مع تقدّم التكنولوجيا وارتباطها الواضح بالحجم، أصبح بالإمكان اختصار الأمر بأن الهاتف الأكبر سيكون الهاتف الأفضل بالمجمل، إلا أن هذا ليس صحيحاً دائماً ولا يعني بالضرورة أن الهواتف الصغيرة ليست بهذا المستوى من الاحترافية، وأكبر دليلٍ على ذلك هو هواتف Pixel من جوجل، Xperia الصغير من سوني، أو حتى الهاتف iPhone 12 mini أخيراً من أبل، والذي جاء بالشرائح الأفضل على الإطلاق A14 Bionic، فضلاً عن دعمه لشبكات الجيل الخامس 5G ونظام الكاميرات المتقدّم، ليتشابه إلى حدٍّ كبير مع الهاتف iPhone 12 الأساسي، إلا أنه أصغر حجماً وأقلّ سعراً، لنتعرّف أكثر على تفاصيل الهاتف دعونا نكمل القراءة.
تصميم الهاتف iPhone 12 mini
يتشابه الهاتف iPhone 12 mini كما ذكرنا سابقاً مع الهاتف iPhone 12، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الاختلافات الأساسية والواضحة، وفي مختلف النواحي، إذ يتّصف الهاتف iPhone 12 mini بكونه الهاتف الأصغر بين هواتف iPhone الجديدة، إلا أنه في المقابل يعمل بسرعةٍ مكافئة لبقية هواتف السلسلة iPhone 12 نظراً لكونه يمتلك ذات الشرائح المصنّعة وفق التقنية 5 نانو، والتي منحتها أبل عدد الترانزستورات اللازمة لتعزيز الأداء وعمليات المعالجة، ولهذا فإنه بإمكان الهاتف iPhone 12 mini ممارسة الألعاب المكثّفة والتنقل بين التطبيقات بسلاسةٍ تامة.
ومن المعهود من الشركات المصنّعة هو تصنيع الهواتف الصغيرة وتحميلها بالشرائح الأفضل إلا أن الهاتف Xperia XZ2 Compact من سوني كان استثناءً واضحاً لهذه القاعدة إذ أنه جاء بالشرائح Snapdragon 845 القديمة وحسب!، إلا أن iPhone 12 mini قد اتّبع هذه القاعدة ليحتوي على الشرائح الأقوى من أبل، مزوّدةً بذاكرةٍ عشوائية تبلغ سعتها 4 جيجابايت مقارنةً بسعةٍ تبلغ 6 جيجابايت في الإصدار 12 Pro، إلا أن الأداء لم يختلف إلى حدٍّ كبير، مع العلم أن الحجم الإضافي من ذاكرة الوصول العشوائي يمنح المستخدمين سلاسةً أكبر أثناء التنقّل بين التطبيقات، خاصةً وأنه قد تم توفير الخيارات المتعددة من ذاكرة التخزين لهذا الهاتف والتي تنوّعت ما بين 64،128 و256 جيجابايت، كما تعمل شرائح الهاتف iPhone 12 mini على دعم شبكات الجيل الخامس 5G، بالإضافة إلى الشبكات الملمترية، وقد أصبح دعم هذا النوع من الشبكات الخاصية الأكثر شيوعاً بين الهواتف الذكية الحديثة لهذا العام.
شاشة الهاتف iPhone 12 mini
اقتربت هواتف iPhone لهذا العام من تصميم الأجهزة اللوحية iPad Pro حيث جاء الهاتف iPhone 12 mini بذات التصميم تقريباً مع إضافة الزوايا الحادة، والحجم الصغير الذي بلغت أبعاده 131.5x 64.2x 7.4 مم، مع ألوانٍ مختلفة شملت الأسود، الأبيض، الأحمر، الأخضر، والأزرق أيضاً، ليتحددّ حجم شاشته بالمقدار 5.4 إنش، وعلى ذكر الشاشة لا بدّ لنا من التطرّق إلى نسبة السطوع التي تبدو من خلالها شاشة الهاتف Super Retina XDR مشرقةً تماماً، وتدعم نفس مجالات الألوان الشاملة و الخاصية HDR، وبما أنه صغير الحجم فإن كثافة البكسل ستكون في حدودها العليا في حين أن الهواتف الكبيرة لا تمتلك هذه الميزة فعلياً، مع الإشارة إلى أن التعامل مع الشاشات الأصغر لن يكون مريحاً كفاية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بعملية الكتابة، الصفة التي رافقت الهاتف iPhone SE ذي الشاشة 4.7 إنش، فيما يحقق الهاتف iPhone 12 mini توازناً بين الحجم والأداء نوعاً ما.
