تغيّبت الهواتف الأحدث من السلسلة Galaxy Note عن الأسواق خلال العام الماضي، فقررت سامسونج تعويض ذلك بهاتفٍ يجمع أفضل المواصفات من السلسلتين Galaxy S Ultra وGalaxy Note Ultra تحت مسمّى Galaxy S22 Ultra، وما تعنيه عبارة “أفضل المواصفات”، هو تخطّي هذا الهاتف لحدود السرعة المعتادة في الأداء، وتقدّمه في مجال التصوير، وكذلك دقة شاشة العرض، ومزايا التصميم المطلوبة من قبل المستخدمين، والشركات المنافسة أيضاً، ولهذا دعونا نتحدّث ملياً عن هذا الطراز الجديد من سامسونج لنكشف عن ميزاته المتعددة وسلبياته المحدودة.
تصميم الهاتف Galaxy S22 Ultra
أرادت سامسونج وضع هاتفها الجديد S22 Ultra في منافسةٍ رئيسيةٍ مع أفضل هواتف أبل، والشركات المصنّعة الأخرى، فغلّفته بهيكلٍ من الألمنيوم ومنحته النقاط التصميمية المشابهة للطراز Note 20 Ultra، فتميّز بخمس عدساتٍ منفصلةٍ للكاميرا في أعلى يسار الغلاف الخلفيّ، وقارئٍ للبصمات أسفل الشاشة، كما أحيطت واجهته الأمامية بزجاج Gorilla Glass Victus Plus لحمايتها من الصدمات، فبلغت أبعاد الهاتف 163.3 في 77.9 في 8.9 مم، ووصل وزنه إلى 229 جراماً، فيمكن القول إذاً بأنه من الصعب استخدام هذا الهاتف بيدٍ واحدةٍ فقط، خاصةً إن تمت إحاطته بغلافٍ خارجيٍّ للحماية.
وقد توفّر هذا الهاتف بثمان وعشرين لوناً مختلفاً، فتشمل هذه المجموعة الكبيرة كلاً من الأسود، الأبيض غير اللامع، الأخضر، الجرافيت، الأزرق السماويّ، الأحمر، وغيرها الكثير، علماً أن الألوان الأربعة الأخيرة لا زالت حصريةً ضمن المتاجر الالكترونية الرسمية حتى الآن.
وعلى خلاف ما حدث في السلاسل الأخيرة من Galaxy S فإن S22 Ultra قد تخلّى تماماً عن الإطار البارز المحيط بكاميرات الهاتف، كما جاء بزوايا حادةٍ مسطّحةٍ وأطرافٍ معدنيةٍ تنحني لتغطّي الجوانب حتى الزجاج الأمامي وبشكلٍ أكبر مما كانت عليه هذه الأطراف في الهاتف Note 20 Ultra، وهذا ما يساهم فعلياً في منح الهاتف مزيداً من المتانة والصلابة فيجعله من أكثر الهواتف تماسكاً وقدرةً على مقاومة الصدمات، وحوادث التصدّع، ذلك فضلاً عن دعمه المعيار IP68، ومقاومته الغبار والماء، فيستطيع الصمود حتى 30 دقيقةً بعد غمره بمترٍ ونصف من الماء.
أما بالنسبة لزر الطاقة، فيأخذ مكانه المعتاد في الحافة اليمنى من الهاتف، وهو صغيرٌ بعض الشيء ولكنه يبدي استجابةً سريعةً لتشغيل أو إلغاء قفل الهاتف، وتعلو زر الطاقة أزرار التحكم في الصوت، فتقدّم لنا تجربةً مثاليةً تقريباً عند التعامل معها، هذا وقد نقلت سامسونج الفتحة المخصصة لبطاقات SIM إلى حافة الهاتف السفلية، وأزالت منها المكان المخصص لبطاقات الذاكرة الخارجية.
يعتبر مكان فتحات الميكروفون نقطةً سلبيةً بارزةً في تصميم الهاتف S22 Ultra إذ توجد هذه الفتحات إلى جانب الفتحة المخصصة لبطاقة SIM وهذا ما يجعلها عرضةً للإتلاف عند الخطأ في استخدام أداة إخراج بطاقة SIM الحادة، كما تحتوي حافة الهاتف السفلية أيضاً على المكان المخصص للقلم الذكيّ S Pen، ومنفذ الشحن USB-C.
