مع ابتداء العام 2022، ذخرت أسواق الهواتف الذكية بطرازاتها الرئيسية المتنوّعة ومن العلامات التجارية المختلفة، وقد وصلت هذه الهواتف إلى حدودٍ سعريةٍ بلغت 1000 دولار من منظورٍ متوسط، وهذا ما دفع ريلمي أيضاً إلى دخول المنافسات لهذا العام مع طرازها الجديد Realme GT 2، ذي السعر المتوسط، والمواصفات القوية التي تنوّعت ما بين شاشة العرض الدقيقة وخياراتها الواسعة، نظام التصوير المحسّن، وشرائح المعالجة المتقدّمة، وللتعرف على هذا الطراز بشكلٍ أكبر دعونا نلتفت أولاً إلى علاماته التصميمية المختلفة وقصة التوقيع الخلفيّ.
تصميم الهاتف Realme GT 2
غلبت على ريلمي عادة إصدار هواتفها الجديدة بتصميمٍ خارجٍ عن المألوف، إذ كان يحتوي في بعض الأحيان على الشعارات الضخمة ضمن الغلاف الخلفيّ بغاية جذب انتباه المستخدمين، ولم يتغيّر ذلك تماماً مع طرازها الأخير Realme GT 2، ولكنها حسّنت فعلياً من هندسة التصميم العامة، بإضافة توقيع مصمّم اللوحة الخلفية Naoto Fukasawa، وبشكلٍ لامعٍ أعلى يمين الغلاف.
جرى تصنيع الواجهة الخلفية المنقوشة لهذا الهاتف مع حوافه الجانبية من البلاستيك المنقّح أو كما دعته ريلمي بمادة البيو بوليمر biopolymer، حيث أفادت الشركة المصنّعة بأن اعتماد هذه المادة سيخفّف من انبعاثات الكربون التي تحصل سنوياً مع إنتاج اللوحات الخلفية البلاستيكية للهواتف الذكية.
كما يحتوي طراز الهاتف الآخر Steel Black GT 2 على غلافٍ خلفيٍّ من الزجاج ولكنه لا يمتلك التوقيع المذكور في الأعلى، بل يتوفر بسعات الذاكرة الأصغر أيضاً 128/8 جيجابايت.
تمتلك جميع طرازات الهاتف Realme GT 2 مستشعراً للبصمات أسفل الشاشة، حيث يعمل هذا المستشعر بسرعةٍ ودقةٍ كبيرتين، إلا أنه يحتاج منا الضغط على زر الطاقة أولاً ومن ثم وضع البصمة في منطقة إلغاء القفل ضمن الشاشة، ولكي نلغي الحاجة إلى زر الطاقة علينا التوجّه إلى الإعدادات، وتفعيل خيار رفع الهاتف لإيقاظه، أو النقر المزدوج على الشاشة، وسوف يساهم ذلك في تحسين مجريات الأمور قليلاً.
يفتقر هذا الهاتف لمقبس السماعات المتوفر في غالبية الطرازات المتوسطة حالياً، بينما يعوّض ذلك بمكبراتٍ صوتيةٍ تعمل بجودة استيريو، وقد تم توزيعها ما بين الحافة السفلية للهاتف وأعلى الشاشة.
تفاصيل شاشة الهاتف
يختلف الهاتف Realme GT 2 عن إصداره الاحترافيّ GT 2 Pro بعاملٍ وحيدٍ وهو شاشة العرض، حيث يحتوي الأخير على شاشة AMOLED عالية الدقة بينما يكتفي الآخر بشاشة OLED ذات القياس 6.6 إنش، مع أنها لا تزال حادةً وملونةً كفاية، لعرض جميع المحتويات بشكلٍ جيدٍ للغاية.
ومع الإبقاء على الوضع الافتراضيّ ذي الألوان الحيوية، سوف تتبع الألوان إلى مجالٍ واسعٍ من التدرّج القياسيّ DCI P3، بينما يأتي وضع الألوان الطبيعية بالمجال sRGB، أما عن وضع الألوان الاحترافية فيترك لنا الخيار في التبديل ما بين المجال DCI P3 والتدرّج الأساسيّ لشاشات OLED، والذي يعرض الألوان الأكثر إشباعاً ويتيح لنا اختيار درجات حرارة الألوان بأنفسنا.
