بدأ عشاق التقنية في تقبّل الواقع الجديد تدريجيًا، حيث أن المنتجات التقنية باتت أغلى، حتى وإن لم تكن قيمة العتاد تبرر هذه الزيادة. والسبب أصبح معروفاً للجميع: ارتفاع تكاليف المكونات، لا سيما الذاكرة. حيث أن أسعار ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) أصبحت تمثل مشكلة حقيقية لكل من الشركات والمستهلكين على حد سواء، وكان من المتوقع أن تظهر آثار هذه الأزمة على أسعار الأجهزة في الأسواق عاجلًا أم آجلًا. والآن، يبدو أن فترة التأجيل قد انتهت.
فبعد تقارير عن احتمالية رفع سامسونج لأسعار هواتفها الذكية، ظهرت تغييرات جديدة بهدوء في أسعار عدة منتجات من شاومي في السوق الصينية. تراوحت الزيادات بين 100 و200 يوان صيني، بحسب الطراز. وتشمل الزيادة سلسلة Xiaomi Pad 8 بجميع إصداراتها، وكذلك كافة نسخ Redmi Pad 2.
ووفقًا لمحللي الصناعة، فإن هذا التعديل المفاجئ في الأسعار نابع بشكل كبير من استمرار ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة والتخزين.
وكان رئيس شركة شاومي، لو ويبينغ، قد حذر سابقًا من أن تكاليف التخزين ارتفعت بشكل يفوق التوقعات، وتقرير حديث صادر عن شركة TrendForce يتنبأ بزيادة كبيرة جديدة في أسعار شرائح التخزين خلال الربع الأول من عام 2026.
ويُعد الانتشار السريع لصناعة الذكاء الاصطناعي أحد أبرز العوامل خلف هذه الأزمة. فقد بدأت طاقات الإنتاج الخاصة بذاكرة DRAM تتوجه بشكل متزايد إلى مراكز البيانات، ما تسبب في خلل في توازن العرض والطلب على الشرائح المستخدمة في الإلكترونيات الاستهلاكية التقليدية.
تلك الضغوطات بدأت تنتقل عبر سلسلة التوريد، وزيادة أسعار أجهزة شاومي اللوحية ليست سوى مثال صغير لكنه مهم على كيفية محاولة القطاع امتصاص هذا الصدمة.