سيؤدي الضغط السريع على فتحة القلم إلى اندفاعه نحو الأعلى، والتحكم به بسهولةٍ تامة، إذ تم تغليفه بمادةٍ خشنةٍ تحميه من الانزلاق، كما لا يختلف حجم هذا القلم عن نظيره في الهاتف Note 20 Ultra، إلا أنه ذي استجابةٍ محسّنةٍ أسرع عند الكتابة على الشاشة، ويأتي هذا القلم بزرٍ للمساعدة أيضاً فيتيح لنا استخدامه من أجل التقاط الصور عبر كاميرات الهاتف، وتقليب صفحات العروض التقديمية.
تعمل المكبرات الصوتية استيريو لهذا الهاتف على توزيع جودتها العالية ما بين سماعة الأذن في الأعلى، وفتحات إخراج الصوت ضمن الحافة السفلية، وقد زعمت سامسونج بأن هاتفها الجديد S22 Ultra يدعم الميزة Dolby Atmos، ويعني ذلك بأن مستويات الصوت ستكون مرتفعةً إلى الحدّ المناسب عند تشغيل الموسيقى والألعاب، ومختلف المحتويات، وتعاني من الحدود الدنيا للتشوّهات، بينما يميل توازن الصوت إلى الاقتصار على الحدود المتوسطة والعليا من الصوت فقط، مع غيابٍ ملحوظٍ له في النغمات المنخفضة وهذا ما يدعو إلى تفضيل استخدام سماعات الرأس من قبل بعض المستخدمين.
أخيراً، يحتوي القسم السفليّ من شاشة الهاتف على إحدى المستشعرات فوق الصوتية لقراءة بصمات الأصابع، ويعدّ هذا القارئ سهل الوصول بواسطة إبهام اليدين، وسريعاً ودقيقاً أيضاً في الاستجابة لإلغاء قفل الهاتف.
ماذا عن دقة شاشة العرض؟
لهذا الهاتف شاشةً بقياس 6.8 إنش، تعمل وفق معدل التحديث المرتفع 120 هرتز، لتخرج محتوياتها بدقة 3,088 في 1,440 بكسل، وبكثافةٍ تساوي 501 بكسلاً في الإنش الواحد، فتبلغ أبعاد العرض 19.3:9، أما التحسين الواضح لهذه الشاشة عن سابقاتها من هواتف S وNote، فيكمن في تقنية العرض Dynamic AMOLED 2x، والتي تركّز هذه المرة على معدلات التباين والسطوع، فقد تم ضبطها لتعمل بالشكل الافتراضيّ وفق الدقة FHD+، ومعدل التحديث 120 هرتز، ومع هذه المعايير لا بدّ وأن يتقدّم الهاتف في مجال العرض على اختلاف أنواع المحتويات، كما أن التغيير إلى الدقة QHD+، أو معدل التحديث الثابت 60 هرتز، لن يؤديان إلى إحداث تغييرٍ ملحوظٍ في التأثيرات أو جودة العرض، باستثناء ظروفٍ وأحوالٍ معينةٍ كالتمرير عبر قوائم الشاشة.
وعند مقارنة جودة العرض في الهاتف S22 Ultra مع نظيره الرائد iPhone 13 Pro Max لوحظ تقدّم الهاتف الأول من حيث وضوح المحتويات، والسطوع ومعدل التحديث الديناميكي الأفضل، وبالتالي لن يكون هنالك أي صعوبةٍ في استخدام الهاتف حتى في ضوء النهار الساطع.
وبالرغم من تقديم هذه الشاشة لمعدل الاستجابة اللمسية 240 هرتز مع تفعيل وضع اللعب Game Mode، فيما يمكن القول بأنه معدلاً شكلياً فقط عند مقارنته بالاستجابة الأسرع التي تبديها هواتف الألعاب ذات المعدل نفسه أو تلك التي توفّر بعض المعدلات الأعلى، ومع ذلك لا يمكننا التشكيك في قدرات S22 Ultra ضمن الألعاب الثقيلة عالية الكثافة.
من جهةٍ أخرى، تتعلّق بهذه الشاشة بعض الإعدادات السريعة التي يمكن إدارتها كمرشّح الضوء الأزرق، نظام الألوان الحيوية، والطبيعية، توازن اللون الأبيض، إدارة حساسية اللمس، وغيرها الكثير، كما تعمل جميع هذه الأدوات على نحوٍ جيدٍ تماماً، فتنعكس بشكلٍ مباشرٍ على تجربة العرض.
