تضمينها مسبقاً في العديد طرازات MacBook Pro، كما استبدلت الأزرار المادية في هذا الحاسب بأخرى حساسةً للسياق، بمعنى أنها تعمل بوظائف مختلفةٍ بحسب التطبيق المستخدم.

ولا يزال الحاسب MacBook Pro داعماً لقارئ بصمات الأصابع، والذي يمكن استخدامه لإلغاء قفل الحاسب، بسرعةٍ وسهولة.

وقد اعتدنا في الواقع على توفير أبل للوحة المفاتيح Magic Keyboard في حواسيبها الأحدث، حيث تتميّز هذه اللوحة باستجابتها السريعة، على خلاف لوحات المفاتيح الاعتيادية Butterfly، والتي كانت عرضةً لحوادث التلف جرّاء اقترابها من الفتات أو الغبار.

أما عن منافذ الحاسب، فيمكن اعتبارها ثاني أكبر التغييرات التي حصل عليها الطراز MacBook Pro 2021، إذ بات يحتوي على ثلاثة منافذ من النوع Thunderbolt 4، ومنفذاً وحيداً HDMI وفتحةً لقراءة بطاقات الذاكرة الخارجية، وأخيراً المنفذ المناسب للشحن MagSafe 3، ومع هذه المنافذ يستطيع الحاسب MacBook Pro 2021 أن يتّصل بثلاثة شاشاتٍ من النوع Pro Display XDR  والتلفاز 4K TV إذا كان مزوّداً بشرائح M1 Max، أو شاشتين من Pro Display XDR، إذا أردنا اختيار الشرائح M1 Pro لحاسبنا الشخصيّ.

وتعدّ زيادة عد المنافذ في هذا الحاسب من المواصفات المحمودة للغاية، إذ يحتاج المستخدمون المحترفون إلى توصيل الكثير من المعدّات في بعض الأحيان أو نقل الصور إلى الحاسب عبر بطاقات الذاكرة الخارجية، خاصةً وأن بقية الطرازات المنافسة من  MacBook air لا تحتوي على الكثير من المنافذ، كما يساهم المنفذ MagSafe 3 في إتمام عملية الشحن باستخدام العناصر المغناطيسية، والتي تسمح للحاسب بالاتصال مع مصدر الطاقة بسهولةٍ كبيرة، كما أن إزالة كابل الشحن بقوةٍ عن طريق الخطأ لن يعود بأي ضررٍ على المنفذ، وهذا فضلاً عن تأمين الحاسب MacBook Pro لميزة الشحن السلكيّ أيضاً عن طريق USB-C والتي تقوم بتزويد الحاسب بالطاقة ولكن بمردودٍ أقل من الشحن المغناطيسي.

وأخيراً يتوفر الحاسب MacBook Pro 2021 باللونين الفضي والرماديّ.

شاشة الحاسب MacBook Pro 2021

لهذا الحاسب شاشة Liquid Retina XDR تعمل بتقنية العرض Mini-LED، ويمكنها تشغيل ما يصل إلى 1000 وحدة إضاءة في المستويات المتوسطة و 1600 وحدة عند تعيين النسبة العليا للسطوع، كما تبلغ نسبة التباين في هذه الشاشة 1,000,000:1، إذ أنها تدعم مجالاً واسعاً من التدرّج اللونيّ P3.

ولا يمكننا انتقاد جودة العرض فعلياً، إذ أنها تظهر محتواها بالدقة 8K، مع القدرة على تفعيل HDR.

