اشتهر ستيف جوبز الأب الأول لشركة أبّل بالكثير من الأشياء فهو رجل أعمال لا يصدّق وطوّر الكثير من الأعمال وكان العصب الأساسي لنجاح شركة آبّل الشهيرة، مندوب مبيعات من الطراز الأول وقد تبيّن فيما بعد بأن ستيف جوبز صاحب رؤية عميقة جدًا، ولكن عند سرد الصفات الخاصّة بستيف جوبز فلا يمكنك الشعور بروح الدعابة لدى جوبز للأسف.
على الرغم من افتقاده لروح الدعابة فذلك لم يمنعه من ظهوره بشكل استثنائي في العروض المصيرية لأبّل فكان رجل العروض الأول، دائمًا ما يملك جوبز بعض المفاجآت والنكات التي يلقيها هنا وهناك أثناء إطلاق المنتجات الجديدة ولتلك النكات البسيطة دور كبير في إبقاء الأشياء بسيطة للجمهور.
يعتبر ذلك الأسلوب عنصرًا هامّاً وحيويًا للغاية ولكنّه للأسف لم يكن موضع تقدير واحترام من قبل إدارات أبّل المتعاقبة، ولم تأخذ هذه البساطة بعين الاعتبار في استراتيجيتها التسويقية خلال إعلانات المنتجات الجديدة، ففي السنوات الأخيرة عندما تشاهد أحد العروض الخاصّة بشركة أبّل فإنّك ترى الأشياء بطريقة معقّدة جدًا ربّما ملحمية وثورية أكثر من اللازم أبعد ما يمكن عن البساطة والمرونة التي حاول جوبز العمل عليها خلال عقود خلت، فالملحمية ضرورية أحيانًا ولكن كيف تجلّت بساطة جوبز في هذا المجال؟
جميعنا يتذكّر المرّة الأولى التي أعلنت أبّل عن هاتفها الأول من خلال مؤتمر صحفي يعتبر من المؤتمرات الخالدة في العالم التقني، فقد أعلنت أبّل من خلال ذلك المؤتمر عن الإصدار الأول لهاتف iPhone أول الهواتف الذكية التي قامت الشركة بتطويرها، ما يجعل ذلك المؤتمر من المؤتمرات الخالدة في ذاكرة الجميع ولو بعد حين.
اللحظات المميّزة خلال ذلك المؤتمر لا تنسى آبدًا، لا نبالغ عندما نقول بأن تلك اللحظات كانت إحدى اللحظات الثورية في التاريخ الإنساني أجمع، فقد تم الكشف عن اختراع كان من شأنه أن يقلب صناعة الهواتف الذكية رأسًا على عقب وكان حجر الأساس في تغيير المعادلة بالنسبة للكثير من الشركات التقنية ولكن بالرغم من ذلك فقد جعله ستيف جوبز حدثًا بسيطًا للغاية.
بالحديث عن ذلك المؤتمر الثوري فقد أعلنت أبّل حينها عن مجموعة من الميّزات التي لم نكن نتخيّل وجودها من قبل، وخاصّة الميّزات المتعلّقة بالخرائط يمكنك أن تعتبر ذلك الإصدار المبدئي من تطبيق Google Maps وغيرها من الميّزات الجديدة كلّيًا بالنسبة للناس ولكن على الرغم من ملحمية الحدث حينها فقد قام ستيف جوبز بإحدى المواقف المضحكة حينها، فعندما كان يعرض الميّزات الخاصّة بالهاتف الجديد وما الإمكانيات المتوفّرة وخاصّة فيما يتعلّق بالخرائط فقد بيّن للجمهور بأنهم يستطيعون البحث عن الشركات القريبة والاتصال بهم من خلال الهاتف الجديد، ولإثبات ذلك فقد قام بأول عملية بحث واتصال باستخدام iPhone ولكن ليكن الأمر تفاعليًا وأكثر ارتباطًا بالجمهور فقد اختار متجر ستارباكس القريب واتصل بهم مازحًا وطلب 4000 فنجان من قهوة ستارباكس الشهيرة ثم اعتذر وأغلق الهاتف مباشرًة مما جعل الناس يضحكون بشكل جنوني حول ذلك.
تلك الأشياء جعلت الناس تتفاعل مع أيفون بشكل أفضل فقد كانت مبيعات النسخة الاولى لا تصدّق وكمية الزيارات التي انهالت على ذاك المتجر كانت هائلة أيضًا، مجرّد مزحة بسيطة قام بها ستيف جوبز في ذلك العرض وتحقق كل ذلك بعدها، لقد حان الوقت لتعود أبّل إلى البساطة في الخطط التسويقية المقبلة أليس كذلك؟