بعد أن قامت أبل بتصنيع شرائحها الأحدث M2 أعادت تأهيل أجهزتها اللوحية الأخيرة iPad Pro، لترث مجمل مواصفاتها الاحترافية من جيل العام الماضي، بينما ساهمت شرائحها الجديدة في تحسين الأداء وإنتاج الرسوميات بسلاسةٍ أكبر، كما انعكس تأثيرها الإيجابيّ على قطاع التصوير أيضاً لينتهي في تعديل تقنيات الاتصال وزيادة كفاءة استهلاك الطاقة ومستويات شاشة العرض.
تصميم الجهازين iPad Pro (2022) مقاس 11 و 12.9
لم تعدّل الأجهزة اللوحية iPad Pro M2 أياً من النقاط التصميمية التي وردت في جيلها الأسبق، بل اكتفت بوضع الشعار iPad Pro على غلافها الخلفيّ بدلاً من الشعار الرسميّ المعروف iPad.
وقد تم تصنيع هذه الأجهزة من الألمونيوم الزجاجيّ المعاد تدويره باللونين الفضيّ والرماديّ، وعلى طرازين يحتوي أحدهما على شاشة mini-LED بحجم 12.9 إنش، تعمل بتقنية Liquid Retina XDR، وتدعم الميزة ProMotion ليتغيّر معدل تحديث الإطارات ضمنها وفقاً للمهمة المنجزة على الجهاز، كما يتم تشغيل 1000 وحدة إضاءة في هذه الشاشة في حال تعيين الحدّ الأقصى من السطوع، و1600 وحدة إضاءة لعرض محتويات HDR.
تتميّز شاشة الجهاز 12.9 بألوانها المكثّفة العميقة، ودعمها لمعدل التحديث 120 هرتز، ورسومياتها السلسة حتى مع الألعاب الثقيلة من أمثال Genshin Impact.
أما بالنسبة إلى الطراز الآخر من هذه الأجهزة فيعتمد على لوحة Liquid Retina يبلغ قياسها 11 إنش، وتفتقر إلى مستويات السطوع الكبيرة، وإمكانيات الإضاءة الجيدة في المناطق الظليلة على خلاف ما ورد في شاشة الطراز 12.9.
على أية حالٍ، أحيطت شاشة هذه الأجهزة بأربع زاويا منحنية، وحواف سميكةٍ بالحدّ الذي يقلّل من احتمالية حدوث اللمسات الخاطئة عند حمل الجهاز واستخدامه.
تحتوي أجهزة iPad Pro M2 (2022) على مكبراتٍ صوتيةٍ رباعية، ومنفذٍ من النوع USB-C 3.1 للاتصال بالملحقات والشاشات الكبيرة، ومستشعر Face ID لاكتشاف الوجه بدقةٍ وسرعةٍ أكبر مقارنةً بالأجهزة iPad Pro M1، بينما تخلو هذه الأجهزة من مقبس السماعات والمستشعر Touch ID لقياس بصمات الأصابع، ولا تدعم المعيار IP لمقاومة الماء والغبار.
تفاصيل الأداء الأفضل في أجهزة iPad Pro (2022)
أفادت الشركة المصنّعة أبل بأن شرائحها الأحدث M2 قادرةً على تسريع وحدة المعالجة المركزية بنسبة 15%، وتعزيز الرسوميات بنسبة 40%، كما يستطيع المحرك الجديد Neural Engine تزويد سرعة التعلّم الآليّ بنسبة 40%، وكذلك رفع سرعة نقل العمليات من وإلى الذاكرة بنسبة الضعف تقريباً بالمقارنة مع إمكانيات الشرائح السابقة M1.
أثبتت هذه الأجهزة تقدّمها على جيلها الأسبق في اختبارات الرسوم، وخاصةً عند تحرير الوسائط وتشغيل الألعاب، فوصلت إلى 4100 نقطةً مقابل 2000 نقطة فقط من إنتاج التاب Galaxy Tab S8 Ultra من سامسونج، ومع هذا المستوى من الأداء تستطيع أجهزة iPad Pro M2 تشغيل العديد من التطبيقات والألعاب بسلاسة كبيرة ودون أي تأخير يذكر.
على صعيدٍ آخر، تدعم الشرائح M2 تقنيات الاتصال الأفضل Wi-Fi 6E و Bluetooth 5.3 بدلاً من Wi-Fi 6 و Bluetooth 5.، كما تتوافق مع نطاقات الشبكة sub-6Ghz و mmWave 5G داخل الولايات المتحدة ونطاقات 5Gفقط خارج الولايات، وذلك بواسطة خدمة السيم الرقمية e-SIM أو السيم العادية nano-SIM.
أخيراً، تستطيع هذه الأجهزة إخراج محتوياتها إلى الشاشات الكبيرة عبر المنفذ USB 4/Thunderbolt 3 USB-C أو باستخدام المحوّلات المناسبة وHDMI/VGA ، وبدقة تبلغ 6K، مع معدل التحديث 60 إطاراً في الثانية، كما تدعم استخدام قلم الجيل الثاني Apple Pencil.
إمكانيات قطاع التصوير
يحتوي الجهازين iPad Pro M2 (2022) على كاميرا خلفية رئيسية بدقة 12 ميجا بكسل وأخرى فائقة العرض بدقة 10 ميجا بكسل، أي أنهما يمتلكان نفس العدسات التي وردت مسبقاً في الأجهزة iPad Pro M1، بينما تدعم الأجهزة الأحدث M2 ميزة التصوير Center Stage والتي تبقي على الهدف ضمن إطار التصوير بالاستناد إلى تقنيات تتبّع الوجه.
