بعد انحسار الطلب على هواتف GT Neo من ريلمي، اختفت سلسلة GT عن الأنظار لبعض الوقت، وذلك لأنها لم تأت بالأداء المتوقّع منها بالنظر إلى نطاقها السعريّ المرتفع، وفي مطلع هذا العام قررت ريلمي إحياء هذه الطرازات من جديد، فأطلقت الهاتفين GT 6 و GT 6T، وركّزت في الهاتف الأخير على مستويات الأداء، وزوّدته بالكثير من المواصفات المطلوبة حالياً لاستعادة ثقة المستخدمين.
هاتف ريلمي بحلة جديدة
لم يسبق وأن جاءت هواتف ريلمي بغلاف خلفي بلاستيكي ناعم يأخذ هيئة الألمنيوم، بينما يأتي الطراز GT 6T باللون الفضيّ اللامع، والأخضر الزمرّدي، والأرجوانيّ الهادئ، وينقسم غلافه الخلفيّ إلى قسم الكاميرات في الأعلى والذي يلمع ويمتدّ على عرض الهاتف، والقسم السفليّ الذي يعكس الأضواء بلونه المتدرّج.
ويفصل ما بين واجهتي الهاتف الأمامية والخلفية إطارٌ مسطّحٌ من مادة البولي كربونات البلاستكية، يكسو جوانب الهاتف الأربع، وقد وضعت على أزرار الصوت والطاقة على جانبه الأيمن، بينما يخلو جانبه الأيسر من أي إضافاتٍ تخصّ التصميم، وهذا ما يساعد فعلياً في إمساك الهاتف بإحكامٍ لتجنّب حوادث الانزلاق.
وتبلغ أبعاد هذا الهاتف 162 في 75.1 في 8.65مم، ويزن حوالي 191 جرام، كما يتوافق مع المعيار IP65 لمقاومة الغبار الخفيف ورذاذ الماء.
إظهار بالغ الدقة
يمتلك الهاتف GT 6T من ريلمي شاشة LTPO AMOLED بحوافٍ منحنيةٍ ثلاثية الأبعاد، وتشغل 6.78 إنش من الواجهة الأمامية، كما تعمل بدقة Full Hd+ بما يعادل 1264 في 2780 بكسل، وتدعم معدل التحديث 120 هرتز، وقد تمت حمايتها من التصدّع بواسطة الزجاج المقوّى Gorilla Glass Victus 2، ويمكن الاستفادة من انحناء الشاشة بالاعتماد على الميزة Smart Side-bar والتي يمكن سحبها إلى طرف الهاتف المنحني واستخدامها لأداء بعض الإجراءات في حال تعدّد المهام.
كما تتوافق هذه الشاشة مع مبدأ التحديث التكيّفيّ، فتقوم بتخفيض التحديث إلى 1 هرتز عند سكون الهاتف، وترفعه إلى 30 أو 60 أو 120 هرتز، على حسب المهمة المنجزة، وبالتالي تقليل استهلاك الطاقة.
وتبدو محتويات شاشة الطراز GT 6T واضحةً تماماً حتى مع استعمال الهاتف أسفل ضوء النهار المباشر، وإن لم يف ذلك في الغرض، فإنه بوسعنا تفعيل وضع السطوع الإضافيّ، لجعل الشاشة أكثر سطوعاً من السابق، كما تدعم هذه اللوحة مجالات التدرّج اللونيّ HDR10 و Dolby Vision، وهذا ما يمكنّها من إظهار محتويات التطبيقات OTT كما هو متوقع، وسوف تعرض الألوان بدقةٍ أفضل إن قمنا بتنشيط وضع الألوان الاحترافية Pro (Cinematic) ضمن إعدادات الشاشة، وبناءً على المعطيات السابقة، تظهر صور HDR الملتقطة بكاميرا الهاتف وفق النطاق الديناميكيّ الكامل على الشاشات المدعومة بالمعيار Pro-XDR.
أداء الهاتف Realme GT 6T
جرى تشغيل هذا الهاتف بشرائح المعالجة Snapdragon 7+ Gen 3 من كوالكوم، والتي تم تصنيعها وفق تقنية 4 نانو، مرفقةً بالذاكرة العشوائية LPDDR5X ذات السعة 8 أو 12 جيجابايت، وذاكرة التخزين الدائم UFS 4.0 بسعة 256 أو 512 جيجابايت.
وبفضل تلك التجهيزات، يستطيع الهاتف GT 6T التعامل بسهولةٍ مع المهام اليومية الاعتيادية، دون أي تأخيرٍ يذكر، كما تمرّ الرسوميات على شاشة الهاتف بسلاسةٍ تامةٍ، رغم تراكم التطبيقات في الذاكرة العشوائية، وبالتالي يمكن الإشادة بسلاسة تجارب اللعب أيضاً، حتى وإن كانت مكثّفةً للغاية، كما يحدث في العناوين Call of Duty: Mobile و Asphalt Legends Unite، ومع نظام التبريد البخاريّ الكبير، لا ترتفع حرارة الهاتف عن المعتاد بعد قضاء الكثير من الوقت في جلسات اللعب أو التصوير.
