قامت شركة هواوي بإرفاق ساعتها الأساسية Watch GT التي تم إصدارها في العام 2018 بنظام التشغيل الخاص بها LiteOS بدلاً من النظام التي عملت به ساعات جوجل Wear OS، وقد كانت هذه الخطوة بمثابة الانتقال الجذري من هذا النظام بعد أن أرفقته بأول ساعتين من إنتاجها و حققت الساعة الأصلية من السلسلة GT عند عملها بنظام أندرويد نجاحاً كبيراً استمر حتى اليوم. لكن هواوي قد اعتمدت أخيراً تزويد ساعتها الجديدة بنظام LiteOS.
وتأتي الساعة الجديدة Watch GT 2e بشاشة AMOLED التي يبلغ قياسها 1.39 إنش، وتنتج الشاشة معدل الدقة 454×454 بيكسل لتظهر مجموعة الألوان الكاملة، وتعمل هذه الساعة بشرائح Kirin A1 المزوّدة بسعة التخزين 4 جيجابايت، بالإضافة إلى بطاريةٍ تبلغ سعتها 455 ميللي أمبير، ومن الجدير بالذكر أن لهذه البطارية القدرة على الاستمرار في عمل الساعة لمدةٍ تصل إلى الأسبوعين عند شحنها لمرةٍ واحدة.
وقد تم تضمين الساعة Watch GT 2e بمعظم الميزات الخاصة باللياقة البدنية، والصحة الجسدية، لتحتوي على 85 نوعاً من التمرينات الرياضيّة، بالإضافة إلى 15 نوعاً من التمرينات الاحترافية، خدمات GPS، تتبّع النوم، القياس الدوريّ لنسبة الأوكسجين في الدم، فضلاً عن تحديدها التلقائي للتمرينات اليومية، ومراقبة الضغط.
كما تدعم هذه الساعة برنامجاً لتشغيل الموسيقى، بالإضافة إلى قدرتها على استقبال التنبيهات اللحظية من الهاتف النقّال الخاص بالمستخدمين، والتحكم عن بعد بأجهزة Huawei و Honor التي تعمل بواجهة الاستخدام EMUI 10.1 أو غيرها من الإصدارات الأحدث.
ويمكن القول أن لهذه الساعة العتاد الماديّ الجيد للغاية، والذي يجعل منها ساعةً ذكية احترافيّة، إلا أن ما يحدّ من قدراتها هو نظام التشغيل LiteOS لتقتصر على العمل كساعة لياقةٍ بدنية ومعقّبٍ للصحة العامة بشكلٍ عام.
تصميم الساعة Watch GT 2e
جاءت الساعة Watch GT 2e بالتصميم الكلاسيكيّ التقليديّ للساعات اليدوية العادية، وللنسخة Lava Red من الساعة أحزمةً حمراء زاهيةً، مفرّغة، ومريحةً للغاية في الارتداء اليوميّ، وأثناء النوم.
ويضم الجانب الأيمن من الساعة زراً علوياً يصل إلى قائمة التطبيقات، وآخر سفليّ يمكن تخصيصه كاختصارٍ لأحد التطبيقات.
فيما يشمل الجانب السفليّ منها على الحساسات اللازمة لقياس معدل ضربات القلب، ونسبة الأوكسجين في الدم بالإضافة إلى دبابيس الشحن، حيث يتم شحن الساعة بوضعها على لوحة الشحن المغناطسية.
بطارية الساعة وقدرات الشحن
تم تزويد الساعة Watch GT 2e ببطاريةٍ كافية للاستمرار في العمل حتى أسبوعين تقريباً، من الاستخدامات الاعتياديّة، وقد تختصر هذه المدة إلى ما يقارب 7 أيامٍ عند تشغيل الشاشة بشكلٍ دائم، ليتم شحن هذه الساعة بالطاقة بسرعةٍ مناسبة وبواسطة لوحة الشحن المرفقة، التي يجري تشغيلها من خلال توصيلها بمحوّل USB-C، مع الإشارة إلى استقرار الساعة بشكلٍ واضح عند تثبيتها على هذه اللوحة.
ومن الجدير بالذكر أن لهذه البطارية القدرة على توفير الاستهلاك بحيث أنه حتى مع تشغيل نظام تحديد المواقع GPS فإن الساعة لا تستهلك الكثير من الطاقة فعليّاً.
