مراجعة النسخة الأصغر من آيفون 13 .. iPhone 13 mini لا جديد في التصميم وإنما في الأداء والبطارية

مراجعة النسخة الأصغر من آيفون 13 .. iPhone 13 mini لا جديد في التصميم وإنما في الأداء والبطارية

بعد موجةٍ كبيرةٍ من الشائعات حول إلغاء شركة أبل لطرازها الجديد iPhone 13 mini، ظهر إلى العلن مع بقية طرازات iPhone 13، وقد حمل بين طياته الكثير من المكوّنات المحسّنة كإعداد التصوير والبطارية، وكذلك الشرائح المتقدّمة أيضاً، كما تجاوز بعض العيوب التي ظهرت في هاتف الطراز السابق وضاعف سعة التخزين وحقّق تقدّماً واضحاً في عدة مجالاتٍ كان أبرزها سطوع شاشة العرض.

تصميم الهاتف iPhone 13 mini

تشابه مظهر iPhone 13 mini مع إصداره النظير من العام الماضي، وأحدث تغييراً واحداً فقط من ناحية التصميم، حيث أنه صغّر من حجم شق الكاميرا الأمامية بمقدار 20%، ولكنه لا زال يحتوي على حواف مربعةٍ وهيكلٍ صغيرٍ سهل الاستخدام بيدٍ واحدة، كما أنه يتوافق مع المعيار IP68، ما يعني أنه يقاوم الغبار والماء حتى عند بقائه لمدة نصف ساعةٍ تحت 6 أمتارٍ من الماء.

ومرةً أخرى تعاود مشكلة كشف الوجه مع ارتداء الكمامات بالظهور في هذا الهاتف أيضاً، إذ يفشل مستشعر بصمات الوجه في الكشف عن التفاصيل التي يحتاجها لإلغاء قفل الهاتف ولهذا فقد يشعر المستخدمين بصعوبة هذا الأمر في ظل الوباء المنتشر، خاصةً وأن الهاتف يفتقر إلى وجود مستشعر بصمات الأصابع، كما أن الهاتف 13 mini يكرر لنا مشكلة عدم التوافق مع ساعات Apple Watch لإلغاء القفل عن بعد، إلا أن أبل قد صرّحت بأن المشكلة الأخيرة قيد الإصلاح.

شاشة الهاتف iPhone 13 Mini

لم تغيّر شاشة الهاتف iphone 13 mini من مواصفات العام الماضيّ من حيث تقنية العرض OLED والحجم 5.4 إنش، ولكنها حسّنت من نسبة السطوع، لتظهر بإشراقٍ أكبر لهذا العام.

وقد بدت ألوان الشاشة زاهيةً، وعميقةً للغاية، وهذا ما بدا واضحاً عند رؤية عمق اللون الأسود، والتباين المشبع لبقية الألوان في تجارب اللّعب وعرض المحتويات المختلفة.

 وعند مقارنة هاتف أبل الحاليّ مع طراز العام الماضي و Galaxy S21 كان معدل الخطأ في شاشة iPhone 13 mini يساوي إلى ” صفر” وتعد هذه النتيجة مثاليةً تماماً، وتفوق ما يقدّمه النظير المنافس S21.

كما جاءت شاشة 13 mini بما يقارب 788 وحدة إضاءة في الحدّ الأعلى من السطوع ويكفي ذلك فعلياً لاستخدام الهاتف بسهولةٍ في ضوء النهار، وهذا ما يحتاجه بعض المصوّرين المحترفين، لرؤية لقطاتهم عند التصوير تحت أشعة الشمس.

من ناحيةٍ أخرى، يواجه المستخدمون بعض المشاكل اللمسية ضمن هذه الشاشة حيث أنها تتوقّف عن الاستجابة في بعض الحالات، وربما يعود ذلك إلى مشكلةٍ برمجيةٍ في النظام لا أكثر.

مدى قدرات الكاميرا في هذا الهاتف

أعلن الهاتف iPhone 13 mini عن تغييراتٍ عديدةٍ في مستشعرات التصوير لهذا العام، حيث تعمل كاميرته الأساسية بدقة 12 ميجا بكسل، ولكنها تستخدم مستشعراً أكبر حجماً بالمقارنة مع كاميرا العام الماضي، وهذا ما يجعلها تجمع كماً أكبر من الضوء المحيط، فتحسّن من جودة الصور عند التصوير في بيئةٍ منخفضة الإضاءة.

