أحدثت شركة Nvidia خلال أيلول/ سبتمبر 2020، فيضاً واسعاً من النجاحات في عالم التكنولوجيا وذلك ابتداءً من تأكيدها الرسميّ على أهم الشائعات التي أفادت بأنها تخطط لاستملاك شركةARM Ltd ، حيث نشر الرئيس التنفيذي Jensen Huang لشركة Nvidia تقريراً كاملاً يصرّح من خلاله عن الخطط الكبيرة والجهود الرامية إلى تحقيق التطوير والتنمية بين الشركتين مركّزاً بشكلٍ أساسيٍّ على الذكاء الاصطناعي.
وبعد مضيّ القليل من الأيام، أعلنت شركة Nvidia عن صفقةٍ مقترحة بين الشركتين بحدود الأربعين مليار دولار بعد أن تبيّن بأن التعاون بين هاتين الشركتين قد لفت أنظار الشركات المنافسة وبأن إقامة هذه الشراكة قد تحتاج إلى الكثير من إجراءات الموافقة والتصديق من قبل عددٍ هائلٍ من الهيئات الدولية، والتي من المفترض أن تجري التحقيقات اللازمة للحكم على الشركة بأنها لا تتجاوز الأحكام والشروط المخصصة بشؤون الاستملاك ومنافسة بقية الشركات.
ومنذ ذلك الحين بدأت الشركات التقنية المنافسة في الانضمام إلى المنازعات القائمة والإجراءات الطويلة ضدّ شركة Nvidia وذلك بعيداً عن قضية الاستملاك، حيث انضمت كوالكوم حديثاً إلى هذه المجموعة من الشركات، وقد أعربت الأخيرة عن مخاوفها الرسمية إلى كلٍّ من لجنة التجارة الفيدرالية، المفوّضية الأوروبية، هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة وغيرها من المؤسسات المعنية بذلك من أمثال إدارة تنظيم الأسواق الحكومية الصينية، وقد شملت هذه المخاوف توقّف الشركة ARM Ltd عن منح الترخيص العام لأكثر من 500 شركة خارجية لاستخدام الهيكلية ARM في تصنيع شرائحها الخاصة.
حيث أنه بحسب الإحصائيات المقدّرة فإن بنية العمل ARM، يجري استخدامها حالياً في تصنيع 95% من الهواتف الذكية في العالم، و95% من الشرائح المصممة في الصين، وقد صرّحت كوالكوم بأن الطريقة الوحيدة لكي تستطيع Nvidia تحقيق الاستفادة الكاملة من الصفقة، تكمن في تخلّي بقية الشركات عن تقنية ARM بطريقةٍ أو بأخرى.
وبما أن كوالكوم لن تستطيع الدفاع وحدها ضدّ Nvidia فإن هواوي قد بدأت أيضاً في حثّ بكين على فرض الحظر على الصفقة المطروحة من قبل نيفيديا الأميركية فإنها قد تلجأ إلى استملاك الشركة بشكلٍ كامل، وذلك لاستخدامها كأداةٍ قوية لزيادة وتيرة الخلافات الصينية الأميركية.
إلا أن Nvidia قد صرّحت وتعهّدت بأن تبقى شركة ARM Ltd مستقلةً تماماً ومملوكةً من قبل مالكها الحاليّ Soft Bank، وبأنها ستبقى مستقرةً في كامبريدج التابعة إلى المملكة المتحدة، كما أن جميع الشركات ستكون قادرةً على مواصلة عمليات الاستثمار في المستقبل وكذلك الحصول بشكلٍ دائم على التراخيص اللازمة، والتوسّع في الأسواق العالمية.
وبالرغم من توضيح Nvidia بأنها تسعى إلى فتح آفاق عملٍ جديدة، إلا أن الشركات الأخرى ترى بأنه من الأفضل حظر هذه الصفقة بالكامل من قبل جهةٍ أو أكثر من المنظمات الدولية، ونتيجةً لذلك فقد طلبت الهيئة التنظيمية التابعة إلى لجنة التجارة الفيدرالية من شركتي نيفيديا وARM تقديم معلوماتٍ إضافيةٍ وتفصيلية عن الصفقة وذلك من إجراءات “المرحلة الثانية” من التحقيقات.