يتبع معرض الصور في هذا الهاتف إلى نظام الألوان المقترح من قبل المستخدم، حيث أن اختيار الحدود القصوى من درجات اللون سيؤدي إلى عرض الصور أيضاً بالألوان فائقة التشبّع.
تعمل شاشة الهاتف Realme GT 2 بالشكل الافتراضيّ وفق معدل التحديث 120 هرتز، والذي يمكن تخفيضه إلى 60 هرتز بغاية الحفاظ على طاقة البطارية، كما يتوفر لدينا إعداداً خاصاً بالتبديل التلقائيّ لمعدل التحديث عندما يتطلب الأمر، وقد لا يبدو ديناميكياً بالمعنى الحرفيّ في بعض الأحيان حيث يقوم بتغيير معدل التحديث إلى أقل من 60 هرتز، وفقاً لميزاتٍ برمجيةٍ خاصةٍ بنظام أندرويد.
يدعم هذا الهاتف خواص HDR لعرض الفيديو بحرفيةٍ أكبر من المعتاد، كما يتيح لنا خياراً في إعدادات الشاشة للسماح برفع السطوع إلى حدوده القصوى باستخدام HDR، وذلك لإبراز الألوان في كلٍّ من المحتويات والشاشة بشكلٍ عام.
أخيراً، تقوم شاشة الهاتف Realme GT 2 بتشغيل 1300 وحدة إضاءة في مستويات السطوع الأعلى، وبشكلٍ مماثلٍ للهواتف الأغلى ثمناً حول العالم، وبالرغم من هذه الأرقام الكبيرة في السطوع إلا أنه يجدر بنا استخدام الهاتف في الأماكن الظليلة، حيث يؤدي ضوء الشمس المباشر إلى ارتفاع حرارة الهاتف ناهيك عن الاستهلاك الكبير في طاقة البطارية.
ومن ناحيةٍ أخرى، يقوم وضع “السطوع التلقائيّ في ضوء الشمس” بضبط الألوان، ونسبة التباين في درجاتها العليا عند استخدام الهاتف في ضوء النهار الساطع والمباشر.
نظام التشغيل وواجهة الاستخدام
تم تزويد الهاتف Realme GT 2 بنظام التشغيل الأحدث حتى الآن Android 12، بالإضافة إلى واجهة الاستخدام المحسّنة Realme UI 3.0، والتي قلّت فيها الأخطاء البرمجية إلى حدٍّ كبيرٍ بالمقارنة مع واجهات الهواتف الصينية التي كانت ترد في السابق، إذ لا يحتوي هذا الهاتف على أي برامجٍ زائدةٍ عن الحاجة ومسبقة التثبيت، بينما اكتفى بالأدوات الرئيسية فقط، كعارض الصور، ومشغّل الوسائط، وبعض التطبيقات الأخرى من أمثال Amazon، LinkedIn، و booking.com والتي يمكننا إزالتها إن لم نرغب في استخدامها على الإطلاق.
ونسبةً إلى انتماء Realme UI 3.0 لفئة الواجهات الخارجية، فمن الممكن تخصيصها بواسطة الكثير من الإعدادات المتاحة لدينا كتخصيص سرعة الحركات الانتقالية بين التطبيقات والأدوات، وتفعيل خيار انبثاق لوحة المفاتيح عند الدخول إلى قائمة التطبيقات، وذلك في حالة امتلاكنا لقائمةٍ طويلةٍ من التطبيقات.
يستطيع المستخدمون في واقع الأمر تبديل مظهر واجهة الاستخدام وفق الوضع الداكن أو الفاتح، حيث يقوم كلاهما بتبديل لون الخلفية ما بين الأبيض والأسود بشكلٍ افتراضيّ، ومع تفعيل الوضع الداكن سيقلّ وضوح نصوص الإشعارات في القائمة المنسدلة، كما يمكن للوحة الإشعارات أن تستمر في الظهور أعلى التطبيقات نتيجة خطأٍ برمجيٍّ ما، ولكننا نستطيع حلّ الأمر بالتوقف عن العمل في التطبيقات والتعامل مع هذه القائمة بشكلٍ منفرد، ناهيك عن الخطأ الإضافيّ الذي يحصل عند محاولة تفعيل التشغيل الدائم للشاشة، فلا يمكننا الاستفادة من هذا الخيار ضمن الهاتف نهائياً.