نظام التشغيل LiteOS
تعمل الساعة Watch GT 2e بنظام التشغيل LiteOS الذي يفتقد إلى الكثير من التطبيقات، ناهيك عن أنه يجبر المستخدمين باستخدام الواجهات المتاحة فقط والتي تتم إضافتها فيما بعد إلى التطبيق Huawei Health، مع الإشارة إلى توفير المزيد من الواجهات المخصصة في النسخة الصينية من الساعة.
وقد استبدلت كلاً من Huawei و Honor النظام القديم Wear OS، بهذا النظام بالرغم من أنه يعدّ نظاماً مغلقاً بشكلٍ أكبر من نظيره أي بمعنى أنه يقيّد المستخدمين بالتطبيقات المثبّتة مسبقاً على الساعة وحسب، كما أنه لم يمنح الساعة القدرة على التبديل إلى الوضع الجديد AMOLED المدمج لواجهة الاستخدام لتتماثل الساعة بهذه النقطة مع الساعة Honor Magic Watch 2 أيضاً.
ولم تنته عيوب النظام هنا، بل وأنه يعاني أيضاً من نقصٍ في التطبيقات، التي سبق وتوفّرت في النظام Wear OS، كما أنه لم يتح للمستخدمين إمكانية التحكم في تشغيل الموسيقى، أو حتى الردّ على الرسائل الواردة، فيما نجد أن Wear OS كان قد هيّأ لمستخدميه إمكانية التحكّم في التطبيق Spotify، وكذلك الوصول إلى قوائم التشغيل، وتوفير خصائص الكتابة الأسهل على الساعة، فضلاً عن تزويده المستخدمين ببعض التطبيقات المفيدة للغاية ، كتطبيق معقّب القطارات، الذي يقوم بتقديم أوقات الرحلات القادمة والمسافرة للمحطة المرغوبة، وغيرها الكثير من التطبيقات الأخرى التي افتقد لها النظام LiteOS.
ومع ذلك فإن هذا النظام لم يخلو من بعض الميزات المفيدة للمستخدمين، والتي تشمل إمكانية تشغيل الشاشة بشكلٍ تلقائيّ لعرض الإشعارات الواردة، كما بإمكاننا إعداد الإشعارات وفقاً لكل تطبيق، وسيؤدي رفع المعصم نحو الأعلى إلى عرض أحدث الإشعارات الموجودة.
مع ضرورة التنويه إلى أنه لهذا النظام النقطة الأكثر إيجابيةً والتي تتمثّل في أدائه السلس، الذي لم يشهد أيُّ حالة للتعثّر أو التباطؤ أثناء تشغيل التطبيقات.
وضع التمرين
تستهدف هذه الساعة فعليّاً المستخدمين الذين يبحثون عن ساعةٍ لتتبع اللياقة البدنية على وجه التحديد، دون غاياتٍ أخرى، لنجد أن الساعة Watch GT 2e توفّر لمستخدميها الكثير من الميزات المرافقة للتمرينات المختلفة بما فيها استخدام نظام تحديد المواقع GPS، أثناء التنقّل وممارسة الرياضات.
ويمكن القول أن لهذه الساعة مهارةً واضحة في اكتشاف التمرينات وتحديدها بشكلٍ تلقائيّ، حيث أنه عند ممارسة تمرينات المشي أو الجري ستطلب إلينا الساعة تحديد البيئة التي نمشي ضمنها، لتقوم بتشغيل نظام تحديد المواقع في حال اختيارنا لممارسة التمرين في الخارج.
ويمكنا بالطبع الاطلاع على البيانات ونتائج التمرينات، من خلال قوائم التطبيق Huawei Health، التي تعرض البيانات بدقةٍ عالية وتفصيلٍ كبير، كما أثبت نظام GPS في الساعة قدرته على تحديد المواقع بدقةٍ تامة، على خلاف بعض الهواتف النقّالة.
كما سيكون بالإمكان نسخ ملفات الموسيقى ذات الصيغة MP3 إلى ساعتنا الخاصة، كذلك توصيل السماعات الخارجية لهذه الساعة، للاستماع إلى الموسيقى أثناء التمرين وهذا ما يدلّ على قدرات الساعة المتقدّمة عند استخدمها دون الاتصال بالإنترنت، على الرغم من أنه سيكون أمراً بالغ الأهمية لو أن أضافت الساعة بعض تطبيقات البث من أمثال Spotify، وغيرها من التطبيقات الأخرى.
