شهد سهم شركة ميتا قفزة كبيرة حيث ارتفع بأكثر من 20% خلال تعاملات يو الخميس (2 فبراير)، في أكبر ارتفاع شهدته ميتا الشركة الأم لفيسبوك وانستجرام وواتس آب منذ يوليو 2013، وذلك نظرًا لثناء المستثمرين على أهداف الشركة لخفض التكاليف وخطة إعادة شراء الأسهم، وتم تقديم كلاهما جنبًا إلى جنب مع النتائج الختامية لعام 2022 والتي أشارت إلى أول انخفاض في إيرادات الشركة في تاريخها.
كان انخفاض الإيرادات في الربع الأخير في الواقع أكبر انخفاض سجلته الشركة على الإطلاق، ولكنه أقل إلى حد ما مما توقعه المحللون، وقد فقدت أسهم ميتا ما يقرب من ثلثي قيمتها في عام 2022 ونتيجة لذلك توقع المحللون نتائج سيئة.
قدمت الشركة للمستثمرين نتائج الربع الرابع وتعهدت بجعل عام 2023 “عامًا من الكفاءة”، وارتفع سهمها بعد محاولتها تحقيق النجاح من خلال الإعلان عن عمليات إعادة شراء جديدة للأسهم بقيمة 40 مليار دولار، بالإضافة إلى التخفيضات الأخيرة في الوظائف، وقال مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا في بيان مكتوب مع بيان الأرباح: “موضوع إدارتنا لعام 2023 سيكون على أساس الكفاءة، وسنركز على أن نصبح منظمة أقوى وأكثر ذكاءً”.
وقد أعلنت الشركة عن أرباح معدلة بلغت 1.76 دولار للسهم في الإيرادات البالغة 32.16 مليار دولار، بينما توقع المحللون عائدات تبلغ 31.55 مليار دولار، لم تكن مقارنة الأرباح مع تقديرات المحللين متاحة بسبب رسوم إعادة الهيكلة التي أبلغت عنها الشركة، لكن ميتا قدمت توقعات الإيرادات التي فاقت التقديرات، ففي الربع الأول تتوقع الشركة إيرادات في حدود 26 مليار دولار إلى 28.5 مليار دولار.
يأتي تقرير الأرباح بعد عام شديد الصعوبة لشركة ميتا التي أعلنت عن خطط في نوفمبر لإلغاء 11000 وظيفة، تشمل تخفيضات الوظائف نحو 13% من القوى العاملة في الشركة، علاوة على ذلك، كما تم ضخ 40 مليار دولار في سوق تداول الأسهم في عمليات إعادة شراء الأسهم بعد اضافة ما يقرب من 28 مليار دولار في عمليات إعادة شراء أخري والتي تمت خلال عام 2022.
وقال زوكربيرج في البيان المكتوب: “يستمر مجتمعنا في النمو وأنا سعيد بالمشاركة القوية عبر تطبيقاتنا، لقد وصل تطبيق فيسبوك للتو إلى 2 مليار نشاط يومي”.
مثل شركات الوسائط الاجتماعية الأخرى، تواجه ميتا تحديًا ليس فقط بسبب ضعف الاقتصاد الكلي ولكن أيضًا من خلال الانخفاض المؤلم في الإعلانات الرقمية والتي تمثل جميع إيراداتها تقريبًا.
خسرت ميتا ما يقرب من 10 مليارات دولار من عائدات الإعلانات العام الماضي بعد أن غيرت شركة آبل سياسات الخصوصية لجهاز آي فون، زاد هذا التغيير من صعوبة استهداف المستخدمين بدقة بالإعلانات، لكن الشركة أدخلت تحسينات تقنية من خلال نهجها الخاص باستراتيجية الإعلان.
عام 2022 عامًا صعبًا لسوق الأسهم العالمية
كان عام 2022 عامًا صعبًا بالنسبة للأسهم وصناعة التكنولوجيا على وجه الخصوص، حيث شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضًا بنسبة 20% تقريبًا مع انخفاض مؤشر ناسداك وهو مؤشر الأسهم الذي يركز على التكنولوجيا بأكثر من 33%.
يأتي انخفاض السوق لعدة أسباب، كان التضخم المرتفع أحد المصادر الرئيسية لمشاكل سوق الأوراق المالية، كما أدت استجابة البنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم المرتفع عن طريق الرفع المتسارع لأسعار الفائدة إلى تفاقم الركود.
كما أن حالة عدم اليقين في جميع أنحاء العالم بشأن الركود المحتمل في المستقبل، وكذلك الحرب في أوكرانيا، جعلت المستثمرين متقلبين ولجأوا إلى الابتعاد عن الكثيرين من الأسهم بحثًا عن أصول أكثر أمانًا.
