لم تتوقف شاومي خلال سنواتها الأخيرة عن الاهتمام بقطاع الهواتف المتوسطة وما تحتاجه من قوة الأداء والتصوير، وغيرها من الميزات التي تفيد المستخدم في حياته اليومية، وقد نتج عن ذلك تقدّم السلسلة Notе بشكل مستمر حتى وصلت مؤخراً إلى الطراز 12 Pro ذي الحجم الكبير والكفاءة العالية بسعر منافس للغاية.
أهم العلامات التصميمية للهاتف Note 12 Pro
حصل هذا الهاتف على تصميم مماثل تقريباً للطراز Note 12 Pro+ ، ولكنه تنازل عن بعض النقاط المرغوبة حفاظاً على نطاقه السعريّ، فلم يستطع زجاجه الخلفي أن يصل إلى متانة Gorilla glass القياسيّ، كما تم تصنيع حوافه الجانبية من البلاستيك الزلق بدلاً من الألمنيوم، وبالتالي فهو أكثر عرضةً للتلف إثر حوادث الانزلاق والسقوط، ولعلّه من الأفضل استخدام الهاتف ضمن غلافه الواقي المضمّن في العلبة، وتعويضاً عن هذا النقص في التصميم، جرى تزويده بمعيار المقاومة IP53 ، ليصبح بإمكانه مقاومة الرذاذ والغبار الخفيف.
وقد تم توفير هذا الهاتف باللون الأسود الحالك الذي يستقبل بصمات الأصابع والأوساخ بشراهة كبيرة، بالإضافة إلى اللون الأبيض القطبيّ، والأزرق السماويّ.
تبرز وحدة الكاميرا من الغلاف الخلفي لهذا الهاتف قليلاً، فيهتزّ عند وضعه على سطحٍ مستوٍ، ويحتاج لثباته استخدام الغلاف الواقيّ، وقد بلغ وزنه حوالي 187 جراماً، أي أنه أخف من بقية الهواتف ذات الشاشات الكبيرة، كما يعتمد Note 12 Pro من نواحي الأمان على مستشعر البصمات المدمج في زر الطاقة، والذي يبدو سهل الإعداد، بالغ الوثوقية، كما تبدو استجابة الهاتف اللمسية دقيقةً وجيدةً للغاية بفضل الكفاءة الكبيرة لمحركات الاهتزاز.
وأخيراً، تضمّ الحافة السفلية لهذا الهاتف كلاً من مقبس السماعات السلكيّ، والمنفذ USB-C المخصص لعمليات الشحن ونقل البيانات.
مكبرات الصوت وتفاصيل الشاشة
اقتربت شاشة الهاتف Note 12 Pro من نظيرتها في الهواتف الرئيسية بحجمها الذي يبلغ 6.67 إنش، وحوافها الرقيقة وعملها وفق تقنية العرض OLED والدقة 1080×2400 بكسل، وكذلك معدل التحديث 120 هرتز، ولكنها تنتمي إلى فئة الشاشات المسطّحة بالرغم من تفضيل الكثير من الهواتف الرائدة للشاشات المنحنية التي يمتدّ بها المحتوى إلى الجوانب.
كما تدعم هذه الشاشة مجالات الألوان الغنية والحيوية، وينعكس الأمر على تجارب الألعاب والفيديو ومواقع التواصل، فتظهر تفاصيلها بدقة مع تأمين زوايا المشاهدة الواسعة، وبفضل تقنية العرض OLED يمكن الجزم بالتباين المناسب لهذه الشاشة وألوانها الحيوية، مع أنه بالإمكان تغيير نظام الألوان في الإعدادات وفقاً لرغبات المستخدم، والتبديل أيضاً ما بين معدلي التحديث 60 و120 هرتز، أو الاعتماد على التغيير التلقائيّ ما بين معدلات التحديث المتاحة توفيراً لاستهلاك طاقة البطارية مع الحفاظ على سلاسة العرض.
تشغل الكاميرا الأمامية لهذا الهاتف جزءاً صغيراً وسط الحافة العلوية لشاشة العرض، ويمكن استخدامها للتعرّف على الوجه، وقد صرّحت شاومي بقدرة هذه الشاشة على تشغيل 900 وحدة إضاءة في ذروة السطوع، وهذا ما يجعلها سهلة الاستخدام واضحة المعالم أسفل ضوء النهار، وخاصةً مع تفعيل وضع ضوء الشمس المخصّص وإيقاف السطوع التلقائيّ.