وتدعم هذه الساعة الكثير من التمرينات الرياضية التي لا يسعنا ذكرها حالياً، والتي تتنوّع من تمرينات الجري إلى التايكواندو وتمرينات الخصر والقائمة تطول.
وعليه فإن الساعة Watch GT 2e تغطّي معظم الأساسيات المطلوبة منها على صعيد التمرينات الرياضية وأنواعها المختلفة.
مراقبة معدل ضربات القلب
بنظرةٍ عامة يمكن وصف عمل الساعة من هذه الناحية بالعمل الدقيق، الذي يأتي بالنتائج المثالية نوعاً ما، والتي تطابقت مع نتائج كلاً من الساعة Honor Band 5، Fitbit Inspire HR و Xiaomi Mi Band 4.
حيث أنها تعمل على تتبّع ضربات القلب على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، وتقدّم التصميم البسيط للتطبيق، ليكون سهل الاستخدام.
مراقبة ضغط الدم
تم تضمين الساعة Watch GT 2e بالحساس الذي يعمل على قياس ضغط الدم، ليقدّم نتائجاً مشابهةً تقريباً للبيانات التي تظهرها الساعة Honor Magic Watch 2، ومع ذلك عند تجريب هذه النتائج على شخصٍ قد تعرّض لإجهادٍ كبير، تبيّن أنها لم تتغير عن الحدود من 10-20 ولم تظهر تغييراً واضحاً في النتيجة، حيث أنها تعتبر أن المستخدم لا زال في وضع الاسترخاء، لطالما أن البيانات تقلّ عن مستوى القيمة 29، في حين أن الارتفاع عن النسبة 54 ستقوم بتصنيفه ضمن الوضع الطبيعي.
تتبّع النوم
بغضّ النظر عمّا سبق فإن لهذه الساعة القدرة على تعقّب النوم بشكلٍ جيدٍ للغاية، إلا أنها تعتبر أن أيّ نومٍ يتبع ساعات النوم الأساسية على أنه فترة قيلولة، حتى ولو كان عبارةً عن غفوةٍ قصيرة نأخذها بعد الاستيقاظ مباشرةً، وبالتالي فإنها لا تقوم بتحليل البيانات بالعمق المطلوب.
كذلك وتقوم الساعة Watch GT 2e بتنبيهك في حال أنك قد نمت لوقتٍ طويل، بخلاف ذلك، لا يمكننا الاعتراض نهائياً على البيانات الدقيقة التي تقدّمها الساعة حول تعقّب النوم.
بعض الميزات الأخرى للساعة Watch GT 2e
في الواقع، إن الساعة Watch GT 2e تأتي بالكثير من الميزات الأخرى عدا ما سبق، والتي تتضمّن تمارين التنفّس، البوصلة، وتطبيق الطقس الذي يأتي بالمعلومات حول الطقس بناءً على موقعك الحاليّ، بينما تحتاج البوصلة إلى المعايرة المبدئية، لتصل في النهاية إلى تحديد الاتجاهات بشكلٍ صحيحٍ.
أما فيما يخص تمارين التنفّس فيمكن استخدامها فعليّاً في التخلص من التوتر، وذلك من خلال التركيز بشكلٍ جيد على بعض الرسوميات المتحركة الصغيرة التي تظهر على الشاشة.
أخيراً تدعم الساعة Watch GT 2e ميزة التعرّف على موقع الهاتف الشخصيّ، حيث تقوم بإجبار الهاتف على إصدار الأصوات العالية والمشيرة إلى مكان الهاتف، مع العلم أن هذه الأصوات تتوقف تلقائياً عن إيجاد الهاتف أو حتى عند توقيفها من الساعة مباشرةً.
الخلاصة
بالرغم من تنوّع الميزات والخدمات التي تقدّمها الساعة Watch GT 2e، والتي تشمل الكمّ الهائل من أوضاع التمرين، تتبّع النوم، البطارية المناسبة، وغيرها الكثير، إلا أنها في الحقيقة لم تأتي بالنظام الأمثل الذي يرتقي بهذه الساعة نحو الأداء الأفضل على الإطلاق، وإنما بدلاً من ذلك كان يفتقر إلى الكثير من التطبيقات وواجهات الاستخدام.
على العموم يمكن تجاوز هذه المساوئ مقابل الميزات الكثيرة للساعة خاصةً وأنها تتوفر بسعرٍ معقولٍ نسبياً ويبلغ 130 دولار تقريباً.
