استطاعت هواتف أبل الجديدة iPhone 13 أن تحزم لنا مجموعةً من المواصفات التي تماثل بها ما ورد في هواتف الجيل السابق، مع إضافة جملةٍ من التحسينات إلى جميع الطرازات ولكنها خصّت إصدارات Pro بالتقدّم الكبير على صعيد شاشة العرض وإمكانيات التصوير، ولهذا فإن التحدّث عن الهاتف iPhone 13 Pro سيعيد لنا ذكر العلامات التصميمية المعتادة ولكنه سيطرح بعض الملاحظات التي غيّرت أداء الهاتف بشكلٍ جذريٍّ وفي جميع المجالات.
تصميم الهاتف iPhone 13 Pro
حاولت شركة أبل تصنيع iPhone 13 Pro بأبعادٍ تتناسب مع استخدام الهاتف بيدٍ واحدةٍ على الرغم من احتواء هذا الهاتف على كامل التجهيزات الخاصة بالطراز الأكبر حجماً Pro Max، حيث ينتهي الهاتف 13 Pro بحوافٍ فولاذيةٍ تقاوم الصدأ ونهايةٍ ثابتة اللون لغلافه الخلفيّ، كما جرى تغليفه من الأمام والخلف بالزجاج Ceramic Shield، وقد صرّحت الشركة المصنّعة بأنها عزّزت هاتفها الجديد بنظام الحماية القادر على منح الهيكل مقاومةً ضد الصدمات تساوي أربعة أضعاف القوة التي كان سيبديها الهاتف دون تلك الحماية.
وقد تجاوز هاتفنا الحاليّ وزن شقيقه iPhone 13 ولكنه بنفس الحجم والأبعاد، وبالطبع لن نستطيع التبديل ما بين الغلافين الواقيين للطراز الأساسيّ وPro، حيث أنهما يمتلكان حجمين مختلفين من وحدة التصوير الخلفية، كما تبرز هذه الوحدة قليلاً من الغلاف الخلفيّ للهاتف Pro، وهذا ما يتسبّب في تأرجح الهاتف واهتزازه على الأسطح المستوية.
واتّخذ زر الطاقة لهذا الهاتف موقعاً سهل الوصول في الحافة اليمنى، بينما وضعت أزرار الصوت والزر المنزلق الخاص بكتم الصوت في الطرف الأيسر، وفي الحافة السفلية سنجد كلاً من فتحات المكبرات الصوتية و منفذ الشحن Lightning .
ولهذا الهاتف أربعة ألوانٍ تضمّ كلاً من الجرافيت، الفضي، الأزرق المميّز وأخيراً اللون الذهبيّ.
شاشة الهاتف iPhone 13 Pro
لم تختلف شاشة الهاتف iPhone 13 Pro عن شاشة الطراز الأساسيّ iPhone 13 ذات القياس 6.1 إنش، والتي تعمل بتقنية العرض Retina XDR OLED، إلا أن هذه الشاشة لا تقدّم أفضل معدلٍ لكثافة للبكسل، حيث أنها تقتصر على توفير 460 بكسلاً فقط في الإنش الواحد، ومع ذلك فلا تزال جودة العرض مناسبةً تماماً وعلى اختلاف أنواع المحتويات.
واستولت هذه الشاشة على المميزات التي خصّصتها أبل لطرازات Pro، كمعدل التحديث المرتفع 120 هرتز، وهذا ما يمكّننا من الانتقال بسلاسةٍ بين التطبيقات وقوائم الإعدادات، وبفضل الطبيعة الديناميكية لمعدل التحديث التلقائيّ في الهاتف فإن بعض الألعاب المكثّفة ستنعم بأرقامٍ مرتفعةٍ من معدل التحديث بينما ينخفض المعدل في بعض المهام إلى 1 هرتز، وبعد استخدام الهاتف وتعريضه لاختبارات الشاشة تبيّن أن تطبيقات الهاتف لا تحتاج المعدل 120 هرتز، فلا يجري استغلال كامل إمكانيات الشاشة وتفعيل هذا المعدل إلا في الحالات النادرة فقط ولهذا فقد توجّهت أبل إلى مطوري التطبيقات ليقوموا بدعم المعدل 120 هرتز في تطبيقاتهم المستقبلية.
كما عملت أبل على تصغير حجم الشق المخصص للكاميرا الأمامية بنسبة 20% وهذا ما قدّم للمستخدمين مساحةً إضافية من شاشة الهاتف لاستغلالها في الألعاب ومشاهدة المحتويات.
