أطلقت سامسونج العديد من أجيال Galaxy Fold القابلة للطيّ أفقياً خلال السنوات الأخيرة، فكانت تحسّن من قدرات هذه الهواتف مع كل جيلٍ جديدٍ لها، وقد أطلقت مؤخراً هاتفها الجديد Galaxy Fold4 بمواصفات متقدّمة، حيث المتانة الكبيرة في التصميم، والكفاءة العالية في الأداء والتصوير، إلا أن مجاله السعريّ لا يزال مرتفعاً بعض الشيء.
فهل يتفوّق مقابل ذلك على منافسيه من إصدارات الشركات الأخرى، هذا ما ستجيب عنه كامل تفاصيل الهاتف في الفقرات التالية.
التصميم والهيكل الخارجي
لم يتغيّر شكل الهاتف Fold4 عن جيله السابق عموماً، فلا يزال يأخذ شكل الكتاب القابل للطيّ أفقياً، ويحتوي على شاشةٍ كاملةٍ في الخلف، تمتدّ على طول إحدى الطيّتين، بينما جرى تقصير الشاشة الداخلية لهذا الطراز بمقدار 3.1 مم، وتعريضها بنفس المقدار مقارنةً بهاتف العام الماضي Fold3، وذلك بغاية تحسين الأبعاد لكلا شاشتي الهاتف.
وقد بات الطراز الأحدث من السلسلة Fold أخفّ وزناً من السابق حيث أنه لا يتعدّى 263 جرام، ولكنه لا يزال بنفس السماكة تقريباً حيث يصل إلى 6.3 مم عند استخدامه مفتوحاً و15.8 مم في حال طيّه إلى قسمين.
من ناحيةٍ أخرى، أعاد لنا الهاتف Fold4 ذكر هيكل وإطار الألمنيوم المتين Armor Aluminium، وأضاف الزجاج Gorilla Glass Victus+ لحماية الشاشة الخارجية والزجاج الخلفيّ من حوادث التصدّع والخدش، وكذلك لحماية المفصلة الجديدة وبقية الأجزاء الخلفية.
وعند طيّ هذا الهاتف إلى قسمين سنجد بأن نظام المفصلة الجديد لم يصلح مشكلة الانغلاق غير التام لقسمي الهاتف، فلا زالت المسافة واضحةٌ بينهما، وهذا ما يسمح بمرور الغبار فعلياً إلى الشاشة الداخلية، الأمر الذي يعد مصدراً مهماً للقلق لدى مستخدمي الهاتف حيث أنه لا يقاوم الغبار رغم دعمه لمعيار مقاومة الماء IPX8.
وقد بادرت العلامات التجارية الأخرى بإطلاق إصداراتها القابلة للطيّ أفقياً، مع مراعاة الطيّ الكامل لقسميّ الهاتف، بينما لم تقم سامسونج بأي جهودٍ في هذا الاتجاه.
شاشات الهاتف Galaxy Fold4
بعد تغيير أبعاد الشاشات في الهاتف Galaxy Fold4 أصبح قياس شاشته الخارجية 6.2 إنش، فيما بلغ حجم الشاشة الداخلية 7.6 إنش، ونتيجةً لهذا التعديل أصبحت تجربة العرض أقصر وأثخن من السابق في كلا الشاشتين، حيث تقوم الشاشة الخارجية منهما بعرض محتوياتها وفق الأبعاد 23.1:9، مع أبعادٍ تساوي 21.6:8 لمحتويات الشاشة الداخلية.
تعمل شاشة الهاتف الخارجية وفق تقنية العرض AMOLED، فتظهر لنا مكوناتها بالدقة 904×2316 بكسل، وذلك بمعدل تحديث الإطارات 120 هرتز، ونسبة السطوع الأقصى 720وحدة إضاءة، بحيث يتم تشغيل جميع هذه الوحدات عند استخدام الهاتف في ضوء النهار الساطع.
وقد سعت الشركة المصنّعة سامسونج إلى تضييق عرض هذه الشاشة بغرض تسهيل استخدامها بيدٍ واحدةٍ، إلا أن هذا التعديل لم يكن كبيراً بالدرجة التي تسمح للمستخدمين بالرد على الرسائل الواردة بيدٍ واحدة.
