تواكب آبل ساعات اللياقة المتطوّرة الحالية من خلال إصدارها الساعة Apple Watch Series 6 المطوّرة عن ساعتها القديمة Series 5، والتي دخلت مجال المنافسة مع ساعات اللياقة الأخرى بمواصفاتها الجيدة في العموم، ولهذا لا بدّ لنا من الاطلاع على تفاصيل هذه الساعات وما تحمله لنا من ميزاتٍ إضافية جديدة.
تصميمٌ تقليديّ للساعة الجديدة Series 6
لم تأت الساعة الجديدة Series 6 بالتغييرات الجذرية من ناحية التصميم، إذ أنها شابهت إلى حدٍّ ما الساعة القديمة Series 5، وما سبقها من هذه السلسلة، إلا أن سماكتها تبلغ 10.4 مم، وبالتالي فهي أرق من الساعة القديمة بمقدارٍ طفيف.
أما جديد هذه الساعة فيتمثّل في توفرها بهيكلٍ من الألمنيوم يحمل الألوان الجديدة التي شملت الأزرق النقي والأحمر المتدرّج، الفضي، الذهبي، والرماديّ الفاتح، كما يتوفر من هذه الساعة طرزٌ مختلفة تتميز بهيكلٍ من الفولاذ وأخرى من التيتانيوم أيضاً.
وقد جاءت ساعتنا الجديدة Series 6 بأحزمةٍ سيليكونية تحمل تصميماً جديداً إذ أنها لا تحتوي على مشبكٍ في نهايتها وإنما تحتوي على حلقةٍ مدوّرة بجانب الإطار المعدنيّ للساعة يمكننا من خلال هذه الحلقة ضمّ الحزام وتثبيته بالشكل المناسب على المعصم.
وتحتوي هذه الساعة على شاشةٍ كبيرةٍ ومربّعة تعمل بتقنية Retina OLED، ولهذه الشاشة نفس مستويات الدقة والسطوع التي جاءت بها الساعة السلف Series 5، وبالتالي فإنها تتناسب فعلياً مع استخدامها في ضوء النهار الساطع، ويمكننا تحديد السطوع خلالها بشكلٍ يسير.
وقد صرّحت آبل أنه بالإمكان تشغيل شاشة الساعة Series 6 بشكلٍ دائم مع معدل السطوع الأكبر بمرتين ونصف مما شهدناه من الميزة المقآبلة من شاشة الساعة Series 5 في حال كانت اليد ممتدةَ نحو الأسفل.
وتتيح لنا هذه الشاشة عند تفعيل التشغيل الدائم إمكانية الاستجابة للإشعارات الواردة، بالإضافة إلى التحكم في الأجهزة الأخرى، وغيرها من الميزات الإضافية التي ترافق وضع المعصم في الأسفل، دون الحاجة إلى تشغيل الشاشة يدوياً، وهذا ما يساهم في الاطلاع خلسةً على الإشعارات أو الوقت.
ويعمل هذا الإصدار من الساعة بنظام التشغيل watchOS 7 الذي تخلّت من خلاله آبل عن الميزة القديمة Force Touch والتي لقيت الكثير من الانتقادات في الإصدارات السابقة من الساعة.
وكما في الساعات السابقة فقد تستمر بطارية الساعة Series 6 أيضاً لغاية 18 ساعة بشحنةٍ واحدة – كما ادّعت آبل – وقد يصل الأمر إلى يومين من الاستخدام مع إيقاف التشغيل الدائم للشاشة.
كما قدّمت آبل لهذه الساعة ميزة تتبع النوم خلال واجهة الاستخدام watchOS 7 مع الانتباه إلى الاستهلاك الطفيف لطاقة البطارية خلال النوم، وهذا ما يدعونا ربما إلى ضرورة شحن الساعة يومياً قبل النوم، الأمر الذي تمكّنت منه ساعات التتبع الأخرى بما فيها Garmin، Fitbit ، Huawei و Suunto بتوفيرها البطارية الأفضل وهذا ما يعدّ أحد الجوانب السلبية لاستخدام الواجهة المعدّة من قبل آبل في ساعتها الجديدة دون سواها.
أخيراً لا بدّ لنا من التطرّق إلى الوقت اللازم لشحن البطارية بالكامل والذي يصل في بعض الأحيان إلى 90 دقيقة، وبالتالي فإن الأمور تجري بسرعةٍ أكبر مقارنةً بالساعة القديمة Series 5.
تتبّع اللّياقة والصحة البدنية
يعتبر مقياس الأوكسجين من أهم ما تحتويه الساعة الجديدة Series 6، وهو فعلياً ما يميّزها عن الساعات السلف من آبل، إلا أن منظمة الصحة FDA لم تعتمد المستشعر SpO2 الخاص بالساعة، كجهازٍ طبيّ على خلاف أجهزة التتبع الأخرى ECG.