قدرات الهاتف iPhone 13 Pro في التصوير
يأتي الهاتف iPhone 13 Pro بثلاث كاميراتٍ في الخلف بدقة 12 ميجا بكسل لكلٍّ منها، إذ تعمل الكاميرا الرئيسية العريضة بفتحة العدسة f/1.5، فيما تقوم كاميرا التقريب telephoto بتأمين نسبة التقريب البصريّ x3، وفتحة المستشعر f/1.8، كما تأخذ العدسة فائقة العرض نفس الحجم الأخير فتلتقط الصور الواسعة بزاويةٍ تبلغ 120 درجة.
يحتوي إطار الكاميرات الخلفية على ماسحٍ ضوئيٍّ ثلاثيّ الأبعاد من نوع LiDAR، ويساعد بدوره في تحديد عمق الهدف وجعل التركيز أكثر دقةً من وضعه المعتاد، كذلك ويقوم هذا المستشعر بتحسين دقة التأثيرات بوكيه وذلك بتمييز الهدف عن خلفية الصورة، كما يستطيع أيضاً أن يتوافق مع تطبيقات الواقع المعزّز.
وربما لا تقدّم كاميرا الهاتف الرئيسية أداءً أفضل مما تبديه الكاميرا النظيرة في طراز الجيل السابق، ولكنها تحمل إلينا بعض الميزات الإضافية وذلك لتقديم جودةٍ مناسبةٍ للصور، فضلاً عن الكم الهائل من الألوان والتفاصيل والأداء المميّز للوضع الليليّ المخصص عندما تسوء الإضاءة.
تجاوزت كاميرا التقريب telephoto النسبة x2 في الهاتف السلف، وباتت قادرةً على تحقيق التقريب البصريّ x3، ومع أن الفرق بين النسبتين ليس ملحوظاً تماماً، إلا أن ذلك سينعكس على جودة الصور بشكلٍ كبير.
وقد أضافت أبل لمستشعرات الهاتف iPhone 13 Pro خاصية التثبيت البصريّ OIS، وهذا ما ينذرنا بوضوح الصور الناتجة حتى وإن تم تحريك اليدين أثناء التصوير أو تحرّكت بعض الأهداف عشوائياً.
وبتفعيل الوضع Macro سنتمكّن من تصوير الأهداف القريبة بدقةٍ عاليةٍ أيضاً، ولتمكين هذا الوضع ما علينا سوى تحريك كاميرا الهاتف بالقرب من الهدف، ليتم تنشيط الوضع تلقائياً، إلا أن تثبيت اليدين مطلوباً في هذه الحال.
ومن ناحيةٍ أخرى تعتبر الميزة Photographic Styles إضافةً جديدةً لتطبيق الكاميرا في الهاتف وبفضلها نستطيع تخصيص إحدى الأوضاع للتصوير والتي تشمل كلاً من وضع الألوان الزاهية، الدافئة، الباردة وعالية التباين.
وعلى خلاف ما تفعله المرشحات، يجري تطبيق التغييرات الخاصة بهذه الأوضاع على العناصر الموجودة ضمن الصورة فقط وليس على كامل الصورة.
هذا وتقوم الكاميرا الأمامية العريضة ذات الدقة 12 ميجا بكسل، بالتقاط الصور الشخصية وتسجيل الفيديوهات وفق فتحة العدسة f/2.2، ولا تمتلك هذه الكاميرا كثيراً من الميزات كما في الكاميرا الرئيسية الخلفية ولكنها تقدّم الصور والفيديوهات رغم ذلك بجودةٍ مقبولةٍ للغاية، ومن السهل عليها أيضاً تعيين الوضع Portrait والتقاط الصور من خلاله.
تستطيع كاميرات الهاتف تسجيل الفيديوهات بدقة 4K مع خياراتٍ تشمل 24 أو30 أو 60 إطاراً في الثانية، ولكن بتخفيض الدقة إلى Full HD سنحصل على إطاراتٍ أكثر تبدأ من 30 إطاراً وتنتهي بما يبلغ 120 و240 إطاراً في الثانية.
ومن شأن الميزة Dolby Vision HDR أن تجعل مقاطع الفيديو أكثر تفصيلاً كما يتيح لنا الوضع السينمائيّ تسجيل المشاهد مع تفعيل تأثيرات بوكيه لإضافة القليل من الضبابية إلى خلفية الصورة، ونقل التركيز تلقائياً بين الأهداف -بحسب موقع الهدف من الكاميرا- وإن لم ينجح هذا الوضع بتحديد الأهداف ونقل التركيز فيمكننا تعديل الفيديو وضبط التركيز يدوياً كما ينبغي.
