133
يبدو أن شركة آبل تستعد لاتخاذ خطوتها الكبيرة التالية في مجال الذكاء الاصطناعي — وهذه المرة تضع نصب عينيها مجال البحث. ومع بدء أدوات مثل ChatGPT وGoogle Gemini في تغيير الطريقة التي يبحث بها المستخدمون عن المعلومات عبر الإنترنت، تشير التقارير إلى أن آبل تطوّر محرك “إجابات” خاصًا بها، قد يُعيد تعريف Siri وSpotlight وآلية البحث في جميع أجهزتها.
في صميم هذا المشروع، توجد وحدة داخلية في آبل تُعرف باسم “AKI” — وهي اختصار لـ “Answers, Knowledge and Information” (الإجابات والمعرفة والمعلومات). تركز هذه المجموعة على بناء محرك بحث يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، قادر على تقديم إجابات محادثية مباشرة، دون الاعتماد على جوجل أو روبوتات الدردشة من طرف ثالث مثل ChatGPT.
وعلى عكس الإعداد الحالي لـ Siri، الذي غالبًا ما يُحيل المستخدم إلى روابط ويب أو خدمات خارجية، فإن الأداة الجديدة ستقوم بتصفح الويب وتقديم إجابات مباشرة. وتشير المعلومات إلى أن آبل تعمل على تطوير تطبيق مستقل لهذه الأداة، إلى جانب دمجها على مستوى النظام، مع خطط لتوسيع استخدامها لاحقًا على أنظمة iOS وiPadOS وmacOS.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج، إذ تواجه صفقة آبل التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع جوجل — والتي تجعل جوجل محرك البحث الافتراضي على أجهزة iPhone — تدقيقًا قانونيًا من قبل هيئات مكافحة الاحتكار الأمريكية. وإذا ما أُلغي هذا الاتفاق، قد تجد آبل نفسها بحاجة ماسة إلى بديل في مجال البحث.
في الوقت نفسه، جعل الذكاء الاصطناعي التوليدي من الأسهل على شركات أصغر دخول مجال البحث. فقد حظيت شركات مثل Perplexity AI باهتمام متزايد من خلال أدواتها التي تركز على تقديم الإجابات المباشرة، وتشير التقارير إلى أن آبل تدرس شراكات واستحواذات محتملة للبقاء في المنافسة. ومع ذلك، تواجه الشركة بعض التحديات الخاصة بها. ففي الأشهر الأخيرة، غادر أربعة من كبار مهندسي فريق النماذج الأساسية في آبل لينضموا إلى وحدة الذكاء الاصطناعي الجديدة في شركة Meta.
في نهاية المطاف، يبدو أن هدف آبل هو تقديم تجربة بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتماشى مع فلسفتها العامة: الخصوصية أولًا، التكامل العميق مع النظام، والسيطرة الكاملة على التقنية. ما إذا كانت آبل ستنجح في تحقيق هذه الرؤية — ومتى ستتحقق فعليًا — يبقى أمرًا سنراه مع الوقت.
