هل يمكن أن تتغيّر سماتنا الشخصية والنفسية بوقت قصير بعد استخدام تطبيقات الهواتف الذكية التي تشجّعنا على تبنّي عادات جديدة أم أنّ هذه التطبيقات لا فائدة حقيقية باستخدامها، سؤال يعتبر عميق جدًا ويحمل كمّية كبيرة من الآراء المتباينة وفقًا لتجربة الأفراد ولكن في دراسة جديدة قام بها مجموعة من الباحثين تبيّن لهم أنّ الأمر صحيح فعلًا، إن كنت تستخدم هذه الأدوات الرقمية فهناك بعض الأخبار المثيرة للاهتمام لك.
قام باحثون من جامعات مختلفة في زيورخ بالتحقيق في هذا السؤال باستخدام الأدوات الرقمية، حيث تم تزويد حوالي 1500 مشارك بتطبيق هاتف ذكي مطوّر خصيصًا لهذا الغرض لمدة ثلاثة أشهر ثم قام الباحثون بتقييم ما إذا كانت شخصياتهم قد تغيرت بالفعل وما هي السمات التي تغيّرت، تم تقييم جميع السمات الشخصية قبل القيام بالتجربة وتم تحديد الوضع الحالي لكل مشارك وفقًا لاختبارات معيارية، ثم بدأ الجميع يستخدم التطبيق المُصّمّم خصّيصًا لهذه الدراسة، التطبيق عبارة عن محادثة رقمية مع روبوت افتراضي يعرض مجموعة من المهام التي على المشاركين تنفيذها وتشترك جميع المهام في كونها مهام تساعد الأفراد في تطوير سماتهم الشخصية، إضافًة إلى ذلك كان المشتركين على تواصل يومي مع الروبوت الرقمي الذي يساعدهم في كيفية إجرائهم للمهام والتغييرات المطلوبة.
بعد مضي ثلاثة أشهر على التجربة معظم المشتركين صرّحوا بأنهم حقّقوا الأهداف التي اشتركوا في التجربة لتحقيقها فمنهم من تمكّن من السيطرة على مشاعره العاطفية وبعضهم الآخر تمكّن من رفع منسوب المرح في شخصيته، والجدير بالذكر بأنّ الأفراد الذين أكملوا التجربة حتى النهاية أي نهاية الثلاث أشهر قد لاقوا نجاحًا أكبر من أولئك الذين توقّفوا بعد شهرين فقط، أمّا بالنسبة للتغيّرات التي حدثت فلم تكن مرئية فقط بالنسبة للمشتركين وحسب وإنّما كانت واضحة بالنسبة لدائرتهم الاجتماعية حيث لاحظ أصدقاء المشتركين وأسرهم وجود بعض التغييرات على سلوك المشتركين.
نتائج كهذه تشير بأنّه يمكننا التحكّم بسماتنا الشخصية وتغييرها إن أردنا القيام بذلك بمساعدة الأدوات الرقمية، إضافًة إلى ذلك تشير النتائج بأنّ التغيير على المستوى الفردي أسرع من المتوقّع بكثير ففي الماضي لم تكن هناك نتائج حقيقية حيال الوقت اللازم لتغيير سلوك معيّن، ولكن في المقابل ما يزال الأمر بحاجة للمزيد من الدراسات والتجارب فلا أحد يعلم إن كانت التغييرات الحاصلة هي تغييرات دائمة أو مؤقتة.
