حصلت هواتف أبل الأخيرة خلال الأعوام الماضية على غالبية الميزات المطلوبة حالياً من التصوير الدقيق، الأداء السلس والأدوات الاحترافية التي تسهّل عملية التواصل بين المستخدمين، ونتيجةً لذلك لم تختلف أجيال أيفون الجديدة عن سابقاتها في الكثير من المواصفات حتى في أرقى طرازاتها لا سيما الهاتف iPhone 15 Pro Max، حيث جاء الأخير بالقليل فقط من السمات الإضافية في مجال التصوير والتصميم والأداء ولكنها كافية فعلياً لتقدّم الهواتف الذكية خطوةً نحو الأمام.
تصميم العام الماضي بإطار جديد
استبدلت أبل إطار هواتفها المعدني المصنّع من الستانلس ستيل بآخر من التيتانيوم الذي يزيد لمعاناً عن الأجيال السابقة، ويخفّ وزناً عنها بنسبة 10%، ومع ذلك فإن تغليف الهواتف الذكية بهذا النوع من الإطارات لا يزيد من متانتها أو يعزّز قدرتها على مقاومة الخدوش وحوادث التصدّع أو حتى انطباع بصمات الأصابع، بينما يمنحها في المقابل مظهراً مختلفاً عن البقية، خاصةً مع ألوانه الثابتة التي شملت كلاً من اللون الرماديّ الطبيعيّ لمعدن التيتانيوم، والأسود غير الداكن، واللون الأبيض غير اللامع، وأخيراً الأزرق الداكن.
وقد حلّ المنفذ USB-C في الهاتف iPhone 15 Pro Max مكان المنفذ القديم Lightning، مع أن سرعة الشحن لم تزد عمّا كانت عليه في طراز العام الماضي، ولكن مع المنفذ الجديد USB-C نستطيع استخدام نفس الكابل لشحن هاتف أيفون، وأجهزة MackBook، وغيرها من الأجهزة الرقمية، كما تدعم الهواتف iPhone 15 Pro سرعات النقل USB3، عبر هذا المنفذ، وبالتالي يمكن استخدامه لنقل الفيديوهات بين الأجهزة بشكلٍ أسرع من السابق، وتوصيل الهاتف مع محرك أقراصٍ خارجية، وحفظ تسجيلات الفيديو على هذا القرص مباشرةً، وذلك لتجنّب حفظها على الهاتف، واستهلاك الكثير من مساحة التخزين، كما يفيد ها المنفذ بتوصيل الهاتف مع الشاشات الخارجية لتعرض محتويات الهاتف بزمن وصول صغير نسبياً، وهذا ما ينعكس إيجاباً على تجارب اللعب على الشاشات وبثّ الصوت إلى أجهزة التكبير الصوتيّ.
وعلى خلاف هواتف أبل الماضية، يحتوي iPhone 15 Pro Max على زر الإجراءات الجانبيّ اللمسيّ بدلاً من زر الانزلاق السابق on/off، وبالضغط على هذا الزر مطوّلاً يتم كتم أو إلغاء كتم الصوت، مرفقاً ذلك بنمط اهتزاز يساعد المستخدم على التمييز بين الوضعين دون النظر إلى الهاتف، وفضلاً عن ذلك يمكننا تغيير الوظيفة الأساسية لهذا الزر وتخصيصه لضبط وضع التركيز Focus، أو تشغيل تطبيق الكاميرا، أو تشغيل الفلاش، والبدء بتسجيل الصوت، وتشغيل المكبر، وتفعيل ميزات سهولة الوصول، وإنشاء الاختصارات، كما يمكن لتحديثات النظام iOS أن تأتي بالمزيد من الميزات لهذا الزر.
شاشة الإظهار والمكبرات الصوتية
تماثلت هواتف هذا العام iPhone 15 Pro مع نظيراتها من العام الماضي من حيث دقة العرض وإمكانيات الشاشة وحجمها أيضاً، فلا زالت محاطةً بالحواف الرقيقة، تدعم الألوان عالية الدقة ونطاقات HDR المناسبة، وكذلك السطوع الجيد، حيث تقوم بتشغيل 1200 وحدة إضاءة أثناء تفعيل الوضع الديناميكيّ القياسيّ، و1600 وحدة في المناطق الظليلة وما يصل إلى 2000 وحدة إضاءة في المناطق المشمسة بالغة السطوع وبالتالي ستبدو محتويات الهاتف واضحةً جداً حتى في ضوء النهار المباشر.