لم تتوقف جهود سامسونج عند هذا الحدّ في حل مشاكل الجيل السابق من هواتف Fold، وإنما بادرت بتضييق المفصلة أيضاً وزيادة متانتها، وادّعت بأن مفصلتها الجديدة وزجاجها القابل للطيّ، سيكونان على استعدادٍ تامٍ للقيام بما يصل إلى 200 ألف طيةٍ دون أي مشاكل خلال فترة استخدام الهاتف، وهذا يعني 280 طيةً في اليوم لمدة عامين.
ويشير نظام المفصلة الجديد إلى عودة مشكلة التجعيد ثانيةً إلى شاشة الهاتف الداخلية الواسعة، حيث يبدو التجعيد ملحوظاً في معظم الأوقات، بينما يتم تعويض ذلك بقدرة الشاشة الداخلية على العمل بتقنية العرض AMOLED ومعدل التحديث 120 هرتز، ودعمها لمجال الألوان HDR10+ وكذلك سطوعها إلى حدود 754 وحدة إضاءة، وبمجموع ذلك سيبدو العرض واضحاً ودقيقاً جداً ومناسباً لتصفّح المحتويات على هذه الشاشة الكبيرة وفي مختلف بيئات الاستخدام.
كفاءة الهاتف Fold4 في التصوير
لم يتخلّ الهاتف Fold4 عن فكرة الكاميرا أسفل شاشته الداخلية، فوضع هذه الكاميرا في مكانٍ يسهل تحديده ضمن الشاشة وحسّن من جودتها نوعاً ما، لتعمل بدقة 4 ميجا بكسل، وبفتحة عدسة f/1.8، كما أضاف لهذه الكاميرا أدوات معالجة الصور لتبدو لقطاتها أفضل مما كانت عليه في هاتف العام الماضي، إلا أنها ليست من النوع الذي يعتمد عليه في التقاط الصور الشخصية سيلفي وإنما ستكون مفيدة لإنشاء مكالمات الفيديو على الشاشة الداخلية الأكبر.
أما عن صور السلفي فيمكن التقاطها بواسطة الكاميرا المحسّنة التي تقع وسط الحافة العليا من الشاشة الخارجية، والتي تعمل بدقة 19 ميجا بكسل، وفتحة العدسة f2.2، حيث يمكننا الحصول على مردودٍ أفضل من هذه الكاميرا، ولقطاتٍ يمكن مشاركتها في مواقع التواصل الاجتماعيّ.
وقد تم استبدال الكاميرات الخلفية الثلاث ذات الدقة 12 ميجا بكسل من الجيل السابق Fold3 ، بإعدادٍ مماثلٍ لنظام التصوير في الهواتف الرائدة الحالية من أمثال S22 و S22+ والذي يتألف من كاميرا رئيسية تعمل بدقة 50 ميجا بكسل، وعدسة للتقريب 3X وبدقة 10 ميجا بكسل، وكاميرا أخيرة فائقة العرض بدقة 12 ميجا بكسل.
وبالمقارنة مع الهاتف Fold3 سنلاحظ احتواء لقطات الكاميرا الأساسية على المزيد من التفاصيل، فضلاً عن امتلاكها الألوان الحيوية والنطاق الديناميكيّ المناسب، سواءً تم التصوير في ظروف الإضاءة الجيدة أو المنخفضة، كما يضاف إلى ذلك وضع بورتريه المحسّن وقدرة الهاتف على الجمع ما بين التثبيت البصريّ للصور، وفتحة العدسة الأكبر f/1.8 واستخدام هذا المجموع في جلب إضاءةٍ أعلى بمقدار 23% عند التصوير في ظروف الإضاءة الليلية، وحصولنا بالتالي على تفاصيل أكثر وسطوعٍ أكبر.
كما يمكن اعتبار المستشعر البصريّ المحسّن 10 ميجا بكسل من أهم الإضافات التي حصل عليها الجيل الأحدث Fold4، حيث تقدّم هذا المستشعر على نظيره من طراز العام الماضي، بقدرته على تحقيق التقريب الرقميّ 10X والذي يمكنه الامتداد حتى المجال 30X مع استخدام تقنية Space Zoom من سامسونج، رغم أن نسبة التفاصيل ستنخفض بشكلٍ كبيرٍ عند هذا الحدّ من التقريب، ومع ذلك سيحصل المستخدم على لقطاتٍ لا بأس بها من حيث الجودة واكتشاف الحواف.
