ما هي حواسب Chromebook و ماهي استخداماتها؟

ما هي حواسب Chromebook و ماهي استخداماتها؟

تعدّ السلسلة Chromebook أحد البدائل المبتكرة للحواسب المحمولة بما في ذلك MacBook وسواها من الحواسب التي تعمل بنظام Windows. حيث تعمل حواسب هذا النوع بنظام التشغيل Chrome من Google بدلاً من أنظمة Windows 10 أو MacOS بالإضافة إلى كونها سهلة الحمل والاستخدام.

و تتناسب حواسب Chromebook مع استخدامات الطلبة وغيرهم من المستخدمين الذي يرغبون بالحصول على حاسبٍ شخصيّ بسعرٍ معقول.

تفاصيل نظام التشغيل

ذكرنا في المقدّمة أن الحواسب Chromebook تعمل بنظام التشغيل Chrome الذي كان في أساسه متصفّحاً عادياً تمت إعادة برمجته ليصبح نظاماً بديلاً لبقية الأنظمة المتوفرة حالياً. ولهذا النظام مميزاته الخاصة التي توفر للمستخدم كلاً من مدير الملفات، مشغّل التطبيقات، شريط المهام، والمزيد.

كما يلقي هذا النظام بتركيزه الأكبر على خدمات جوجل، من أمثال جيميل، يوتيوب، تطبيق الخرائط، والوثائق، بشكلٍ يتشابه تماماً مع نظام أندرويد.

ويعتمد النظام Chrome OS بشكلٍ خاص على التطبيقات المستندة إلى الويب، والتي يمكننا فتحها واستخدامها ضمن علامة تبويبٍ داخل المتصفّح كروم، بدلاً من التطبيقات التي يجري تحميلها وتثبيتها إلى النظام، حيث يتم اعتبار النوع الأول من التطبيقات كحملٍ خفيفٍ على النظام، وهذا ما يوفر لها بدء التشغيل السريع فضلاً عن زيادة مستوى الأداء حتى مع العتاد الماديّ محدود القدرات.

كما يمكننا تثبيت التطبيقات المستندة إلى الويب عبر المتجر Chrome Web Store، والذي يستند هو الآخر إلى الويب ليتم تضمينه في حزمةٍ واحدة تعمل على تثبيت التطبيقات المناسبة للهواتف المحمولة، ويتم ذلك فعلياً بمساعدة الوظائف الموافقة.

مع الإشارة إلى احتياج غالبية هذه التطبيقات إلى الاتصال في الانترنت، بينما يمكن لتطبيقات الأخرى العمل دون اتصال.

ونسبةً لأن تطبيقات كروم نادرة الاستخدام، فقد عملت جوجل على إيقافها تماماً على أنظمة MacOS ، Linux و Windows، خلال شهر حزيران/ يونيو لهذا العام 2020، كما قررت جوجل سحب المكونات الأساسية لهذه التطبيقات لأجل الحواسب Chromebook خلال الشهر نفسه.

كما ساهم استبدال تطبيقات كروم في دعم تطبيقات أندرويد التي جرى تثبيتها عبر المتجر جوجل بلاي، وبهذا يمكننا الحصول على أفضل ما يحتاجه عالم التطبيقات من النظام السريع والخفيف، إلى مكتبةٍ عامة لتطبيقات أندرويد المخصصة، ما يعني أن هذه التطبيقات بنوعيها ستشغل مساحةً إضافية عن تطبيقات الويب الخفيفة.

مساحة التخزين والشاشات

غالباً ما تكون سعات التخزين الداخلية محدودةً نوعاً ما، إلا أن الانترنت يوفر للمستخدمين مساحةً افتراضية تبلغ سعتها 100 جيجابايت، ومن الممكن توسيعها أيضاً عند الحاجة إلى ذلك، وبالتالي سيكون لدينا مساحةً كافية لمحتويات التطبيقات وما تحتاجه المهام لكي يتم إنجازها بالشكل الصحيح، وغير ذلك من أنماط استخدام الحواسب.

وتأتي بعض حواسب Chromebook مزوّدةً بمساحةٍ أكبر للتخزين الداخلي إلا أن ذلك سيرفع من سعر الحاسب فعلياً.

وما توفره لنا عملية الحفظ على الانترنت هو إمكانية الوصول إلى ما نريد في أي وقت ومن أي حاسبٍ كان، كما أنه لا داعي للقلق حيال ما تم جمعه من التطبيقات والمستندات.

