تابعنا على اليوتيوب
توجّهت أبل منذ العام الماضي إلى تحسين البنية الداخلية لطرازاتها المطوّرة، بدلاً من الاعتناء في مظهرها الخارجيّ وإعطائه الأهمية الأكبر، كما تفعل بقية العلامات التجارية في الوقت الحاليّ، وقد استمرت على هذا النحو في هواتفها الأخيرة iPhone 16 Pro و 16 Pro Max، فركّزت في المقام الأول على نظام التصوير وميزاته المتعددة، وأضافت إليها الكثير من التفاصيل الجديدة للتصوير الثابت وتسجيل الفيديو أيضاً.
اختلافاتُ طفيفة في التصميم عن الهواتف السلف
يتميّز الهاتف iPhone 16 Pro Max عن شقيقه Pro وهواتف أبل الأخرى، بشاشةٍ أكبر يبلغ حجمها 6.9 إنش، مقابل 6.3 إنش للطراز 16 Pro، ويمتلك كلا الهاتفين واجهاتٍ أمامية وخلفية ٍ من الزجاج الخالص، وإطارٍ من التيتانيوم المقوّى بجوانب مسطّحةً، وحواف أكبر للشاشة مقارنةً بهواتف الجيل السابق.
ويتوفر هذين الهاتفين حالياً باللون الأسود المتدرج والأبيض المتدرّج ولون التيتانيوم المعدنيّ، والصحراويّ المتدرّج.
ميزات جديدة للتصوير في الهاتفين iPhone 16 Pro و 16 Pro Max
اختلفت كاميرات الهاتف iPhone 15 Pro في السابق عن نظيراتها في الطراز 15 Pro Max، بينما يشترك الهاتفان iPhone 16 Pro، و 16 Pro Max بعدسات التصوير ذاتها.
وعلى غرار الهاتف Xperia 5 II، من سوني، يمكن لطرازات أبل الاحترافية الجديدة تسجيل الفيديوهات البطيئة بالدقة 4K حيث يتم تسجيل 120 إطاراً في الثانية، ويمكنها القيام بذلك عبر تطبيق الكاميرا الأساسيّ، فلا يحتاج الأمر إلى تطبيقٍ خاصٍ بالتصوير وتخزين الصور كما في هاتف سوني.
وإن توفرت الإضاءة بمستواها الجيد، أمكن للهاتفين 16 Pro و 16 Pro Max تقديم أفضل النتائج من الفيديوهات البطيئة، بينما تنخفض دقة تصوير الفيديوهات العادية إلى HD، مع تراجع الإضاءة في المكان، فلا يستطيع الهاتف التقاط أكثر من 30 إطاراً في الثانية مع تعيين الدقة 4K.
ومع تفعيل التصوير البطيء للفيديوهات، سنحصل على الكثير من التفاصيل، والنطاق الديناميكيّ الجيد، وكذلك الألوان العميقة عالية الدقة تماماً كما لو أننا في وضعية التصوير الافتراضيّ.
وقد أضافت أبل لهواتف العام 2024، زر التفاعل Action، حيث يمكن نقره لتشغيل تطبيق الكاميرا، والتقاط صورةٍ ثابتة، أو تسجيل فيديو عند الضغط عليه مطوّلاً، وتم وضع هذا الزرّ أسفل زر الطاقة على الجانب الأيمن من الهاتف، وبنقره مرتين متتاليتين سنحصل على قائمةٍ مختصرةٍ من أدوات الكاميرا المتاحة، فإن قمنا باختيار الأداة Zoom، نستطيع عندها تحريك إصبعنا على الزر للاقتراب من الهدف أو الابتعاد عنه، وباختياره لتعديل الوضع بورتريه نستطيع تقليل أو زيادة ضبابية الخلفية، أو حتى التمرير بين أوضاع ومؤثرات التصوير.
كما أفادت أبل بأنها تحاول زيادة فعالية هذا الزر بإمكانية نقره بحدٍّ معيّن لتحديد مستوى التركيز أو التعريض في الصورة كما يحدث عادةً مع الكاميرات الرقمية الاحترافية.
تفاصيل عدسات التصوير
تحتوي مجموعة الهواتف iPhone 16 Pro على كاميرا رئيسيةٍ أسرع من نظيرتها في طرازات العام الماضي، وبدقةٍ تساوي 48 ميجا بكسل، إلى جانب كاميرا التقريب المخصصة telephoto بدقة 12 ميجا بكسل، حيث يمكنها الاقتراب من الهدف بنسبة x5، متقدّمةً بذلك على كاميرا الهاتف 15 Pro، إذ يتوقف التقريب في الأخيرة عند النسبة x3.
وتتيح لنا الكاميرا فائقة الاتساع ذات الدقة العالية في كلا الهاتفين، التقاط صور ماكرو للأهداف القريبة، وبجودةٍ غير مسبوقةٍ على الإطلاق، كما تبدو الصور الافتراضية لهذه الكاميرا مرضيةً للغاية، مع تباينٍ جيدٍ ونطاقٍ ديناميكيٍّ مقبول، ولكنها لا تضاهي فعلياً مستوى التفاصيل والسطوع والجودة التي تحظى بها لقطات الكاميرا الرئيسية، إذ تراعي هذه العدسة عوامل تجميل البشرة، وإظهار لونها وتفاصيلها بأفضل حلة.