كما أضافت أبل ميزة التثبيت البصريّ لكاميرا الهاتف iPhone 13 mini، مع أن وجودها في العام الماضي كان يقتصر على الطراز 12 Pro Max، وينبغي أن يساعد ذلك في الحصول على صورٍ أكثر ثباتاً من لقطات OIS الاعتيادية.

ومع دقةٍ تساوي إلى 12 ميجا بكسل للعدسة فائقة العرض، وتكبير حجم المستشعر ضمنها، بات بإمكان الكاميرا ضبط التركيز تلقائياً على الأهداف، وهذا ما ينذرنا بتحسّنٍ كبيرِ في حدة اللقطات فائقة العرض.

وعند مقارنة الهاتف 13 mini مع Galaxy S21، التقط الهاتف الأول صوراً أقرب إلى الواقع، غنيةً ومشبعةً بالألوان وأكثر إشراقاً من لقطات S21 السطحية ذات الألوان الباهتة نوعاً ما.

وفي الظروف التي يبدي بها الهاتف S21 بعض التباين الزائد في الألوان والوضوح غير المحمود في المناطق الساطعة، يقابله 13 mini بمزيدٍ من الألوان الزاهية ونسبةٍ أقل من السطوع للمناطق شديدة الإضاءة.

وبالانتقال إلى الأماكن الظليلة، بدت لقطات الهاتف 13 mini مقبولةً تماماً، كما أنها حافظت على التباين ضمن حدوده المناسبة وأظهرت التفاصيل الحادة في الصور على عكس الهاتف S21 والذي أبدى توهّجاً أكبر فأفقد الصورة بعض الحواف ونسبة التباين الجيدة.

وفي لقطات Portrait، أظهر كلا الهاتفين أداءً متشابهاً إلى حدٍّ كبير، حيث مالت ألوان الهاتف 13 mini إلى الدفء قليلاً، وألوان S21 إلى البرود الواضح، وهذا ما خفّف من التوهّج المعتاد، وحافظ على الألوان الغنية في الصور، كما عمل الهاتفان على تخفيف الضوضاء إلى حدودٍ متقاربةٍ جداً.

وفي اختبار الكاميرا فائقة العرض، تقدّم الهاتف iPhone 13 mini على نظيره S21 من حيث حدة التركيز، وكثافة الألوان، إذ بدت صور الهاتف الأخيرة باهتةً قليلة التفاصيل.

وعند تفعيل الوضع الليليّ كانت لقطات الهاتف S21 أكثر إشراقاً من iPhone 13 mini، حيث توضّحت تفاصيلها بشكلٍ أكبر، وكانت أقوى من ناحية التركيز.

أما عن كاميرا السلفيّ، فقد أظهرت التباين الواضح بين الهاتفين، وحصلت لقطات الهاتف 13 mini في نتيجة الأمر على نعومةٍ أكبر ودفئاً بارزاً في الألوان ودقةً تساوي 12 ميجا بكسل، فيما اتّجهت صور S21 إلى البرودة قليلاً، وتنعيم بعض التفاصيل كملامح الوجوه.

وبفضل الميزة Photographic Styles التي حصلت عليها هواتف أبل لهذا العام، فقد أصبح بالإمكان اختيار نمط التصوير المناسب وفقاً لتفضيلات المستخدم، إذ يتوفر منها أربعة أنماطٍ رئيسيةٍ، تتيح للمستخدم تبديل ما يحلو له من إعدادات هذا النمط.

ومن ناحية الفيديو فيمكننا القول بأن أبل قد أضافت لهواتفها الأحدث بالمجمل بعض الميزات التي تبرز هذه الهواتف عمّن سواها، وقد شمل ذلك وضع التصوير السينمائيّ الذي يقوم بتطبيق تأثريات بوكيه على خلفية الفيديو وينقل التركيز تلقائياً بين الأهداف بحسب موقع الهدف من إطار التصوير، كما أن المحرّك Neural Engine في شرائح المعالجة A15 Bionic كان له تأثيراً واضحاً في تحسين جودة الفيديوهات بشكلٍ عام، والتي يجري تسجيلها في الهاتف 13 mini بدقة 1080 بكسل، مع تأمين 30 إطاراً في الثانية.