أما بالنسبة لشاشات هذا النوع من الحواسب، فإن أحجامها تميل إلى مواكبة الشاشات النظيرة في حواسب ويندوز، حيث تبدأ الحواسب Chromebook مع شاشةٍ بقياس 12 إنش كما في الحاسب Pixel Slate، لتنتهي طرازات هذه الحواسب بقياس 15 إنش، في الحاسب Lenovo Yoga Chromebook C630. وبالرغم من توفرها بأحجامٍ صغيرةٍ إلى حدٍّ ما، إلا أنها تعمل بشكلٍ جيدٍ للغاية، بمساعدة الشاشات الخارجية، لمن يحتاج إلى مساحةٍ أكبر في التعامل مع الحاسب.

كما أن دقة هذه الشاشات لا زالت في مستوياتها الراقية حيث تبلغ دقة الشاشة في الحاسب Pixel Slate المقدار 3000x 2000 بكسل، ويعتبر هذا مستوى جيداً للغاية.

كما تعمل شاشة الحاسب Chromebook المصنّع من قبل شركة لينوفو بدقةٍ تصل إلى 4K، فيما يأتي الحاسب Galaxy Chromebook من تصنيع سامسونج بشاشة AMOLED الذكية تعمل بدقة 4K أيضاً، وتشتمل على أحدث المعالجات من الجيل العاشر Intel Comet Lake.

وبالرغم من انخفاض مستويات الدقة في الحواسب Chromebook إلا أن هذا لا ينفي ظهور الشاشات بمعدّلاتٍ جيدة من الدقة، كحواسب ويندوز العادية.

هل تعمل حواسب Chromebook بدون اتصال بالانترنت؟

تتصل معظم حواسب Chromebook بالإنترنت، وذلك باستخدام الشبكات Wifi، كما توفر بعض الطرازات منها إمكانية الاتصال الهاتفي، وإذا ما غابت إشارة الاتصال عن الحاسب فهنالك بعض الحلول الروتينية التي يمكننا استعادة الإشارة من خلالها بغض النظر عن نظام التشغيل المستخدم.

حيث يمكننا إنشاء رسائل البريد الالكتروني وقراءتها دون اتصال، وذلك بواسطة الخدمة Gmail Offline، فيما توفر لنا الخدمة Google Drive إمكانية العمل على المستندات دون الحاجة إلى الاتصال.
حيث تقوم التطبيقات غير المتصلة بالإنترنت بحفظ أعمالنا تلقائياً ومزامنتها احتياطياً مع الخدمات التي تجري عبر الانترنت، عند إعادة توصيل الحاسب Chromebook إلى الشبكة مجدداً. كما يمكننا تحميل ألعاب أندرويد، وتشغيلها دون اتصال.

أداء حواسب Chromebook

غالباً ما تظهر لنا الحواسب Chromebook مواصفاتٍ لا يمكننا مقارنتها فعلياً بما يقابلها من حواسب ويندوز، وذلك لأنها تقدّم الخدمات الخفيفة و الأساسية للمستخدمين، الأمر الذي لا يحتاج منها قدرات معالجة كبيرة ولا يحتاج منها أن تكون فائقة القوة.
حيث أن الهدف من النظام Chrome OS لم يكن تشغيل برامج الحواسب المعروفة أو تطبيقات أندرويد، وإنما أرادت جوجل لهذه الحواسب أن تتوفر بأسعارٍ معقولة مواكبةً لحواسب Microsoft و Apple، وغيرها من الحواسب التي تمتّعت بالأمان الكافي نسبةً لأنها كانت تعتمد في عملها التطبيقات المستندة إلى الويب. وهذا ما أنتج لدى هذه الحواسب نظام التشغيل الخفيف، الذي يختلف تماماً عمّا تقدّمه حواسب ويندوز.

كما أن المكونات المادية الخفيفة تتطلب القليل فقط من الطاقة، وهذا ما يطيل من عمر البطارية بشكلٍ ملحوظ، الأمر الذي روّج لشراء هذه الحواسب بشكلٍ جيد. وقد مهّدت الحواسب Pixelbook و Pixelbook Go لظهور جيلٍ جديد من الحواسب المميزة من النوع Chromebook، مع عتادٍ ماديٍّ عالي الجودة، وأداءٍ أفضل.

إلا أن الحواسب الحالية من Chromebook لم تقدّم إلى الآن سوى المعالجات ذات الفئة الدنيا، والتي تم تصميمها فعلياً لتوفير قدرٍ أكبر من الطاقة مقارنةً بما تستهلكه المعالجات المتطوّرة. وقد شملت هذه الحواسب على توفير المعالجات من نوعي Core i5 و Core i7، إلا أن ذلك قد يكون كثيراً جداً على نظام Chrome OS الخفيف. ويمكن لذاكرة الحاسب أن تكون محدودةً للغاية بسعة 2 أو 4 جيجابايت، ولا سبيل فعلياً لمقارنتها مع السعات المتاحة لحواسب ويندوز، حتى ولو كانت كافيةً لمهام النظام Chrome OS.