يمتلك الهاتف Note 12 Pro زوجاً من المكبرات الصوتية استيريو، والتي يمكنها إخراج الصوت والموسيقى مع الكثير من الوضوح والتفصيل، كما يبدو الجهير مناسباً في العموم، سواءً تم استخدام سماعة الأذن أعلى الهاتف، أو فتحات التكبير الصوتيّ في الأسفل.
كفاءة الهاتف في أداء المهام اليومية والألعاب
يعمل الهاتف Note 12 Pro بواسطة الشرائح Dimensity 1080 من ميدياتيك، والتي تم تصميمها خلال العام الماضي وتجهيزها بالطاقة الكافية لأداء المهام اليومية بسلاسة تامة ليشمل ذلك إرسال الرسائل والبريد الالكترونيّ، ومشاهدة الفيديوهات والقيام بأعمال التواصل الاجتماعيّ وكذلك موازنة العمل بين المهام المتعددة والسرعة في تشغيل التطبيقات.
وقد اجتمعت كفاءات هذه الشرائح مع معدل التحديث 120 هرتز، لينتج عن ذلك تجربةً سلسةً جداً لمجمل أعمال ومهام الهاتف، وحتى الألعاب، إذ يمكن لهذا الطراز أن يتعامل بسهولة مع الألعاب الخفيفة، ولكنه يتباطأ قليلاً مع العناوين الأكثر تطلّباً مثل Asphalt 9، ويبلي بلاءً حسناً مع الألعاب المتوسطة من أمثال Call of Duty: Mobile، و PUBG Mobile.
يعتمد الهاتف Note 12 Pro على وحدة التخزين الداخلية ذات السعة 128 جيجابايت، ولا يدعم التخزين الخارجيّ micro SD، فيشغل نظامه الأساسيّ حوالي 28 جيجابايت، وبهذا لن يحصل المستخدم على أكثر من 100 جيجابايت لاستخداماته الشخصية، وقد يضطرّ البعض إلى التخزين السحابيّ للحفاظ على ملفاتهم.
ونهايةً، تحتوي الشرائح Dimensity 1080 على مودم يدعم تشغيل الشبكات 5G، و4G، والشبكات الأدنى منهما أيضاً، ذلك بالإضافة إلى تقنيات الاتصال Wi-Fi 6 و Bluetooth 5.2.
دقة الكاميرات وتسجيل الفيديو
روّجت شاومي إلى مجموعة هواتفها المتوسطة Redmi Note 12 بامتلاكها مستشعر التصوير 200 ميجا بكسل، بينما اقتصر الأمر على وجوده ضمن الطراز Note 12 Pro+ واكتفى الهاتف 12 Pro بالمستشعر الرئيسيّ 50 ميجا بكسل، والكاميرا ماكرو والعدسة فائقة العرض بدقة 2 و8 ميجا بكسل على الترتيب.
ومع استخدام العدسة الرئيسية، وخياراتها التلقائية، يمكننا الحصول على الكثير من اللقطات الجيدة، ذات التفاصيل الوافرة، والنطاق الديناميكيّ المميّز، كما تعمل المعالجة اللاحقة على زيادة إشباع الألوان لتبدو أقرب إلى الواقع في معظم الأحيان، وخاصةً عند التعامل مع البيئات الظليلة، إذ تحسن كاميرات Note 12 Pro تقدير التعريض الأنسب للتفريق ما بين الهدف وخلفية الصورة، وبعد كل شيء تلعب الإضاءة دوراً كبيراً في نجاح اللقطات أو بهتان الألوان ولهذا يجدر بنا اختيار المكان الصحيح والزاوية الأنسب قبل البدء بالتقاط الصور.
ومع غياب مستشعر العمق، تعمل الكاميرا الرئيسية وتقنياتها البرمجية على إنتاج لقطات بورتريه ذات التفاصيل المدروسة، والألوان المناسبة، مع صرف النظر عن تنعيم بعض الحواف واندماجها مع الخلفية أحياناً، وكذلك تهميش المكان حول الأهداف المتحرّكة غير الثابتة كالأطفال والحيوانات الأليفة.
ومن ناحيةٍ أخرى، يقوم الوضع الليليّ بزيادة سطوع الصور ضعيفة الإضاءة برمجياً، وذلك مع مراعاة التفاصيل والألوان لتبدو طبيعية غير مصطنعة.