وقد أصبح بإمكان الأجهزة الجديدة iPad Pro (2022) تسجيل مقاطع الفيديو الاحترافية مع تفعيل الميزتين ProRes و ProRes RAW، بالإضافة إلى تحديد الدقة بالمقدار 4K، وتخزين 30 إطاراً في الثانية، وإنجاز جميع ما سبق بسرعة أكبر بثلاثة أضعاف مما كانت تقوم به الأجهزة السابقة، إلا أن مقاطع الفيديو بهذه المواصفات ستشغل مساحةً كبيرةً من ذاكرة الجهاز، وهذا ما جعل خيارات التخزين تتجّه نحو السعة 2 تيرابايت، كما أن تصوير هذه المقاطع سيحتاج منا تحميل تطبيقٍ خاص بالخيار ProRes حيث لا يحتوي تطبيق الكاميرا الافتراضيّ في الجهاز على خيار التبديل إلى الميزة ProRes.
نظام التشغيل في الجهازين iPad Pro M2
تعمل الأجهزة اللوحية iPad Pro M2 بنظام التشغيل iPadOS 16، وتدعم بناءً على ذلك الكثير من الميزات البرمجية الجديدة كوضع التركيز Focus، تعديل وحذف الرسائل، بالإضافة إلى بعض التطبيقات المميّزة أيضاً من أمثال التطبيق Home، لإدارة الأدوات المنزلية الذكية.
كما يدعم تطبيق الطقس Weather في الأجهزة اللوحية الأخيرة كافة المزايا التي ورد ذكرها في هواتف iPhone وحواسيب Mac، ناهيك عن مجموعة التعديلات التي حصلت على التطبيقات الأخرى كتطبيق إدارة الملفات، جهات الاتصال، الملاحظات، وغيرها الكثير.
وقد شملت جملة الإضافات في أجهزة iPad Pro M2 دعم الذاكرة الافتراضية، التوافق السريع مع الشاشات الكبيرة وأجهزة Mac وMacBook، وكذلك دعم خيارات Display Zoom التي تمكّننا من تقسيم الشاشة ما بين العديد من التطبيقات والعناصر، وأخيراً دعم الوضع Reference لتكييف ألوان الشاشة وعمقها، ودعم القلم الذكيّ Apple Pencil والذي يلعب دوراً مهماً في عمليات الرسم والتلوين وتحرير الصور لدى المحترفين الرقميين.
من ناحيةٍ أخرى، تفتقر هذه الأجهزة إلى بعض التفاصيل الصغيرة التي يمكن ملاحظتها مع الاستخدام الاعتياديّ، كغياب تطبيق الحاسبة، ودعم خدمات تعدّد المستخدمين وحتى ميزة العرض ملء الشاشة.
كما حاولت أبل حلّ مسألة تقسيم الشاشة بين التطبيقات المتعددة بواسطة الخدمة Stage Manager والتي تم إعدادها لأجهزة آيباد ذات الشرائح M1 وM2 فقط، بينما لم تخل هذه الخدمة من الأخطاء البرمجية التي تتعلّق بسحب وإفلات التطبيقات إلى مساحة العمل، وكذلك توسّع بعض التطبيقات داخلها على حساب التطبيقات الأخرى، بالإضافة إلى الإلغاء العشوائيّ لمساحة العمل.
وقد يحتوي المتجر App Store على كافة التطبيقات اللازمة لأجهزة iPad إلا أن الأمر لا ينطبق على منتجات Pro، حيث يفتقر متجر التطبيقات في iPad Pro M2 إلى التطبيق Final Cut Pro، Xcode، Blender، وغيرها من التطبيقات أيضاً.
وفي النتيجة، يمكن للمستخدم أن يستفيد من خدمات iPad Pro كاملةً من خلال شراء الكثير من الميزات والملحقات المنفصلة بما في ذلك الميزة hover والقلم الذكيّ Apple Pencil، وكذلك لوحة المفاتيح Magic Keyboard.
كم يدوم عمل هذه الأجهزة بعد شحنها بالكامل ؟
يتوقّف دوام البطارية في أي جهازٍ كان على نسبة السطوع التي ينتجها، وتشغيل تقنية الاتصال 5G أو إيقافها، وقد استطاع الجهاز iPad Pro M2 ذي الشاشة 12.9 إنش، الوصول إلى 10 ساعات ونصف تقريباً، مع تصفّح الويب ومشاهدة المحتويات، بينما يمكن للطراز ذي الشاشة الأصغر 11 إنش أن يتجاوز 11 ساعةً مع تنفيذ نفس المهام.
كما ضمّنت أبل علبة أجهزتها اللوحية iPad Pro M2 بشاحن بقوة 20 واط، ليقوم بشحن بطارية الجهاز 12.9 إنش بشكل كامل خلال ساعتين ونصف، حيث لا تدعم هذه الأجهزة ميزة الشحن اللاسلكيّ.
خلاصة القول
توصّلت أبل إلى أجهزة iPad Pro M2 بعد جهدٍ واضح منها في مجال تحسين الأداء، واحترافية الرسوميات وتسوية بعض المشكلات التي ظهرت في الجيل الخامس من أجهزة iPad Pro، فبرعت أجهزتها الأخيرة في تشغيل الألعاب وإدارة استهلاك الطاقة، وتقديم المحتويات بأفضل عرضٍ ممكن، وكذلك تسجيل الفيديو مع ميزات احترافية إضافية، ولكنها لا زالت تعاني من بعض الأخطاء البرمجية التي ترافق النظام iPad OS، وتستقرّ في نقطة سعرية لا تقلّ عن 900 دولار.
اريد اشتري