118
أشادت شركة IDC (International Data Corporation) في تقرير جديد بسلسلة iPhone 17 لدورها في تحقيق عام قياسي لشركة آبل وتأثيرها الكبير على سوق الهواتف الذكية. لكن الشركة حذّرت أيضًا من أن بعض المتاعب تنتظر الأسواق العام المقبل، ما سيؤثر على كل من آبل ومصنّعي أجهزة أندرويد. فلن تُطلق آبل هاتف iPhone 18 القياسي العام المقبل، في حين ستؤدي أزمة نقص مكونات الذاكرة إلى التأثير على أسعار الهواتف في 2026.
ووفقًا لـ IDC، ستنمو مبيعات الهواتف الذكية العالمية بنسبة 1.5% هذا العام لتصل إلى 1.25 مليار جهاز، وهو تعديل صاعد مقارنة بتوقعات سابقة عند 1%. وتشير الشركة إلى أن “الأداء المتسارع” لآبل في الربع الأخير من العام هو السبب الرئيسي لهذا النمو. ويتوقع أن ترتفع شحنات آيفون بنسبة 6.1% في 2025 مقارنة بالعام الماضي، “بزيادة حادة” عن معدل 3.9% في الدورة السابقة. بمعنى آخر، من المتوقع أن تشحن آبل أكثر من 247 مليون جهاز آيفون هذا العام، محققة عامًا قياسيًا في 2025. وقالت نبيلة بوبال، المديرة البحثية في IDC، إن “النجاح الهائل لسلسلة iPhone 17” هو المحرك الأول لهذا الزخم.
وبحسب بوبال: “في الصين، أكبر أسواق آبل، أدّى الطلب الهائل على iPhone 17 إلى تسريع أداء الشركة بشكل كبير”. وأضافت: “لقد احتلت آبل المركز الأول في أكتوبر ونوفمبر، وفق بيانات مبيعات IDC الشهرية في الصين، بحصة تتجاوز 20%، متقدمة بفارق كبير عن المنافسين، ما دفع IDC إلى تعديل توقعات الربع الرابع لآبل في الصين من نمو 9% إلى 17% على أساس سنوي. هذا يحوّل توقعًا سابقًا بانخفاض 1% في 2025 إلى نمو إيجابي بنسبة 3%، وهو تحول مذهل”.
وتكرر قصة النجاح هذه عبر مختلف المناطق، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا الغربية اللتين كانتا تشهدان تباطؤًا سابقًا. وسيكون هذا العام ليس فقط فترة قياسية لآبل من حيث عدد الشحنات، بل أيضًا من حيث القيمة، إذ يُتوقع أن تتجاوز مبيعات آبل 261 مليار دولار بنمو 7.2% على أساس سنوي في 2025.
لكن آبل لن تحافظ على هذا النمو في العام التالي، وفق IDC، وذلك لسببين: نقص المكونات و التغيير الكبير الذي تحضره آبل لتشكيلة iPhone 18. إذ لن تُطلق الشركة هاتف iPhone الأساسي في سبتمبر المقبل، وستؤجل إطلاقه إلى 2027. وسيؤثر هذا القرار مباشرة في مبيعات آبل، مع توقع انخفاض الشحنات بنسبة 4.2% في العام المقبل مقارنة بـ2025.
كما ذكرت تقارير سابقة تغيّر آبل استراتيجيتها في سلسلة iPhone 18، إذ من المتوقع أن تكشف في سبتمبر المقبل عن ثلاثة هواتف فقط: iPhone 18 Pro، iPhone 18 Pro Max، وiPhone Fold. وفي المقابل، تتوقع IDC أن تعود شحنات آبل إلى النمو بنسبة 5.4% في 2027.
تشير IDC إلى أن سوق الهواتف الذكية بأكمله سينكمش بنسبة 0.9% العام المقبل، مرجعة ذلك بشكل أساسي إلى نقص الذاكرة العالمي. وتوضح الشركة أن هواتف أندرويد منخفضة إلى متوسطة الفئة ستكون الأكثر عرضة لارتفاع الأسعار نتيجة نقص المكونات. كما تتوقع IDC أن يقوم بعض المصنعين بتغيير استراتيجياتهم نحو طرازات أغلى ثمنًا، لأن هوامش الربح الأعلى تساعدهم على امتصاص تكاليف الذاكرة المتزايدة.
وبينما لم تقدم IDC أمثلة محددة، أشار تقرير كوري حديث إلى أن سامسونج نفسها تواجه صعوبة في تأمين شرائح الذاكرة، إذ تفضّل وحدة أشباه الموصلات لديها بيع ذاكرة RAM لشركات الذكاء الاصطناعي بدلاً من توفير عقود طويلة الأجل لقسم الهواتف الذكية. وقد يؤثر ذلك مباشرة على أسعار سلسلة Galaxy S26 المتوقع إطلاقها في فبراير المقبل.
وبحسب أنطوني سكارسيلا، مدير الأبحاث في IDC: “سيكون العام المقبل عامًا صعبًا على الصناعة؛ ومع ذلك، نعتقد أن السوق قد يشهد متوسط أسعار بيع قياسيًا”. إذ من المتوقع أن يرتفع متوسط سعر الهاتف إلى 465 دولارًا العام المقبل.
وعلى الرغم من توقع انكماش السوق بنسبة 0.9% في 2026، فإن متوسط السعر الأعلى سيرفع قيمة السوق إلى 578.9 مليار دولار، وهو رقم قياسي للصناعة. ثم ستنتعش المبيعات مجددًا في 2027 مع توقع نمو 3% لسوق الهواتف الذكية بالكامل.
