مراجعة هاتف أوبو المميز الجديد القابل للطيّ Oppo Find N2 .. هل سيكون البديل الأفضل عن Z Fold 4؟

مراجعة هاتف أوبو المميز الجديد القابل للطيّ Oppo Find N2 .. هل سيكون البديل الأفضل عن Z Fold 4؟

بعد انطلاق الهواتف القابلة للطيّ في الأسواق وتفضيل خدماتها العديدة من قبل المستخدمين، شاركت أوبو هذه الفكرة أيضاً، وبدأت في تصنيع منتجاتها الخاصة لهذا النطاق، وانتهت أخيراً بإطلاق الهاتف Oppo Find N2، إذ أحسنت من خلاله تأمين شاشة العرض الداخلية الخالية من التجاعيد، والبطارية المناسبة، وكاميرات التصوير الاحترافية، إلا أنها استقبلت الكثير من الانتقادات حول واجهة الاستخدام والتعديلات الضرورية لها في مرحلة إعداد الهاتف.

تصميم الهاتف القابل للطيّ Oppo Find N2

اعتمدت أوبو في تصميم هاتفها الجديد Find N2 على أبعاد تجعله أعرض وأقصر من الهاتف المنافس Galaxy Z Fold4، حيث تعادل سماكته ضعف سماكة الهاتف العاديّ أي ما يقارب 14 مم، ولكنه يحتوي في المقابل على شاشة خارجية بقياس 5.54 إنش، وتعمل وفق تقنية العرض AMOLED، مع حواف رقيقة، ومفصلة منحنية تتناسب مع ثبات الهاتف بسهولة في راحة اليد، وكذلك استخدامه بيد واحدة عند قراءة أو مشاهدة المحتويات، إلا أنه ثقيل الوزن ولا يقلّ عن 237 جرام.

وقد يعتبر هذا الهاتف سميكاً بعض الشيء، إلا أنه يمتلك شاشة خارجية واسعة ولا تحتاج الكثير من مراحل الإعداد قبل البدء باستخدامها كما يحصل في الهواتف الأخرى القابلة للطيّ داخلياً من أمثال Z Fold4.

وعند إغلاق Find N2 لاستخدام شاشته الخارجية فقط، لا يبرز نتوء كاميراته بشكل كبير إلى الخلف، إذ يبدو هذا الهاتف مضغوطاً بالحدّ المناسب، كما تم دمج مستشعر البصمات ضمن حافته اليمنى في زرّ الطاقة، إلا أنه يحتاج بعض الوقت لإلغاء قفل الهاتف، وقبول بصمات الأصابع.

وفي حال فتح هذا الهاتف، سيتاح لنا التعامل مع شاشته الكبيرة ذات القياس 7.1 إنش، وحوافها السميكة التي تم تصنيعها من البلاستيك المقوّى، حيث تخلو هذه الشاشة من أي مظاهرٍ للتجعي عند النظر إليها بشكلٍ مستوي، مع أنه لا يزال بإمكاننا رؤية تجاعيدها بشكلٍ واضحٍ عند إطفاء الشاشة، أو النظر إلى الهاتف في الإضاءة الوفيرة، أما التمرير على هذه النتوءات والتجاعيد فيبدو سلساً للغاية.

يكسو الهاتف Find N2 غلاف مغطّى بالجلد ذي الملمس الناعم أو الزجاج الذي يمنحه لوناً أفتح، إلا أن الغلاف الزجاجيّ سيكون أكثر عرضةً للتلف في حال سقوط الهاتف، مع الإشارة إلى افتقار هذا الهاتف إلى دعم أحد معايير IP لمقاومة الماء والغبار.

الهاتف Find N2 من ناحية البرنامج ونظام التشغيل

يعمل هذا الهاتف بالنسخة الصينية من واجهة الاستخدام ColorOS 13 بمعنى أنها لا تمتلك أياً من خدمات جوجل مسبقة التثبيت بما في ذلك المتجر Google Play، ولكنها تحتوي في المقابل على بعض التطبيقات المعهودة من جوجل بلاي كالتطبيق Clone Phone مسبق التثبيت، والذي يمكن استخدامه لنقل جميع التطبيقات والملفات من جهازٍ آخر وبسهولةٍ مطلقة.