ويمكننا بالطبع استخدام هذا المستشعر لفحص كمية الأوكسجين في الدم، طيلة اليوم، وكان السبب في عدم اعتماده من قبل وكالة الصحة العالمية هو افتقاره للقدرة على الإنذار بتوقّف التنفس أثناء النوم في بعض الأحيان.
ومن المفيد الوثوق بنتائج هذا المستشعر التي تتقارب جداً من نتائج Garmin Fenix 6 Pro و ScanWatch ومقياس التأكسج اليدويّ، وللحصول على قراءةٍ دقيقة علينا تثبيت الساعة على المعصم بشكلٍ جيد، لتستغرق الساعة حوالي 15 ثانية لقياس النسب المطلوبة مقابل 30 ثانية في أجهزة التتبع الأخرى.
ويتيح لنا هذا المستشعر إمكانية تسجيل البيانات بغض النظر عن مكان وضعه بالنسبة إلى اليد والمعصم بشكلٍ عام.
وإذا لم يوافينا مقياس الأوكسجين العادي بالتفاصيل المطلوبة فإن التطبيق Health، يعرض لنا كامل التفاصيل المتعلّقة بتشبع الأوكسجين يومياً وأسبوعياً وشهرياً وحتى سنوياً، وذلك باستخدام الرسوم البيانية التوضيحية، إلا أنه لا يظهر لنا عدد المرات التي تم خلالها قياس الأوكسجين في الدم فترة النوم، أو الأوقات التي حصل عندها التطبيق على البيانات اللازمة.
وتأتي الساعة الجديدة لهذا العام بإمكانية تتبع النوم مع نظام التشغيل watchOS 7 إلا أنها لم تصل إلى مستوياتٍ عالية من الدقة حيال هذا الأمر، على خلاف أجهزة التتبع الأخرى.
حيث تقوم الساعة بمراقبة الوقت الإجمالي للنوم وتسجيل أوقات النوم والاستيقاظ، خلال الليل، وكذلك تتبع ضربات القلب، واحتراق السعرات الحرارية فترة النوم، ليعرض لنا التطبيق Apple Health متوسط وقت النوم والوقت الذي نقضيه في السرير، ليصل في النتيجة إلى المتوسط الأسبوعي والشهري للشأن ذاته.
ومن الجدير بالاهتمام أنه لم يتم دعم الساعة بميزات التتبّع الخاصة بالنوم من أمثال (النوم الخفيف، العميق، ومسارات دورة النوم)، وهذا ما يعني أننا لن نحصل على نوعية النوم وفيما إذا كان مفيداً أم لا، كما لوحظ أن هذه الساعة لا تعود بالدقة الكافية لتسجيل وقت الاستيقاظ والنهوض، ولكننا بالطبع نستطيع تحميل أحد تطبيقات تتبع النوم الخارجية والتي تساعدنا في عرض المزيد من التفاصيل حول النوم.
كذلك وبالإمكان ضبط إعدادات النوم بحسب ما نفضّل ووقت النهوض، لتقوم الساعة بتعيين مؤقتٍ فعّال ينبّهنا إلى إنهاء الأمور المهمة قبل حلول وقت النوم، وفي اللحظة المحددة ستحوّل الساعة وضعها العام إلى وضع عدم الإزعاج، وتصبح واجهة استخدام الساعة بسيطةً كفاية، كما تعمل أيضاً على تعطيل الميزة Lift-to-wake ، لذا فمن الأفضل توخي الحذر أثناء زيادة السطوع خلال الليل لتفادي تعيين الشاشة الساطعة.
وغالباً ما يتم تشغيل معدّل ضربات القلب عند البدء في الجري، لتقدّم الساعة النتائج الإجمالية الجيدة في معظم الأوقات وقد نلاحظ أثناء اختبار الساعة من هذه الناحية تأخرها قليلاً عن النتائج التي تقدّمها أحزمة الصدر إلا أنها فعلياً تعود إلى مسارها الصحيح خلال فترة الراحة وبذلك يمكن اعتبارها إحدى أدق الساعات التي يمكننا استخدامها في هذا النطاق.
وتميّزت هذه الساعة أيضاً من ناحية عرض المواقع بدقةٍ جيدة بنظام GPS، كما تخلّت من خلالها آبل عن المسارات السهلة للغاية، لتقوم بعرضها أخيراً بمستوىً دقيق، كما أنها تمنحنا بعض النصائح بين الحين والآخر حول الركض في الجانب الصحيح من الطريق.
