في السنوات القليلة الماضية، بدأت الشركات المصنّعة للهواتف من أمثال Xiaomi و Razer بإنتاج الهواتف الخاصة بالألعاب، والتي تراعي توفير مستلزمات اللعب للمستخدمين.
وقد توفّر الهاتف Black Shark 3 Pro بميزات متقدمة شملت شرائح مطوّرة، مكوناتٍ ماديّة جيدة، وشاشةٍ كبيرة دقيقةً وحساسة للمسات الأصابع، فهل يأتي هذا الهاتف بأفضل المواصفات المخصصة للألعاب فعلاً؟!، هذا ما سيتم التحدّث عنه في التفصيل في مقالنا الحاليّ.
تصميم الهاتف Black Shark 3 Pro
لم تبتعد شركات التصنيع لهواتف الألعاب عن الخطوط العريضة في التصميم التي اعتمدتها الشركات المنتجة للحواسيب المخصّصة للألعاب، والتي تعتبر اللاعبين عبارةً عن مجموعة الأشخاص التي تفضّل المجالات الواسعة من ألوان RGB، والتصاميم ذات المظهر العام الاحترافي.
ويمكن للهاتف Black Shark 3 Pro تحقيق ما سبق من مواصفات، إذ تم تصنيع هيكله الخارجيّ من معدن الألمنيوم اللامع الصلب بمتانةٍ لا تضاهى، وذلك تجنّباً لتعرضه للتصدّع أثناء الدخول في أشرس تجارب اللعب.
ويحتوي غلاف الهاتف الخلفيّ على فلاش يعمل على توفير إضاءة RGB، والذي تم وضعه إلى جانب نظام الكاميرات الخلفيّة، فيما تم تخصيص الجزء السفليّ لهذا الغلاف ليلائم وحدات الشحن المغناطيسية، وقد غلبت على الغلاف زخارف ثلاثية الأبعاد، بحوافٍ زرقاء مزركشة، ويعمل هذا الهاتف على توفير عوامل التوازن والاتّساق بشكلٍ يتناسب مع استخدام الهاتف لساعاتٍ طويلة من اللعب.
كما جاء الهاتف Black Shark 3 Pro بمواصفاتٍ تلائم الإمساك الجيد المحكم للهاتف وإمكانية استخدامه بيدٍ واحدة أيضاً إذ أن وزنه لم يتجاوز 253 جرام تقريباً، مما يجعله أثقل من هواتف OnePlus 8 Pro و iPhone 11 Pro بالقليل من الجرامات ومع ذلك فإنه في المقابل لا يزال أخفّ وزناً من Nintendo Switch وعليه فإن Black Shark 3 Pro يتوسّط هواتف الألعاب عامةً من حيث الوزن.
شاشة الهاتف Black Shark 3 Pro ومستويات الصوت
يأتي الهاتف Black Shark 3 Pro بشاشة OLED يبلغ قياسها 7.1 إنش، وعليه فإنها كبيرةً نوعاً ما بالنسبة للاستخدامات اليوميّة الاعتيادية فيما تعدّ شاشةً مناسبةً جداً لاستخدامها في مجالات الألعاب.
وتوفر هذه الشاشة معدّل الدقة 1440 في 3120 مستوى الدقة الذي يعرف باسم QHD، وتتميز شاشة Black Shark 3 Pro بكونها شاشةً مسطّحةً بلا حواف منحرفة، الأمر الذي يتناسب مع الجيل الجديد من مستخدمي أندرويد خاصةً وأن نوعية هذه الشاشة تدعم الألوان المشبعة والدقيقة إلى حدٍّ كبير، مع اللون الأسود العميق.
ولهذه الشاشة معدّل التحديث 90 هرتز، ومعدّل الاستجابة اللمسية 270 هرتز، بزمن الاستجابة الذي لم يتعدّى 24 ميللي ثانية، ما يعني أنها تتمتّع بالمرونة والسرعة الكافية لإرضاء المستخدمين.
ويمكّننا بالطبع مع معدل التحديث هذا الوصول إلى التجارب المثالية تقريباً في الألعاب التي تتطلب معدل التحديث 60 إطاراً في الثانية، ومع دخول هذه الشاشة في إطار المنافسة تبيّن لنا أنها تتراجع فعليّاً عن نظيرتها من الهواتف ROG Phone 2 و Nubia Red Magic 5G والتي تنتج معدّلات التحديث التي تفوق 120 هرتز، كما أمكن الوصول إلى هذه المعدلات من قبل الهواتف غير المخصصة للألعاب أمثال OnePlus 8 Pro و Samsung Galaxy S20.