بطارية iPhone 12 mini
يمتلك الهاتف بطارية مناسبة بسعة 2227 ميللي أمبير، ومع هذه البطارية استطاع الهاتف الاستمرار في العمل لغاية 12 ساعة تقريباً، ويختلف ذلك فعلياً مع اختلاف الاستخدام، تشغيل الفيديوهات أو ممارسة الألعاب.
ويتوافق الهاتف iPhone 12 mini بمع ملحقات أبل MagSafe، والتي تتضمّن غلاف الحماية الجلديّ الذي يرافق الهاتف ويحتوي على الفتحات المناسبة، كما أضافت أبل لهذا الهاتف الميزة التي يستطيع من خلالها معرفة فيما إذا كان داخل غلافه الجلديّ فيغيّر من ألوان شاشته لتتوافق مع الوضع الجديد عند النقر على الهاتف، أما عند نزع الهاتف من حقيبته وغلافه سوف تضيء الشاشة فعلياً، ومع تزويد الهاتف بميزة توفير استهلاك الطاقة فإن ذلك يؤدي إلى إضاءة الجزء المرئيّ من الشاشة فقط، نظراً لعمل الشاشة بتقنية OLED.
ويدعم الهاتف شاحن سلكي يعمل بقوة 12 واط، إلا أن هذه الطريقة في الشحن لا زالت أسرع من تقنيات الشحن اللاسلكي القياسي Qi.
أداء الكاميرات في الهاتف iPhone 12 mini
يحتوي الهاتف iPhone 12 mini على إعداد الكاميرا ذاته للهاتف iPhone12، والذي يتألف من كاميرا رئيسية بدقة 12 ميجا بكسل تعمل بفتحة العدسة f/1.6، فضلاً عن قدراتها في إنتاج التثبيت البصري، أما عن بقية العدسات فهي عبارةٌ عن كاميرا فائقة العرض بدقة 12 ميجا بكسل، وبإمكان هذه العدسة تأمين مجال التصوير 120 درجة، ولا تختلف إعدادات هذه الكاميرا فعلياً عن أنظمة الكاميرا التي تم تصميمها لهواتف iPhone السابقة، ولكاميرا الهاتف الأساسية القدرة على إنتاج الصور الجيدة في الغالب، مع اختلاف ظروف الإضاءة المحيطة، وذلك بفضل الفتحة الأوسع للكاميرا، والوضع الليلي سريع التفعيل.
أما عن بقية المواصفات للكاميرا فائقة العرض فإنها تضيف في الواقع تأثيرات التنعيم الملحوظة على ما تقدّمه الكاميرا الرئيسية، كما أنها توفّر مجال الرؤية الأوسع وهذا ما يزيد من تفاصيل الصورة.
وقد عملت أبل على تغيير قواعد التصوير من خلال تغيير طريقة المعالجة وليس الكاميرات، لتحتوي صور الكاميرا الرئيسية على التفاصيل الأكثر مقارنةً بما شهدناه منها في العام الماضي، وقد شملت جملة التحديثات التي طالت نظام الكاميرا إضافة الميزة Smart HDR، التي تحدّد فعلياً ما تقوم الكاميرات بتصويره وإضافة التعديلات المناسبة لذلك، وقد غلبت على الصور مظاهر الدفء والحدة بشكلٍ أكبر من ذي قبل.
كما تمت إضافة هذه التحسينات إلى الكاميرا فائقة العرض أيضاً، وهذا ما زاد من احترافها في التخلّص من ضجيج التصوير.
الخلاصة
بالرغم من الحجم الصغير للهاتف iPhone 12 mini إلا أنه لا زال يؤدي مهامه بأداءٍ جيد، ولمدةٍ لا بأس بها مع بطاريةٍ المتوسطة، إلى جانب الخيارات المتعددة من ذاكرة التخزين الدائم والشاشة عالية الدقة، فضلاً عن امتلاكه لنظام الكاميرات الاحترافية ذات الخوارزميات الجديدة في المعالجة، وكل هذه المواصفات كانت بسعرٍ لم يتجاوز 930 دولار وذلك لأعلى سعةٍ عشوائية متوفرة للهاتف.