سيكون بوسعنا فعلياً تسجيل الدخول إلى حساب جوجل ضمن الهاتف Find N2، إلا أن خيار جوجل لن يكون موجوداً في قائمة الإعداد، ولهذا فإننا سنفتقد في بداية الأمر إلى بعض الميزات المتعلّقة بخدمات جوجل من أمثال Digital Wellbeing، بينما سيتوفّر لدينا التسجيل في خدمات HeyTap الخاصة من شركة Oppo والتي تدعم الهاتف بميزة Find My Phone، وحينها سيصبح بإمكاننا تثبيت Google Wallet واستخدام Google Pay دون أي مشاكل، وسوف يكون المساعد الصوتيّ Breeno البديل الافتراضيّ الأول للمساعد المعتاد Google Assistant.

عند استخدام الهاتف للمرة الأولى سنصادف الكثير من التطبيقات مسبقة التثبيت، مع أنها مخصّصةً للمستخدمين ضمن إطار الصين فقط، ولهذا سيكون بقية المستخدمين بحاجةٍ إلى قضاء بعض الوقت في إلغاء تثبيت هذا الكمّ من التطبيقات، وكذلك تبديل التطبيقات الافتراضية إلى تطبيقاتٍ أخرى، متضمّناً ذلك لوحة المفاتيح والمتصفّح، كما ستقوم بقية التطبيقات بعرض لوحاتها وقوائمها وحتى إشعاراتها في اللغة الصينية، وعند التمرير من الجانب الأيسر للهاتف لن نحصل على قائمة Google Discover المساعدة كما هو معتاد بل ستعرض لنا مجموعةً من الأدوات والخدمات التي تم تخصيصها أيضاً للمستخدمين في الصين.

وبعد القيام بكل هذه المراحل من الإعداد، لن تنتهي الأمور عند هذا الحدّ بل سترفض واجهة الاستخدام ColorOS إرسال الإشعارات إلى بعض التطبيقات، بما في ذلك أهم التطبيقات الحالية واتساب، تويتر وOutlook، وبالتالي سيكون علينا أيضاً التوجّه إلى قائمة الإعدادات وإلغاء التقييد عن هذه التطبيقات بشكلٍ منفرد.

عند استخدام هذا الهاتف سترد إلينا الكثير من الإشعارات التي تتعلّق بشؤون استهلاك الطاقة من قبل التطبيقات، بالإضافة إلى بعض الإعلانات، وإشعارات التطبيقات الزائدة عن الحاجة أيضاً.

تفاصيل استخدام الشاشة الكبيرة وتعدّد المهام

صرّحت شركة أوبو مع بداية إطلاق الهاتف، بأنها لن تقوم بتصديره على مستوى العالم، وذلك لعدم توافق بعض التطبيقات مع خاصية العمل على الشاشة الكبيرة، حيث يتم تشغيل واتساب في الوقت الحاليّ وسط الشاشة مع بقاء الأشرطة الجانبية والسفلية حوله، بينما تمتدّ بقية التطبيقات على كامل الشاشة شاملاً ذلك إنستجرام ويوتيوب.

وعند فتح تطبيقين معاً سيكون لنا الخيار في وضعهما جنباً إلى جنب، ووضع تطبيقٍ ثالث أيضاً في نافذةٍ عائمةٍ أعلى الشاشة، بينما تخالف بعض التطبيقات نظام تعدّد المهام، حيث يعرض لنا الهاتف جميع التطبيقات التي تتوافق مع هذا النظام في قائمةٍ خاصةٍ بذلك، كما قامت أوبو بتقسيم الشاشة الرئيسة المفتوحة إلى قسمين، وهذا ما يتيح لنا التقاط لقطة شاشةٍ منفصلةٍ لأحد جانبيّ الشاشة عند تشغيل تطبيقين في ذات الوقت.

يدعم الهاتف Find N2 خيار التقسيم الأفقي للشاشة أيضاً، فيما لا يتوافق هذا الخيار مع أي تطبيقٍ خارج القائمة الخاصة بتطبيقات OPPO.

وبإغلاق الهاتف جزئياً إلى نصفين، سيتم تفعيل وضع الكاميرا الافتراضيّ وتقسيم الشاشة إلى قسمين، حيث يظهر لنا القسم السفليّ مجموعة العناصر والأدوات التي يمكن استخدامها للتصوير، بينما يعرض القسم العلويّ منظور الكاميرا، وبالتالي لن نكون بحاجةٍ إلى تثبيت اليدين عند تسجيل المشاهد.