قدرات الهاتف S22 Ultra في أداء المهام
يعدّ الهاتف S22 Ultra من أوائل الهواتف التي تم تزويدها بالمعالج الأحدث من كوالكوم Snapdragon 8 Gen 1 مع وحدة معالجة الرسوميات المتقدّمة Adreno 730، وقد انحسر توفر المعالج السابق في إصدارات هذا الهاتف ضمن بعض المناطق فقط من أمثال أميركا الشمالية، الأسواق الأوروبية، بينما تعمل الطرازات العالمية منه بشرائح المعالجة المحسّنة Exynos 2200، وعلى اختلاف المعالجات تمتلك طرازات الهاتف 8 أو 12 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائية بالإضافة إلى 128 أو 256 أو 512 أو 1 تيرابايت من سعة التخزين الدائم غير القابلة للتوسعة.
ومن ناحية الأداء، يبدو الهاتف S22 Ultra مثالياً تماماً لإنجاز العديد من المهام اليومية، كتصفّح الويب، وتفقّد الإيميلات، تشغيل مواقع التواصل، ومشاهدة فيديوهات يوتيوب، كما أننا لن نعاني من أي تأخيرٍ أو تباطؤٍ عند فتح تطبيقين على شاشة الهاتف في نفس الوقت، وينطبق هذا الحكم أيضاً على تحميل وتثبيت وتشغيل الألعاب الثقيلة كاللعبة Asphalt 9 على سبيل المثال، ولن يأخذ منا كتم الإشعارات غير الضرورية وقتاً طويلاً أثناء اللعب على الهاتف.
وعند وضع المعالج Snapdragon 8 Gen 1 تحت اختبار المعايير القياسية المتعلّقة بوحدة المعالجة المركزية CPU، تبيّن أنه لا يبدي تحسّناً كبيراً بالمقارنة مع شرائح العام الماضي Snapdragon 888 والتي شغّلت الإصدار السابق S21 Ultra، كما أنه تراجع عن نتائج الشرائح A15 Bionic في هواتف iPhone 13، بينما عوّض ذلك في اختبارات وحدة الرسوميات GPU، حيث وصل بهذه الاختبارات إلى نتائج تفوق جيله السابق S21 Ultra وهواتف أيفون كذلك، إلا أنه لم يستطع تجاوز الإصدار الأخير Pixel 6 Pro من جوجل.
أما عن شبكات الاتصال، فيمكن للهاتف S22 Ultra دعم أي شبكة اتصالٍ نصادفها حول العالم، ويتضمّن ذلك كلاً من شبكات 5G، mmWave، وحتى الشبكات الفرعية sub-6GHz من 5G، وفضلاً عن ذلك يؤمن هذا الهاتف تقنيات الاتصال Wi-Fi وBluetooth، وفق النطاقات Wi-Fi 6E و Bluetooth 5.2 على الترتيب، وهذا ما سيمكّن المستخدمين حتماً من استعمال الهاتف حتى سنواتٍ متعددة، وفي مجالاتٍ متنوعة كمفتاح سيارةٍ الكترونيٍّ مثلاً، أو أجهزة تعقّب Bluetooth، أو حتى كلاصقات التعقّب Samsung SmartTags.
هل ستدوم بطارية الهاتف الكبيرة طويلاً؟
تحتوي الكثير من الهواتف الرائدة هذه الأيام على بطاريةٍ بسعة 5000 ميللي أمبير، ولا تزيد خلية الهاتف S22 Ultra عن هذا الحدّ فعلياً، إلا أن كيفية استخدامها وتعيين دقة الشاشة على المقدار FHD+ ومعدل التحديث 120 هرتز، وكذلك ضبط المعالج على الأداء المثاليّ بدلاً من الأداء المرتفع أو أعلى أداءً ممكن ستؤثّر جميعاً، وبشكلٍ مباشرٍ على فترة دوام البطارية، فيمكننا مع هذه الإعدادات أن نصل إلى نهاية اليوم برفقة بعض المهام الاعتيادية الخفيفة، ولكن مع تمكين التشغيل الدائم للشاشة فلن يطول الأمر لأكثر من ست ساعاتٍ ونصف.
وتدعم بطارية الهاتف قوة الشحن 45 واط، واستخدام الشاحن السلكيّ USB Power Delivery PPS، مع أن علبة الهاتف تخلو تماماً من أي قابس للشحن، وعند اللجوء إلى الشاحن السابق سنكون بحاجةٍ إلى ساعةٍ من الشحن تقريباً لإكمال طاقة الهاتف.