أما عن الكاميرا فائقة العرض 12 ميجا بكسل فقد حافظت على مقوّماتها من العام الماضي دون أي تغيير، حيث أنها تستطيع التقاط مقدارٍ جيدٍ من التفاصيل ضمن إطارٍ عريضٍ يبلغ 123 درجة، بينما تظهر علامات التلطّخ بالقرب من حواف الصورة، ولكن الألوان والنطاق الديناميكيّ فلا يختلفان إطلاقاً عمّا تنتجه الكاميرا الرئيسية.
ومن شأن الميزة Cover Screen Preview تحسين تجربة التصوير أيضاً، حيث تتيح لنا التقاط الصور الشخصية من خلال مستشعرات الكاميرا الخلفية، وفتح الهاتف من أجل استخدام الشاشة الخارجية لمعاينة الصورة قبل التقاطها، وسوف يكون بوسعنا أيضاً اختيار عرض اللقطات الأخيرة على الشاشة الخارجية والداخلية معاً لمعاينتها بشكلٍ أفضل.
أخيراً، يدعم الهاتف Fold4 تسجيل مقاطع الفيديو بدقة 8K على نحوٍ غير مسبوق بالمقارنة مع بقية الهواتف الأخرى القابلة للطيّ، حيث يميل معظم هذه الهواتف إلى استخدام دقةٍ أقل لتحقيق الاستفادة الأكبر من خاصية التثبيت الرقميّ للإطارات مع مراعاة ظروف الإضاءة المنخفضة.
واجهة الاستخدام وفترة التحديثات
بالرغم من قلة عدد الهواتف القابلة للطيّ التي حصلت على النظام الأحدث Android 12L، إلا أن Galaxy Fold4 كان واحداً منها، حيث تم تشغيله بهذا النظام، مع واجهة الاستخدام OneUI 4.1، والتي تدعم بدورها شريط المهام في الأسفل، إذ يعتبر الأخير إضافةً مفيدةً جداً لعرض آخر التطبيقات المفتوحة على شاشة الهاتف الداخلية، وذلك للوصول إليها بشكلٍ أسرع.
كما يمكننا استخدام ميزة تقسيم الشاشة أيضاً، وسحب إحدى الأيقونات من شريط المهام لإفلاتها في المكان المناسب، حيث يستطيع الهاتف Fold4 تشغيل ثلاثة تطبيقات معاً، من خلال فتح اثنين منهما في وضع تقسيم الشاشة والثالث في نافذةٍ عائمةٍ أعلاهما، أو اللجوء إلى ميزة Edge Panel “اللوحة الجانبية” التي يمكن سحبها من طرف الشاشة لعرض تطبيقٍ ما.
وبفضل وضع Flex Mode المدعوم من قبل سامسونج، يمكن للمستخدم عرض أحد التطبيقات منتشراً على قسميّ الشاشة بحيث يتم عرض محتويات يوتيوب أو إنشاء مكالمات الفيديو من خلال التطبيق Google Meet في أحد أقسام الهاتف واستخدام القسم الآخر كلوحةٍ لمسية.
أما بالنسبة إلى التطبيقات غير المدعومة من قبل Flex Mode فيمكن تشغيلها في هذا الوضع أيضاً وذلك بسبب دعم الهاتف أساساً لخاصية تقسيم التطبيق إلى قسمين لتوفير لوحة مفاتيح ولوحةٍ لمسيةٍ في القسم السفليّ، فيتمكّن المستخدم من استعمال الهاتف كحاسبٍ محمول.
وقد تستفيد بعض التطبيقات الشائعة مثل فيسبوك، واتساب، مسنجر ونيتفليكس من العرض الواسع ضمن الشاشة الداخلية للهاتف، بينما تعاني معظم التطبيقات الأخرى من نسبة العرض إلى الارتفاع في هذه الشاشة، فلا يمكنهم الاستفادة من تجربة الشاشة الكبيرة حيث يخطئ إنستجرام في عرض الصور والفيديوهات ضمن وضعية ملء الشاشة، وهنا سيكون من الضروري معالجة الأمر بفرض الأبعاد 16:9 على الشاشة الداخلية، وهذا ما يلغي فائدة المساحة الإضافية منها.