كما يعمل الوضع الجزئيّ لهذا الهاتف مع تطبيق يوتيوب، ليعرض لنا الفيديوهات في القسم العلويّ، وبقية التفاصيل في الأسفل.

ومع انقضاء بعض الوقت مع هذا الهاتف، سيعتاد المستخدم على اختصاراته وإيماءاته الخاصة، وكذلك أوضاع تعدّد المهام سهلة الاستخدام.

كاميرا الهاتف Oppo Find N2

يمتلك هذا الهاتف ثلاث كاميراتٍ في الخلف بدقة 50 ميجا بكسل للكاميرا الرئيسية التي تدعم خاصية تثبيت البصريّ، و48 ميجا بكسل للعدسة العريضة، و32 ميجا بكسل لكاميرا التقريب telephoto  والتي يمكنها الوصول إلى المجال x2 من التقريب البصريّ.

كما سنلاحظ أيضاً وجود اثنتين من كاميرات التصوير سلفي، بدقة 32 ميجا بكسل، حيث تقع إحداها في الزاوية العلوية اليسرى من الشاشة الداخلية بينما تتركّز الأخرى وسط الحافة العلوية من الشاشة الخارجية.

وقد عملت أوبو على ضبط كاميراتها وفق إعدادات Hasselblad لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه المستشعرات عالية الدقة، وبالفعل كانت نتائج الكاميرا الرئيسية مناسبةً جداً في أحوال الإضاءة الوفيرة، وذلك من حيث الألوان والتوازن وحتى تأثيرات الظلال، ومستويات التعريض.

من ناحيةٍ أخرى، لا تتماثل الكاميرا الرئيسية لهذا الهاتف مع عدسته العريضة، حيث تقوم الأخيرة بزيادة تشبّع الألوان، بينما تميل كاميرا التقريب إلى إخراج الألوان الباهتة مع انخفاض الإضاءة في المكان.

وعند التقاط صور بورتريه باستخدام كاميرا السلفي، ستظهر بعض علامات التنعيم للبشرة بشكلٍ واضحٍ وافتراضيٍّ دون تدخّل المستخدم.

مستويات أداء الهاتف ودوام البطارية لديه

تم تشغيل الهاتف Find N2 بواسطة شرائح كولكوم Snapdragon 8+ Gen 1، وهذا ما يكفل فعلياً تشغيل جميع التطبيقات، وحتى أحدث الألعاب وبسلاسةٍ كبيرةٍ حتى في حال تعدّد المهام.

وبالرغم من تضمين هذا الهاتف بطاريةً لا تزيد عن 4250 ميللي أمبير، إلا أنها تراعي استهلاك الطاقة بالشكل الأمثل، وهذا ما يمكّنها من الدوام حتى نهاية اليوم مع الاستخدام المكثف، أما التحوّل إلى الاستخدام المتوسط الاعتياديّ فسوف يوصلنا إلى نهاية اليومين الكاملين.

تدعم هذه البطارية خاصية الشحن السلكيّ بقوة 67 واط، ليتم شحنها بالكامل في 45 دقيقةً فقط، إلا أنها لا تتوافق مع الشحن اللاسلكيّ على خلاف بقية الهواتف المطوّرة الحالية.

أخيراً، يدعم الهاتف Find N2 شبكات الاتصال 5G، ويقوم بإجراء المكالمات الهاتفية بشكلٍ جيد، ولكنه قد يفتقر إلى بعض ميزات الاتصال، ويعود الأمر فعلياً إلى استخدام هاتفٍ غير مصمّمٍ في الأساس ليتوافق مع كافة شركات الاتصال.

خلاصة القول

تجاوزت أوبو بعض الأخطاء التي وقعت بها الشركات الأخرى في تصنيع الهواتف القابلة للطيّ داخلياً، فزوّدت هاتفها الجديد Find N2 بشرائح قوية ونظام التصوير ذي الإعداد التلقائيّ، والشاشة التي تعرض محتوياتها بجودةٍ عاليةٍ تغيّب مظاهر التجعيد، ناهيك عن قدرة البطارية على الدوام لفترةٍ أطول من المتوقّع، إلا أن امتلاء هذا الهاتف بالتطبيقات غير الضرورية وأخطاء واجهة الاستخدام قد جعل منه حكراً على المستخدمين في الصين، وهذا ما حدّ سعره العالميّ بنقطة لا تتعدّى 1150 دولاراً أميركيّاً.



Facebook Twitter Copy Link WhatsApp