مايكروسوفت أيضاً قد تتخلى عن معالجات انتل لصالح معالجاتها الخاصة !

مايكروسوفت أيضاً قد تتخلى عن معالجات انتل لصالح معالجاتها الخاصة !

أطلقت شركة Apple منذ شهرٍ تقريباً سلسلةً جديدة من حواسب Mac المزودة بشرائح M1 الجديدة من آبل متخليةً بذلك عن شرائح المعالجة إنتل، وعلى ما يبدو فإن مايكروسوفت تسير بنفس الاتجاه.

حيث أفادت التقارير الواردة من قبل Bloomberg بأن مايكروسوفت تعمل حالياً على إنتاج معالجاتها الخاصة والتي سيتم تضمينها في مراكز البيانات، ومنتجات Surface القادمة بناءً على معمارية ARM.
إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة إطلاق إحدى هذه المنتجات قريباً، فقد يحتمل ذلك بعض الوقت، ولكن من ناحيةٍ أخرى إذا كان ذلك صحيحاً فإن منهجية الحوسبة في العالم ستبتعد عن إطار معالجات إنتل.

لم يتم الإفصاح عن أسماء المنتجات التي ستحمل المعالجات الجديدة، أو التوقيت الزمني لذلك، إلا أن ابتعاد مايكروسوفت عن معالجات إنتل لم يكن الأول من نوعه، حيث تم تضمين الحاسب Surface Pro X شرائح مخصصة من كوالكوم بمعمارية ARM، ليصدر بعد ذلك أحد إصدارات الحاسب Surface Laptop 3 مع المعالج AMD Ryzen 3000، بالرغم من تشغيل الإصدار الآخر من نفس الحاسب بمعالج إنتل وقد أتيح الأخير للمستخدمين المحترفين.

كما أكدت هذه التقارير أن جهود مايكروسوفت ستفضي إلى ابتكار المعالجات الجديدة التي ستحلّ مكان الشرائح Intel Xeon في مراكز البيانات لدى Microsoft وكذلك في الحاسب Surface Pro 8 وهو ما يعني إمكانية ظهور حاسبٍ جديد من Surface يحمل هذا الشرائح الجديدة من مايكروسوفت.

أما من جهة إنتل، فقد أشارت إلى أنها تسعى إلى تصنيع الكثير من المعالجات التي تعتمد في عملها على الذكاء الاصطناعيّ وذلك نتيجةً للطلب الكبير على هذا النوع بالتحديد من المعالجات، وقد صرّحت هذه الشركة عن تزويدها الكثير من شركات التصنيع في العالم بالشرائح اللازمة لتشغيل حواسيبها الجديدة وفق نظريات الذكاء الاصطناعي، وهذا ما يقودنا بالطبع إلى احتمالية توسيع هيمنة إنتل، على منتجات الشركات المصنّعة بما في ذلك المنتجات التي تعمل على تأمين شبكات الجيل الخامس، الرسوميات المطوّرة و تقنيات تعلم الآلة.

ما معنى هذا بالنسبة لنا كمستخدمين؟

إذا ما تخلّت مايكروسوفت عن شرائح إنتل في منتجاتها القادمة، فإن ذلك لن يكون غريباً عليها بكلّ تأكيد، حيث جاء الحاسبان Surface Pro X و Surface Laptop 3 بشرائح مختلفةٍ عن منتجات إنتل. ولكن يمكننا القول بأن مايكروسوفت تسعى فعلياً إلى تحسين النظام Windows 10 الذي يعمل بالاعتماد على الشرائح ARM وهذا ما سيدفع المستخدمين لاقتناء الحواسيب الرائجة بهذه المعالجات.

ويعتبر أحد أسباب نجاح الحواسيب المزوّدة بشرائح Apple M1 في أنها تقوم بتشغيل برامج x86 من خلال Rosetta2 المضمنة في نظام التشغيل macOS التي تقوم بترجمة هذه البرامج إلى صيغة مفهومة بالنسبة لشرائح M1 الجديدة.

ولا تمتلك Microsoft في الوقت الحالي أيّ جزءٍ من آلية العمل المذكورة آنفاً، ما يعني أنها تستحوذ في الوقت الحالي على قسمٍ بسيط من تطبيقات الحواسيب التي تتوافق في العمل مع نظام التشغيل Windows المعتمد على الآلية ARM، لا سيما تلك التطبيقات المتوفرة لدى المتجر Microsoft.

كما تشير التقارير إلى أن الرقائق الجديدة من مايكروسوفت ستستخدم في مراكز البيانات الخاصة بها وهذا ما سينعكس بكل تأكيد على عوامل التسعير لمنتجات الشركة، إلا أن ذلك فعلياً سيحد العلاقات ما بين مايكروسوفت وإنتل نظراً لأن الشرائح الأقوى لدى إنتل تنحصر في الفئة Xeon والتي تم تضمينها في السابق لمراكز البيانات لدى Microsoft.

وبشأن هذا لم تصرّح مايكروسوفت بأيٍ من المعلومات الواردة على الإطلاق، ومن غير المحتمل أن تحدث مثل هذه الأمور على المدى القريب، حيث استغرق مشروع Kalamata – الخاص بتطوير الشرائح لدى آبل – عدة سنوات حتى تمكّنت من حسم القرار بشأنه، كما تدرس مايكروسوفت قراراتها بطريقةٍ مشابهة تماماً.



Facebook Twitter Copy Link WhatsApp