وقد وضعت أبل بعض الضوابط التي تتعلق بالتصميم الداخلي لهواتفها الجديدة، وذلك لتسهيل عمليات الصيانة واستغلال المساحة الداخلية بأفضل شكلٍ ممكن، وبعد الالتزام بهذه الضوابط تم تزويد الهاتف iPhone 15 Pro Max بتجهيزاتٍ صوتيةٍ مشابهةٍ لطرازه السلف، مع جودةٍ مناسبةٍ للميكروفون.
كاميرات آيفون 15 برو ماكس .. تغيّراتٌ طفيفةٌ في التقريب
لم تغيّر كاميرات الهاتف iPhone 15 pro max أياً من مستشعراتها التي وردت مسبقاً في الطراز 14 Pro Max، وبالتالي يمكننا توقّع النتائج ذاتها من الكاميرا الرئيسية العريضة ذات الدقة 48 ميجا بكسل، وكذلك الكاميرا فائقة العرض والسلفي الأمامية، بينما تميّز الهاتف 15 Pro Max عن أشقائه بامتلاك مستشعرٍ جديدٍ للتقريب telephoto، وآخر بيروسكوب للوصول إلى نسبة التقريب البصريّ x5، أي ما يعادل 120 مم، فيما اقتصر الطراز iPhone 15 Pro على تأمين نفس الكاميرا ذات الدقة 12 ميجا بكسل، ولكن بتقريبٍ بصريٍّ لا يتجاوز النسبة x3 كما في العام الماضي.
ومع هذه النسبة المحسّنة من التقريب، يستطيع الهاتف Pro Max أن يصل إلى مستوى هواتف أندرويد المميّزة وقدراتها في التقاط التفاصيل عن بعد، كما ينتهي بنا التبديل إلى نسبة التقريب x10 في الحصول على لقطاتٍ أكثر وضوحاً بالمقارنة مع تلك التي يتم التقاطها بواسطة كاميرا الهاتف iPhone 15 Pro وما يسبقه من طرازات برو.
ومن الناحية البرمجية، زوّدت أبل تطبيق الكاميرا في هذا الهاتف بالوضعين HEIF و JPEG وتفعيل أحدهما سيؤدي إلى إنتاج الصور افتراضياً بالحجم 2 ميجا بكسل وتدعيمها بتقنيةٍ جديدةٍ في المعالجة، كما يمكن حالياً حفظ اللقطات الاحترافية 48 ميجا بكسل وفق الصيغة HEIF Max بدلاً من ProRaw وبالتالي تقليص مساحة التخزين بما يعادل 15 مرة، مع أساليب أقل في التحكّم بعمليات المعالجة اللاحقة.
كما يحتوي تطبيق الكاميرا في هذا الهاتف على ثلاثة خياراتٍ للتحكّم بعرض اللقطات، حيث يتم إنتاجها افتراضياً بعرض 22 مم مع نسبة التقريب الأساسية x1، ولكن مع النقر على الزرّ x1 نستطيع التبديل إلى خياريّ العرض 28 مم أو 35 مم، فيتم التقاط الصور بهذه الطريقة وفق الدقة 2 ميجا بكسل، بينما يجري استخدام العديد من بكسلات المستشعر في الكاميرا لتجميع أكبر قدرٍ ممكنٍ من التفاصيل، على غرار عمليات التقريب الرقميّ، ولكن تبدو الصور أكثر وضوحاً وأعلى حدةً من تلك التي ينتجها التقريب الرقميّ المعتاد.
وعند التقاط صورةٍ لإنسانٍ أو حيوان، تعمل مستشعرات الهواتف iPhone 15 على تمييزه والتركيز عليه تلقائياً، ودراسة عمقه مقارنةً ببقية أجزاء الصورة، علماً أنه بالإمكان تفعيل الوضع بورتريه يدوياً في تطبيق الصور، وضبط عمق الهدف واختيار نقطةٍ محددةٍ للتركيز عليها.
وإن أردنا تسجيل أحد الفيديوهات بواسطة كاميرات الهاتف iPhone 15 Pro Max يمكننا التصوير بالصيغة الاحترافية Log color والتي تدعم مجال الألوان المسطّحة وتقوم بالمعالجة اللاحقة للتفاصيل، أو الاعتماد على التقنية ProRaw وتسجيل 60 إطاراً في الثانية بدقة 4K، حيث يحتاج الأمر إلى توصيل الهاتف بمحرك أقراص خارجيٍّ عبر المنفذ USB-C وذلك بواسطة الكابلات USB3، مع أن الكابل المرفق في علبة الهاتف ليس إلا كابلاً من النوع USB2، وقد جاءت أبل لهذا العام بتقنية LUT لتحويل مقاطع الفيديو ProRaw إلى محتوى HDR، حيث تحتوي هذه المقاطع على مجالٍ أعرض من البيانات وبالتالي تحكّم أفضل في عمليات المعالجة اللاحقة لمقاطع الفيديو، لا سيما عند استخدام أحد برامج المونتاج مثل Adobe Premiere وFinal Cut Pro.