عادةً ما يُنظر إلى الأسهم التقنية على أنها أكثر خطورة من الشركات الأخرى، ويواصل العديد منهم العمل دون تحقيق ربح، حيث تستند تقييماتهم المرتفعة إلى التوسع المتوقع والربحية المستقبلية، فعندما تضيق الأموال يبحث المستثمرون عن المزيد من الاستثمارات المؤكدة والشركات المربحة.
شركة ميتا تخسر ثلثي قيمتها في 2022
شهدت شركة ميتا انخفاضًا كبيرًا في أسعار أسهمها خلال 2022 من 325 دولار إلى أقل من 90 دولار في شهر نوفمبر كما قامت بتسريح أكثر من 11 ألف موظف في نفس الشهر حيث سعت لخفض التكاليف، ولكن بدأت الشركة عام 2023 بقوة بزيادة 10.05% في أول خمسة أيام من شهر يناير، ومؤخرًا ارتفع السهم بأكثر من 20% ليصل حاليًا إلى حوالي 186 دولار.
عانت الشركة بشكل خاص في العام الماضي عندما أعلنت عن أرباح الربع الأول في فبراير 2022، وتصدرت عناوين الصحف من خلال تسجيلها أكبر انخفاض يومي في تاريخ سوق الأسهم الأمريكية، حيث خسرت 237 مليار دولار بين عشية وضحاها.
وقد بذلت الشركة أيضًا جهودًا شاملة في رؤيتها لعالم الواقع الافتراضي ميتافيرس، وتم إطلاق Horizon Worlds على فيسبوك في أغسطس الماضي وتم انتقاده عالميًا، ويشير تغيير اسم الشركة من فيسبوك إلى ميتا إلى أنها تخطط للتركيز على هذه الخدمة في المستقبل، بحلول أكتوبر استخدم أقل من 200000 شخص Horizon Worlds وهو أقل بكثير من الهدف، ورأى الكثيرون أن الخدمة محكوم عليها بالفشل.
بداية متفائلة لشركة ميتا
على الرغم من الاضطراب في عام 2022 شهدت ميتا بداية جيدة في عام 2023، حيث بدأ سعر سهمها العام بما يزيد قليلاً عن 120 دولار وارتفع إلى حوالي 128 دولار في الأسبوع الأول من يناير، وفي بداية شهر فبراير قفز السهم عاليًا بنحو 23% ليصل إلى حوالي 186 دولار عقب تقرير أرباح الربع الرابع واعلان الشركة عن اعادة شراء الأسهم والتزامها بتخفيض النفقات.
خفضت الشركة توجيه المصروفات لعام 2023 قائلة إن إجمالي النفقات سيكون من 89 مليار دولار إلى 95 مليار دولار في عام 2023، بانخفاض 5 مليارات دولار إلى 6 مليارات دولار عن توقعاتها السابقة، كما خفضت توجيه الإنفاق الرأسمالي بمقدار 4 مليارات دولار إلى نطاق يتراوح بين 30 مليار دولار و 33 مليار دولار.
وعلى الرغم من أنها ليست زيادة هائلة في سعر سهم الشركة، إلا أن التفوق على متوسط السوق خاصة بعد عام 2022 الكئيب يعد أمرًا مهمًا للشركة، التي تأمل في استعادة بعض خسائرها من خلال الاستمرار في نمو خدماتها ميتافيرس ومن خلال وفورات التكلفة التي تحققت من خلال الموجة الكبيرة من عمليات التسريح في أواخر عام 2022.
قد يكون جزء من ذلك تحقيق استراتيجية الرئيس التنفيذي “مارك زوكربيرج” للادخار التي كان يبحث عنهل عندما أعلنت الشركة عن تسريح العمال في نوفمبر، خلال هذا الإعلان أشار أيضًا إلى أن الشركة ستقلل من بصمتها العقارية وتزيل بعض امتيازات الموظفين لتوفير النقود.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للمستثمرين؟
من المتوقع أن يكون عام 2023 عامًا مضطربًا للمستثمرين بغض النظر عن استراتيجية الاستثمار الخاصة بهم، يشكل سهم ميتا فرصة مثيرة للاهتمام الذي انخفض بشكل كبير عن ارتفاعاته السابقة لكنه لا يزال عملاقًا في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، قد يعني هذا أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للمستثمرين المهتمين للشراء بسعر مخفض.
قد يكون فرصة أيضًا بالنسبة للمستثمرين المفتونين باستثمار الشركة في تقنيات مثل الميتافيرس، وعلى الرغم من أنه حتى الآن تم انتقادها إلى حد كبير، إلا أنه لا يوجد ما يخبئه المستقبل خاصة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا.
إذا أصبح الواقع الافتراضي والميتافيرس جزءًا رئيسيًا من الحياة خلال العقد المقبل، فإن شركة ميتا في وضع جيد للعب دور كبير فيها نظرًا لدخولها المبكر إلى هذا المجال.