نهايةً، وعدت سامسونج هاتفها الأحدث Galaxy Fold4 بأربع سنواتٍ من تحديث النظام الرئيسيّ، حتى الوصول إلى Android 16، وخمسة أعوامٍ أيضاً من تحديثات واجهة الاستخدام.
ميزات وأداء الهاتف Galaxy Fold4
كبقية الهواتف الرئيسية الحالية، جرى تزويد الهاتف القابل للطيّ Fold4 بشرائح المعالجة الأحدث حتى الآن من كوالكوم Snapdragon 8+ Gen 1، مع 12 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائية وثلاثة سعاتٍ لوحدة التخزين الداخليّ بحجم 256 أو 512 جيجابايت أو 1 تيرابايت.
وكما هو متوقّعٌ من هذه الأرقام، فإن أداء الهاتف سريع جداً ولا يتعثّر أمام تعدّد المهام، حتى عند تشغيل ثلاثة تطبيقاتٍ على الشاشة في وقتٍ واحد، وذلك بفضل تكامل عمل المعالج مع معدل التحديث المرتفع لشاشة العرض 120 هرتز، حيث تبدو عمليات التمرير سلسة للغاية، وهذا ما ينطبق على الألعاب أيضاً، إلا أن مشاكل أبعاد الشاشة قد تؤثر سلباً على بعض تجارب اللعب.
وقد بلغت نتائج اختبار الهاتف Fold4 مستوياتٍ متقاربةٍ جداً مع الهواتف الرئيسية الأخرى من سامسونج وغيرها من العلامات التجارية المنافسة أيضاً، حيث أنه يبلي بلاءً حسناً في عرض الرسوميات والمحتويات على اختلافها، كما يحافظ على الطاقة بكفاءةٍ عاليةٍ مع شرائحه الأحدث، ويدعم شبكات الاتصال 5G، بالإضافة إلى التقنيات المتقدّمة Wi-Fi 6e، Bluetooth 5.2، وNFC، ذلك فضلاً عن تأمينه لقارئ البصمات الجانبيّ المتوافق مع قفل الهاتف وتطبيقات الدفع أيضاً.
كم تدوم بطارية الهاتف Fold4؟
يتّبع هذا الهاتف نظام البطارية المقسّمة إلى قسمين، وذلك للحفاظ على رقة الهاتف، فتقدّم هاتين الخليّتين سعةً مشتركةً تساوي إلى 4400 ميللي أمبير، أي أنها بحجمٍ مماثلٍ لبطارية الجيل السابق، بينما تضع تقنيات الشرائح الأحدث من كوالكوم بصمتها الواضحة في الحفاظ على طاقة البطارية هذه المرة، ليصل الهاتف إلى نهاية يومٍ كاملٍ من التصفّح وقراءة النصوص، وتمرير مقاطع تيك توك باستخدام كلا الشاشتين، علماً أنه بإمكاننا الحصول على المزيد من الوقت في حال استخدام الشاشة الخارجية فقط.
يدعم Fold4 قوة الشحن 25 واط، وتدعي سامسونج بأن شحن 50% من البطارية سيحتاج إلى 30 دقيقةً، فيما تبيّن أثناء الاختبار بأننا نحتاج إلى ما يقارب الساعة للحصول على هذه النسبة من الطاقة.
أخيراً، لم يحصل Fold4 على الشاحن في علبة الهاتف، كما بقية الهواتف الرائدة الأخرى من سامسونج.
خلاصة القول
أصلحت سامسونج غالبية الأخطاء التي وردت في هاتف العام الماضي Galaxy Fold3، وأضافت لجيلها الأحدث Fold4 الكثير من التحسينات وعلى مختلف الأصعدة، كنظام التصوير، وواجهة الاستخدام وكفاءة استهلاك الطاقة، وكذلك سلاسة العرض والأداء لمختلف أنواع المهام، كما زادت متانة الهاتف أيضاً، ولكنها أبقت على الفجوة السابقة ما بين طيّتي الهاتف، ولم تجهّز كافة التطبيقات للعمل وفق الأبعاد الجديدة لشاشة العرض، وبعد كل هذه الإيجابيات والسلبيات للهاتف حصل على النقطة السعرية 2250 دولار لنسخته ذات المساحة التخزينية الأكبر.