تطلق الهواتف موجات راديوية بترددات عالية قد لا تكون أقل خطورة من الإشعاعات النووية، وتعتبر أعلى من المعايير التي تسمح بها هيئة الاتصالات الفيدرالية، وتواجه شركات إنتاج الهواتف الذكية حالياً تحقيقات تخصّ العديد من الهواتف الشائعة ويبدو أن آبل تعاني من هذا الأمر فقد تم اختبار iPhone7 في أغسطس/آب عام 2018 ثم في أكتوبر/تشرين الأول تم اختبار كل من Galaxy S9 وS8 وiPhone X والعديد من الهواتف الأخرى بناءً على معايير حزمة الإرسال والتردد، وأظهرت الاختبارات أن تلك الهواتف تجاوزت الحد الأعلى المسموح به وقد بررّت آبل وسامسونج ذلك بطريقة حمل المستخدم للهاتف والتي تقوم بتفعيل حساس التقارب الذي بدوره يقوم بتخفيض تلك الانبعاثات الراديوية.
إن المسافة الآمنة لحمل الهاتف هي من 5 حتى 15 سم بعيداً عن الجسم ولكن نظراً لأن أغلب المستخدمين يقومون بوضع هواتفهم في جيوب ملابسهم مباشرةً بعد استخدامها فهذا يترك مسافة لا تتجاوز 2 مم وبعد الاختبارات تبين أن معدل امتصاص الجسم SAR تجاوز بشكل كبير مستوى الأمان المنصوص عليه البالغ 1.6 واط لكل كيلوجرام.
تم تعيين عتبة معدل الامتصاص على مسافات أكبر من الوضع الموجود بين الجسم وبين الهاتف، حيث بدأت هيئة الاتصالات الفدرالية تحقيقاتها برفع دعوى جماعية ضد آبل وسامسونج بسبب مزاعم مضللة عن إشعاعات التردد اللاسلكي علماً ان الاختبارات تم إجراؤها بحسب المعايير القديمة والتي ربما لم تعد صالحةً لهواتف العصر الحديث، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنه عند استقبال مكالمة في مناطق ذات إرسال فإن مستويات الإشعاع تتجاوز المستويات الآمنة بشكل كبير ويعلق أحد العلماء قائلاً:” لا داع للقلق المفرط حتى الآن فنحن بحاجة المزيد من الأبحاث.”
تم إجراء اختبارات على أجسام افتراضية تفصل بينها وبين الهواتف قطعة قماش فقط كمحاكاة لوضع الهاتف ضمن الجيب، وأظهرت معظم الهواتف مستويات عالية، فمثلاً iPhone7 أنتج أشعةً بمقدار ضعف المعيار الآمن وثلاثة أضعاف بالنسبة لهاتف iPhone8 أما هواتف Galaxy فسجل Galaxy S8 أعلاها بمقدار خمسة أضعاف أي ما يعادل 8.22 واط لكل كيلوجرام، ولم يتجاوز ذلك الاختبار سوى هاتفين أظهرا نتائج ضمن المعايير هما iPhone8 Plus وBLU Vivo 5 Mini.