على الرغم من سيطرة أبل وسامسونج على أسواق البيع العالمية والآسيوية لعدة سنواتٍ مضت، إلا أن الشركات المنافسة الأخرى لم تتوقّف عن محاولة الهيمنة واحتلال المراتب العليا في عالم الهواتف الذكية، وقد ارتفع شأن شاومي في الفترة الأخيرة بفضل هاتفها الجديد Mi 11 Ultra وكذلك الأمر بالنسبة إلى Vivo مع سلسلتها الأحدث X60، حيث أبدى الطراز Vivo X60 Pro أداءً مميزاً في التصوير وتسجيل الفيديو، لتأتي الشركة بإصدارٍ مطوّرٍ عنه باسم X60 Pro+، وقد جاء هذا الطراز بميزاتٍ مشابهةٍ لسلفه نوعاً ما، واختارت له فيفو إعداد التصوير الأفضل وشرائح أقوى في المعالجة والأداء وقابلت ذلك بسعرٍ أعلى ونقاطاً سلبيةً أخرى سيتم التعريف بها في فقرات المقال التالية.
تصميم الهاتف Vivo X60 Pro+
خرجت فيفو من دائرة التصميم المعتاد عند تصنيعها الهاتف X60 Pro+ حيث أنها منحته إطاراً معدنياً ومستشعراً من نوع periscope في إعداد الكاميرا وميزة الوزن الخفيف بما لا يتعدّى 191 جراماً، مع نهاياتٍ ثابتة اللون لإطار الهاتف، وغلافٍ خلفيٍّ جلديٍّ يساعد على تفادي انطباع بصمات الأصابع، كما تتألف وحدة الكاميرا لهذا الهاتف من عدة طبقاتٍ تتشابه من خلالها مع الطراز السلف Vivo X60 Pro، إلا أنها قد أضيفت بكاميرا التقريب telephoto.
وتقع أزرار الهاتف من زر الطاقة وأزرار التحكم في الصوت في متناول يد المستخدم وفي موقعٍ يجعلها سهلة الوصول والاستخدام وفي حافة الهاتف السفلية سنجد كلاً من منفذ الشحن USB-C، الفتحة المخصصة لبطاقة SIM، وفتحات المكبر الصوتيّ.
وقد بلغت شاشة الهاتف حجم 6.56 إنش، وتعمل وفق تقنية العرض AMOLED، وبدقة Full HD+، فتقوم بإنتاج معدل التحديث المتغيّر 120 هرتز.
كما تدعم هذه الشاشة مجال الألوان HDR10+ وقد تم تغليفها بزجاجٍ مقاومٍ للخدش أيضاً من نوع Xensation Up ويمكن اعتبارها من الشاشات التي تقدّم محتوىً غنياً بالألوان إلى حدٍّ ما حيث تزيد كثافة البكسل فيها عن 320 بكسل في الإنش الواحد.
أرفق الهاتف X60 Pro+ في علبته بشاحنٍ سريعٍ يعمل بقوة 55 واط، وغلافٍ واقٍ للهاتف، سماعاتٍ للرأس، ومحوّلٍ من نوع C لهذه السماعات.
نظام التشغيل في الهاتف Vivo X60 Pro+
وصل الهاتف X60 Pro+ إلى درجاتٍ أعلى في الأداء مقارنةً بالطراز السلف Pro، وذلك بفضل تزويده بالشرائح الرئيسية المتقدّمة Snapdragon 888، التي دعمت الهواتف المنافسة أيضاً من شاومي وOnePlus.
كما تدعم هذه الشرائح شبكات 5G، وقد تم إلحاقها بذاكرةٍ عشوائيةٍ من نوع LPDDR5 وتبلغ سعتها 12 جيجابايت، مع 256 جيجابايت من ذاكرة التخزين الدائم UFS 3.1.
ولهذا الهاتف مستشعراً للتركيز الليزري ضمن كاميراته الخلفية، وآخرُ مدمجٌ في الشاشة لقراءة بصمات الأصابع، ولكننا لن نجد في المقابل دعماً لميزة الدفع عن بعد NFC.
ويفتقر هذا الهاتف فعلياً إلى مكبرات الصوت استيريو، والعتاد الماديّ الذي يمكّنه من مقاومة الماء، ودعم الشحن اللاسلكيّ.
وقد جرى تشغيل الهاتف X60 Pro+ بواجهة الاستخدام المخصصة من Vivo والتي تدعى FunTouch OS، وتعتمد هذه الواجهة على نظام التشغيل Android 11، كما تمتلك بعض الميزات وخيارات التخصيص التي توفّرت الطراز X60 Pro، إلا أنها لا زالت تخلو من الإعداد الخاص بإيقاف اللمس العرضيّ للشاشات المنحنية، مع أن ذلك قد يجنّب المستخدم كثيراً من اللمسات غير المقصودة أثناء تسجيل الفيديو بيدٍ واحدة.