وأخيراً عند التقاط صورةٍ ما، أو تسجيل فيديو بواسطة هواتف Pro الجديدة من أبل، سنتمكّن من معاينتها في تطبيق الصور Photos app، والنقر على الصورة لعرضها بوضعية ملء الشاشة.
أداء الهاتفين iPhone 16 Pro و 16 Pro Max
جرى تشغيل هواتف أيفون الأخيرة بشرائح المعالجة المطوّرة من أبل A18 Pro، والتي تقوى بدورها على التعامل مع كافة المهام الموكلة إليها، وحتى المكثّفة منها، كتصوير المقاطع الطويلة ذات الدقة العالية 4K، والتمرير ما بين التطبيقات اليومية، وممارسة ألعاب الفيديو على اختلافها.
ولم تصرّح أبل جهراً بسعة البطارية الخاصة بهواتفها الجديدة، بينما كشفت اختبارات البطارية عن قدرتها للاستمرار في العمل لما يتجاوز 12 ساعة، حتى وإن قمنا بتسجيل الفيديوهات وتعيين الحدّ الأقصى من السطوع، ولا تحتاج هذه البطارية لأكثر من ساعةٍ تقريباً لإعادة شحنها بالكامل بواسطة الشاحن الموافق لها.
النسخة التجريبية من نظام التشغيل المحسّن
يعمل كلا الهاتفين iPhone 16 Pro و 16 Pro Max، بالنسخة التجريبية من نظام التشغيل iOS 18.1، حيث يقدّم لنا بعضاً من ميزات أبل الخاصة والتي عرفت مؤخراً باسم “Apple Intelligence”، شاملاً ذلك أدوات الكتابة الذكية، إذ يمكننا تصحيح ما قمنا بكتابته وإعادة صياغته بنبرةٍ مختلفةٍ ونمطٍ مختلف، فيمكن للنمط الاحترافيّ مثلاً صياغة النصّ بأسلوبٍ متكلّفٍ تماماً، كما تعنى الأداة Summarize بانتقاء المحتويات التي نفضّلها فقط من مجموعة الأخبار أو المقالات المتاحة لدينا.
وبالانتقال إلى تطبيق الصور Photos app، سيكون بوسعنا إنشاء فيديوهات الذكريات بنقرةٍ واحدةٍ مع إعطائها العنوان المناسب لتبدأ ميزة إنشاء الأفلام باختلاق الفيديو المناسب من صورٍ ومقاطع صوتيةٍ وعنوانٍ نصيٍّ أيضاً.
وبفضل الميزة Clean Up، نستطيع إزالة العناصر غير المرغوب بها من أي صورةٍ كانت، مع صعوبة التمييز بين الصورة المعدّلة والصورة الأصلية، إذ تختفي العناصر وتكتمل تفاصيل الصورة من خلفها اعتماداً على الذكاء الاصطناعيّ.
كما يبدو المساعد الرقميّ Siri أسرع من ذي قبل في التدريب، والإصغاء إلى أوامر المستخدم، وأسئلته المتكررة، حيث يمكنه الإجابة عن مستوى مساحة التخزين المتبقية في الهاتف، ولكن الأمر لا يخلو حتماً من الأخطاء بين الحين والآخر.
ولتخصيص الهاتفين iPhone 16 Pro و 16 Pro Max، بحيث يتلاءم كلُّ منهما مع استخداماتنا الشخصية، يمكننا تحريك ونقل التطبيقات من الشاشة الرئيسية، وتغيير ألوان الأيقونات وأحجامها وحذف أسمائها، وإضافة بعض الاختصارات إلى مركز التحكم، ذلك فضلاً عن إمكانية التحكم بأضواء الجزيرة الديناميكية Dynamic Island، إذ أصبح بوسعنا استخدام الرموز التعبيرية ضمنها، أو الصور الشخصية للاستعانة بها في المراسلات.
ولمسح رموز الاستجابة السريعة الخاصة بشبكات WiFi نستطيع اللجوء إلى ماسح الكود الخاص في تطبيق كلمات المرور Passwords.
ماذا بشأن جودة الصوت في هواتف iPhone Pro الجديدة
تدعم هواتف أبل 16 Pro و 16 Pro Max الميزة الصوتية Audio Mix، وتستخدمها في تسجيل الفيديوهات المصوّرة، حيث تقوم هذه الميزة بعزل صوت الفيديو عن الضجيج الخارجيّ، وتتيح الطريق أمام المستخدم لضبط الصوت والتركيز على صوت المتحدّث أمام الكاميرا، فيبدو وكأنه يتحدث بواسطة ميكروفون الهاتف، كما يمكننا فصل صوت المتحدث في الفيديو عن بقية الأصوات المحيطية.
الخلاصة
بعد أن وضعت أبل قواعد التصميم الأخيرة لهواتفها الذكية في العام الفائت، بدأت بإضافة بعض اللمسات البسيطة على الهيكل، فكان للزر الجديد Action وظائف متنوعةً في التصوير، ناهيك عن جهودها الكبيرة في تحسين عدسات الكاميرا وتقنياتها والارتقاء بها إلى أعلى مستويات الدقة الممكنة، وذلك بمساعدة الشرائح والأدوات البرمجية المطوّرة، مع أن النطاق السعريّ لهذه الهواتف لم يرتفع بشكلٍ كبيرٍ عن الهواتف الاحترافية السابقة 15 Pro.