وأخيراً، يمكن لعمليات المعالجة اللاحقة في هذا الهاتف أن تتسبّب في زيادة تشبّع الصور أو حدّة ألوانها، بينما تزيد من دقتها إلى 24 ميجا بكسل، فتظهر التفاصيل بشكلٍ واضحٍ تماماً.
أداء الهاتف 15 Pro Max بشرائحه المطوّرة
ورث الهاتف الاساسيّ iPhone 15 شرائح المعالجة A16 Bionic من طرازات Pro في العام الماضيّ، بينما جرى تشغيل الهاتفين iPhone 15 Pro بالشرائح الأحدث A17 Pro، والتي أرفقت بذاكرةٍ عشوائيةٍ تبلغ سعتها 8 جيجابايت، مع أن ذاكرة الهواتف Pro لم تعلُ في السابق عن السعة 6 جيجابايت، ونتيجة للترقية الحالية لهواتف Pro، تحسّن عمل وحدة المعالجة المركزية ضمنها بنسبة 10%، كما تحسّن أداء وحدة الرسوميات بنسبة 20%، وقد بدا ذلك واضحاً في اختبار الرسوميات 3DMark Solar Bay.
على الجانب السلبيّ ونظراً لاهتمام الكثير من المستخدمين الحاليين بألعاب الفيديو، روّجت أبل لمجموعة هواتفها الجديدة iPhone Pro بكونها قادرةً على التحكم في الألعاب على الشاشات الكبيرة بدلاً من المقابض المعتادة، بينما كشفت اختبارات الهواتف في هذا المجال عن تأخيرٍ واضحٍ في الدقة وسلاسة الرسوميات بشكلٍ عام، كما أصبحت هذه الهواتف ساخنةً جداً بعد استعمالها في تشغيل الألعاب المكثّفة، أو استخدامها أثناء الشحن، ولم ينتهي الأمر عند هذا الحدّ بل يتسبّب تشغيل الألعاب المتقدّمة في حالةٍ من الاختناق الحراريّ للهاتف، فيتراجع الأداء مباشرةً، مع تباطؤٍ واضحٍ في الإطارات.
ماذا عن عمر البطارية
يقترب الهاتف iPhone 15 Pro Max من سلفه 14 Pro max من حيث عمر البطارية رغم تضمينه المعالج الأعلى سرعةً ونشاطاً، إذ استطاع الوصول إلى العدد ذاته من ساعات العمل تقريباً، والتي تبلغ حوالي 13 ساعة، وبالرغم من استبدال منفذ الشحن المعتاد من أبل بآخر USB-C ، إلا أنه لا يزال بطيئاً في استقبال الطاقة فيحتاج لملء بطاريته الداخلية إلى ساعةٍ أو أكثر بقليل، فيما انعكس استبدال المنفذ إيجاباً على شحن الهاتف للأجهزة الملحقة الأخرى، فأصبح يعطي الطاقة بقوة 4.5 واط لكلٍّ من سماعات AirPods، وساعة أبل الذكية، وحتى الهواتف الذكية الأخرى متضمّناً ذلك هواتف أندرويد التي تدعم الميزة USB Power Delivery.
في الخلاصة نقول
تقلّص عدد التقنيات الجديدة التي تضيفها أبل إلى منتجاتها الجديدة وخاصةً في الهواتف المميّزة لهذا العام iPhone 15 Pro فاقتصر تحسين نظام التصوير في الهاتف 15 Pro max على إضافة ميزة التقريب الجديدة، وإمكانية حفظ الفيديوهات مباشرةً على قرصٍ خارجيٍّ يتصل مع الهاتف، كما أجريت بعض التعديلات على التصميم بهدف تخفيف وزن الهواتف، ولكن لم يحظ أداء وعمر البطارية بأيّ تحسينٍ يذكر مقارنةً بهاتف العام الماضي، وفي نهاية الأمر حصل هذا الهاتف على سعر مرتفع يقارب 1340 دولار.