من مخترع الهواتف المحمولة ؟ ومتى تم إجراء أول مكالمة هاتفية لاسلكياً ؟

من مخترع الهواتف المحمولة ؟ ومتى تم إجراء أول مكالمة هاتفية لاسلكياً ؟

قبل سبيعينات القرن الماضي كانت أفضل طريقة للتواصل لاسلكياً، تتم عبر راديو ضخم ثنائي الأطراف ضخم الحجم جداً يمكن أن يملأ صندوق سيارة قديمة، إلا أنه وفي عام 1973 ونتيحة التطور الهندسي الكبير والدعم الأمريكي للاختراعات في ظل المنافسة التجارية تم اختراع أول هاتف محمول لاسلكي مشابه لما نستخدمه اليوم.

أجهزة الهاتف المحمول الأولى

منذ بدايات القرن العشرين، والناس يضعون في أذهانهم تصوّر أنهم سيصلون إلى يومٍ يستطيعون من خلاله التواصل مع الآخرين بشكلٍ دائم، وبشكلٍ يخلو من الأسلاك والكابلات.

وفي المراحل الأولى من تقديم الاتصالات اللاسلكية إلى العالم، في أوائل العام 1900، بدأت خدمات الهواتف الأرضية تتزايد يوماً بعد يوم، ولم يكن هنالك سببٌ رئيسي لأن يعتقد الناس بان اختراع الهاتف المحمول الحقيقي سيجري ضمن الفترة القريبة المقبلة.

حيث كانت الهواتف المحمولة بالنسبة إليهم هي مما ذكر سابقاً فبما يخصّ أجهزة الراديو الضخمة ثنائية الأطراف، والتي يتم تثبيتها عادةً على شيءٍ متحرّك، وفي فترة العشرينيات بدا مشغّلو السكك الحديدية في ألمانيا، في اختبار الهاتف اللاسلكي الأول (راديو بين طرفين فقط) في عربات القطار خاصّتهم، ابتداءً من القطارات العسكرية، وبعددٍ محدودٍ جداً من خطوط الاتصال، قبل انتشار ذلك إلى القطارات العامة خلال سنواتٍ قليلة.

وفي العام 1924 تم تأسيس Zugtelephonie AG لإنتاج العتاد الماديّ للهاتف المحمول الذي يستخدم في القطارات، لتشهد السنة التالية أول إنتاجٍ للهاتف اللاسلكيّ المحمول المعدّ للمسافرين من الفئة الراقية في القطارات المتنقّلة ما بين برلين وهامبورغ.

لتشهد بعد ذلك الحرب العالمية الثانية، التطورات الهائلة في تقنيات الراديو، مع انتشار أجهزة الراديو على مستوىً واسعٍ للغاية، ليتم تأمين هذه التطوّرات للمركبات العسكرية مباشرةً، إلا أن القيود المفروضة على التقنيات حدّت فعلياً من جودة التجهيزات المبتكرة.

إلا أن هذا لم يوقف الشركات عن تقديم أنظمة الهاتف المحمول إلى العامة في الفترة ما بين 1940 و1950، وقد كان ذلك في أميركا وغيرها من الدول أيضاً، إلا أن الأمر لم يخل من بعض التعثّرات والأخطاء.

حيث تطلبت هذه الأنظمة الكبيرة المزيد من الطاقة، وقد كانت تؤمّن فعلياً تغطيةً محدودة للشبكة، حيث لم تستطع الشبكات حينها سوى دعم العدد المحدود للغاية من الاتصالات في الوقت الواحد، وهذا ما أعاق تقنيات الهاتف المحمول لعقدٍ كامل، ووضع حداً أعلى لا يمكن تجاوزه من السرعة التي تم توفيرها للمستخدمين من العوام.

التطوّرات الرئيسية التي غيّرت اتجاه أنظمة الهاتف المحمول

وردت الكثير من المطالب لتحسين الاتصالات الهاتفية المحمولة وتقنياته، لتستجيب أخيراً مختبرات Bell التابعة لشركة AT&T، وتعمل على تطوير نظام الاتصالات بالكامل لإجراء واستقبال المكالمات الهاتفية وهذا ما وصل بهم إلى حلٍّ يسمح بإجراء الكثير من المكالمات ضمن المنطقة الواحدة وفي وقتٍ واحد.

لتقدّم هذه الشركة خدماتها المحمولة في العام 1946، والتي بدأت بتسويقها والترويج إليها في العام 1949، تحت مسمّى خدمة الهاتف المحمول، وقد كانت هذه الخدمة بطيئةً فعلياً عند إقلاع النظام، ليلتفّ حولها بضعة آلاف من العملاء في إجمالي 100 منطقة محلية.