ولهذه الساعة مراقباً يدعى ECG، تواكب من خلاله أجهزة التعقّب المعتمدة عالمياً، مثل Withings ScanWatch و Fitbit Sense، كما يمكننا التوصل إلى نتائج ECG بطريقةٍ سهلة، حيث أنه بالإمكان الوصول إلى نتائج استشعار ضربات القلب في التطبيق Health باستخدام هاتف iPhone الخاص، لمشاركتها مع الطبيب المختص على الفور، ويقدّم ScanWatch إمكانية مشاركة النتائج بشكلٍ يسيرٍ للغاية وبشكلٍ أفضل مما توفره ساعة Fitbit Sense.
وقد تشعر الساعة باضطرابٍ ما في عدد ضربات القلب سواء بارتفاعٍ أو انخفاض، فتنذر المستخدم بذلك ويمكن الوثوق فعلياً بما تقدّمه الساعة من نتائجٍ حول حرق السعرات أثناء التمرينات أو فترة الراحة، عدد دقائق الوقوف، عدد الطوابق التي قمنا بصعودها، المسافات المقطوعة، تقدير الحد الأقصى من نسبة الأوكسجينVO2 ، وغيرها الكثير.
وتحتوي Series 6 على مقياسٍ للارتفاع دائم التشغيل، وبالتالي فإنها تقدّم النتائج الأكثر دقةً مقارنةُ ببقية ساعات آبل السابقة.
كما تضمّ أيضاً على أربعة تمارين جديدة تشمل تدريب البنية الداخلية للجسم، تدريب العضلات، الراحة ما بعد التمرين، وأخيراً تمرينات الرقص، وتحدد بالفعل نوع الرقص الذي يتم إجراؤه خلال أي وقت، وتسجيله في تطبيق اللياقة Fitness.
نظام التشغيل وأهم الميزات
تعمل الساعة الذكية Series 6 كما ذكرنا سابقاً بنظام التشغيل watchOS 7 الذي يحتوي الكثير من الميزات الناتجة عن ترقية النظام بين الحين والآخر، بالإضافة إلى سبعة واجهات رئيسية تشمل Stripes، Chronograph Pro، GMT، Artist، Memoji / Animoji، Typograph و Count Up، فضلاً عن احتوائها على الخلفيات الحديثة X-Large و Photo مع الإشارة إلى عدم توفر أيّ واجهاتٍ خارجية يمكننا تحميلها.
وتقوم آبل حالياً بترقية الواجهات الحالية إلى أخرى معقّدة، ولهذا يمكننا استخدام الأدوات المتوفرة مع كل واجهةٍ على حدة، مع العلم أنه يحتاج المطوّرون إلى تحديث تطبيقاتهم يدوياً للعمل بهذه الميزة.
حيث تم تحديث التطبيق Siri في الفترة الأخيرة ليساهم في عملية الإملاء، حيث يصبح بالإمكان إملاء الكلمات على الساعة لتقوم بإرسال البيانات إلى خوادم آبل، ومن ثم ندخل في مرحلة انتظار حتى تتم الاستجابة، ويجدر بالذكر أن هذه الفترة لن تكون طويلةً أبداً عند سؤال الساعة عن أحوال الطقس.
وقد تم إصدار التطبيق الجديد Family Setup مع واجهة النظام watchOS 7 ، ويتيح لنا هذا التطبيق ضبط الساعة ليستخدمها الأطفال من أجل التواصل مع آبائهم عن طريق الساعة، إذا لم يكن لديهم أحد هواتف iPhone.
وتعمل الساعة الذكية Series 6 بشرائح المعالجة S6، ذات الأداء السريع، ما يعني أن الأمور ستجري بسلاسةٍ تامة عند التنقّل بين التطبيقات.
وقد تفوّقت آبل في تهيئة تطبيقاتٍ من النظام iOS توافق تطبيقات الساعة الذكية، كما عادت تطبيقات Google من جديد إلى ساعات Apple Watch، ومن المعهود لمنتجات آبل أن تتلقّى تطبيقاتها التحديثات المستمرة بعد إطلاقها مباشرةً.
الخلاصة
تتقدّم ساعة آبل الذكية الجديدة Series 6 على سابقاتها بالكثير من النقاط المهمة والضرورية التي تشمل امتلاكها لشرائح المعالجة الجديدة، ذات الأداء المميّز، الشاشة عالية الدقة، وعمر البطارية المناسب بالإضافة إلى بعض التطبيقات المطوّرة التي تقدّم تفاصيلاً مهمة حول ضربات القلب وتشبّع الأوكسجين في الدم بالإضافة إلى تطبيقات جوجل، وميزاتها الكثيرة في عرض المواقع بدقةٍ محسّنة، ولكنها في الوقت ذاته لا بدّ لها وأن تقابل هذه المواصفات الجيدة للغاية مع السعر المرتفع ليصل سعرها حالياً إلى حدود 500 دولار.