نتائج الحروب التجارية كارثية في معظم الأحيان، فكل طرف من الأطراف المتعاركة يتفنن في إظهار قدراته وقد رأينا ذلك بوضوح نتيجة الإجراءات الأمريكية ووضع هواوي الشركة الصينية الكبرى على قائمة الحظر.
وقد منعت جميع الشركات العاملة على الأراضي الأمريكية من التعامل معها وقد قاومت هواوي هذه الحملة الشعواء و أدلت بالكثير من التصريحات الصحفية ولكن للأسف بدأنا نرى نتائج هذه القرارات التعسّفية.
فقد ورد مؤخّراً أن هواوي قد خفّضت الطلب على إنتاج هواتفها الذكية من أحد شركائها المصنّعين للهواتف الذكية مما أدّى في النهاية إلى إيقاف العديد من خطوط الإنتاج العاملة وقد صرّحت هواوي أنها حاليا في طور التفكير بهدوء وروية ورسم الأهداف مجدّداً وتحديد الأولويات.
يبدو أن الموقف معقّد قليلاً فالقرارات الأمريكية الأخيرة ساهمت في تخريب الكثير من الأشياء وحتى الآن يبدو المستقبل غامضاً قليلاً وخاصة بالنسبة لهواتف هواوي الجديدة التي تباع الآن في الأسواق مازال مستقبلها مجهولاً.
وقد صرّح تشاو مينغ المدير التنفيذي لعلامة Honor التجارية التابعة للشركة الأم هواوي بأن الشركة تعيد التفكير في أهدافها ومبادئها الرئيسية وحالياً الشركة في طور تقييم قدرتها على تحقيق هدفها بكونها أكبر بائع للهواتف الذكية بحلول عام 2020 وهو أحد الأهداف التي يمكنها من خلاله التفوّق على سامسونج الشركة الأكبر حتى الآن في سوق الهواتف الذكية.
الآن الشركة تعيد التفكير في قدرتها على تحقيق ذلك، فالقرارات الجديدة ساهمت في إلحاق الأذى بالشركة ومبيعاتها وأسهمها العالمية والإصرار على هدفها القديم والعمل عليه سيكون ضرباً من الجنون لذا من المحتمل أن هذه الفترة ستكون فترة هادئة نوعاً ما يتخلّلها الكثير من المفاوضات بين الشركات والحكومة الأمريكية والصينية.
فهواوي الآن في مأزق حقيقي وإن لم تعمل بجد ومثابرة من الممكن ان تخسر كل شيء خلال فترة وجيزة أمّا بالنسبة للشركات التقنية التي أعلنت عن قطع العلاقات مع هواوي فقد منحت الإدارة الأمريكية مهلة مدتها ثلاثة أشهر سيكون التعامل مع الشركة خلال هذه الفترة طبيعياً ولكن بعد انتهاء هذه المهلة لا أحد يعلم ماذا سيحدث هناك الكثير من الاحتمالات والتوقّعات لذا فعلينا الانتظار.