وقد تألف النظام حينها من مشغّل يعمل على تشغيل اللوحة لإعداد الاتصال ولكي يتمكّن المستخدمين من الضغط على زرٍ ما للتحدّث ومن ثم تركه للاستماع إليه أيضاً، وهذا ما جعله يقترب مجدداً من الراديو ثنائي الأطراف، مع ابتعاده الفعلي عن نظام الهاتف الذي نستخدمه ونعتاد عليه الآن.

وقد كانت خدمة الاتصال باهظة الثمن نسبياً، مع أن عدد القنوات المتاحة للاتصال لا زال محدوداً، حيث تم فتح ثلاث قنواتٍ فقط في بعض المناطق، مع الإشارة إلى سريان المحادثة في كامل القناة طيلة فترة المكالمة، دون إجراء أيّ نشاطٍ آخر على القناة خلال المحادثة.

إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً حيث عمل مهندسو المختبرات Bell Labs على ابتكار نظامٍ جديد يمكنه تحسين كفاءة القنوات الناقلة للمحادثة وذلك في فترة الأربعينيات، كما اخترعا المهندسين Douglas Ring  و  W. Rae Youngفكرة تجهيز شبكة من الخلايا، تساعد في إدارة وإعادة استخدام القنوات مع تقليل التداخل بين المحادثات، وذلك في أوائل العام 1947.

وقد ابتكر المخترعان ريتشارد فرينكيل وفيليب بورتر شبكة لخلايا الهاتف المحمول وفق خطةٍ مفصّلة على مدى عشرين عاماً من العمل، لتحفّز AT&T أخيراً وكالة الاتصال الفيدرالية على السماح بعبور المزيد من الترددات لاستخدامها في الهواتف اللاسلكية، مما يؤمن قنوات اصتال أكثر.

لتتمكّن التطورات الهامة التي حصلت في فترة 1970 وما بعد، من تشغيل أنظمة التشغيل والإشارات التلقائية لتسمح للهواتف بالحفاظ على الاتصال قيد العمل عند الانتقال من خليةٍ إلى أخرى ضمن الشبكة.

وهذا ما أدى إلى توسيع المناطق التي تستطيع شبكات الهاتف المحمول تخديمها، ليجري أخيراً استعمال هذه التحسينات في تطوير الهواتف المحمولة، وقد استغرقت الشركات المصنّعة عقوداً طويلة من الزمن حتى تمكّنت من الوصول إلى تصنيع الهاتف كما نعرفه الآن.

مارتن كوبر من شركة موتورولا مخترع الهاتف المحمول الأول على الإطلاق

عملت مختبرات Bell Labs على تطوير الأنظمة الخاصة بالهاتف المحمول والتي أصبحت مع الزمن تعرف باسم شبكات الهاتف المحمول، وقد بذلوا الكثير من مجهودهم في تطوير الاختراع الذي أطلقنا عليه الآن اسم الهاتف النقّال.

ويعود السبب في إقلاع الهاتف المحمول فعلياً إلى شركةٍ موتورولا وأحد أعضاء الإدارة ضمنها ويدعى مارتي كوبر، حيث قام مع زملائه من مهندسي موتورولا في إنتاج أول هاتفٍ محمول وإطلاقه بتاريخ 3 نيسان/أبريل 1973، وقد أنجز كوبر أول مكالمةٍ هاتفية في التاريخ قبل إطلاق الهاتف في المؤتمر الصحفي يومها.

لتتغلب بذلك موتورولا على مختبرات بيل في AT&T، التي كانت تحتكر أنظمة الهاتف في أميركا.

اختراع الهاتف المحمول، جهد متعدد الأطراف

بعد عرض الهاتف المحمول الأول في 1973 بدأت مراحل تطويره فعلياً، ليصل بعد عقدٍ إلى الأسواق العالمية، ولتبدأ حينها خدمة الهواتف المحمولة في العمل، وقد بيع الهاتف المحمول الأول في ذلك الحين بمبلغ 3500 دولار، تحت اسم DynaTAC 8000x.

فيما كان يتوقع كوبر وصول الهواتف المحمولة يوماً ما إلى مرحلةٍ يمكننا من خلالها حمل الهاتف على الأذن أو زرعه داخل جلد الإنسان.

وأخيراً تقاسم كوبر لقب والد الهاتف المحمول، مع شركائه المهندسين من موتورولا لأنه كان يرى أن التصوّر وحده لا يكفي وإنما يتطلب الأمر عملاً جماعياً مكثّفاً للوصول إلى الهاتف الخلويّ الحديث.



أجهزة المقارنة

مقارنة
إزالة الكل
مقارنة
0
Facebook Twitter Copy Link WhatsApp