أفادت وكالة رويترز أن شركة TSMC التايوانية قد تواجه غرامة تتجاوز مليار دولار أميركي من قِبل وزارة التجارة الأميركية، بعد أن قامت – عن غير قصد – بتوريد شريحة حوسبة لشركة هواوي تُستخدم في سلسلة معالجات الذكاء الاصطناعي Ascend 910. هذه الغرامة المحتملة تُعد من بين الأكبر في تاريخ وزارة التجارة، وتعكس على الأرجح حجم الشرائح التي حصلت عليها هواوي من TSMC بطريقة غير مباشرة.
بموجب قواعد التصدير الأميركية، يمكن فرض غرامات تصل إلى ضعف قيمة أي صفقة غير مصرح بها. وحتى الآن، لم يتم اتخاذ أي إجراء رسمي ضد TSMC، إلا أن وزارة التجارة عادة ما تبدأ بإرسال ما يُعرف بـ”خطاب التهم المقترحة” يتضمن تواريخ الانتهاكات، وقيم الصفقات، وكيفية احتساب الغرامة. وعلى سبيل المثال، تم تغريم شركة Seagate بمبلغ 300 مليون دولار العام الماضي بعد أن زودت هواوي بأقراص صلبة بقيمة 1.1 مليار دولار.
وبحسب التقرير، فإن شريحة الحوسبة التي قامت TSMC بتصنيعها كانت مخصصة لشركة Sophgo، وهي شركة حليفة لمورد معدات تعدين العملات المشفّرة Bitmain. لكن اتضح لاحقًا أن تلك الشريحة كانت جزءًا من معالج هواوي Ascend 910. وتجدر الإشارة إلى أن هواوي مدرجة على “قائمة الكيانات” التابعة لوزارة التجارة الأميركية منذ منتصف عام 2020، وهو ما يتطلب من شركات مثل TSMC الحصول على ترخيص تصدير لتزويد هواوي بأي منتجات تحتوي على تقنيات أميركية، بما في ذلك الشرائح المصنوعة بأدوات أميركية الصنع.
وبعد أن كشفت شركة TechInsights أن شريحة Ascend 910 تحتوي على تلك الشريحة من TSMC، قامت الأخيرة بتعليق الشحنات إلى Sophgo، وبدأت التعاون مع وزارة التجارة الأميركية. وفي يناير 2025، تم إدراج Sophgo في “قائمة الكيانات” الأميركية، لكن لا تزال كمية الشرائح التي حصلت عليها هواوي عبر Sophgo غير معروفة.
جدير بالذكر أن TSMC، عندما تستلم تصميم شريحة للتصنيع، لا يمكنها دائمًا معرفة الجهة المطورة الحقيقية أو الغرض النهائي من المنتج. لكن شريحة ضخمة تحتوي على عشرات المليارات من الترانزستورات، قادمة من شركة غير معروفة مثل Sophgo، كان ينبغي أن تثير الشكوك مبكرًا، خصوصًا أنها تتطلب استثمارات هائلة في التطوير.
وبحسب التقرير، فإن هذه القضية أغضبت وزارة التجارة الأميركية، والتي بذلت جهدًا كبيرًا للحد من حصول الكيانات الصينية على معالجات ذكاء اصطناعي متقدمة. وتشير بعض التقديرات إلى أن Sophgo قد زودت هواوي بملايين الشرائح.
منذ اكتشاف الفضيحة في خريف 2024، أصبحت TSMC أكثر حذرًا، وأوقفت التعامل مع شركة PowerAIR في سنغافورة بعد أن كشفت تحقيقاتها الداخلية عن شبهات بخرق قيود التصدير الأميركية.
وتكمن المشكلة الكبرى في أن هواوي تستخدم شركات وسيطة تُقدّم نفسها على أنها مصمّمة شرائح مستقلة، بينما تكون في الواقع واجهات تخفي علاقة مباشرة مع هواوي. وبعد حصولها على الشرائح، تبذل هواوي كل ما في وسعها لإخفاء مصدرها، في محاولة لتفادي العقوبات الأميركية. وفي نهاية المطاف، تجد شركات مثل TSMC نفسها ضحية لهذا التمويه المنظم.