وعلى خلاف ذلك، تستطيع الكاميرا فائقة العرض أن ترفع من زاوية الإطار حتى 120 درجة، فينعكس الأمر سلباً على دقة الألوان، ومستوى التعريض والنطاق الديناميكيّ، كما تعاني العدسة ماكرو من قلة الجودة عموماً، بينما يؤدي الاقتراب من الهدف إلى الفوز بالكثير من التفاصيل الإضافية.
في الجهة المقابلة، تعمل كاميرا السلفي بدقة 16 ميجا بكسل، لتحصل على مقدار جيد من التفاصيل والتعريض، كما يتحسّن هذا التقييم بالانتقال إلى الوضع بورتريه، ذلك مع ضرورة التأكد من إلغاء تفعيل خيارات التجميل.
وبفضل دعم كاميرات الهاتف Note 12 Pro لميزة التثبيت البصريّ OIS، يمكن تسجيل الفيديو بمعدل 60 إطاراً في الثانية مع دقة تصل إلى 1080 بكسل، وبسلاسة كبيرة حتى عند التصوير أثناء المشي أو تحريك الهاتف.
بطارية الهاتف وقوة الشحن
ضمّنت شاومي هاتفها الأخير Note 12 Pro ببطارية بسعة 5000 ميللي أمبير، ويمكن لهذه الخلية أن تستمر إلى يوم ونصف تقريباً مع الاستخدام المتوسط للهاتف، كما يمكننا الحصول على يومين من الطاقة أيضاً مع تخفيف الاستخدام، أما التقاط الكثير من الصور وتشغيل GPS، وتعيين السطوع في حدوده الأقصى سيؤدي إلى تقليص عمر البطارية حتى بضع ساعاتٍ فقط.
ويدعم هذا الهاتف قوة الشحن السلكيّ السريع 67 واط، وبالتالي يمكن ملؤه بالطاقة في أقل من ساعة واحدة، مع الإشارة أخيراً إلى افتقاره لدعم الشحن اللاسلكيّ.
نظام التشغيل ومدة التحديثات السنوية
تم تشغيل الهاتف Note 12 Pro بواجهة الاستخدام MIUI 14 ونظام التشغيل Android 13، والذي يشتمل على الكثير من عناصر النظام التابعة لجوجل، متضمّناً ذلك القائمة المساعدة Discover على يسار الشاشة الرئيسية، والمتجر الرسميّ بلاي ستور.
كما حصل هذا الهاتف على وفرة من البرامج الإضافية مسبقة التثبيت، وجرى استبدال العديد من تطبيقات جوجل الاعتيادية بأخرى مشابهة لها تتبع إلى شاومي، مثل تطبيق الملاحظات والاستديو، ومتصفّح الانترنت، وكذلك مدير الملفات، ويتخلّل واجهة الاستخدام بعض التوصيات بتطبيقات يمكن تحميلها والاستفادة منها، ذلك فضلاً عن جهود MIUI في تحسين بعض التقنيات الخاصة بالنظام وتجربة المستخدم كفصل قائمة الإعدادات السريعة عن ظل الإشعارات رغم جمعها مع بعضها البعض في معظم الهواتف الذكية الحالية.
وقد وعدت شاومي بتزويد الهاتف Redmi Note 12 Pro بجميع النسخ الجديدة من نظام التشغيل Android ولمدة ثلاث سنوات، مضافاً إلى ذلك أربعة أعوام من تحسينات وتصحيحات الأمان، وبالتالي يمكن لهذا الهاتف أن يحصل على النظام Adroid 14 وحتى Android 16.
خلاصة القول
قد يفتقر الهاتف Note 12 Pro إلى بعض المواصفات المميّزة كمستشعر التصوير الأكثر تقدّماً، والشحن السلكي الأسرع على الإطلاق، ولكنه لم يتعدّ حدود النطاق السعريّ 400 دولار، ولا يزال محتفظاً بالدقة الكبيرة لشاشة العرض ومستشعر التصوير الرئيسيّ، كما يلبي احتياجات المستخدمين في غالب الأحوال من الأداء الاحترافيّ إلى التجربة الصوتية المميّزة والتثبيت البصريّ للفيديو، وكذلك البطارية التي تدوم طويلاً.