وقد ادّعت شاومي أنها فضّلت تزويد الهاتف Black Shark 3 Pro بمعدّل التحديث 90 هرتز، نظراً لأن معظم الألعاب لا تدعم المعدّلات التي تفوق ذلك.
أما بالنسبة لاختبارات الصوت فقد أثبتت مقدار الجودة العالية لمكبرات الصوت الثنائية التي يمتلكها الهاتف في واجهته الأمامية فضلاً عن احتوائه على مقبس السماعات المفضّل من قبل العديد من اللاعبين المحترفين.
أداء الهاتف والألعاب
يعمل الهاتف Black Shark 3 Pro بأفضل الشرائح المتوفرة حالياً Snapdragon 865، مرفقةً بمجالٍ من السعات المختلفة لذاكرة الوصول العشوائي السريعة LPDDR5 والتي تتراوح سعاتها ما بين 8 إلى 12 جيجابايت، مع وحدة التخزين الدائم UFS 3.0 التي تصل سعتها في بعض الإصدارات إلى 512 جيجابايت.
وقد أضافت الشركة المصنّعة إلى الهاتف Black Shark 3 Pro الكثير من الميزات والتحسينات التي شملت نظام التبريد السائل، حيث يتسبّب ارتفاع درجة الحرارة أثناء ممارسة الألعاب في اختناق وحدة المعالجة المركزية وتباطؤ العمل، ومن الممكن أن يتراجع الهاتف Black Shark 3 Pro عند مقارنته بهواتف أندرويد الأخرى من حيث السرعة، إلا أنه في واقع الأمر يحافظ على سرعته وأدائه لفترةٍ أطول نسبياً بالنظر إلى منافسيه.
ويمكن القول أن لهذا الهاتف القدرة على البقاء في درجة الحرارة المناسبة حتى مع ممارسة الألعاب لفترةٍ طويلة، وقد أُثبت لنا ذلك عند اختباره بجولاتٍ طويلة من الألعاب الثقيلة PUBG Mobile أو CoD Mobile،
كما أننا نستطيع رفع جودة الأداء لنظام التبريد في الهاتف Black Shark 3 Pro وذلك بتفعيل الميزة FunCooler Pro إلا أن هذه الميزة تترافق مع استنزاف البطارية لذا من الأفضل استخدامها عند تواجد الهاتف بالقرب من مصدر الطاقة.
ولم يسجّل هذا الهاتف أيّ تعثّراتٍ في الأداء بالرغم من تفعيل الحدود القصوى لمعدّلات الرسوميات أثناء ممارسة الألعاب الضخمة PUBG Mobile و CoD Mobile، وبالنظر إلى متطلبات الألعاب المختلفة نجد أن الهاتف Black Shark 3 Pro يتقدّم بحافته المليئة بالأزرار ذات الوظائف المختلفة والمتنوّعة.
وبمجرّد التمرير من أعلى الزاوية اليمنى للهاتف باتجاه الداخل سيتم تنشيط التطبيق المخصّص للألعاب، ما يؤدي إلى بروز اثنين من الأزرار الجانبية إلى الأعلى من داخل الهيكل الخارجي للهاتف، لنتمكّن من استخدامهما كأزرارٍ افتراضية لتفعيل ميزةٍ ما أو تنشيط تطبيقٍ معيّن، على سبيل المثال يمكننا تعيين أحدهما لتصوير اللعبة والآخر للتصويب، ولعلّ هذا ما يفضّله بعض المستخدمين الذين لا يرغبون في استخدام المقابض التي يجري توصيلها في الهاتف عبر Bluetooth.
ويطلق على وضع الألعاب المخصّص اسم Shark Space 3.0، الذي أمكن تفعيله من خلال التمرير على الحافة اليمنى للهاتف، وعند تفعيله يتم تنشيط واجهة الاستخدام المخصّصة التي تمكّننا من تشغيل الألعاب، وإدارة الملحقات الماديّة الطرفية في الهاتف، لضمان تفاعل الهاتف معها أثناء اللعب.