وتحتوي هذه الواجهة على عددٍ كبيرٍ من التطبيقات مسبقة التثبيت، والتي يمكننا حذف معظمها إذا ما أردنا ذلك، على الرغم من أنها لا تأتي بالإعلانات غير المرغوبة أو الإشعارات التي سبق وجودها في الهواتف المنافسة الأخرى.
وقد أعلنت فيفو مؤخراً عن استعدادها لمنح الهواتف X ثلاثة سنواتٍ من تحديث النظام Android، إلا أن ذلك لا يشمل السلسلة الأخيرة منها بما في ذلك X60 Pro+.
مستويات أداء الهاتف Vivo X60 Pro+
احتفظ هذا الهاتف بهيكله المناسب للاستخدام بيدٍ واحدةٍ، خاصةً وأن وزنه يتوزّع على كامل الهيكل وهذا ما يجعله هاتفاً متوازناً للغاية وخفيفاً جداً بالمقارنة مع الهواتف المنافسة Mi 11 Ultra، و OnePlus 9 Pro.
وينخفض معدل تحديث الشاشة بشكلٍ تلقائيٍّ إلى المعدل 60 هرتز ومن ثم يرتفع إلى مستواه الأقصى 120 هرتز في التطبيقات التي تحتاج إلى ذلك.
كما تعمل مستشعرات الهاتف بشكلٍ دقيقٍ للغاية في كشف تفاصيل الوجه وبصمات الأصابع، ولا شكّ بأن أداء الهاتف مع الشرائح 888 سيكون سلساً أيضاً وقد أثبتت ذلك نتائج الهاتف في اختبارات AnTuTu 9 والتي بلغت 823367 نقطةً وكذلك الأمر بالنسبة إلى اختبار النطاق الفرديّ والمتعدد للنواة وفق المعيار Geekbench 5، إذ سجل الهاتف 1133، 3631 نقطةً على الترتيب، ومع هذا النشاط الكبير في الأداء ستميل درجة حرارة الهاتف إلى الدفء الملحوظ عند زيادة عدد المهام.
وتظهر محتويات الهاتف بسلاسةٍ كبيرةٍ بما في ذلك مقاطع الفيديو ومحتويات HDR، بينما تقدّم مكبرات الصوت الأحادية مستوياتٍ أخفض ممّا نشهده عادةً مع مكبرات استيريو، وبفضل الذاكرة العشوائية كبيرة السعة يستطيع الهاتف تشغيل مختلف الألعاب بشكلٍ جيدٍ وسريعٍ للغاية أيضاً.
وعند تفعيل الوضع Ultra Mode، في واجهة الاستخدام FunTouch OS سيظهر شريطاً جانبياً يحتوي على إعدادات الألعاب وإمكانية تعديل الصوت والصورة ضمنها، وحتى الإجابة على الرسائل التي ترد من مختلف التطبيقات عبر النافذة العائمة.
ولهذا الهاتف بطاريةً متوسطةً بسعة 4200 ميللي أمبير، ويمكنها بهذه السعة أن تصل إلى يومٍ ونصفٍ تقريباً من الاستخدام المعتدل، وإذا ما قمنا بتشغيل الكاميرات وممارسة الألعاب قد تنخفض مدة الاستخدام إلى يومٍ كامل بعد شحنها لمرةٍ واحدة، ويمكن لشاحن الهاتف ذي القوة 55 واط أن يملأ البطارية بالطاقة خلال ساعةٍ واحدةٍ تقريباً.
كاميرا الهاتف Vivo X60 Pro+ وقدراتها
يأتي الهاتف Vivo X60 Pro+ بنظام للتصوير يتماثل تقريباً مع نظام الهاتف السلف X60 Pro، مضافاً إليه بعض الترقيات وغلافٍ زجاجيٍّ من نوع ZEISS T وذلك لجعل انعكاسات الضوء على العدسات في أدنى حدودها، ونتيجةً لذلك تعمل كاميرا الهاتف الرئيسية بدقة 50 ميجا بكسل، بواسطة المستشعر Samsung GN1 القادر على إنجاز التثبيت البصريّ مع فتحة العدسة f/1.57، وذلك إلى جانب الكاميرا فائقة العرض ذات المستشعر Sony IMX589، والدقة 48 ميجا بكسل، كما تقدّم هذه الكاميرا أيضاً المستوى gimbal من التثبيت، فيتبقى لدينا في إعداد التصوير اثنتين من كاميرات التقريب telephoto والتي تعمل على الترتيب بدقة 32 و 8 ميجا بكسل لتأتي أولاهما بتقريبٍ بصريٍّ مضاعفx2، بينما تستطيع الأخرى إنجاز التقريب البصريّ بنسبة x5، كما أنه بمقدور هذا الهاتف أن يصل إلى نسبة x60 من التقريب الرقميّ، علماً أن دقة التصوير بكاميرات التقريب الأخيرة جيدةً وقادرة على منافسة الكاميرات النظيرة في الهاتفين Mi 11 Ultra و S21 Ultra، إلا أنها تنخفض عنهما عندما تعلو مستويات التقريب عن النسبة x10.
وتعمل كاميرا الهاتف الأمامية بدقة 32 ميجا بكسل فتقوم بإنتاج الصور بجودةٍ أفضل ممّا تقدّمه كاميرات التقريب.