وبالرغم من اعتماد أجهزة MacBook Pro السابقة على شاشاتٍ متوسطة الجودة، إلا أن إصدارتها الأحدث تحتوي على أفضل شاشات العرض التي وضعت في الحواسيب المحمولة، سواءً في الطراز 14 إنش أو 16 إنش، حيث

أداء الحاسب MacBook Pro

بعد التغييرات الكبيرة في التصميم حظي الحاسب MacBook Pro على تغييراتٍ مثيرةٍ للاهتمام في العتاد الداخليّ، إذ حاولت أبل زيادة إنتاجية الحاسب الجديد عمّا قدّمه طراز العام الماضي بإضافة إحدى الشريحتين M1 Pro أو M1 Max، بحيث تفوق هاتان الشريحتان جميع المستويات التي وصلت إليها الشرائح الأساسية M1، كما تمتلك الشريحة M1 Pro هيكلية المعالجة المزدوجة، والتي تدعم حوالي 32 جيجابايت من ذاكرة التخزين الدائم، ويصل نقل البيانات خلالها إلى المعدل 200 جيجابايت في الثانية، أي ما يساوي ثلاثة أضعاف النطاق الترددي المتوفر لدى الشرائح M1، كما تحتوي الوحدة المركزية CPU على 8 نوى تعمل بأداءٍ مرتفع، ويجري التبديل فيما بينها من قبل الشرائح M1 Pro وصولاً للأداء الأمثل في معالجة المهام، وأما بشأن وحدة الرسوميات فتأتي برفقة 16 نواةً، و 2048 وحدةً لتنفيذ العمليات، وتعدّ هذه الأرقام كافيةً لإنجاز 5.2 ترليون عمليةً في الثانية الواحدة، وقد وعدت أبل بتوفير الإمكانيات اللازمة للشرائح M1 Pro لتأتي بضعف أداء الرسوميات في الشرائح M1.

أما الإصدار الآخر من M1 Pro فيحتوي على ثمانية نوى في وحدة المعالجة، وتنقسم هذه النوى إلى 6 نوى تختصّ في الأداء، واثنتين لتوفير استهلاك الطاقة، كما تضمّ وحدة الرسوميات 14 نواة، وتأتي هذه الوحدات ضمن الطراز الأرخص من MacBook Pro ذي الشاشة 14 إنش.

ومع اقتناء الحاسب MacBook Pro ذي الشرائح M1 Max، فسوف نحصل على زيادةٍ في الأداء وذاكرةٍ تساوي ضعف ما يتوفر في الشرائح Pro، وبمجموع ذلك سيتمكّن الحاسب من أداء المهام المكثّفة وفتح التطبيقات الثقيلة بسلاسةٍ تامة كأي تطبيقٍ آخر.

تحتوي هذه الشرائح على 10 نوى تماثل كما في الشرائح Pro، إلا أنها تتميّز بوحدةٍ رسومية تمتلك 32 نواة، أي ضعف عدد النوى للشرائح Pro، وضعف الأداء.

وتأتي وحدة الرسوميات في الشرائح Max بما يساوي 4096 وحدةٍ لتنفيذ التعليمات، مقابل نصف هذا العدد فقط في الوحدات Pro، كما تدعم الأولى ذاكرةً تخزينيةً للقرص الصلب SSD بسعة 512 جيجابايت، و 32 جيجابايت من الذاكرة العامة.

ويمكن الحكم على هذا الحاسب بأنه يؤدي جميع ما يوكل إليه من المهام اليومية بسرعةٍ كبيرةٍ جداً، مع النظام MacOS، كما تدعم شاشة العرض معدل التحديث المتغيّر 120 هرتز، والذي يتنوّع وفقاً للمهام المنجزة على الحاسب.

كما يستطيع الطراز Pro تحرير المشاهد ثلاثية ورباعية الأبعاد، بسرعةٍ تامة، ويمكن لذاكرته الموحّدة أيضاً أن تعمل بمستوى مماثلٍ لما تؤديه الحواسيب المكتبية، وخاصةً عندما نتحدّث عن تحرير الفيديوهات ذات الدقة 8K.

