في الأسابيع القليلة الماضية، أطلقت العديد من الأسماء البارزة في قطاع الذكاء الاصطناعي تحذيرات للولايات المتحدة بشأن النمو السريع للصين في هذا المجال. ومع ذلك، يبدو أن الأمور تتسارع بشكل أكبر مما كان متوقعًا. فقد تجاوز تطبيق DeepSeek، وهو روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي تم إنشاؤه حديثًا، تطبيق ChatGPT ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا على متجر App Store في الولايات المتحدة.
DeepSeek هو روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي يشبه ChatGPT، ولكنه يعتمد على نموذج DeepSeek-V3. من المرجح أن السلطات الأمريكية ليست سعيدة بمعرفة أن هذا التطبيق تم تطويره بواسطة شركة ناشئة مقرها هانغتشو، الصين. وتشتهر هانغتشو بكونها موطنًا للعديد من التطورات التكنولوجية الرئيسية في البلاد، مثل كوبرتينو وماونتن فيو في الولايات المتحدة.
أطلق فريق DeepSeek التطبيق منذ بضعة أسابيع فقط، ولكنه سرعان ما أصبح التطبيق الأكثر تحميلًا خلال الأسبوع في متجر App Store في الولايات المتحدة، متجاوزًا ChatGPT. ما يثير الإعجاب حقًا في المنصة هو أداؤها الذي يتفوق على العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى، بما في ذلك ChatGPT، في عدة معايير. ليس ذلك فحسب، بل إنها تقدم ميزات مجانية تُعد مدفوعة على ChatGPT.
لحسن الحظ، نموذج DeepSeek-V3 مفتوح المصدر. وهذا من شأنه تهدئة المخاوف بشأن احتمالية استخراج البيانات بشكل غير مصرح به لأغراض تجسس صيني، حيث يمكن لأي شخص مراجعة الكود.
ما يثير قلق الولايات المتحدة هو تصريح مطوري DeepSeek بأن تكلفة تدريبه لم تتجاوز 6 ملايين دولار. وهذا أقل بكثير من المبالغ الضخمة التي تنفقها شركات أخرى على معدات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، يتفوق النموذج على النماذج الأخرى باستخدام معدات تدريب أقل قوة—وهي شرائح NVIDIA H800 القديمة. وقد تسبب ذلك في صدمة كبيرة في الصناعة، انعكست بشكل رئيسي في انخفاض أسهم NVIDIA بأكثر من 17% (وقت كتابة هذا التقرير).
هذا التطور الجديد يثير العديد من التساؤلات حول فعالية القيود التجارية المفروضة على الصين. فقد فرضت إدارة بايدن السابقة بعض التدابير لمنع الصين من الوصول إلى المعدات الأساسية لتطوير الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يبدو أن الصناعة في بكين تمكنت من تجاوز هذه العقبات دون أن تتأثر كثيرًا.
ومن الجدير بالذكر أن هناك باحثين يشككون في القدرات الحقيقية للنموذج. حيث يعتقد البعض أن المطورين قد يكونون متفائلين بعض الشيء في ترويجه. على أي حال، يبدو أن القيود التجارية الأمريكية على الصين أقل فعالية مما كان المسؤولون يتصورون.
حاليًا، تقوم الولايات المتحدة بتمويل مشروع Stargate، الذي يهدف إلى بناء مراكز بيانات ضخمة ومحطات طاقة لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي في البلاد. ومع ذلك، قد يتعين على المسؤولين الأمريكيين مضاعفة جهودهم إذا أرادوا تجنب التأخر عن الصين في هذا القطاع. يبدو أن DeepSeek ظهر فجأة محققًا نتائج كبيرة، ولا يوجد ما يمنع حدوث مواقف مماثلة في المستقبل القريب.