تلتقط كاميرا الهاتف الرئيسية الخلفية كثيراً من التفاصيل لتبدو الصور حادةً كفاية، غنيةً بالألوان التي تميل في بعض الأحيان إلى درجاتها الزاهية قليلاً، خاصةً إذا كانت تحتوي الصورة على اللون الأخضر أو الأحمر، كما تتيح لنا كاميرا الهاتف فائقة العرض مجالاً واسعاً للغاية إلا أن بعض المحتويات في الحواف ستبدو منحرفةً جداً، وهذا يختلف ما بين صورةٍ وأخرى بحسب زاوية الالتقاط.
كما تجلب لنا كاميرات الهاتف المقرّبة مزيداً من التفاصيل مع خلفيةٍ ضبابيةٍ مناسبة.
وأخيراً ينتقل تطبيق الكاميرا بشكلٍ تلقائيٍّ إلى الوضع Macro في حال قيامنا بتصوير الأهداف القريبة جداً، مع أنه بالإمكان إيقاف تشغيله إذا تطلّب الأمر.
ولا زالت صور الإضاءة المنخفضة تمتلك عدداً كبيراً من التفاصيل أيضاً، بينما سنلاحظ انخفاض سرعة التصوير عندما تسوء الإضاءة في محاولةٍ من التطبيق لإنتاج التعريض الضوئيّ الأفضل، كما يقوم إعداد التقريب بأداءٍ جيدٍ في الظروف السيئة حيث أنه يقترب من الهدف رقمياً وبشكلٍ أفضل مما تقدّمه كاميرات التقريب، وفي حال توفر الإضاءة سيكون علينا الاختيار ما بين إعداد التقريب أو الكاميرا الخاصة بذلك وفقاً لنسبة التقريب المطلوبة.
ومع تعطيل فلاتر التجميل ضمن إعدادات الكاميرا الأمامية سنحصل على لقطاتٍ مضاءةٍ جيداً في الخلفية، مع قدرٍ مناسبٍ من التفاصيل وتشبّع الألوان، وعند التبديل إلى الكاميرا الأمامية سيظهر لنا التطبيق مجموعةً متنوعةً من أوضاع التصوير.
وأما بشأن الفيديو فتقوم كاميرا الهاتف الرئيسية بتسجيله وفق الدقة 4K، ليظهر المحتوى بشكلٍ واضحٍ وثابتٍ في ظروف الإضاءة الجيدة، كما أننا نستطيع التبديل إلى الدقة الأعلى 8K، والتي تؤمن التقاط 30 إطاراً في الثانية، ومع انخفاض الإضاءة سنلاحظ بأن جودة التصوير لا زالت جيدةً فعلياً، إلا أن هذا الحكم لا ينطبق على ثبات الفيديو، حيث أنه يظهر تشويشاً واضحاً في بعض الحالات.
ومن خلال التبديل إلى الوضع Ultra Stable أو الثبات الفائق، يمكننا تجاوز مشكلة الثبات السابقة، إلا أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض عدد الإطارات ومقدار الدقة إلى الحدّ 1080 بكسل، وللحصول على الثبات الأكثر سلاسة علينا التبديل إلى الكاميرا فائقة العرض وتفعيل نظام الأفق.
وإذا ما أردنا التبديل بين الكاميرات أثناء تسجيل الفيديو فسوف نجد بأن ذلك متوفرٌ أيضاً إلا أنه سيحدّد دقة التصوير بما يبلغ 1080 بكسلاً فقط.
وأخيراً يمكننا التطرّق إلى ميزة تسجيل الفيديو مع تفعيل نطاق الألوان HDR10+، أو الوضع الاحترافيّ Pro، حيث تصل فيديوهات HDR إلى دقةٍ تساوي 4K وتأتي بمقدارٍ مناسبٍ من السلاسة، وأما تسجيل المشاهد بالوضع الاحترافيّ فيأتي بنمط zebra للتحقّق من كمية التعريض المتاحة، أو مقدار التركيز، كما أنه يوفّر لنا خياراتٍ أوسع لعدد الإطارات وتشمل 24، 25، 50 إطاراً في الثانية.
خلاصة القول
تماثل الهاتف الجديد Vivo X60 Pro+ مع نظيره السابق X60 Pro بعددٍ من التفاصيل والمواصفات والعلامات التصميمية، وأضاف لذلك بعض النقاط الإيجابية كتحسينات نظام التصوير وترقية الأداء وميزاتٍ جديدةٍ أخرى في واجهة الاستخدام، فضلاً عن تضمينه شاشة العرض الدقيقة، ودعمه لقوة الشحن الأسرع، إلا أنه في المقابل لم يحظ بمكبرات الصوت الثنائية، أو ميزة الشحن اللاسلكيّ، أو القدرة على مقاومة الماء أو الغبار، على الرغم من توفّر هذه المواصفات في الهواتف المماثلة بالسعر، حيث تم تسعير الهاتف حين الإطلاق بما يقارب 920 دولار.