نظام التصوير، البطارية وأشياء أخرى
لم تختلف كاميرات الهاتف الجديد Black Shark 3 Pro عمّا جاء به الهاتف السلف Black Shark 3 ذي السعر الأرخص، ويتألف نظام التصوير هذا من كاميرا رئيسية تعمل بدقة 64 ميجا بكسل، مزوّدةً بعدسة فائقة الاتساع بدقة 13 ميجا بكسل، وأخيراً مستشعر العمق ذي الدقة 5 ميجا بكسل، ويمكن لهذه الكاميرات مجتمعةً إنجاز اللقطات المناسبة في ظروف الإضاءة الجيدة، إلا أنها قد تبدو مضاءةً بشكلٍ مفرط، عند التصوير بضوء النهار الساطع، كما نلاحظ مستويات التشبّع الزائدة في اللونين الأحمر والبرتقالي، فيما نجد أن كاميرات الهاتف OnePlus 8 Pro تقوم بالأداء الأفضل خاصةً عند التصوير في الإضاءة المنخفضة والوضع الليلي.
ومن الجدير بالذكر أن الهاتف Black Shark 3 Pro يدعم الاتصال بالإنترنت عبر شبكات الجيل الخامس 5G، إلا أنه لا يدعم ميزات الدفع عن بعد NFC، بأيّ طريقةٍ كانت، سواءً من خلال توصيل الأجهزة الطرفية اللاسلكية أو غيرها من الطرق، الأمر الذي بات ميزةً أساسية يفضّلها الكثير من المستخدمين، ولكنه في المقابل قادرٌ على الشحن لاسلكياً، عن طريق شراء الشاحن اللاسلكي بشكلٍ منفصلٍ عن الهاتف.
كما أن استخدام الواجهة JoyUI 11 على الهاتف Black Shark 3 Pro يعدّ أمراً شائكاً وبعيداً عن ميزات الواجهات المعتادة من أندرويد، حيث تأتي هذه الواجهة بالمظاهر الجديدة كلياً، وصعبة التعامل، ناهيك عن كونها تحتوي الكثير من التطبيقات الفائضة عن الحاجة bloatware، واختفاء الميزة Google Feed.
وللحديث عن البطارية، يمكننا القول أن للهاتف Black Shark 3 Pro بطاريته الكبيرة التي تبلغ سعتها 5000 ميللي أمبير، ونظام التبريد الفائق، إلا أن هذه الميزات لم تتمكّن من وضع الهاتف في مستويات الطاقة العالية والفترات الطويلة من العمل.
حيث يمكننا استخدامه لمدةٍ جيدة نسبياً من الاستخدامات اليومية، بينما يختلف الأمر عند ممارسة الألعاب بشكلٍ مكثّف، حيث أن الطاقة ستنفذ بسرعةٍ حينها كما يحصل في بقية الهواتف المنافسة الأخرى تماماً.
وعند اختبار البطارية لهذا الهاتف تبيّن أنها قادرةً على الاستمرار لمدةٍ تبلغ 15 ساعة تقريباً، مع تصفّح الويب والتقاط بعض الصور، أما في حال تفعيل الوضع المخصص للألعاب، ستستمر هذه البطارية لساعةٍ تقريباً مع تفعيل الإعدادات القصوى في اللعبة، ما يعني بالنتيجة أنها ليست سيئةً للغاية حتى مع تفعيل هذا الوضع.
الخلاصة
لا زال بإمكاننا الحكم على هواتف الألعاب التي تصنّعها Apple أنها من أفضل ما تم تقديمه في هذا المجال، إلا أن OnePlus 8 Pro جاء بأفضل واجهة استخدامٍ تقريباً، وبميزاتٍ تناسب اللاعبين، كما يتقدّم الهاتف Black Shark 3 Pro بتجربةٍ مميّزة مع الألعاب، فضلاً عن احتوائه على شاشة OLED الضخمة فائقة الاستجابة، الأداء عالي المستوى، نظام التبريد السائل ،أزرار التخصيص، وتناسبه مع الألعاب التي تعتمد المنصات البرمجية المختلفة، ناهيك عن بطاريته التي تستمر لمدةٍ لا بأس بها على الإطلاق بالرغم من كثافة الألعاب وغيرها الكثير من المواصفات المحسّنة وبسعرٍ لم يتجاوز 750 دولار.