هل وصل أداء Realme GT 2 إلى مستويات الهواتف الرئيسية؟
انتقلت الشرائح الرئيسية Snapdragon 888 من خدمة الهواتف الرائدة في العام الماضي، إلى فئة الهواتف المتوسطة العليا لهذا العام، فبدأت مسارها مع الطراز Realme GT 2، لتزوّده من مزايا النوى المركزية عالية المستوى، فسجّل معها الهاتف حوالي 3519 نقطةً في اختبارات Geekbench 5، بنسبة 1133 نقطةً لكل نواة، ليصبح بفضل ذلك قابلاً للمقارنة مع الهواتف الأكثر تقدّماً من أمثال OnePlus 9 Pro.
وقد أثبتت الاختبارات صحة حديث ريلمي حول رفع الوضع GT من أداء الهاتف على حساب طاقة البطارية، حيث انخفضت نسبة استهلاك الطاقة في اختبارات 3D Mark Wild Life ضمن الوضع GT إلى النسبة 75%، بينما لم تنخفض لأكثر من 71% في وضع الاستخدام القياسيّ.
وبفضل الشرائح المتقدّمة Snapdragon 888، والذاكرة العشوائية 8 أو 12 جيجابايت، وكذلك التخزين الدائم ذي السعة 128 أو 256 جيجابايت، جرى تشغيل الألعاب العادية والمكثّفة في الهاتف Realme GT 2 على نحوٍ سلسٍ للغاية، فتم عرض عددٍ أكبر من الإطارات بالمقارنة مع الهواتف ذات الأسعار الأرخص، كما تتيح لنا بعض العناوين من أمثال Fortnite، ضبط الإطارات على حدها الأعلى 60 إطاراً في الثانية.
إمكانيات نظام التصوير
أضافت ريلمي لهاتفها الجديد GT 2 مستشعرات الكاميرا المتوافقة مع نوى المعالجة المركزية، فحسّن ذلك من جودة التصوير إجمالاً، ويتألف نظام التصوير في هذا الهاتف من الكاميرا الرئيسية ذات الدقة 50 ميجا بكسل، الكاميرا فائقة العرض والتي تعمل بدقة 8 ميجا بكسل، وأخيراً عدسة التقريب ماكرو بدقتها المحدودة 2 ميجا بكسل.
تستخدم العدسة الرئيسية في الهاتف مستشعر التصوير Sony IMX766، ذي القياس 1/1.56 والذي يدعم بدوره خاصية التثبيت البصريّ OIS، ويمتلك معالجاً متقدّماً لإشارة الصورة فيلتقط بفضل ذلك الصور عالية الجودة وتحت أي ظرفٍ من ظروف الإضاءة، فتظهر اللقطات المضاءة جيداً بمستوى عالٍ من الوضوح، حتى وإن خضعت إلى نسبة التقريب الرقميّ x2.
تقوم ميزات ريلمي الجديدة Auto HDR، بموازنة ألوان الصور وإضاءتها بالشكل المناسب، فيما يتقابل ذلك بفقدان بعض التفاصيل في الصور منخفضة الإضاءة، كمشاهد غروب الشمس أو ما شابه ذلك.
وبالانتقال من الوضع القياسيّ للتصوير إلى الوضع “AI”، ستكون لقطات الكاميرا قابلةً للمشاركة في مواقع التواصل نظراً لألوانها الحيوية البارزة.
أما عن الصور الليلية في الهاتف Realme GT 2 فتبدو بجودةٍ مناسبةٍ تماماً، حيث يستغرق الوضع الليليّ المخصص حوالي ثانيتين في تثبيت هدف الكاميرا والتقاط الصور، وفي بعض الأحيان، قد نحصل على صورٍ أفضل في الإضاءة الخافتة دون تفعيل الوضع الليليّ، ذلك بالرغم من سعي الوضع الليليّ الحسابيّ إلى إبراز التدرجات اللونية بوضوحٍ أكبر.
بدت اللقطات في المناطق الظليلة جيدةً في العموم، حيث أنها غنيةً بالتفاصيل، وتحتوي على نسبةٍ قليلةٍ من الضوضاء في حال جرى تفعيل الإعداد ISO 2000 أثناء التصوير، حيث يتعلّق الأخير بمستوى حساسية التفاصيل.
