يبدو أننا جميعًا نستعد لدفع المزيد عند شراء هاتفنا الذكي القادم، إذ إن الأسعار ستشهد زيادة قريبًا. يعود السبب الرئيسي إلى ارتفاع تكاليف الذاكرة وتأثيراتها المتسلسلة على قطاع التكنولوجيا. فقد فرضت سامسونج زيادات حادة في أسعار عدة وحدات DDR5 بسبب الطلب الهائل من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
وفقًا لوكالة رويترز، رفعت سامسونج أسعار عدة وحدات DDR5 بشكل حاد بين سبتمبر ونوفمبر. بعض التكوينات شهدت ارتفاعًا وصل إلى 60%. ويُعد هذا أحد أكبر الارتفاعات قصيرة المدى في الأسعار خلال السنوات الأخيرة. وذكر أحد الموزعين أن سامسونج رفعت سعر وحدة DDR5 سعة 32 جيجابايت من 139 دولارًا إلى 239 دولارًا. كما تم رفع أسعار وحدات 16 جيجابايت و128 جيجابايت بنسبة تقارب 50%.
السبب الرئيسي وراء زيادة الأسعار يعود إلى الضغط الكبير على الإمدادات نتيجة طفرة الذكاء الاصطناعي. مراكز البيانات والتدريب تشتري شرائح الذاكرة بكميات ضخمة، بل وتدفع مبالغ إضافية لضمان تأمين المخزون. هذا السلوك في الشراء أدى إلى زيادة حادة في الطلب، ولم يتمكن المصنعون حتى الآن من رفع الإنتاج لمجاراة هذا الطلب، مما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار هذه المكونات.
التأثير المتسلسل وصل بالفعل إلى قطاع الهواتف الذكية
نظرًا لاعتماد الهواتف الذكية الرائدة على النوع ذاته من الذاكرة، فقد وصل التأثير المتسلسل بالفعل إلى كبرى الشركات المصنعة للهواتف. حيث رفعت شاومي مؤخرًا سعر الإطلاق لسلسلة Redmi K90، وأكد رئيس الشركة “لو ويبينغ” بشكل علني أن الارتفاع الحاد في تكلفة الذاكرة كان السبب المباشر في رفع الأسعار للمستهلكين.
وحذّرت شاومي أيضًا من زيادات مستقبلية إذا استمرت الأزمة. كما حذّر المسرّب المعروف Digital Chat Station من احتمال ارتفاع أسعار الهواتف الرائدة بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30% على أساس سنوي. وستكون الأجهزة التي تستخدم ذاكرة LPDDR5X الأكثر تأثرًا. وبما أن الزيادة تؤثر مباشرة على الذاكرة، وهي مكوّن أساسي، فلا تملك الشركات المصنعة خيارًا آخر سوى رفع أسعار الأجهزة النهائية.