3234
فاجأ ChatGPT العالم بقدراته اللغوية الشبيهة بالإنسان، إذ يمكن لروبوت المحادثة هذا أن يفعل كل شيء من إنشاء النصوص إلى كتابة كود البرمجة، ولكنّ ChatGPT لم يخلق فجأة بل أصبح ممكناً بفضل عقود من البحث والتطوير، ومع ذلك فإنّ معظم الناس لم يسمعوا عن منشئه OpenAI إلا بعد إطلاق برنامج chatbot. لذا دعنا في هذه المقالة نستكشف أصول ChatGPT، ومن يتحكم فيه، والتحديات التي قد تواجهه في المستقبل.
من أنشأ ChatGPT ؟
قام فريق من الباحثين والمهندسين في OpenAI (وهي شركة ناشئة مقرها سان فرانسيسكو) بإنشاء ChatGPT، وقد عملت الشركة لما يقارب عقد من الزمن على عائلة GPT لنماذج اللغات الكبيرة، حيث أصبح أحدث طراز منه والذي يطلق عليه اسم GPT-4 متاحاً بعد بضعة أشهر فقط من إصدار ChatGPT.
وعندما تأسست OpenAI في أواخر عام 2015 تلقت تمويلاً بقيمة مليار دولار وكان من المفترض أن تعمل كشركة أبحاث غير ربحية في مجال الذكاء الاصطناعي، وبحلول عام 2019 انتقلت الشركة إلى نموذج ربحي، إذ سمح هذا لشركة OpenAI بقبول الاستثمارات من الشركات الرأسمالية المجازفة وتقديم حوافز أكبر للموظفين. وقد أحدثت هذه الخطوة ضجة داخلية كبيرة، لكونها تخالف أحد المبادئ التأسيسية للمنظمة، كما أنها أبعدت بعض المساهمين الأوائل في OpenAI مثل Elon Musk، وغير ذلك من الأمور الأخرى.
تم تأسيس OpenAI كمنظمة غير ربحية، لكنها تهدف الآن إلى أن تصبح مربحة، ومنذ البداية تمكنت OpenAI من جذب بعض من أفضل مواهب الذكاء الاصطناعي، حتى أن بعضهم ترك أو رفض وظائف ذات رواتب أعلى عند عمالقة التكنولوجيا، إذ يقال بأنّ فرصة التعاون مع كبار العقول كانت عاملاً محفزاً رئيسياً لأوائل الموظفين.
وعلاوة على ذلك بدا نهج OpenAI غير الربحي للذكاء الاصطناعي جذاباً مقارنة بالبدلاء، حيث أنه في الشركات المتداولة مثل Google كان يضطر المهندسون والباحثون غالباً إلى إعطاء الأولوية للمشروعات المربحة على تلك التي لديهم شغف بها.
من يمتلك ChatGPT ؟
ChatGPT مملوكة بالكامل لشركة OpenAI LP (Limited Partnership) وهي الشركة الفرعية الربحية لشركة OpenAI Incorporated. وكل ما تحتاج إلى معرفته هو أنه لا يتم التحكم فيه بالكامل من قبل شركة قائمة مثل Google أو Facebook / Meta.
على الرغم من تحول OpenAI إلى نموذج أعمال ربحي، إلا أنها لا تزال شركة صغيرة حتى يومنا هذا، ولكنها اجتذبت منذ ذلك الحين استثمارات كبيرة مكنت من تطوير GPT-3 في عام 2020 ومولد الصور DALL-E AI في عام 2021.
هذا وتمتلك Microsoft حصة كبيرة في OpenAI وذلك بفضل استثمارها البالغ 10 مليارات دولار في عام 2023، كما كانت من بين أوائل الشركات التي استثمرت مبلغ مليار دولار في عام 2019، ولم تعلن أي شركة بخلاف Microsoft عن استثمار كبير في OpenAI.
بدلاً من ذلك رأينا عمالقة التكنولوجيا يسرّعون جهودهم في مجال الذكاء الاصطناعي داخلياً، حيث أعلنت Google مثلاً عن برنامج الدردشة Bard الخاص بها بعد أشهر قليلة من ChatGPT، وبالمثل أصدر كل من Facebook / Meta و Amazon إعلانات مماثلة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
هل Microsoft تمتلك ChatGPT ؟
Microsoft لا تمتلك ChatGPT ولا حتى شركتها الأم OpenAI، إلا أنّ استثمارات الأول مكنت من إقامة علاقة خاصة بين الاثنين، ومن الجدير بالذكر أن OpenAI تستخدم الآن وبشكل حصري النظام الأساسي السحابي Azure من Microsoft، وذلك لأنّ النماذج اللغوية تتطلب كميات وفيرة من موارد الحوسبة للتدريب والتشغيل والتي قد يتعذر على معظم الشركات الوصول إليها.
وفي مقابل قوة الحوسبة المدعومة تمنح OpenAI شركة Microsoft إمكانية الوصول إلى تقنيتها، فعلى سبيل المثال تستخدم Bing Chat من Microsoft أحدث نموذج لغة من GPT ألا وهو GPT-4.
ما هو الدور الذي لعبه Elon Musk في إنشاء ChatGPT ؟
كان Elon Musk أحد أعضاء مجلس الإدارة المؤسسين لشركة OpenAI، وانضم إليه عدد كبير من الأسماء الكبيرة الأخرى في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك الملياردير Peter Thiel ومسرع الشركات الناشئة Y Combinator، والذين ساهموا بشكل مشترك بمليار دولار لبدء مهمة OpenAI في إضفاء الطابع الديمقراطي على الذكاء الاصطناعي.
وقد استثمر Elon Musk أو تبرع لشركة OpenAI لأنه كان يعتقد أن منظمة غير ربحية كهذه يمكن أن تواجه هيمنة عمالقة التكنولوجيا، حيث يدعي Musk أنه اقترح شخصياً اسم OpenAI للإشارة إلى مهمة الشركة مفتوحة المصدر وتراثها، ومع ذلك فقد تضاءلت مشاركته على مر السنين واستقال تماماً من مجلس الإدارة في عام 2018.
ومنذ إصدار ChatGPT في عام 2022 انتقد ماسك برنامج الدردشة الآلي ومنشئه، وفي الآونة الأخيرة زعم الرئيس التنفيذي لشركة Tesla أن Microsoft قد سيطرت بالوكالة على OpenAI من خلال استثماراتها الضخمة على مر السنين، بمعنى أن OpenAI التي تخيلها Musk كل تلك السنوات الماضية لم تعد موجودة بعد الآن.
ووفقاً ل Musk، فقد قامت شركة OpenAI بتدريب روبوت المحادثة الخاص بها على حجب المعلومات عن الجمهور، وفي مقابلة مع قناة Fox News طرح Musk فكرة روبوت الدردشة الخاص به والذي يطلق عليه اسم TruthGPT، كما حذر من أن شركات مثل جوجل ومايكروسوفت تتجاهل مخاطر الذكاء الاصطناعي، وأنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له إمكانية تدمير الحضارة في يوم من الأيام.