كما أظهرت جميع هواتف Galaxy S22 بأنها قادرةً على استقبال الشحن اللاسلكيّ بقوةٍ محدودة لا تتجاوز 15 واط، بينما قد يصل الطراز S22 Ultra في بعض الأحيان إلى 18 واط، وللوصول إلى النسبة الكاملة من الطاقة علينا الانتظار حتى ساعتين تقريباً مع تقنيات الشحن اللاسلكيّ، وفي المقابل يدعم الهاتف الأخير تقنية الشحن اللاسلكيّ العكسيّ أيضاً بقوة 4.5 واط.
كاميرا الهاتف Galaxy S22 Ultra
أولت شركة سامسونج نظام التصوير في هواتفها الرائدة اهتماماً كبيراً في السابق، لا سيما في هواتف Note و Galaxy S، وقد تقدّمت خطوةً في هذا المجال لصالح هواتف العام الحاليّ S22، فامتلك الطراز S22 Ultra خمس كاميراتٍ بدقة 108 ميجا بكسل للكاميرا الرئيسية التي تدعم التركيز التلقائيّ PDAF، وميزة التثبيت البصريّ OIS وتعمل على تخزين لقطاتها بدقة 12 ميجا بكسل وفق خوارزمية تجميع البكسل، كما تدعم الكاميرا فائقة العرض ذات الدقة 12 ميجا بكسل ميزة التركيز التلقائيّ أيضاً PDAF، وتؤمن لنا إطاراً واسعاً للتصوير بزاويةٍ تساوي إلى 120 درجة، وقد أضيف إلى هاتين العدستين كاميرتي التقريب telephoto، فتعملان بدقة 10 ميجا بكسل، وتختلفان عن بعضهما بنسبة التقريب البصريّ الممكن إنجازه فتستطيع الأولى منهما أن تصل إلى النسبة x3 بينما تصل الأخرى إلى النسبة x10 ، علماً أنهما تدعمان ميزة التثبيت البصريّ OIS، وقد انتقلت الكاميرا الأمامية من الطراز S21 Ultra إلى جيله المطوّر S22 Ultra لتعمل بدقة 40 ميجا بكسل، وفق فتحة العدسة f/2.2.
أما بشأن معالجة الصور، فيحتوي المعالج الأساسيّ في الهاتف Snapdragon 8 Gen 1، على معالجٍ متقدّمٍ لإشارة الصور، والذي يؤمّن لنا بدوره المزيد من التفاصيل للصور الثابتة، كما تنعكس مزاياه على الوضع الليليّ أيضاً، وقد أفادت الشركة المصنّعة أيضاً بأن معالجها الجديد قادراً على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ، لجلب المزيد من الإضاءة نحو هدف التصوير، وإظهار الألوان بشكلٍ أفضل.
عند توفر الإضاءة الجيدة، ستأتي الكاميرا الرئيسية بالنتائج الحادة ذات التركيز الواضح، والتعريض المناسب، كما أن معدلات HDR ستكون في وضعها المقبول، وحيوية الألوان زائدةً بعض الشيء، وتقدّم كاميرا التقريب x3، صوراً مشابهةً أيضاً، على الرغم من الاختلاف الكبير بين هاتين الكاميرتين بحجم البكسل وفتحة العدسة، فتذخر صور الكاميرا الأخيرة بالتفاصيل ومستويات التعريض الجيدة وكذلك الألوان العميقة.
وبالانتقال إلى عدسة التقريب الأخرى x10، سنحصل على المزيد من التفاصيل ونسبة التعريض الجيد، وكذلك الألوان، بينما تقلّ مستويات الحدّة قليلاً، ويزداد التنعيم، وسوف يكون من الملحوظ فعلياً تباطؤ عملية الالتقاط، ولهذا فمن الأفضل ألا نلجأ لهذه العدسة عند تصوير الأهداف المقرّبة في الإضاءة الليلية.
في المقابل، تسعى الكاميرا فائقة العرض إلى التقاط الصور وفق نسبة التبعيد x0.6، فتحافظ على الإطار الواسع وكذلك التعريض واتّساق الألوان، وقد نلاحظ بعض المناطق المظلمة في صور هذه العدسة بفعل تقنية HDR المستخدمة بالشكل الافتراضيّ، والتي لا تستطيع اكتشاف كامل التفاصيل الموجودة في الصورة، كما سيكون هنالك القليل من التشويش حول زوايا اللقطة.