إمكانيات الشرائح A15 في الهاتف iPhone 13 mini

ضمّت شرائح الهاتف A15 أربعة نوى لمعالجة الرسوميات، دفعت من خلالها طرازات أبل الجديدة للتقدّم على أفضل إصدارات Android بما في ذلك هواتفه المخصصة للألعاب، إذ حاولت الشريحة الأسرع Snapdragon 888 تقديم كلّ ما لديها لتحافظ على مواكبتها لشرائح A14 Bionic، فيما استمرت أبل في إضافة التحسينات إلى أداء A15 حتى فاقت جميع الشرائح المنافسة، ومع تجهيز الهاتف iPhone 13 mini بشرائح A15، بات يتقدّم نسبياً على أداء الهاتف Galaxy S21 ذي المعالج Snapdragon 888.

وعند التحقق من إنتاجية الهاتفين السابقين وفق المعيار Adobe Premiere Rush، استطاع الهاتف 13 mini تحويل الفيديو من الدقة 4K إلى 1080 بكسل خلال 0.27 ثانية، بينما احتاج S21 إلى ضعف هذا الوقت لإدارة عملية التحويل.

وفي اختباري 3DMark و Geekbench، تفوّق هاتف العام الماضي iPhone 12 mini على نظيره S21 وبفارقٍ كبيرٍ في النتائج أيضاً، فإذاً لا حاجة لنا بمقارنة أيفون ميني الجديد بهاتف سامسونج الرائد من هذه الناحية.

بطارية الهاتف iPhone 13 mini وقوة الشحن

لم تصرّح أبل بسعة بطارية الهاتف iPhone 13 mini ولكنها أفادت بأن بطاريته قد تحسّنت عن العام الماضي بمقدار ساعةٍ ونصف تقريباً، وهذا ما برهنت عليه الاختبارات بعد تجربة الهاتف في تصفّح الويب وفق شبكات 5G، حيث أنه استمر في العمل لغاية 9 ساعاتٍ بينما لم تتجاوز بطارية 12 mini سبع ساعاتٍ ونصف.

ولم ترفق أبل طرازها الجديد 13 mini بشاحنٍ في علبة الهاتف، ولكن بطاريته تدعم قوة الشحن السلكيّ 20 واط في حدودها القصوى، ذلك بالإضافة إلى تقنية الشحن اللاسلكيّ MagSafe، وبقوة 15 واط.

نظام التشغيل في الهاتف

يعمل الهاتف iPhone 13 mini كبقية أعضاء الفريق بنظام التشغيل iOS 15، والذي يتميّز بسمة الإشعارات القابلة للتخصيص، والوضع Focus، وكذلك بعض الخدمات الخاصة من أمثال FaceTime، والعديد من التحسينات والترقيات لحزمةٍ من التطبيقات شملت المتصفّح الافتراضيّ Safari والتطبيق Notes.

وبالرغم من أن الهواتف القديمة لا تحقّق متطلبات الأنظمة الجديدة عادةً، إلا أن أبل قد اعتادت على تصميم هواتفها على مبدأ الاستمرار في تحقيق متطلبات الأنظمة لعدة سنواتٍ وهذا ما يجعل تجربة استخدام 13 mini متماثلةً تقريباً مع الهاتف 12 mini باستثناء بعض الميزات الإضافية مثل Photographic Styles و Cinematic Mode.

الخلاصة

يواصل الهاتف iPhone 13 mini مسيرة الطراز السلف، ويضيف إليه بعض الميزات التي حسّنت من أدائه بشكلٍ ملحوظٍ، حيث ازدادت الشاشة سطوعاً، وارتقت بطارية الهاتف إلى مستوياتٍ أفضل، كما وصلت مستشعرات التصوير الأكبر حجماً إلى مجالاتٍ أعمق للألوان، وجلبت المزيد من التفاصيل، ولا ينبغي لنا تجاهل التحسين الكبير في أداء الهاتف بفضل الشرائح الأحدث إلا أن نظام التشغيل لا يزال متماثلاً تقريباً، وحظي التصميم ببعض التغييرات الطفيفة فقط، وقابلت هذه المواصفات سعراً يبدأ من 700 دولار للطراز ذي الذاكرة 128 جيجابايت ويرتفع إلى 800 و 1000 دولار للطرازين 256 و 512 جيجابايت على الترتيب.



Facebook Twitter Copy Link WhatsApp