أخيراً لا بدّ من الإشارة إلى خلوّ الحواسب Chromebook من شرائح الرسوميات المخصصة، بالرغم من تقديم بعضها لدقة الرسوميات الأعلى من سواها، حيث تنتج الشركة المصنّعة Acer المكوّنات AMD APU لحواسب Chromebook 315، متضمّنةً وحدة الرسوميات Radeon، إلا أن تصميمها كان بهدف تسريع خدمات الويب أكثر من اهتمامها بالألعاب.

تشغيل الألعاب على حواسب Chromebook

لا تعد الألعاب جزءاً من اهتمامات الحواسب Chromebook، ويعود هذا إلى سعة التخزين المحدودة والمواصفات الخفيفة التي توفّرها هذه الحواسب.

حيث أنه لا يمكننا تحجيم ألعاب أندوريد مع شاشات Chromebook الكبيرة، كما أن العديد من هذه الألعاب قد صمّمت ليتم تشغيلها في وضع الهاتف المحمول، وهذا ما يؤدي إلى تعطيل اللعبة في حال قمنا بتوسيعها إلى وضع ملء الشاشة على الحاسب، أو الجهاز اللوحي نسبةً لأنها لا تدعم ذلك.

كذلك وقد لا يتم إدراج ألعاب أندرويد المفضّلة في قوائم جوجل بلاي من الأساس، عند فتحه بواسطة Chromebook وقد يعود ذلك إلى نوعية المعالج، حيث تعتمد الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية على تصميمٍ مختلف من المعالجات ARM، في حين تحتوي الحواسب المحمولة أو المكتبية المعالج x86. وبالتالي فإن معالجات إنتل قد لا تتعرف على هذا النوع من الألعاب بالرغم من أنها تعمل بسلاسةٍ تامة على شرائح Qualcomm Snapdragon المتوفرة في الهاتف المحمول.

وإذا  ما تطلب الأمر للقيام بشرائها فإن حواسب Chromebook قد أعادت هيكلة عتادها الماديّ الأساسيّ لهدفين أحدهما تسريع العمليات المستندة إلى الويب، أما الآخر فهو الحفاظ على السعر المنخفض لعمليات الشراء المطلوبة.

حيث تمنع سعات التخزين المحدودة من تثبيت الألعاب الكبيرة و/أو المتعددة، كما أن أداء هذه الحواسب لن يؤمن لما معدلات الإطار المرتفعة.
أخيراً يمكننا تجاوز ما فرضته هذه الحواسب من قيود على استخدام عتادها الماديّ والبرمجيّ، وذلك من خلال اللعب بواسطة Google Stadia، على المتصفّح كروم.  حيث يتم بث الألعاب مباشرةً على الحاسب Chromebook وبالتالي سيكون أداء اللعبة معتمداً على فعالية الاتصال بشبكة الانترنت، وليس على أداء المعالج.

ويمكننا بعد ذلك شراء الألعاب وبثّها بدقة 1080 بكسل مع معدل 60 إطاراً في الثانية، كما يمنحنا الاشتراك في الخدمة Stadia Pro، بث الألعاب بدقة 4K، وتشغيل مكتبة الألعاب المجانية من جوجل، حيث أنه من شأن هذه الاشتراكات تعزيز تجربة اللعب المدفوعة إلى الدقة 4K.

محدودية حواسب Chromebook

بالرغم من امتلاك حواسب Chromebook لنقاط القوة المعتبرة إلا أن الأمر لا يخلو من بعض النقاط السلبية أيضاً. حيث يعد العيب الأكبر لهذه الحواسب هو انعدام قدرتها على تثبيت البرامج التقليدية والمعتادة لسطح المكتب، فعلى سبيل المثال لا يمكننا تثبيت أياً من تطبيقات تحرير الصور مثل Adobe Photoshop أو GIMP.

فيما عوّضت هذه الحواسب نقطتها السلبية تلك في توفر الكثير من تطبيقات أندرويد والنظام Chrome OS، التي يمكنها أن تسد حاجة المستخدمين من تطبيقات Windows أو MacOS. مع العلم أن نظام Chrome OS أو نظام Android لا يمكن لهما أن يكونا البديل المثاليّ لتلك الأنظمة الضخمة.

