تنافست الشركات الكبرى لهذا العام على إنتاج الهاتف الأفضل على الإطلاق من حيث الأداء والعرض وكذلك نظام التصوير، كما حاولت أيضاً إنتاج العديد من الهواتف التي تجاوزت مفهوم القيمة مقابل المال، فوصلت إلى أيدي المستخدمين بمواصفاتٍ أعلى من المتوقّع، ومجالٍ سعريٍّ مقبول، وفي هذا السياق حصل الهاتف الجديد Galaxy A23 5G من سامسونج على الشرائح ذات الأداء الجيد، ومعدل التحديث المرتفع، وغيرها من النقاط الإيجابية التي تغطّي الكثير من احتياجاتنا الحالية.
تصميم معتاد، ومكوناتٌ ماديةٌ متينة
وضعت سامسونج قواعد تصميميةٍ أساسيةٍ لهواتف Galaxy A الأخيرة، ولم تخالف تلك القواعد في تصنيع الطراز A23 5G حتى كاد يصعب تمييزه عن شقيقه الأعلى سعراً A53 5G، لولا وجود القليل من الفوارق بين هذين الهاتفين وأبرزها احتواء الطراز A23 على مقبس السماعات ضمن حافته السفلية، وتضمينه أزرار الطاقة والصوت في مكانٍ مرتفعٍ بعض الشيء عن نظيرتها في الهاتف A53، كما استبدل الهاتف A23 الثقب الصغير للكاميرا الأمامية بآخر على شكل قطرةٍ وسط الشاشة، وقام بدمج قارئ بصمات الأصابع في زر الطاقة، واختار مادة البلاستيك لتكسو جوانبه الأربع.
وبالرغم من التشابه الكبير لهذا الهاتف مع جيله السابق Galaxy A22 إلا أنه حسّن شاشة العرض من اللوحة TFT LCD ذات التردد 90 هرتز، إلى لوحة PLS LCD تعمل بمعدل التحديث 120 هرتز، كما انتقل من الشرائح MediaTek إلى Snapdragon 695 5G من إنتاج كوالكوم، وتزوّد بذاكرةٍ عشوائيةٍ تبلغ سعتها 4 جيجابايت، وأخرى للتخزين الدائم بسعة 64 جيجابايت، بالإضافة إلى فتحةٍ مخصصةٍ لبطاقات microSD وتوسيع ذاكرة التخزين.
تخلّى الهاتف Galaxy A23 5G عن الإطار المتعامد لوحدة التصوير الخلفية وجاء هذه المرة ببروزٍ مستطيلٍ يحيط بالعدسات، فأكسبه هذا التغيير كاميرا إضافيةً من نوع ماكرو لتقوم بالتقاط الأهداف القريبة.
أخيراً، وعلى غرار ما تفعله الشركات الكبرى في الوقت الحاليّ عملت سامسونج على إرفاق هاتفها الجديد A23 5G بكابل مخصصٍ للشحن فقط، وهذا يعني افتقار علبته لسماعات الأذن السلكية وقابس الشحن.
تحسينات شاشة العرض
يعدّ استبدال اللوحة TFT بأخرى PLS بمثابة خطوةٍ مهمةٍ في مسار تحسين دقة العرض لدى الهاتف، حيث تقوم الأخيرة بإنتاج سطوعٍ أعلى، وزوايا مشاهدةٍ أفضل، وكذلك إبراز المزيد من التفاصيل، وقد أفادت المقاييس بأن شاشة A23 5G تدعم 180 درجة من زوايا المشاهدة، وتعمل بالدقة 1080 x2408 بكسل، أي أنها حادةً وساطعةً إلى الحدّ الذي يتيح لها إظهار كافة محتوياتها وبشكلٍ واضحٍ في ضوء النهار المباشر، ومع تعيين السطوع على حدّه الأقصى سيتحوّل اللون الأسود في الشاشة إلى اللون الرماديّ تقريباً، فيظهر الفارق ما بين حوافها وإطار الهاتف، أما في حالة انخفاض السطوع إلى حدوده الدنيا، ستندمج حواف الشاشة مع الإطار، فيما لا يقلّ عمق اللون الأسود، ولا تنخفض مستويات تشبّع الألوان، ويمكن الجزم أخيراً بالجودة المقبولة لهذه الشاشة في عرض محتوياتها الرسومية وبالسلاسة الكبيرة أيضاً حيث أنها تدعم نسبة العرض إلى الارتفاع 20:9، وكذلك معدل التحديث المرتفع 120 هرتز، علماً أنه بالإمكان تخفيض هذا المعدل إلى 60 إطاراً في الثانية ضمن إعدادات شاشة العرض، وذلك حفاظاً على طاقة البطارية من النفاذ.
أداء الهاتف A23 5G في مختلف المهام
يعمل الهاتف A23 5G بنظام التشغيل Android 12، شاملاً ذلك جميع ميزات Material You ومتجر سامسونج المليء بالثيمات المجانية والمدفوعة المتاحة لتخصيص الخلفية وأيقونات التطبيقات، كما وعدت الشركة المصنّعة بتقديم ثلاثة تحديثاتٍ رئيسيةٍ للنظام في هذا الهاتف، وتصحيحاتٍ مستمرةٍ للأمان ولغاية أربع سنوات.