أخيراً، عند استخدام المجال البؤريّ الكامل 100x Space Zoom سنشاهد انخفاض نسبة التفاصيل بشكلٍ كبيرٍ وواضح، حتى وإن حاولنا تثبيت أيدينا أثناء الالتقاط، ومع تفعيل الوضع Portrait سنحصل على لقطاتٍ من النوعين 1x portrait و 3x portrait، والفرق ما بينهما يتمثّل في تقليل تأثيرات بوكيه في النوع الأول، وتغليب المظهر الديناميكيّ على الصورة، بينما سيقوم النوع 3x portrait بتضييق إطار الصورة، وزيادة التعريض إلى حدٍّ كبيرٍ في المناطق المضاءة، وكذلك زيادة مستويات التركيز على الهدف.
تتميّز لقطات السلفي لهذا الهاتف بتعريضها المناسب تماماً، وخلفيتها العميقة المليئة بالتفاصيل، بينما ستنتشر مظاهر الضبابية الواضحة في هذه الخلفية مع تفعيل وضع بورتريه، وسوف نلاحظ أيضاً مستوى الأداء المتوسط من ميزة اكتشاف الحواف، كذلك ستفقد الصور الشخصية جزءاً كبيراً من حدّتها في الإضاءة السيئة، وخاصةً عندما يتعلّق الأمر بتفاصيل الوجه.
أما بالنسبة لالتقاط الصور في الإضاءة الليلية المنخفضة، فقد تؤثر مصادر الضوء عكسياً على جودة الصور فيسوء التوهّج إلى حدٍّ كبير، بالرغم من جهود سامسونج الكبيرة في طلاء زجاج العدستين فائقة العرض والرئيسية من أجل تقليل نسبة التوهّج في اللقطات الليلية.
تقوم كاميرات الهاتف الخلفية بتسجيل الفيديوهات وفق الدقة 4K، مع تأمين ما يصل إلى 60 إطاراً في الثانية، أو بالدقة 8K مع 24 إطاراً في الثانية تقريباً، ومع هذه المقادير من الدقة لا بدّ لنا من الحصول على فيديوهاتٍ عالية الجودة، إلا أنها لا تستطيع بلوغ درجة التثبيت التي شهدناها مسبقاً في مقاطع الهواتف iPhone 13 Pro، فيما يعوّض ذلك بتوفير الميزة Auto Framing، والتي تحافظ على وجود الأشخاص ضمن إطار التصوير، وتحافظ أيضاً على التركيز المشترك لجميع الوجوه في الفيديو، ولكي نستفيد من هذه الميزة فعلينا تمكينها قبل البدء بتسجيل الفيديو.
تبدو المقاطع ذات الدقة 4K، أكثر توازناً من المقاطع 8K، بينما يظهر الصوت في كلا المقطعين بشكلٍ واضحٍ تماماً، ونهايةً يمكننا تعيين سرعة الفيديو وفق الخيارات المتاحة للتصوير البطيء أو البطيء جداً، كما تقوم الميزة hyperlapse برفع السرعة إلى الحدّ الذي نفضّل.
تعمل كاميرا الهاتف الأمامية بتسجيل الفيديو وفق الدقة 4K، وتقدّم لنا حوالي 60 إطاراً في الثانية، فتبدو جودة الفيديو مقبولةً تماماً، بينما تسوء الأمور مع انخفاض الإضاءة.
من ناحيةٍ أخرى، تستطيع وحدات البكسل الكبيرة في الكاميرا الرئيسية من الهاتف S22، التقاط المزيد من الإضاءة لتبدو مقاطع الفيديو أكثر وضوحاً مع المستويات المتدنيّة من الإضاءة المحيطة.
كما يوفّر لنا تطبيق الكاميرا جميع الإعدادات اللازمة تقريباً للتصوير الثابت وتسجيل الفيديو، بحيث يمكن الوصول إلى هذه الإعدادات السريعة والقابلة للتعديل من الجانب الأيسر لإطار التصوير المتاح، وإن كنا من مستخدمي Samsung Gallery app فسوف نكون قادرين على الاستفادة من أداة الممحاة السحرية للتخلّص من الأشياء المزعجة في الصور، بما في ذلك التوهّج والظلال، هذا وتساعدنا الأداة suggestions في إعادة معالجة الصور، حيث أنها تعيد ضبط السطوع تلقائياً، وتقلّل من نسبة الضجيج في اللقطات للحصول على نتائج أكثر وضوحاً.
نظام التشغيل وواجهة الاستخدام
تم تضمين الهاتف S22 Ultra نظام التشغيل الأحدث إلى الآن Android 12، مع واجهة الاستخدام One UI 4.1، وقد أشارت سامسونج إلى اعتمادها تزويد هذا الطراز بأربعة أعوامٍ من تحديثات النظام وخمسةٍ أخرى من تحسينات الأمان.
وبالرغم من الميزات المتعددة لواجهة الاستخدام الأخيرة من سامسونج، إلا أنها تحتوي على بعض البرامج نادرة الاستخدام، كما يحزم الهاتف بعض التطبيقات الخاصة من سامسونج، ومايكروسوفت، علماً أن بعض هذه التطبيقات لا يزال قابلاً للإزالة، كما تحتوي قائمة الإعدادات على الكثير من الخيارات الفرعية التي يمكن تعديلها، وتخصيص الهاتف، إلا أن عددها الكبير قد يضيعنا أحياناً في عمليات الإعداد.
يمكننا في الواقع أن نتعامل مع هذا الهاتف وفق إعداداته وتطبيقاته الافتراضية، ولكننا سنصادف الكثير من الإعلانات، التي تعرض لنا صفقات سامسونج، ومايكروسوفت، ومجموعة خدماتها المتنوعة ضمن قائمة الإشعارات السريعة.
وعند سحب القلم S-Pen من مكانه المخصص سيقوم الهاتف S22 Ultra بفتح تطبيق الملاحظات تلقائياً، من أجل التدوين، والكتابة، مع إمكانية تغيير هذا الإعداد إن رغبنا بذلك، كما نستطيع التحكم بسماكة خط القلم ولونه ونمط فرشاته، وبعض السمات الأخرى أيضاً.
وإن قمنا بإلغاء قفل الشاشة قبل إخراج القلم من مكانه، فيمكننا عندها استخدام الأداة Air Command (بالتمرير على الشاشة أو الضغط على زر القلم) حيث أنها تستدعي مجموعة الأدوات المخصصة لهذا القلم، والتي تشمل إنشاء ملاحظةٍ ما، عرض كافة الملاحظات، التحديد الذكيّ، الكتابة على الشاشة، الرسائل المباشرة، رسوميات الواقع المعزز، ترجمة النصوص المكتوبة لما يصل إلى 88 لغةً مختلفة.
وعلى خلاف أجيال القلم السابقة، يدعم هذا القلم أكثر من 4000 مستوىً للضغط، بينما خفّضت سامسونج من زمن استجابته إلى 2.3 ميللي ثانية، وهذا ما يمنحنا شعور التعامل مع القلم الحقيقيّ.
كما يتميّز الهاتف S22 Ultra بمجموعةٍ من الأدوات الرئيسية التي تفتقر إليها الطرازات الأخرى، كميزة انقسام الشاشة وتعدد المهام، والتي تقوم بإنشاء أزواجٍ من التطبيقات تلقائياً ضمن وضع الشاشة المقسّمة، وفضلاً عن ذلك يأتي هذا الهاتف بوضع DeX والذي يمكن من خلاله ربط الهاتف مع أجهزة حواسيب ويندوز، فيساعدنا تمكين هذا الوضع في استخدام الهاتف كلوحة تتبعٍ تعمل لصالح الشاشات الكبيرة أو أجهزة الحواسيب، كما يمكننا إظهار الشاشة الرئيسية الخاصة بهذا الهاتف على نظام ويندوز 10 أو ويندوز 11، فنتمكّن حينئذٍ من الوصول إلى قائمة الإشعارات والصور، ومختلف تطبيقات الهاتف الأخرى.
خلاصة القول
حاولت سامسونج تضمين أفضل المواصفات المتوفرة حالياً في طرازها الأعلى ثمناً Galaxy S22 Ultra ونجحت بذلك في بعض النواحي، كتوفير الهيكل المعدنيّ المتين، وقدرة الشاشة على عرض المحتويات بجودةٍ عاليةٍ جداً، مع تأمين معدلٍ مرتفعٍ من التحديث، وأداءٍ غير مسبوقٍ بفضل المعالج المطوّر، ناهيك عن تزويد الهاتف بأفضل تقنيات الاتصال حول العالم، وتدعيمه بإمكانيات الشحن السلكيّ واللاسلكي ، إلا أن بعض الأخطاء الطفيفة في التصميم والتحسينات البسيطة جداً في نظام التصوير، قد ساهمت في إيقاف سعر الهاتف عن الارتفاع لأعلى من الحدّ 1200 دولار لطراز الهاتف ذي السعة التخزينية الأكبر.
مصدر المراجعة: androidauthority