وقد أفادت أبل بأنها ستزوّد هواتف الطرازات Pro من سلسلتها الجديدة بإعداد ProRes لتسجيل الفيديو، والذي يمكّن المستخدم من تعديل الفيديوهات بطريقةٍ أسهل بعد تصويرها، إلا أن فيديوهات هذا النوع ذات الدقة 4K تستهلك الكثير من مساحة التخزين ولهذا فإن سعات التخزين 512 جيجابايت أو 1 تيرابايت ستكون مناسبةً للمستخدمين الذين يرغبون بتصوير المقاطع ثم تعديلها.
أداء الهاتف وإمكانياته
يعمل الهاتف iPhone 13 Pro بشرائح المعالجة الأحدث A15 Bionic، والتي ادّعت أبل بأنها أفضل المعالجات على الإطلاق، حيث استطاع بفضلها الهاتف تشغيل مختلف التطبيقات بسهولةٍ تامةٍ كما انطبق هذا الحكم على الألعاب المكثّفة أيضاً، وذلك بفضل التعاون الجيد ما بين الشرائح وذاكرة الوصول العشوائية 6 جيجابايت، وقد تعدّدت خيارات الهاتف من مساحة التخزين لتبدأ من 128 جيجابايت وصولاً إلى 1 تيرابايت، وبوجود هذه المقوّمات حقّق الهاتف حوالي 4719 نقطةً في اختبارات Geekbench 5، وبالتالي فإنه يفوق أداء الهاتف الأساسيّ iPhone 13 والذي اقتصر على 4688 نقطةً فقط.
بالطبع لن نلاحظ هذه الفروق الصغيرة في الأداء اليوميّ للهاتف، وإنما ستظهر بشكلٍ ملحوظٍ في المهام الثقيلة والألعاب.
ويدعم الهاتف iPhone 13 Pro شبكات الجيل الخامس 5G، والجيل المطوّر عنها أيضاً ولكننا بحاجةٍ إلى استخدام هذه التقنيات في المناطق التي تدعم هذا النوع من الشبكات.
نظام التشغيل لهذا الهاتف
جرى تزويد الهاتف iPhone 13 Pro بنظام التشغيل الأحدث من أبل حتى الآن iOS 15، والذي يحمل القليل من الإضافات والتحسينات زيادةً على مضمون النظام iOS 14، إذ يتيح لنا الوضع الجديد Focus تخصيص الإشعارات لبعض التطبيقات وجهات الاتصال أيضاً، وتقييد بعضها الآخر ضمن أوقات العمل على سبيل المثال.
وخلال فترة تجريب النظام على الهاتف لم تظهر أية أخطاءٍ في تجربة الاستخدام، كما اعتادت أبل على دعم هواتفها بسنواتٍ طويلةٍ من تحديثات النظام، وبالطبع لن يخرج الهاتف iPhone 13 Pro عن قاعدتها العامة في توزيع التحديثات.
كم تدوم بطارية الهاتف iPhone 13 Pro ؟
سعت أبل إلى زيادة عمر البطاريات الخاصة بالهواتف iPhone 13، مقارنةً بما كانت عليه في العام الماضي، وقد حظيت خلية الهاتف iPhone 13 Pro بزيادةٍ في السعة جعلتها تتمكّن من الاستمرار في العمل لغاية يومٍ كاملٍ من إنجاز المهام اليومية.
كما تدعم بطارية الهاتف قوة الشحن 20 واط، وقد تحتاج إلى ساعةٍ تقريباً لكي تمتلئ بالطاقة تماماً.
ولم تغيّر أبل من قراراتها بشأن النفايات الالكترونية، ولهذا فإنها لا زالت تواصل شحن هواتفها الأخيرة دون شاحنٍ مضمّنٍ في العلبة، وبالتالي سيحتاج المستخدمون إلى شراء شاحنٍ منفصلٍ للهاتف.
كما يتقبّل الهاتف iPhone 13 Pro تقنية الشحن اللاسلكيّ MagSafe بقوة 15 واط، وكذلك الشحن بواسطة قواعد الشحن اللاسلكيّ Qi ولكن بقوةٍ أقل وتبلغ 7.5 واط.
الخلاصة
يعتبر الهاتف iPhone 13 pro واحداً من الهواتف التي تضمّنت أحدث ما توصّلت إليه أبل من تقنياتٍ وميزاتٍ جديدةٍ، إذ أنه اشترك مع الطراز 13 Pro Max في العديد من النقاط وتوسّع في مجال التصوير، والأداء، وكذلك عمر البطارية، كما أنه اختصّ أيضاً بمعدل التحديث 120 هرتز، مع أنه لم يتجاوز النقطة السعرية 1500 دولار، حتى في طرازاته الأكبر سعةً، إلا أنه لا يتقدّم كثيراً عن الهاتف السلف iPhone 12 Pro، وخاصةً في نظام التشغيل وتجربة الاستخدام.