ومع أن أبل لم تخصّص حاسبها الجديد للألعاب ولكنه بفضل الشرائح M1 Pro و M1 Max ستكون تجربة الألعاب مميّزةً للغاية، وقد نلاحظ انخفاض معدل التحديث في بعض الألعاب، ويعود ذلك إلى لانعدام توافقها مع هذه الشرائح.

كم تدوم بطارية الحاسب؟

حاولت أبل تمكين حاسبها الجديد MacBook Pro 2021، من البقاء قيد العمل لغاية سبعة عشر ساعةً، مهما اختلفت نوعية المهام المنجزة على الحاسب، ولأجل ذلك أتمّت عمل الشرائح M1 Max و M1 Pro، لتقوم بإنجاز الكثير من المهام بأداءٍ جيدٍ للغاية، مع استهلاك نسبةٍ قليلةٍ من الطاقة فقط بالرغم من احتياج المحترفين إلى الجودة العالية لشاشة العرض، وتفعيل مكبرات الصوت، وكذلك استخدام كامل قدرات المعالج.

وإذا أردنا الحصول على أفضل أداءٍ ممكنٍ لهذا الحاسب فعلينا تفعيل “وضع الأداء المرتفع”، مع أن توفّر هذا الوضع ليس متاحاً سوى لأجهزة MacBooK Pro التي تعمل بواسطة الشرائح M1 Max.

ونهايةً يمكن لشاحن البطارية المضمّن داخل علبة الحاسب، أن يقوم بشحن خليته بالكامل في غضون ساعةٍ تقريباً.

كاميرا الويب والميكروفون

تعدّ تجهيزات التصوير، والميكروفون من الأجزاء المهمة في الحواسيب المحمولة في وقتنا الحاليّ، حيث يعتمد عليها الكثير من المستخدمين في إنشاء مكالمات الفيديو، والتواصل مع المقرّبين، وقد اعتدنا فعلياً على الدقة 720 بكسل لكاميرا الويب في مختلف أنواع الحواسيب، ولكن أبل خالفت هذه التقاليد بعدسةٍ تعمل بدقة 1080 بكسل، وتسمح بتمرير مقدارٍ كبيرٍ من الضوء أيضاً، وذلك لمنع انتشار الضبابية في الخلفية.

وعند مقارنة هذه الكاميرا مع المستشعرات الأكبر حجماً، والتي تحتوي على بكسلاتٍ عالية الكفاءة، فيمكن القول بأن كاميرا الحاسب MacBook Pro ستقدّم ضعف أداء المستشعرات المنافسة في ظروف الإضاءة المنخفضة.

كما كشفت أبل عن تضمين حاسبها الجديد مكبراتٍ صوتيةٍ تعمل بجودة استديو، وبالتالي فقد حسّنت هذا القطّاع أيضاً بالنظر إلى تقنياته السابقة في الطراز MacBook Pro ذي الشاشة 16 إنش، ولا سبيل للشكّ فعلياً بجودة هذه المكبرات وإمكانياتها في مكالمات الفيديو والصوت، حيث تتألف من ثلاثة ميكروفوناتٍ، وقد تأتي بضوضاء منعزلةٍ في الخلفية، فيما لا يزال صوتها واضحاً تماماً.

الخلاصة

وصلت أبل إلى أبرز وأهم المواصفات التي رغبت في تضمينها بحواسيب Mac Book Pro الأحدث، والتي تهتمّ بالتقنيات المطلوبة من قبل المحترفين، حيث جاءت هذه الحواسيب بأداءٍ معززٍ يرفع من كفاءة استهلاك الطاقة، لقضاء فتراتٍ طويلةٍ من التحرير على الحاسب دون توصيله بالطاقة، كما تعرض الرسوميات بشكلٍ أفضل في الحاسب الأحدث، وذلك من خلال الشاشة عالية الدقة، ونوى المعالجة المطوّرة، والتي أضيفت لهذا الحاسب، ويبلغ سعر الحاسب وسطياً 2000 دولار أمريكي.



Facebook Twitter Copy Link WhatsApp