وبغض النظر عن اهتمام الميزة Auto HDR بالتفاصيل الظليلة، فإن عدسات التصوير تتسبّب في إظهار وهجٍ ضوئيٍّ ما في اللقطات المصوّرة تحت ضوء الشمس المباشر، وقد نجد أيضاً بعض الصعوبة في التركيز خلال الأيام الأولى من استخدام الهاتف وخاصةً عند استخدام وضع التقريب X2، بينما يمكن لهذه المشاكل أن تختفي مع مرور الوقت ودون تحديث البرنامج.
تستخدم العدسة فائقة العرض مستشعرات Omnivision ذات الدقة 8 ميجا بكسل، وتقوم بإضافة إطارٍ أوسع على صور الكاميرا الرئيسية كما تستفيد من المعالج الصوتيّ للصور، وقد لا نلاحظ اختلافاً واضحاً بين صور العدستين إلا في حال التكبير فقد تظهر لدينا بعض علامات الضجيج مع الابتعاد عن مركز الإطار.
أخيراً، يمكن لكاميرا الهاتف الرئيسية تسجيل مشاهد الفيديو بدقةٍ تصل إلى 4K، مع التقاط 60 إطاراً في الثانية، وتظهر مقاطع الفيديو المصوّرة بأنها على مستوىً من الجودة والوضوح وكذلك سلاسة الحركة، وسوف تنخفض دقة الفيديو حتى 1080 بكسل مع توفر ظروف الإضاءة الضعيفة أو الفائقة، بينما ستحصل في المقابل على نطاقٍ ديناميكيٍّ أفضل لإبراز التفاصيل بشكلٍ واضح، ومن المرجّح لهذا النطاق أن ينتمي إلى التقنية DOL-HDR.
تعمل كاميرا الهاتف الأمامية بواسطة المستشعر Sony IMX471، لتأتي بالكثير من التفاصيل في الإضاءة الجيدة، إذ أنها تعتمد على خوارزمية تجميع البكسل، والتي تحتفظ بالتفاصيل الأساسية بالرغم من سوء الإضاءة في بعض الأحيان.
وفي حال توفر مصدرٍ للإضاءة في خلفية الصور الشخصية، سنلاحظ سيطرة النطاق HDR على كامل الصورة، بينما يؤدي تفعيل الوضع بورتريه إلى طمس الخلفية للحصول على هدفٍ واضحٍ في اللقطات.
كم تدوم بطارية الهاتف Realme GT 2؟
لهذا الهاتف بطاريةً بسعة 5000 ميللي أمبير، تدعم قوة الشحن السلكيّ السريع 65 واط، ويمكنها الوصول إلى النسبة الكاملة من الطاقة خلال 43 دقيقةً فقط.
ومع تشغيل الهاتف بمعدل التحديث 120 هرتز أو الأوضاع التلقائية لشاشة العرض فلا يحتمل لهذه البطارية أن تدوم حتى نهاية اليوم، بينما سيؤدي تقليل معدل التحديث إلى 60 هرتز، للحفاظ على الطاقة حتى فترةٍ أطول.
بالنظر إلى المجال السعريّ لهذا الهاتف فإنه لا يدعم خاصية الشحن اللاسلكيّ أو اللاسلكيّ العكسي.
في الخلاصة نقول
ابتكرت ريلمي هاتفها الجديد Realme GT 2 بتصميمٍ جديدٍ يختلف عن المعتاد، وزوّدته بشاشةٍ دقيقةٍ عميقة الألوان، بالإضافة إلى شرائح المعالجة المتقدّمة التي تفاعلت بشكلٍ جيدٍ للغاية مع نظام التصوير والعتاد الماديّ في الهاتف وصولاً إلى الأداء المرضي على اختلاف المهام المنجزة، وبسعرٍ لا يتجاوز 600 دولار إلا أن بطارية الهاتف لن تصمد طويلاً أمام هذه القوة في الأداء، وهذا ما يمثّل عيباً واضحاً في الهاتف بالنسبة لبعض المستخدمين خاصةً أنه لا يدعم الشحن اللاسلكيّ.