تفاصيل واجهة الاستخدام
لم يخالف الهاتف GT 6T قاعدة هواتف ريلمي في طرح محتوياتها للمستخدمين وفق الواجهة Realme، وما جاءت به من إعدادات التخصيص الوفيرة، والتي تتماثل مع نظيرتها من هواتف ونبلاس، وOPPO، شاملاً ذلك أهم الميزات والتحديثات الخاصة بالذكاء الاصطناعيّ وأدواته المتاحة.
حيث تتعرّف الأداة AI Smart Loop على نوعية المحتويات التي نضغط عليها مطوّلاً، وتقترح علينا بعض الفيديوهات أو التطبيقات المشابهة لها جانباً، وينطبق ذلك على الصور أيضاً، والنصوص المختارة، ولقطات الشاشة.
ومن الجانب السلبيّ، تمتلئ هذه الواجهة بالتطبيقات نادرة الاستخدام bloatware، وكذلك تطبيقات الطرف الثالث مسبقة التثبيت، والتي يصعب التخلّص منها، فلا يمكن إزالتها أو إلغاء تثبيتها، وعلى سبيل المثال هنالك تطبيقين لوظيفةٍ واحدة وهما Google Messages و Messages للمراسلة المحلية، وتطبيقين أيضاً لإدارة الملفات Google Files و My Files، وآخرين لتصفح الويب Internet و Google’s Chrome.
ماذا عن أداء الهاتف في جلسات التصوير
يتألف نظام التصوير في الهاتف GT 6T من كاميرا رئيسيةٍ بدقة 50 ميجا بكسل، تدعم التركيز التلقائيّ والتثبيت البصريّ OIS وتلتقط الصور عبر الفتحة f/1.88 إلى جانب الكاميرا فائقة العرض ذات الدقة 8 ميجا بكسل، وفتحة العدسة f/2.2، ومن الجهة الأمامية، يقدّم لنا كاميرا سلفي بدقة 32 ميجا بكسل، ويبلغ حجم فتحة العدسة ضمنها f/2.4.
وتعتمد الكاميرا الرئيسية في هذا الهاتف على تقنية تجميع البكسل، لتخزّن الصور بدقةٍ تساوي 12 ميجا بكسل، وتبدو نتائجها غنيةً بالتفاصيل، والنطاق الديناميكيّ، فتظهر المناطق المعتمة والساطعة في الصورة بوضوحٍ مناسب، كما وصلت ألوانها إلى العمق المرضي، ومع اللجوء إلى التقريب الرقميّ x2، ستنخفض الجودة عموماً، ولهذا فمن الأفضل تجنّب التقريب في المناطق المعتمة أو اللقطات الليلية، والاكتفاء بالتقريب الافتراضيّ x1، وعندها ستكون الصور قليلة الحدّة نوعاً ما، بضجيجٍ لا يتخطّى الحدّ المألوف، بينما تسلب الألوان عمقها، وتميل إلى السطحية، وهيئة الألوان المائية.
وعند التبديل إلى وضع بورتريه، يتم فصل الحواف جيداً عن خلفية الصورة، وقد حصلت لقطات السلفي على المستويات المطلوبة من الحدة وكمية التفاصيل، والنطاق الديناميكيّ أيضاً، عند توفّر الإضاءة في المكان، فيما انتشرت الضوضاء بشكلٍ واضح مع تراجع الإضاءة وانخفضت جودة الألوان كذلك.
وتقوم الكاميرا فائقة العرض بتنعيم حواف الصورة ودمجها مع الخلفية، إلى أن تغدو الأهداف ضبابيةً حتى في ظروف الإضاءة الجيدة.
أخيراً، يمكن تسجيل الفيديوهات بدقة 1080 ميجا بكسل بواسطة كاميرات الهاتف GT 6T والحصول على كميةٍ بسيطةٍ من التفاصيل فقط، حيث يمكن زيادتها بالانتقال إلى خيار الدقة 4K، ولكن المناطق الظليلة لن تخلو من مظاهر الضوضاء، ويزداد الأمر حدةً مع انخفاض الإضاءة.
هل تكفي بطارية الهاتف GT 6T حتى نهاية اليوم
يحتوي هذا الهاتف على بطاريةٍ بسعة 5500 ميللي أمبير، تدعم قوة الشحن السلكيّ 120 واط، ويمكنها الوصول إلى نهاية اليومين الكاملين مع الاستخدامات الاعتيادية التي تخلو من الألعاب، إذ يؤدي العامل الأخير والتقاط الصور وتسجيل الفيديوهات إلى هدر الطاقة بمعدلٍ أعلى فينتهي شحن الهاتف مع انتهاء اليوم تقريباً، ويمكن إعادة شحنه بما لا يتجاوز 40 دقيقة.
الخلاصة
يحمل الطراز الأخير GT 6T من ريلمي، العديد من النقاط المرغوبة من هاتفٍ ذكيٍّ لا يتخطّ النطاق السعريّ المتوسط 450 دولار، إذ يتمتّع بهيكلٍ متين، ويعرض محتوياته بدقةٍ وسلاسةٍ مناسبةٍ للغاية، كما وينجز المهام على اختلافها بسهولةٍ أيضاً، ويدير استهلاك الطاقة وفق التقنيات الحديثة، فيحافظ على عمر البطارية قدر المستطاع، وذلك فضلاً عن أدائه المنافس ونظام التصوير ذي الإمكانيات المقنعة.