وبفضل الشرائح الجديدة Snapdragon 695 سيقوى Galaxy A23 5G على أداء المهام المختلفة بسلاسةٍ أكبر من الطرازات المنافسة التي تقع في نفس المجال السعريّ ولا زالت تعمل بواسطة الشرائح MediaTek Dimensity 700.
ومع بطاريةٍ تبلغ سعتها 5000 ميللي أمبير، يستطيع هذا الهاتف تخطّي اليومين الكاملين مع إتمام بعض المهام المتوسطة، ولكنه لا يدعم الشحن اللاسلكي، أو الشحن السريع، إذ يستقبل طاقة الشحن بقوة 25 واط على حسب تصريحات سامسونج، بينما تدور نتائج اختبار الشحن حول دعمه قوةً لا تتجاوز 20 واط.
دقة كاميرات التصوير
للهاتف Galaxy A23 5G أربع كاميراتٍ في الخلف، تبدأ من الكاميرا الرئيسية ذات الدقة 50 ميجا بكسل، والتي تعمل وفق تقنية تجميع البكسل فتخزّن لقطاتها بالدقة 12.5ميجا بكسل، بينما تقوم الكاميرا العريضة بالتقاط الصور بدقةٍ تبلغ 5 ميجا بكسل، أما عن بقية المستشعرات فلا يتم استخدامها من قبل الهاتف بالشكل الافتراضيّ، وإنما يتوقّف تشغيلها على اختيار المستخدم، حيث تعمل العدسة الثالثة ماكرو بدقة 2 ميجا بكسل، بينما يتمثّل عمل الكاميرا الأخيرة بكونها مستشعراً للعمق لا أكثر.
وفي الجهة المقابلة، تعمل كاميرا سلفي بدقة 8 ميجا بكسل، وتعتبر ثاني أفضل عدسات هذا الهاتف من حيث الجودة والدقة.
وعند البدء بالتصوير في الوضع الافتراضيّ أي دون تنشيط وضع الدقة الكاملة، سنحصل على نتائج مناسبة من منطلق الإضاءة والسطوع، حيث يتم التصوير بواسطة المستشعر الكامن أسفل الفتحة الواسعة ذات القياس f/1.8 والتي تسمح بدورها في تمرير الإضاءة إلى الداخل قدر المستطاع، إلا أن عملية الالتقاط سوف تستغرق القليل من الوقت الإضافيّ بعد الضغط على زر الالتقاط، كما أن انخفاض الإضاءة في المكان سيؤدي إلى تراجع جودة الصور.
كما تبدو لقطات السلفي جيدةً بعض الشيء، ولا تزال قابلةً للاستخدام مع تأمين الإضاءة الوفيرة في مناطق التصوير، ولكنها لا تحصل على نفس الحكم في الأماكن الظليلة، إذ تمتلئ نتائجها في الحالة الأخيرة بمظاهر التشويش، ناهيك عن افتقارها الكثير من تقنيات الحدة الاصطناعية وسلاسة الذكاء الاصطناعي.
تبلغ فتحة العدسة فائقة الاتساع f/2.0، وهذا ما يشير فعلياً إلى تراجع أداؤها بشكلٍ كبيرٍ في الأماكن المعتمة، ولكنها ستقوم بالتقاط الصور العريضة المناسبة لمواقع التواصل الاجتماعيّ مع توفّر الإضاءة الكافية، وعلى خلاف الكاميرا الرئيسية، لا تدعم هذه العدسة وضع التصوير الليليّ المخصص، أي أننا سنضطرّ إلى استخدام فلاش مع تظليم المكان أو سينتهي بنا الأمر إلى استخدام العدسة الرئيسية.
تقوم كاميرات الهاتف الرئيسية والعريضة وكاميرا السلفي بتسجيل 30 إطاراً في الثانية لإنتاج مقاطع الفيديو وفق الدقة 1080 أو 720 بكسل، بينما تختصّ الكاميرا الرئيسية بوضع التصوير البطيء x4 وذلك مع تعيين الدقة 720 بكسل، وتبدو هذه المقاطع في النهاية قابلةً للاستخدام عند تصويرها في السطوع الجيد، ولكنها ستفقد الكثير من تفاصيلها وجودتها مع الانتقال إلى الأماكن الظليلة، كما سيبدأ حينها دور تقنية التثبيت البصريّ IOS في تقويم وتحسين إطارات الأهداف المتحركة.
في الخلاصة نقول
قدّم الهاتف Galaxy A23 5G لمستخدميه العديد من الميزات التي تتعدّى نقطته السعرية 300 دولار، حيث جاء بأداءٍ وعرضٍ أفضل مما كان يقدّمه طراز العام الماضي، كما تحسّنت قدراته في التصوير، ودوام عمر البطارية، ولم يبخل أيضاً بتوفير مقبسٍ للسماعات، ولكنه افتقر في المقابل إلى تقنيات الشحن السريع، وسعات التخزين الكبيرة وكذلك الأساليب الاحترافية التي يتم استخدامها عادةً لتحسين جودة التصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة.