تبدأ شركة OpenAI في تنفيذ أكبر توسّع لها حتى الآن في ChatGPT، حيث تحوّل واجهة المحادثة إلى منصة يمكن للمستخدمين من خلالها التفاعل مباشرة مع تطبيقاتهم المفضلة. وقد أعلنت الشركة خلال مؤتمرها السنوي للمطورين (DevDay) عن حزمة تطوير التطبيقات الجديدة Apps SDK، التي تتيح للمطورين إنشاء وتشغيل تطبيقات متكاملة — مثل Spotify وCanva وZillow — داخل بيئة ChatGPT نفسها.
تتجاوز هذه الخطوة فكرة الربط البسيط أو المتاجر المنفصلة للتطبيقات، إذ تدمج وظائف البرامج الخارجية مباشرة في سياق المحادثة. وكما أوضح الرئيس التنفيذي سام ألتمان، فإن الهدف هو جعل ChatGPT محركًا قويًا للإنتاجية والتعلّم، مما يمكّن من إنشاء «جيل جديد من التطبيقات التفاعلية، المتكيفة، والشخصية».
الابتكار الأساسي هنا هو أن المستخدمين يمكنهم الآن استدعاء أي تطبيق تابع لطرف ثالث بمجرد كتابة اسمه في المحادثة. على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يكتب: «Canva، أنشئ ملصقًا لمشروعي الجديد للمشي مع الكلاب»، أو «Zillow، اعرض لي منازل للبيع في هذا الحي».
بعد ذلك، يعمل ChatGPT كوسيط محادثي، إذ يترجم طلب المستخدم بلغة طبيعية إلى أوامر محددة للتطبيق الخارجي. ثم يعرض مخرجات التطبيق — سواء كانت خريطة تفاعلية، أو أمثلة تصميمية، أو درس فيديو — بسلاسة داخل واجهة الدردشة.
تم بناء هذا التكامل باستخدام بروتوكول سياق النموذج (Model Context Protocol – MCP)، الذي يسمح لنموذج الذكاء الاصطناعي بالحفاظ على سياق محدث لما يتفاعل معه المستخدم داخل التطبيق الخارجي. فعلى سبيل المثال، إذا كان المستخدم يشاهد فيديو على منصة Coursera مثبتًا أعلى المحادثة، يمكنه أن يسأل ChatGPT: «اشرح لي أكثر ما الذي يقوله الآن»، وسيفهم الذكاء الاصطناعي محتوى الفيديو دون حاجة المستخدم لاقتباسه.
ومن المتوقع أن تنضم تطبيقات أخرى من شركات مثل DoorDash وOpenTable وTarget خلال الأسابيع المقبلة.
تتوفر حزمة Apps SDK الآن بنسخة تجريبية أولية، وتخطط OpenAI لإطلاق دليل شامل للمطورين ودعم ميزة تحقيق الدخل في وقت لاحق من هذا العام. وأكدت الشركة أن جميع التطبيقات المدمجة يجب أن تلتزم بمعايير صارمة تتعلق بالأمان والمحتوى، وبشكل خاص بالخصوصية. كما تشترط على المطورين أن يكونوا واضحين بشأن جمع البيانات وألا يجمعوا سوى الحد الأدنى الضروري منها.
من خلال هذه الخطوة، تحاول OpenAI ترسيخ ChatGPT كمركز قيادة موحد للمهام عبر الإنترنت، حيث تهدف إلى تغيير تجربة المستخدم جذريًا، ليتمكن الأفراد من الانتقال من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ دون الحاجة إلى تبديل علامات التبويب أو مغادرة نافذة الدردشة. إنها خطوة طموحة، وسيكون من المثير متابعة كيف ستبدو النتيجة النهائية عند تطبيقها.