بينما لا يمكن اعتبار ذلك من المشاكل الكبيرة في حال كنا نستخدم منتجات جوجل بشكلٍ اعتياديّ، نظراً لارتباط هذه الخدمات والمنتجات والتطبيقات بالكامل في نظام التشغيل Chrome OS، كما أنها تتوافق معه على نحوٍ جيد، في حين أن ذلك لا يبدو كافياً تماماً للنوع الآخر من المستخدمين والذين يحتاجون إنجاز المهام الضخمة والمختلفة على الحاسب.

ويمكن للمستخدمين المحترفين تثبيت نسخة النظام Linux الموافقة للحاسب، ومن ثم تثبيت برامج سطح المكتب حيث يعدّ النظام السابق من أهم البدائل المفتوحة لنظامي التشغيل Windows و MacOS. وبعد تثبيت النظام سنتمكّن من إضافة وتثبيت أي برنامجٍ نفضّل، بما في ذلك تطبيقات تحرير الصور المذكورة سابقاً GIMP و Discord و LibreOffice وغير ذلك الكثير.

مع الإشارة إلى أن الأنظمة Windows و MacOS قد لا تحتوي جميع الإصدارات البديلة لبرامج النظام لينوكس، وهذا ما يضطّرنا إلى الاعتماد على نسخ التطبيقات من أندرويد، أو البدائل المستندة إلى الويب.

الملحقات الخارجية وسعة التخزين

تفتقر الملحقات الخارجية أحياناً وخصوصاً الجديدة منها إلى التعريفات الضرورية للتوافق مع الحواسب Chromebook مع العلم أن عملية التوافق متفاوتة وقد تتاح للملحقات الأخرى، وهذا ما يترك مستخدمي هذه الحواسب في تقييدٍ مستمر حول اختيار الأنواع المناسبة من الملحقات بالنظر إلى ما يتاح لنظام Windows وأجهزة Macbook. 

كما أن سعة التخزين لهذه الحواسب لا زالت تقتصر على مجال التخزين ما بين 16 و64 جيجابايت، وهي في الغالب تتمثّل في قرص التخزين فلاش eMMC على وجه التحديد، ما يعني أنها سريعة التعامل نسبياً إلا أن المساحة المخصصة للتخزين محدودةً للغاية.

وللإجابة عن السؤال حول هذه السعة الصغيرة للتخزين، فإنه يمكننا القول أن الحواسب Chromebook معقولة السعر، وخفيفة الوزن وهذا يعتمد فعلياً على التطبيقات الصغيرة المستندة إلى الويب، فيما قد وفّر دعم الحواسب لنظام أندرويد ، وقدرتها على تثبيت النظام لينوكس، لرفع سعات التخزين إلا أنها لا تزال محدودةً بالفعل.

ما يعني بالضرورة اللجوء إلى الخدمة Google Cloud لنحصل بالنتيجة على 100 جيجابايت من مساحة التخزين السحابية المجانية لمدة عامٍ كامل، في حين يتطلب استمرار التخزين دفع ما يقارب 20 دولار سنوياً. كما تتضمن خدمة Google One مساحة تتراوح بين 200 جيجا بايت و 30 تيرابايت، نحصل عليها مقابل 150 دولار شهرياً. حيث تقودنا الحاجة إلى مساحة التخزين إلى اللجوء للخدمات السحابية ومن ثم القيام بعمليات الاشتراك، وقد يكون تثبيت بطاقة الذاكرة SD أحد أهم البدائل الذكية نسبة لتضمين الحاسب Chromebook للمنفذ المناسب لهذه البطاقات. مع العلم أنه ليس بالإمكان تثبيت التطبيقات على بطاقة SD.

أخيراً يمكننا استخدام أقراص التخزين الخارجية كذلك إذا ما كنا بحاجةٍ إلى مساحة أكبر من المعاد.

الخلاصة

للحواسب Chromebook الكثير من النقاط الإيجابية والسلبيات أيضاً، حيث أنها تؤمن لمستخدميها إمكانية إنجاز بعض المهام بسرعةٍ وسلاسة، فيما تتمثّل سلبيات هذه الحواسب في انعدام قدرتها على تثبيت التطبيقات التي نريد دون تثبيت النظام لينوكس، أو دون توفر المساحة الكافية لذلك نظراً للسعات الداخلية المحدودة لحواسب Chromebook.

أخيراً يمكن القول أن هذه الحواسب قادرةً على مواكبة الحواسب Windows أو Apple MacBooks في بعض النقاط فيما تتراجع عنها في نقاطٍ أخرى كذلك.



Facebook Twitter Copy Link WhatsApp